وفاة أحمد غالي بسبب الإهمال الطبي في مصر في 2021

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

توفى العابر جنسيًا أحمد غالي، المعروف باسم عز أو عز الدين، البالغ من العمر 26 عامًا، يوم السبت 28 آب/ أغسطس 2021، بسبب مضاعفات بعد أسبوع من إجراء عملية تصحيح الجنس في مركز الدقي التخصصي للجراحة على يد الطبيب أشرف السباعي. عانى عز من مضاعفات شديدة بسبب الإهمال الطبي من قبل المركز والجراح أدت إلى وفاته.

تفاصيل القضية

عمليات تصحيح الجنس في مصر

عمليات تصحيح الجنس القانونية مقتصرة بشكل كامل في مصر على المستشفيات الحكومية مثل مستشفى الحسين الجامعي والدمرداش والقصر العيني. إجراءات التقديم والموافقة على العملية بيروقراطية بطريقة مُعَجزة للعابرين والعابرات، وتستغرق عامين إلى ثلاثة أعوام على الأقل منذ بدايتها حيث تتدخل أكثر من مؤسسة حكومية، بما فيهم ممثلي الأزهر، في تشكيل "اللجنة السُباعية" التي تقوم باتخاذ القرار النهائي برفض أو قبول الجراحة.[1]

بالإضافة إلى تعقيد عملية التقديم والإجراءات، قرر ممثل الأزهر الحالي في اللجنة السُباعية مقاطعة حضور اجتماعات اللجنة لأكثر من خمس سنوات—أي منذ عام 2016 تقريبًا. أدى هذا الإهمال والمماطلة إلى تعطيل الكثير من طلبات العابرين والعابرات لإجراء عملية تصحيح الجنس.

وقائع القضية وإهمال الطبيب

بسبب إقتصار عمليات تصحيح الجنس على المستشفيات الحكومية وتعقيد الإجراءات، بل وتعليقها الحالي، يلجأ بعض العابرين والعابرات مثل عز إلى إجراء العملية في مستشفيات خاصة. المستشفيات الخاصة لا تستطيع استخراج تصاريح بممارسة عمليات التصحيح الجنسي، ولذلك يتم إجراء العمليات بشكل غير قانوني وغير مهني، مما يعرض حياة العابرين والعابرات للخطر والموت.

قام عز بإجراء العملية يوم السبت 21 آب/ أغسطس في مركز الدقي التخصصي للجراحة على يد الطبيب الجراح أشرف السباعي. قرر الطبيب القيام بالعملية والسماح لعز بالمغادرة فور الانتهاء بدون وضعه تحت الملاحظة في حالة حدوث مضاعفات.[2] هذا بشكل أساسي بسبب عدم حصول مركز الدقي التخصصي للجراحة على موافقة رسمية من وزارة الصحة لممارسة عمليات تصحيح الجنس وحتى لا يعرض الطبيب نفسه أو المركز إلى مَسْأَلَة قانونية. أضافت الناشطة ملك الكاشف أيضًا أن الطبيب أمر بخروج أحمد قبل أن يلتئم جرحه تمامًا وأعطاه أدوية سيولة أدت إلى نزيف شديد[3]، وبالإضافة إلى ذلك رفض إعطاء عز تقرير طبي رسمي بالعملية.[4]

تدهورت حالة عز بعد أيام من القيام بالعملية بسبب إهمال الطبيب، حيث شعر بألم وإعياء وقرر الذهاب لمركز الدقي التخصصي مرة أخرى. ولكن دخل في غيبوبة يوم السبت 28 أغسطس 2021 وتوفى في مساء اليوم ذاته.[5]

حملات داعمة للقضية

حملة #حق_عز_فين

كانت الناشطة ملك الكاشف من أول من دونوا ونشروا قضية عز عبر صفحتها على الفيسبوك.[6] سردت ملك في منشورها تفاصيل ما حدث مع عز ومعاناته لإجراء عملية التصحيح الجنسي تبع مستشفى حكومي التي أرغمته على إجراءها في مركز خاص وتعريض نفسه للخطر. أشارت ملك أيضًا إلى المشاكل والفساد الممنهج في منظومة الصحة، وتواطؤ مؤسسات الدولة المعنية جميعها الذي أدى إلى قتل عز.

دشنت ملك الكاشف في نفس المنشور هاشتاج بعنوان #حق_عز_فين، تطالب فيه بفضح الطبيب المسؤول عن العملية ومركز الدقي التخصصي للجراحة ومطالبة الدولة بمعاقبتهم. نادت ملك أيضًا بمشاركة قصة عز حتى يقوم مسؤولين من وزارة الصحة بأخذ إجراءات صارمة تجاه تعطيل أوراق وإجراءات العابرين والعابرات في انتظار عمليات تصحيح الجنس التابعة لوزارة الصحة.

حملة العبور حقي

أطلقت المفوضية المصرية للحقوق والحريات حملة "العبور حقي" بالتزامن مع وفاة عز. تهدف الحملة إلى تسليط الضوء على قضايا العابرين والعابرات في مصر وحقوقهم في الرعاية الصحية. أصدرت المفوضية بيان رسمي للحملة في 26 أيلول/ سبتمبر 2021 توضح فيه أهداف الحملة التي تضمنت بلورة الأسباب التي أدت إلى وفاة عز والتأكيد على حقوق العابرين والعابرات في الرعاية الصحية بدون تمييز أو وصم.[7] بالإضافة إلى البيان، نشرت المفوضية فيديو بمقطع صوتي على لسان عابر/ة جنسيًا بالأحرف الأولى "أ.ف" يسردون فيه تجربتهمن مع المنظومة الصحية بعد إجراءهمن عملية التصحيح الجنسي في عيادة خاصة في مصر. قام/ت "أ،ف" بتسجيل المقطع الصوتي في الفيديو بشهادتهمن قبل الوفاة كمساهمة في حملة العبور حقي.[8]


المراجع

باللغة العربية


المصادر