أُضيف 8٬892 بايت
، قبل 6 سنوات
{{بيانات وثيقة
|المصدر= موقع رصيف22
|نوع المحتوى=مقال
|مؤلف= سارة الرّايس
|مترجم=
|العنوان الأصلي= مثليون مسلمون: "نحن حلال"
|لغة الأصل=ara
|لغة=ara
|محرر=
|موقع المصدر=[https://raseef22.com موقع رصيف22]
|تاريخ النشر=2014-02-12
|تاريخ الاسترجاع=2018-04-03
|مسار الاسترجاع=[https://raseef22.com/life/2014/12/02/lgbt-muslims/ صفحة مقال مثليون مسلمون: "نحن حلال" على موقع رصيف22]
|نسخة أرشيفية=
|شعار= شعار موقع رصيف 22.svg
|لون الإطار=
|وسوم=
}}
تستعرض الكاتبة في هذا المقالة مجموعة من المبادرات التي أطلقها مثليون/ات مسلمين/ات لتغيير الصورة النمطية للمثلية الجنسية في المجتمعات الملسمة.
يتعرض المثليون في المجتمعات ذات الغالبية المسلمة إلى مطاردات وأحكام بالسجن. لكن أن يكون هؤلاء المثليون مسلمين، فهي تهمة إضافية تجعلهم محطّ تكفير وعنف، إذ كيف لهم أن يعتنقوا ديناً يحرم، بحسب المجتمعات المسلمة، ميولهم وهويتهم الجنسية. هم موجودون، ويجتهدون في تغيير الصورة النمطية للمثلية الجنسية عبر مشاريع مختلفة.
مشروع «بيني وبين الله» أو «أنا والله فقط» هو عرض مصور عن مثليين مسلمين قرروا أن يفصحوا عن هويتهم الجنسية، التي تعتبرها التفسيرات الدينية للإسلام والمجتمعات الإسلامية خطيئة محرّمة. أن يتم الربط بين الله والمثلية الجنسية خطيئة أخرى لا تغتفر، يبدو ذلك واضحاً في ردود الأفعال على وسائل التواصل الاجتماعي، على المشروع الذي أطلقته المصورة سمرا حبيب على مدونات تمبلر Tumblr، مفصحةً بعد صمت دام سنوات عن هويتها.
جمعت سمرا العديد من المثليين المسلمين في مشروع مصور، وهم أشخاص أذكياء وبارعون، يبحثون عن العيش بسلام، مطبقين دينهم ومتصالحين مع توجههم الجنسي في آن واحد.
اختارت سمرا حبيب التصوير لتوثيق تجارب عدة لمثليين معظمهم شباب، لا تتخطى أعمارهم الـ35 سنة. رفض الأشخاص الأكبر سناً، برغم شعورهم بالامتنان لما تقوم به، أن يتصوروا خوفاً من الصورة التي ستنتشر عنهم، والأحكام المسبقة من ذويهم.
يعلم المثليين جيداً أنهم غير مرغوب فيهم بمعظم المجتمعات الإسلامية، وكأن مثليّتهم تفرض عليهم عدم اعتناق أي دين. هذا ما جعل سمرا تطرح السؤال الآتي: "لماذا عليهم كمثليين، عدم الاحتفال بالأعياد كباقي المسلمين مثلاً؟".
تعتقد سمرا أن الإسلام، برغم رفضه المثليين والمتحولين جنسياً، هو الديانة التي تجلب لهم الشعور بالراحة والانتماء. لمست ذلك عند أصدقائها والمشاركين معها في هذا المشروع، واكتشفت أن أعداد المثليين الراغبين في الاحتفاظ بإيمانهم كبير.
يلاحظ من أغلب الحوارات التي قادتها سمرا، أن هؤلاء المثليين متشبثون بدينهم، ويصرون على أن ترك الإسلام لن يكون حلاً مناسباً لهم، لكنهم ينادون في الوقت نفسه بتقبلهم وتقبل هويتهم الجنسية، ويناشدون مجتمعاتهم التسامح والتعايش معهم في سلام، كما جاء في الإسلام. يحاولون في الوقت نفسه توضيح علاقتهم بالإسلام، علاقة تخصهم وحدهم والله.
