تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطر 9: سطر 9:     
==أهمية [[منظور نسوي | المنظور النسوي]]==
 
==أهمية [[منظور نسوي | المنظور النسوي]]==
إن التعاطي مع فكرة البيوت الآمنة يختلف حسب المنظور الذي نتبناه وحسب رؤيتنا للعنف. كمجموعة نسويات، نرى أن العنف ضد المرأة هو تجلي للبنية والثقافة الأبوية التي تخلق علاقات قوى غير متكافئة بين الرجال والنساء وتقهر النساء بطرق عدة منها [[العنف الجسدي]] و[[العنف الجنسي|الجنسي]]. لا يمكن فصل [[عنف ضد المرأة | العنف ضد المرأة]] عن المنطق الأبوي وعن النظرة الدونية للنساء و[[تمييز جنسي | التمييز ضد النساء]] بكافة الطرق الأخرى. بالتالي نحن نرى [[العنف ضد النساء]] لا كفعل فردي أو استثنائي، بل كاستمرار أكثر فجاجة لأشكال أخرى من القهر الأبوي. نرى [[البيوت الآمنة]] كأداة من أدوات تمكين النساء ومساندتهن على تخطى تجربة العنف ليتحولن من ضحايا إلى ناجيات قادرات على إعادة ممارسة حيواتهن بالطريقة التي يختارونها دون الإحساس المستمر بالوصمة أو لوم الذات. من نفس المنطلق، ف[[البيوت الآمنة]] ليست خدمة منعزلة بذاتها بل ينبغى أن تكون جزء من منظومة أشمل تهدف للاستجابة لاحتياجات [[ناجيات من العنف | الناجيات من العنف]] على جميع الأصعدة. [[البيوت الآمنة]] ليست أيضا أماكن للصلح بين طرفين،. فمن منظورنا، [[العنف ضد المرأة]] جريمة حتى وان كانت أشكالا كثيرة منه غير مجرمة قانونا، والناجية التي تلجأ للبيت الآمن هي ناجية من جريمة عنف وليست امرأة غاضبة على أثر شجار مع زوجها أو أسرتها، ونؤمن أن دور البيت الآمن هو توفير الحماية لالناجيات من العنف وإعادة تأهيلها، وليس تبني دور الوصاية عليها في تحديد ما يجب فعله نتيجة العنف الممارس ضدها، أو أخذ قرارات بالنيابة عنها، مثلما يحدث حينما يقوم بعض القائمين على تلك البيوت باجتماعات الصلح بين الناجيات والجناة في حالات العنف الممارس في المجال الخاص وتباعا، نحن لا نقف على مسافة واحدة من الطرفين، فنحن في صف الناجية ونرى أنه من دور البيوت الآمنة أن تمكنها هي من اتخاذ القرار الذي يناسبها سواء بالاستقلال أو العودة.
+
إن التعاطي مع فكرة البيوت الآمنة يختلف حسب المنظور الذي نتبناه وحسب رؤيتنا للعنف. كمجموعة نسويات، نرى أن العنف ضد المرأة هو تجلي للبنية والثقافة الأبوية التي تخلق علاقات قوى غير متكافئة بين الرجال والنساء وتقهر النساء بطرق عدة منها [[عنف جسدي|العنف الجسدي]] و[[العنف الجنسي|الجنسي]]. لا يمكن فصل [[عنف ضد المرأة | العنف ضد المرأة]] عن المنطق الأبوي وعن النظرة الدونية للنساء و[[تمييز جنسي | التمييز ضد النساء]] بكافة الطرق الأخرى. بالتالي نحن نرى [[العنف ضد النساء]] لا كفعل فردي أو استثنائي، بل كاستمرار أكثر فجاجة لأشكال أخرى من القهر الأبوي. نرى [[البيوت الآمنة]] كأداة من أدوات تمكين النساء ومساندتهن على تخطى تجربة العنف ليتحولن من ضحايا إلى ناجيات قادرات على إعادة ممارسة حيواتهن بالطريقة التي يختارونها دون الإحساس المستمر بالوصمة أو لوم الذات. من نفس المنطلق، فالبيوت الآمنة ليست خدمة منعزلة بذاتها بل ينبغى أن تكون جزء من منظومة أشمل تهدف للاستجابة لاحتياجات [[ناجية | الناجيات من العنف]] على جميع الأصعدة. البيوت الآمنة ليست أيضا أماكن للصلح بين طرفين،. فمن منظورنا، العنف ضد المرأة جريمة حتى وان كانت أشكالا كثيرة منه غير مجرمة قانونا، والناجية التي تلجأ للبيت الآمن هي ناجية من جريمة عنف وليست امرأة غاضبة على أثر شجار مع زوجها أو أسرتها، ونؤمن أن دور البيت الآمن هو توفير الحماية للناجيات من العنف وإعادة تأهيلها، وليس تبني دور الوصاية عليها في تحديد ما يجب فعله نتيجة العنف الممارس ضدها، أو أخذ قرارات بالنيابة عنها، مثلما يحدث حينما يقوم بعض القائمين على تلك البيوت باجتماعات الصلح بين الناجيات والجناة في حالات العنف الممارس في المجال الخاص وتباعا، نحن لا نقف على مسافة واحدة من الطرفين، فنحن في صف الناجية ونرى أنه من دور البيوت الآمنة أن تمكنها هي من اتخاذ القرار الذي يناسبها سواء بالاستقلال أو العودة.
    
حيث أن [[قضايا النساء]] هي قضايا عامة، فالعنف ضد المرأة وكيفية التصدي له، كأي جريمة أخرى هو جريمة تهم المجتمع ككل وآليات الاستجابة لها ومعالجتها تخص جميع الفاعلين سواء من الدولة أو المجتمع المدني. بالتالي تطوير الخدمات المقدمة للناجيات ومنها البيوت الآمنة يجب أن تكون على أولوية الحكومة المصرية خاصة في ضوء تفعيل الإستراتيجية الوطنية.
 
حيث أن [[قضايا النساء]] هي قضايا عامة، فالعنف ضد المرأة وكيفية التصدي له، كأي جريمة أخرى هو جريمة تهم المجتمع ككل وآليات الاستجابة لها ومعالجتها تخص جميع الفاعلين سواء من الدولة أو المجتمع المدني. بالتالي تطوير الخدمات المقدمة للناجيات ومنها البيوت الآمنة يجب أن تكون على أولوية الحكومة المصرية خاصة في ضوء تفعيل الإستراتيجية الوطنية.
2٬800

تعديل

قائمة التصفح