تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
←‏تحليل ونقد الفيلم: استكمال تحليل ونقد الفيلم
سطر 43: سطر 43:     
يطرح الفيلم قضية أخرى ولو بشكل سريع وهامشي وهي التلاعب النفسي الذي يمارسه عصام على منى حين تزوره لائمة. هنا يبدأ عصام بلوم منى واتهامها بحب السيطرة والتملك لتشكيكها في نفسها وتبرير رغبته بالانفصال، لكنه يعترف في النهاية برغبته بالزواج، ونرى أن ما قاله لم يكن غير حجج واهية وتلاعب بأعصاب منى لتشعر بالذنب وتتركه لحاله.
 
يطرح الفيلم قضية أخرى ولو بشكل سريع وهامشي وهي التلاعب النفسي الذي يمارسه عصام على منى حين تزوره لائمة. هنا يبدأ عصام بلوم منى واتهامها بحب السيطرة والتملك لتشكيكها في نفسها وتبرير رغبته بالانفصال، لكنه يعترف في النهاية برغبته بالزواج، ونرى أن ما قاله لم يكن غير حجج واهية وتلاعب بأعصاب منى لتشعر بالذنب وتتركه لحاله.
 +
 +
 +
ويناقش الفيلم كيف أن الطلاق المفاجئ والمتعسف يدمّر الأسرة؛ أساس المجتمع في الثقافة السائدة، وأنها قضية آلاف النساء لا بل آلاف الأسر التي تنهدم في لحظة غضب أو طيش، بل ويذهب إلى تشبيه الطلاق الغيابي بجريمة القتل، حيث أن الأسرة هي كائن حي. من هنا يطالب الفيلم على لسان هناء، وبشكل معتدل دينيًا مرة أخرى، بتنظيم هذا الحق وليس تجريمه، بحيث على الأقل يؤخذ رأي الشريكة أو تعطى حق التظلّم فيه أو يتم أمام القاضي، وبهذا فهم "لا يحرّمون الحلال"، وتعطى فرصة أخرى للطرفين في مراجعة قرارهما. كما يشبه الزواج ببيت لا يمكن أن يهدمه أحد دون تصريح من الحكومة لما في ذلك من أضرار جانبية محتملة. ويضرب الفيلم المثل بتونس على أنها من الدول المتقدمة في القوانين المناصرة لحقوق النساء.
 +
 +
 +
لكن خطاب الفيلم يزل مرة أخرى برغم حسن قصده، حين يعود لتحدث عن المرأة ككائن مرافق ومتصل بالرجل، حيث نسمع على لسان هناء تقول: "الست إيه؟ مش أم الراجل وأخته ومراته وبنته؟ ليه بيعاملها على إنها خصم؟"
 +
 +
 +
ومع إصرار هناء على رفع القضية والترافع فيها وبالتالي الاستقالة من وظيفتها المرموقة، نرى أزمتها مع زوجها الذي بدا مناصرًا وداعمًا في البداية، حيث ينقلب خطابه 180 درجة عند اعتراضه على قرارها وإحساسه بعدم جدوى فكرتها وعبثيتها، فيبدأ بالتلفظ بعبارات تدل على أنه زوجها وولي أمرها وهو من يسمح لها بفعل شيء ما أو عدم فعله. يلقي هنا الفيلم الضوء على الرجال المناصرين لحقوق المرأة حتى تتهدد مصالحهم الشخصية فتبرز ذكوريتهم على السطح مرة أخرى وبسهولة، ولا يهمهم اتساقهم مع ذاتهم في تلك اللحظة. لكن الزوج يعود في النهاية ويدرك خطأه ويعتذر لزوجته على الرغم من خسارتها للقضية.
 +
 +
 +
ينتهي الفيلم بخسارة القضية، وهو الأمر المتوقع واقعًا بسبب عدم مرونة القوانين والقضاة الذكور، وتحويلها من قبل القاضي لقضية نفقة معتادة، وإصرار هناء على رفع القضية مجددًا، وأخيرًا بموقف قوي من قبل منى التي ورغم تمسكها بعصام على طيلة الخط، ترفض عودته في النهاية بعد أن اختبر استحقاقها له حين يقول لها "بس إنت كسبتيني يا منى"، لكنها تقول له: "اللي ضاع ما يتعوضش، اللي ضاع إحساسي بالأمان".
    
==مشاهدة الفيلم==
 
==مشاهدة الفيلم==
1٬327

تعديل

قائمة التصفح