أُضيف 4٬771 بايت
، قبل 8 سنوات
'''مدى مصر''' هو موقع إلكتروني يهدف إلى توفير مساحة لممارسة صحفية لم تعد تجد لها مكانا في وسائل الإعلام السائدة، خاصة مع الظروف السياسية والاقتصادية المؤسسة لوسائل الإعلام تلك.
=البداية=
بدأنا النشر في ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وسط احتجاجات شعبية عارمة واستقطاب سياسي حاد. في الوقت الذي انقسمت مصر حول خطوط وهمية، بدأنا بطرح مختلف؛ أن نبقى ملتزمين بتقديم صحافة موضوعية ومهنية تعكس كل جوانب القصة بحس نقدي قدر الإمكان.
وفقا لهذا الموقف نسعى لتقديم صحافة مستقلة وتقدمية، عبر طرق مختلفة للسرد، تدفع حدود الصحافة السائدة إلى آفاق أرحب، وتقدم تغطية إخبارية وتحليل ورأي يتمتع كل منها بالجودة والعمق والدقة.
في إطار هذا السعي، تعاملنا مع سؤال استمرارية واستقرار المؤسسة بشكل مختلف. استهدفنا خلق نموذج جديد ومبتكر لتمويل وملكية الإعلام لا يقايض على استقلالنا ويساعد تجربتنا الصحفية على الازدهار والاستمرار.
«مدى مصر» هي ملكية تشاركية لفريق من الصحفيين المؤسسين عددهم ٢٣ شخصا، يقومون بمهام متنوعة لمساعدة المشروع على البقاء والاستمرار. خلال رحلة العمل، كل عضو في الفريق يستخدم مواهبه المختلفة، ليس فقط من أجل كسب مقتضيات عيشهم، بل أيضا للحفاظ على استمرارية المؤسسة التي ساهموا مباشرة في تأسيسها.
في «مدى مصر»، أصبحنا صحفيين وموظفي تسويق ومسؤولين ماليين ومتخصصين في الموارد البشرية. تعلمنا تطوير خطط العمل والتمويل ونماذج التقييم والحوكمة داخل المؤسسة وإدارة مواردنا البشرية؛ الأهم أننا تعلمنا كل ما سبق بشكل تشاركي.
بجانب الاعتماد على العائد المالي من الإعلانات وخدمات موقعنا الإلكتروني، فإننا نطور استراتيجية عمل تجمع بين خبراتنا الصحفية والتسويقية لتحقيق ربح يساعد على استمرار المشروع. فبالإضافة لخدماتنا الصحفية، نقدم منتجات متميزة وننظم فعاليات تتنوع بين ورش العمل والتدريب والحفلات الموسيقية وعروض الأفلام، تستهدف تغطية مساحات أكبر من اهتمامات جمهورنا من القراء والمشاركين.
بينما اعتمدنا ماليا في عامنا الأول على المنح غير الهادفة للربح، إلا أننا تحركنا سريعا تجاه توفير استثمارات لدعم مشروعنا لكن بطريقة مغايرة لما هو متبع عادة من أساليب ملكية وتمويل المشاريع الإعلامية في مصر.
بينما ترحب «مدى مصر» بوجود دعم مالي من مستثمرين، ستظل استقلالية فريق العمل والمحتوى الصحفي الذي يقدمونه هي جوهر عمل المؤسسة. كما سيظل تطلعنا إلى الاستثمارات الصغيرة في رأس مال المؤسسة، بدلا من الاستثمارات الكبيرة، هو الطريقة التي نحافظ بها على استمرارية هوية المشروع، بعيدًا عن وجود مستثمر رئيسي قادر بمفرده على تغيير السياسات التحريرية لـ«مدى مصر» أو إيقاف المشروع ككل إذا بدا له عديم الجدوى.
ونحن نرحب بهذه الاستثمارات، نأمل في خلق ثقافة استثمار جديدة في الإعلام المصري، ترى المشاركة المجتمعية هدفا أساسيا لها بديلا عن السلطة والدعاية لها. في السياق نفسه، فإن قراء «مدى مصر» لهم نفس حقوق الملكية التي يتمتع بها سواء فريق العمل أو المساهمون ماديا في المشروع، فدعم ومشاركة القراء كانت وستظل قضية مفصلية في دعم استقلال المشروع ومصداقيته.