أُضيف 20٬387 بايت
، قبل 6 سنوات
{{بيانات وثيقة
|نوع الوثيقة=كتاب
|مؤلف=هيلكه زاندر
|محرر=
|لغة=ar
|ترجمة=
|المصدر=معهد جوته في مصر
|تاريخ النشر=2016
|تاريخ الاسترجاع=2018-05-06
|مسار الاسترجاع=
|نسخة أرشيفية=
|هل ترجمة=نعم
|مترجم=مروة مشرف
|لغة الأصل=en
|العنوان الأصلي=
|النص الأصلي=
|ملاحظة=نُشرت هذه الترجمة في كتيب [[:ملف:السينما الألمانية الجديدة من وجهة نظر نسوية.pdf|السينما الألمانية الجديدة من وجهة نظر نسوية]] ص.04-24
|قوالب فرعية={{نص موجود في|السينما الألمانية الجديدة من وجهة نظر نسوية.pdf}}
}}
كيـف يجـب أن نصنـع أفلامـا؟ شـغل هـذا السـؤال بـال طـلاب السـنة الثالثـة فـي أكاديميـة السينما dffb (اكاديمية المانية للسينما والتلفزيون في برلين) التي كان مقرها آنذاك في مدينــة برليــن الغربيــة. تشــاجر نحــو ســبعون طالبــا مــع الإدارة وفيمــا بينهــم وبــدأوا الاهتمــام بالسياســة. ولكــي تصبــح هــذه المواجهــات مثمــرة بقــدر أكبــر طلــب مجلــس
الطلبــة مــن الجميــع التواصــل مــع بعضهــم البعــض عبــر المنشــورات وهــو مــا حــدث بالفعــل. كانــت هــذه المنشــورات تُصــدر أســبوعيا لفتــرة مــن الوقــت فــي طبعــة وصــل عـدد نسـخها إلـي مـا يقـرب مـن الثمانيـن. سـاعدت هـذه المنشـورات علـى فهـم طبيعـة المناقشــات الحــادة التــي كانــت تــدور فــي ذلــك الوقــت بشــكل جيــد. ولهــذا نتنــاول هنــا المنشور الثاني والذي اختصرته لنا هيلكه زاندر بشكل طفيف.
(... في السابق كانت هناك ثلاثة أنواع مختلفة من العنف)
ولكـن المشـكلة أن (بيرنـد) فيدلـر علـى سـبيل المثـال يقصـد نوعيـة مـن العنـف مختلفـة تمامـا عـن التـي نراهـا فـي أفـلام (أولـي) كنـاوت والتـي تتحطـم فيهـا الأـواح الزجاجيـة.
ُهنـاك صـراع سـخيف حـول مـا يسـمى بالعنـف الشـخصي والعنـف المجتمعـي مـن حيـث المعنـى والأولويـة التـي تُعطـى لـكل منهمـا. مثـال علـى مـا يسـمي بالعنـف الشـخصي هــو المشــهد الــذي نــراه فــي فيلــم (فولفجانــج) بيترســنز عندمــا يتــرك الصبــي الفتــاة واقفــة أمــام الســيارة وينطلــق بعيــدا عنهــا. منــذ قليــل كان الاثنــان ســعيدين ولطيفيــن ويكنـان لبعضهمـا البعـض مشـاعر دافئـة. وإذا بهـذا الـدفء يختفـي بيـن لحظـة وأخـرى وتتغيــر الحقائــق دون تفســير واضــح. لا يمكــن
حــد أن يشــكك فــي أن هــذا يعــد شــكلا مـن أشـكال العنـف الـذي لـم يخضـع للدراسـة بشـكل حقيقـي مـن الناحيـة المجتمعيـة
حتى الآن على الرغم من أنه موجود وبكثرة.
