تغييرات

سطر 109: سطر 109:  
ومن المفارقة أنّه ومع شدّة تأكيد النّسويّات على تحرير خطاب المرأة من التّراث النّظريّ النّقديّ الذّكوريّ، إلاّ أنّ كثرًا منهنّ قد وقعن في نقيض ما يدعون إليه، فنجد '''[[سيمون دي بوفوار]]''' مثلاً، صاحبة مقولة ((الواحدة منّا لا تولد امرأة، بل تصير امرأة))، متأثّرة في كتابها "[[الجنس الآخر|الجنس الثّاني]]" بآراء '''سارتر''' الوجوديّة إلى حدّ بعيد، كما نجد النّاقدة '''توريل موي''' متأثّرة بآراء '''ماركس'''، الذي استبعد أن تكون النسوية من القضايا الرئيسية في فكره، وقد تحدثت الناقدة الامريكية، '''هايدي هارتمان'''، عما وصفته بالزواج التعيس بين الماركسية و[[حركة نسوية|الحركة النسوية]]، إذ تقدّم الأولى قضايا الصّراع الطّبقيّ على قضايا النّوع، فتهمل معالجة المرأة وشؤونها، والنّسويّة لم تعد قادرة على انتظار تحقّق الثّورة ليتمّ تناول قضايا النّوع جدّيّا، بل إنّ بعض النّسويّات يعتقدن بأنّ الثّورة لن تقوم إلاّ إذا حلّت قضايا النّوع أوّلاً، ثمّ إنّ الشّيوعيّة قد تحالفت مع القوى الأبويّة، ممّا أدّى بالنّسويّات اللّائي كنّ منتميات لها إلى شنّ هجمة قتال عنيفة ضدّها.
 
ومن المفارقة أنّه ومع شدّة تأكيد النّسويّات على تحرير خطاب المرأة من التّراث النّظريّ النّقديّ الذّكوريّ، إلاّ أنّ كثرًا منهنّ قد وقعن في نقيض ما يدعون إليه، فنجد '''[[سيمون دي بوفوار]]''' مثلاً، صاحبة مقولة ((الواحدة منّا لا تولد امرأة، بل تصير امرأة))، متأثّرة في كتابها "[[الجنس الآخر|الجنس الثّاني]]" بآراء '''سارتر''' الوجوديّة إلى حدّ بعيد، كما نجد النّاقدة '''توريل موي''' متأثّرة بآراء '''ماركس'''، الذي استبعد أن تكون النسوية من القضايا الرئيسية في فكره، وقد تحدثت الناقدة الامريكية، '''هايدي هارتمان'''، عما وصفته بالزواج التعيس بين الماركسية و[[حركة نسوية|الحركة النسوية]]، إذ تقدّم الأولى قضايا الصّراع الطّبقيّ على قضايا النّوع، فتهمل معالجة المرأة وشؤونها، والنّسويّة لم تعد قادرة على انتظار تحقّق الثّورة ليتمّ تناول قضايا النّوع جدّيّا، بل إنّ بعض النّسويّات يعتقدن بأنّ الثّورة لن تقوم إلاّ إذا حلّت قضايا النّوع أوّلاً، ثمّ إنّ الشّيوعيّة قد تحالفت مع القوى الأبويّة، ممّا أدّى بالنّسويّات اللّائي كنّ منتميات لها إلى شنّ هجمة قتال عنيفة ضدّها.
   −
كما نجد '''كاتي ميلليت''' تعتمد كثيرًا على آراء '''جاك دريدا'''، صاحب النّظريّة التّقكيكيّة، ونجد '''ماري وول - Mary Woll''' متأثّرة بكتابات مفكّري الثّورة الفرنسيّة، فتطوّع كتابتهم لخدمة قضايا المرأة، ومنهم جان جاك روسو، مع أنّ له مواقف جدّ سلبيّة تجاه المرأة، كما أنّ '''لاكان'''، الفيلسوف وعالم النّفس، لقي حظوة كبيرة في أوساط النّسويّات الفرنسيّات والفرنكفونيّات، وقد اعتمدن على آرائه في طروحاتهنّ النّسويّة، وقد وصفته '''جان جالوب''' بالدّيك وسط دجاجات يسعين لإرضائه، ثمّ سرعان ما بدأن هجومهنّ عليه، وقد اعتبرت النّاقدة '''هيلين سيسو -Helen Cixous'''  النّظريّة النّفسيّة الفرنسيّة '''للاكان''' رؤية ذكوريّة للعالم، تفترض سيطرة الذّكر، وتدعم النّظام القائم على الذّكورة باعتبارها دلالة قوّة، وتوافق النّاقدة '''لوسي إريجاري''' زميتلها '''سيسو''' في رأيها ذلك، إلاّ أنّنا نجد الأولى تعتمد على آراء '''لاكان''' حول مفهوم الخياليّة، وذلك في محاولة إثباتها تميّز العقل النّسائيّ من باب أنّ خياليّته أكثر حيويّة وخصوبة وحركيّة ممّا هي عليه في لدى الرّجل.
+
كما نجد '''كاتي ميلليت''' تعتمد كثيرًا على آراء '''جاك دريدا'''، صاحب النّظريّة التّقكيكيّة، ونجد '''ماري وول - Mary Woll''' متأثّرة بكتابات مفكّري الثّورة الفرنسيّة، فتطوّع كتابتهم لخدمة قضايا المرأة، ومنهم جان جاك روسو، مع أنّ له مواقف جدّ سلبيّة تجاه المرأة، كما أنّ '''لاكان'''، الفيلسوف وعالم النّفس، لقي حظوة كبيرة في أوساط النّسويّات الفرنسيّات والفرنكفونيّات، وقد اعتمدن على آرائه في طروحاتهنّ النّسويّة، وقد وصفته '''جان جالوب''' بالدّيك وسط دجاجات يسعين لإرضائه، ثمّ سرعان ما بدأن هجومهنّ عليه، وقد اعتبرت النّاقدة '''هيلين سيسو -Helen Cixous'''  النّظريّة النّفسيّة الفرنسيّة '''للاكان''' رؤية ذكوريّة للعالم، تفترض سيطرة الذّكر، وتدعم النّظام القائم على الذّكورة باعتبارها دلالة قوّة، وتوافق النّاقدة '''لوسي إريجاري''' زميتلها '''سيسو''' في رأيها ذلك، إلاّ أنّنا نجد الأولى تعتمد على آراء '''لاكان''' حول مفهوم الخياليّة، وذلك في محاولة إثباتها تميّز العقل النّسائيّ من باب أنّ خياليّته أكثر حيويّة وخصوبة وحركيّة ممّا هي عليه في لدى الرّجل.
    
وتعبّر '''ماري جاكوب''' في كتابها "قراءة المرأة" عن تأثّر النّسويّات بنظريّات الرّجال تأثّرًا كبيرًا، إذ تقول إنّه كان من النّادر كتابة نقد أدبيّ نسويّ في الثّمانينيّات دونما اعترافٍ بتأثير النّقّاد الفرنسيين أو الفرانكفونيين.
 
وتعبّر '''ماري جاكوب''' في كتابها "قراءة المرأة" عن تأثّر النّسويّات بنظريّات الرّجال تأثّرًا كبيرًا، إذ تقول إنّه كان من النّادر كتابة نقد أدبيّ نسويّ في الثّمانينيّات دونما اعترافٍ بتأثير النّقّاد الفرنسيين أو الفرانكفونيين.
2٬800

تعديل