تحاول سمرا، القادمة من مجال الموضة، عبر مشروعها هذا، تصحيح صورة الإسلام في العالم الغربي التي تعيش فيه، وهي متشبثة بأصولها المسلمة. يذكر أن مشروع مدونتها تحول إلى معرض في تورنتو.
مشروع "أنا والله فقط" ليس الوحيد من هذا النوع، ولا الصوت اليتيم الذي ينادي باحترام الحرية الدينية للمثليين والمطالبة بتقبلهم. "أنا لست حرام" I am not Haram، مدونة أخرى على تمبلر أنشأتها مجموعة من المثليين المسلمين المقيمين في الولايات المتحدة وبريطانيا، ورسالتهم واضحة: ليسوا كفاراً ولا وجودهم خطيئة.
"لا أفهم إلى اليوم لماذا لا يتقبل البعض فكرة أن تكون مثلياً ومسلماً. ربما هي فكرة ناتجة عن جهل الناس بطبيعة المثلية الجنسية، فيعتقدون أن المثليين منحرفون يجرون خلف الجنس مع أي كان وبأي طريقة وأنهم ليسوا إلا آلات جنسية. بالنسبة لهم لا يمكن أن تجتمع هذه الصفات مع صفة شخص مسلم"، هكذا يقول أمين (اسم مستعار)، ناشط من المغرب.
يعتبر أمين أن الإسلام والدين عموماً مسألة شخصية تخص الخالق والمخلوق، وكذا المثلية، لذا ليس مضطراً لمشاركة ميوله الجنسية والعاطفية مع الآخرين. لكنه يعرف أنه إذا ما فكر في إخبار والديه بحقيقة ميوله، فسيكون الأمر صعباً عليهما، وربما تكون نهاية علاقته بهما. سيحاول والده إبعاده عن المثلية عن طريق التدين، غير أنّه مسلم مؤمن ولا يحتاج لمن يهديه إلى الطريق الصحيح.
تعدّ المجتمعات والأسر المسلمة المحافطة المثلية الجنسية فعلاً انحرافياً، إلا أن هناك اجتهادات من بعض الكتاب والنشطاء كماهر الحاج، كاتب مثلي من الأردن، ينوي إصداركتاب يضمنه أدلة من القرآن والسُنّة النبوية تثبت، في رأيه، عدم تحريم المثلية الجنسية.
يسعى ماهر في هذا الكتاب إلى توصيل رسالة للأوساط العربية والمسلمة توضح لها أن الإسلام جاء بالمكان الشرعي الرحب للأقليات الجنسية منذ نزول الرسالة. يقول: "إن ما نواجهه من ضعف فكري بالفهم والاستدلال حول القضية إنما هو ناتج عن سوء فهم بها وسيقوم علماؤنا باستدراكه قريباً بإذن الله".
هل ستتقبل هذه الأوساط كتاب ماهر؟ يجيب: "عندما أعلنت قراري إصدار الكتاب بمراحله الأولى عام 2012، كان هناك رفض كبير من الكثيرين، ومن المجتمع المثلي نفسه، وتم اتهامي بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان". يضيف بكثير من التفهم أنه يعطي العذر لكل العرب والمسلمين في ردة فعلهم الأولية على الموضوع، مشيراً إلى أنه من الضروري التطرق لقضية التحليل الشرعي للمثلية الجنسية في الدين.
يتناول كتاب ماهر خطاباً علمياً شرعياً محترماً، لا تجريح فيه ولا تزوير أو اتهامات، ويتطرق إلى الموضوع باحترام تام للأمة الإسلامية وعلومها وعلمائها. "هو كتاب من ابن إلى أمته"، ووفق ماهر يخاطب الكتاب العلماء ويطلب منهم النظر إلى القضية من المنظور الذي يعرضه الكتاب. يختم: "لدي ثقة كبيرة بالطريقة التي يسير عليها التشريع الإسلامي لتحقيق إرادة الله، والذي إذا تمّ اتباعه في قضيتنا، فسيتحقق ما نريد. عندي أمل مترسخ بأن الكتاب سيكون خطوة تحوّل في تفكير الكثيرين".