ومن المفارقة أنّه ومع شدّة تأكيد النّسويّات على تحرير خطاب المرأة من التّراث النّظريّ النّقديّ الذّكوريّ، إلاّ أنّ كثرًا منهنّ قد وقعن في نقيض ما يدعون إليه، فنجد '''[[سيمون دي بوفوار]]''' مثلاً، صاحبة مقولة ((الواحدة منّا لا تولد امرأة، بل تصير امرأة))، متأثّرة في كتابها "[[الجنس الآخر|الجنس الثّاني]]" بآراء '''سارتر''' الوجوديّة إلى حدّ بعيد، كما نجد النّاقدة '''توريل موي''' متأثّرة بآراء '''ماركس'''، الذي استبعد أن تكون النسوية من القضايا الرئيسية في فكره، وقد تحدثت الناقدة الامريكية، '''هايدي هارتمان'''، عما وصفته بالزواج التعيس بين الماركسية و[[حركة نسوية|الحركة النسوية]]، إذ تقدّم الأولى قضايا الصّراع الطّبقيّ على قضايا النّوع، فتهمل معالجة المرأة وشؤونها، والنّسويّة لم تعد قادرة على انتظار تحقّق الثّورة ليتمّ تناول قضايا النّوع جدّيّا، بل إنّ بعض النّسويّات يعتقدن بأنّ الثّورة لن تقوم إلاّ إذا حلّت قضايا النّوع أوّلاً، ثمّ إنّ الشّيوعيّة قد تحالفت مع القوى الأبويّة، ممّا أدّى بالنّسويّات اللّائي كنّ منتميات لها إلى شنّ هجمة قتال عنيفة ضدّها. | ومن المفارقة أنّه ومع شدّة تأكيد النّسويّات على تحرير خطاب المرأة من التّراث النّظريّ النّقديّ الذّكوريّ، إلاّ أنّ كثرًا منهنّ قد وقعن في نقيض ما يدعون إليه، فنجد '''[[سيمون دي بوفوار]]''' مثلاً، صاحبة مقولة ((الواحدة منّا لا تولد امرأة، بل تصير امرأة))، متأثّرة في كتابها "[[الجنس الآخر|الجنس الثّاني]]" بآراء '''سارتر''' الوجوديّة إلى حدّ بعيد، كما نجد النّاقدة '''توريل موي''' متأثّرة بآراء '''ماركس'''، الذي استبعد أن تكون النسوية من القضايا الرئيسية في فكره، وقد تحدثت الناقدة الامريكية، '''هايدي هارتمان'''، عما وصفته بالزواج التعيس بين الماركسية و[[حركة نسوية|الحركة النسوية]]، إذ تقدّم الأولى قضايا الصّراع الطّبقيّ على قضايا النّوع، فتهمل معالجة المرأة وشؤونها، والنّسويّة لم تعد قادرة على انتظار تحقّق الثّورة ليتمّ تناول قضايا النّوع جدّيّا، بل إنّ بعض النّسويّات يعتقدن بأنّ الثّورة لن تقوم إلاّ إذا حلّت قضايا النّوع أوّلاً، ثمّ إنّ الشّيوعيّة قد تحالفت مع القوى الأبويّة، ممّا أدّى بالنّسويّات اللّائي كنّ منتميات لها إلى شنّ هجمة قتال عنيفة ضدّها. |