أغلــب الظــن أن هــذا هــو الخطــأ الــذي يحــد بشــدة مــن تواصلنــا مــع بعضنــا البعــض ويدفعنـا للبحـث عـن الاختلافـات النوعيـة بيـن معنـى العنـف المتعـارف عليـه والعنـف غيـر المُعرَف حتـى الآن. وقـد تكـون سياسـة اليسـار فـي برليـن والـذي يهتـم كثيـرا بالصراعـات المجتمعيــة وجــراء هــذا يتجاهــل الصراعــات بيــن الأشــخاص أو يكبتهــا هــي الســبب وراء هــذا الفصــل بيــن هذيــن النوعيــن مــن العنــف. هــذا التضييــق أو التحيــز والــذي يثيــر خــوف الكثيريـن بشـدة يرتبـط بطبيعـة الحـال ارتباطـا وثيقـا بعمليـة تعليميـة شـديدة الصعوبـة يمـر بهـا الأشـخاص أنفسـهم. عندمـا نـدرك فـي يـوم مـن الأيـام أن القسـم الأكبـر مـن التهديــدات التــي نتعــرض لهــا فــي بيــت الأهــل وفــي المدرســة وفــي كل مــكان والتــيُ تصــدر لنــا علــى أنهــا ميتافيزيقيــة ولايمكــن منعهــا هــي فــي حقيقــة الأمــر تهديــدات مجتمعيـة سـيدعونا هـذا بطبيعـة الحـال إلـى التركيـز علـى مـا يحـدث علـى أرض الواقـع والذي يسمح وبشكل قاطع بتسمية هذا العنف الغامض [[عنف مؤسسي | بعنف المؤسسات]] إلخ.
ولكـن حقيقـة الأمـر أن صناعـة الأفـلام عمـل مهـم للغايـة ولكـن مشـكلاتنا الشـخصية تقحــم نفســها ولا نتمكــن مــن التغلــب عليهــا فــي نهايــة الأمــر. كمــا أن تقديــس الشـعارات والأعـلام والحشـود يجعلنـا نختبـىء وراء مشـاكلنا الشـخصية وإخفاءهـا عـن الآخرين. لا توجــد أي إشــارة إلــى العنــف المتبــادل بيــن الجنســين ولا أحــد يتحــدث بشــكل واضــح عــن الاضطهــاد الــذي يحــدث داخــل المؤسســات. (بالتــس) راتــس و(بيرنــد) فيدلــر و(فولفجانـج) بيتيرسـنز إمـا يتحلـون بالشـجاعة الكافيـة وإمـا علـى درجـة مـن السـذاجة تجعلهـم يتحدثـون عـن هـذا النـوع مـن الاضطهـاد والاعتـراف بأنهـم قـد يمـروا بأوقـات
عصيبــة مــع صديقاتهــم لدرجــة تجعلهــم لا يبالــون بالحــرب الدائــرة فــي فيتنــام علــى الإطلاق لإنهــم محطمــون تمامــا مــن الداخــل. ولكنــي أيضــا ألقــي باللــوم علــى مــن لا يجـرؤن علـى المضـي إلـى الأمـام ولـو لخطـوة واحـدة مقارنـة بآخريـن الذيـن يتجاهلـون المشـكلة تمامـا. الفـارق الوحيـد بيـن هـذا التوجـه والتجاهـل التـام هـو كالفـرق بيـن مـن
يقول: أنا تعيس أو: الموت جميل.
ولكـن هـذا لا يعنـي أن نكتفـي بالحديـث عـن هـذه الصراعـات. مبدئيـا هـذا لا يعنـي شـيئا علـى الإطـلاق. يجـب ألا نكتفـي بالقـول بـأن التواصـل منعـدم. هـذه حقيقـة يعلمهـا الـكل وهــي مُحزنــة بمــا يكفــي ولكــن تكرارهــا بصــورة مســتمرة أمــر ممــل للغايــة. ولهــذا فجميـع النسـاء اللاتـي يقدمـن [[صورة نمطية | صـورا نمطيـة]] للمـرأة الجميلـة التـي تردد الشـعر لا يحتملـن لإنهــن دائمــا يعــدن إنتــاج مــا هــو معــروف ســلفا. ولو أســندت هــذه الأدوار إلــى الرجــال وطُلــب منهــم ترديــد هــذه العبــارات لكنــا علــى الأرجــح اكتشــفنا قبــل ذلــك كــم هــي جوفــاء لإن الرجــال ليســت لديهــم نفــس الالتزامــات التــي تثقــل كاهــل المــرأة كالجمــال وقــراءة الشــعر. أنــا لســت قــادرا علــى الحــب. عبــارة كهــذه تســلب حقنــا فــي مواصلــة التفكيــر وعندهــا يصبــح كل شــيء عديــم الجــدوى. لا يوجــد أي نــوع مــن أنــواع التواصــل علــى الإطــلاق فلمــا لا أضاجعــك؟ هــذا لــن يغيــر مــن الأمــر شــيئا. الوضــع فــي المشــرحة أفضـل بكثير فرائحتهـا ليسـت مثيـرة للاشـمئزاز علـى هـذا النحـو. كل الفتيـات اللاتـي يجبن الأروقــة الخاليــة فــي دور الأوبــرا ويقــرأن القصائــد لا يتعلمــن منهــا مجــددا ســوى أن كل شـيء عديـم الجـدوى. ولهـذا يحـاول البعـض إضفـاء أهميـة علـى هـذه العبـارات المرتجلـة التــي تطلــق فــي الهــواء أو إثبــات صحتهــا عــن طريــق رســم مشــاهد جميلــة باســتخدام عنصــر الإضــاءة لخلــق جــوا مناســبا يســهل معــه تمريرهــا دون الحاجــة إلــى تقديــم أي دليل على صحتها.
