تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تعديل وصلة
سطر 29: سطر 29:  
وفى مجال الدراسات التاريخية، كثرت أعمال البحث والتنقيب فى المصادر والوثائق غير التقليدية لكشف التاريخ المنسى والمهمل للنساء فى العصور الإسلامية الوسيطة وما قبل الحديثة فى مناطق العالم الإسلامى كافة، لإعادة بناء [[تاريخ النساء]] وتحليله وتفسيره فى ضوء الحاضر، خاصة قضايا المجال العام والخاص، والعمل، والكسب، والحضور فى الحياة العامة، والاختلاط، والاشتراك فى تعليم ونقل العلوم الإسلامية...إلخ
 
وفى مجال الدراسات التاريخية، كثرت أعمال البحث والتنقيب فى المصادر والوثائق غير التقليدية لكشف التاريخ المنسى والمهمل للنساء فى العصور الإسلامية الوسيطة وما قبل الحديثة فى مناطق العالم الإسلامى كافة، لإعادة بناء [[تاريخ النساء]] وتحليله وتفسيره فى ضوء الحاضر، خاصة قضايا المجال العام والخاص، والعمل، والكسب، والحضور فى الحياة العامة، والاختلاط، والاشتراك فى تعليم ونقل العلوم الإسلامية...إلخ
   −
سؤال السلطة و[[تمكين النساء | التمكين]]:  هل يُمكن لهذا المشروع الإصلاحى أن يأخذ مكانه فى خريطة المعرفة الإسلامية الحديثة، ويصبح صوتا مسموعا فى النقاش الدينى، بل ومؤثرا فى أرض الواقع؟ أم يظل فى حدوده الأكاديمية الفكرية، وبالتالى هامشيا بالنسبة للسلطة المركزية التى تملك مشروعية إنتاج المعرفة، وتفسير المفاهيم الدينية، وبوابة التمكين؟ لا يوجد إجابة سهلة أو واضحة، حيث إن مفهوم «السلطة» نفسه من القضايا المحورية فى [[النظريات النسوية]] التى تفسر [[تهميش]] النساء فى التاريخ الإنسانى، ومناحى الحياة بصفة عامة، وفى المجال الدينى بصفة خاصة حيث تترسّخ النزعة «الأبوية» وعلاقات القوة والتراتبية (hierarchy) وامتيازات القيادة وإدارة مقاليد الأمور. أى أنه ليست فقط سلطة التفسير، وإنتاج المعنى، وتحديد المفاهيم، ولكن أيضاً سلطة «الفعل» والهيمنة.  
+
سؤال السلطة و[[تمكين النساء | التمكين]]:  هل يُمكن لهذا المشروع الإصلاحى أن يأخذ مكانه فى خريطة المعرفة الإسلامية الحديثة، ويصبح صوتا مسموعا فى النقاش الدينى، بل ومؤثرا فى أرض الواقع؟ أم يظل فى حدوده الأكاديمية الفكرية، وبالتالى هامشيا بالنسبة للسلطة المركزية التى تملك مشروعية إنتاج المعرفة، وتفسير المفاهيم الدينية، وبوابة التمكين؟ لا يوجد إجابة سهلة أو واضحة، حيث إن مفهوم «السلطة» نفسه من القضايا المحورية فى [[نظرية نسوية | النظريات النسوية]] التى تفسر [[تهميش]] النساء فى التاريخ الإنسانى، ومناحى الحياة بصفة عامة، وفى المجال الدينى بصفة خاصة حيث تترسّخ النزعة «الأبوية» وعلاقات القوة والتراتبية (hierarchy) وامتيازات القيادة وإدارة مقاليد الأمور. أى أنه ليست فقط سلطة التفسير، وإنتاج المعنى، وتحديد المفاهيم، ولكن أيضاً سلطة «الفعل» والهيمنة.  
    
نظرة على التاريخ الثقافى، كمثال، من شأنها أن تلقى الضوء على مفهوم السلطة للنساء فى المجال الدينى خلال ما تعكسه بعض النصوص التاريخية والتفسيرية، التى يمكن تحليلها كخطاب (أى منظومة فكرية معينة، أو توجه، أو اعتقاد ثقافى يؤسس لعلاقة غير متكافئة بين طرفين)، وذلك للتفكر فى التناقض بين الإقرار بالتفوق، أو الكفاءة المعرفية والعلمية للنساء اللاتى تأهلن فى المجال من ناحية، وإشكالية استبعادهن من سلطات مؤسسية رسمية من ناحية أخرى، وأقصد بالتحديد تبوؤ مراكز قيادية، أو التعيين على رأس مؤسسة، أو مجلس، أو منبر ما. لا مجال هنا للتعرّض لهذه المسألة من المنظور الفقهى (الولاية العامة والخاصة، حديث «ما أفلح قومُ..» و نقصان العقل والدين)، فقد ظهرت فى الفترة الأخيرة مناقشات وتحليلات عدة حول هذه الأسانيد بالتحديد، لندرك أن الجانب الدينى الفعلى من المسألة ليس هو المشكلة أو العائق الأساسى بقدر ما هو توظيف النصوص لتخدّم على/لتدعم مفاهيم ثقافية قائمة، أو ربما نخطىء عندما نصر على التبرير الشرعى أو الفقهى، بينما المسألة توضع فى إطار سياسى وعلاقات القوة والنفوذ.
 
نظرة على التاريخ الثقافى، كمثال، من شأنها أن تلقى الضوء على مفهوم السلطة للنساء فى المجال الدينى خلال ما تعكسه بعض النصوص التاريخية والتفسيرية، التى يمكن تحليلها كخطاب (أى منظومة فكرية معينة، أو توجه، أو اعتقاد ثقافى يؤسس لعلاقة غير متكافئة بين طرفين)، وذلك للتفكر فى التناقض بين الإقرار بالتفوق، أو الكفاءة المعرفية والعلمية للنساء اللاتى تأهلن فى المجال من ناحية، وإشكالية استبعادهن من سلطات مؤسسية رسمية من ناحية أخرى، وأقصد بالتحديد تبوؤ مراكز قيادية، أو التعيين على رأس مؤسسة، أو مجلس، أو منبر ما. لا مجال هنا للتعرّض لهذه المسألة من المنظور الفقهى (الولاية العامة والخاصة، حديث «ما أفلح قومُ..» و نقصان العقل والدين)، فقد ظهرت فى الفترة الأخيرة مناقشات وتحليلات عدة حول هذه الأسانيد بالتحديد، لندرك أن الجانب الدينى الفعلى من المسألة ليس هو المشكلة أو العائق الأساسى بقدر ما هو توظيف النصوص لتخدّم على/لتدعم مفاهيم ثقافية قائمة، أو ربما نخطىء عندما نصر على التبرير الشرعى أو الفقهى، بينما المسألة توضع فى إطار سياسى وعلاقات القوة والنفوذ.
7٬893

تعديل

قائمة التصفح