ُ
إذا تمكــن صنــاع الأفــلام يومــا مــن تحليــل الحــب ومــن أن يظهــروا إلــى أي مــدى تتــم شـخصنة المشـكلات الاجتماعيـة وإلـى أى حـد تتكـرر المحـاولات المـرة تلـو الأخـرى لتصـل إلــى حــد الغثيــان لإيجــاد حــل للصراعــات الموضوعيــة بصــورة فرديــة كان بإمكانهــم إشــعال الثــورات بواســطة أفلامهــم والمشــاركة فــي العمــل علــى بنــاء إنســان جديــد وهي المهمة التي يتهرب منها حزب اليسار الألماني دوما.
أنــا أطالــب الأشــخاص الذيــن يشــتاقون إلــى المــوت والجمــود وكل مــا هــو جميــل مــن وجهـة نظرهـم والذيـن يفضلـون الجمـود علـى الحـراك لأنهـم يـرون أن الحـراك اليسـاري أحــادي الجانــب أطالبهــم بــكل بســاطة أن يبذلــوا جهــدا أكبــر وأن يمعنــوا التفكيــر ولــو لمــرة واحــدة للتعبيــر بشــكل واضــح عمــا يثيــر حفيظتهــم لأن محتــوى جميــع هــذه
الأفلام الجميلة بشكلها الحالي ليس صحيحا ويمكن تفنيده بكل سهولة.
ولهذا أطرح عليكم هذا السؤال: ألا يمكنكم الرد على أي حراك بحراك مقابل؟
وفــي هــذا الســياق أرجــو مــن كل النســاء اللاتــي يســاهمن بــأي صــورة مــن الصــور فــي أفــلام يصنعهــا الرجــال ألا يســمحوا لهــم باســاءة اســتخدامهن كأدوات يملكونهــا. تأكـدن مـن صحـة العبـارات التـي ترددنهـا. تأكـدن مـن دلالات الإشـارات المطلـوب منكـن أداءها.
ُومـن الملاحـظ أيضـا أن المـرأة لا يسـاء اسـتخداها فقـط فـي الأفـلام التـي تصـور متاعـب الحيـاة ولكـن أيضـا فـي الأفـلام السياسـية. مـا هـو الهـدف مـن نظـرة إنجريـد (أوبرمـان) الجامــدة للنــاس فــي فيلــم هارتمــوت (بيتومســكي)؟ أن العنــف يولــد عنفــا مضــادا؟ لمــاذا يجــب علــى عضــوة فــي الحــرس الأحمــر أن ترتــدي ثيابــا قبيحــة؟ لمــاذا عليهــا أن ترضى بأن يتم حصرها في إيديولجيا لم تساهم هي فيها بشكل شخصي؟
المــرأة التــي تنتمــي للحــرس الأحمــر يجــب أن تكــون مهتمــة بشــدة بــأن تنتهــي الثــورة بشـكل مختلـف عمـا آلـت إليـه الثـورة الحاليـة. كان للمـرأة دورا كبيـرا فـي جميـع الثـورات. أيـدت المـرأة الثـورات دائمـا لأنـه لـم يكـن لديهـا الكثيـر لتخسـره. ولكـن ثبـت بالتجربـة أن المـرأة تعرضـت مـرة أخـري للقمـع والاضطهـاد بعـد انتهـاء هـذه الثـورات لإنهـا اعتقـدت أن التغييــر الاقتصــادي وحــده يكفــي لتغييــر الإنســان. ولكن ثبت أن المســاواة والإخــاء كمــا نعلــم أمــور قاصــرة علــى الرجــال فقــط وتتــم فــي نطــاق محــدود وفــي أضيــق الحدود.
َوصلــت المــرأة الآن لمرحلــة لا تضطرهــا للمشــاركة فــي كل أعمــال الرجــل الســينمائية الغامضــة. ثبــت بالتجربــة أيضــا أن احتياجاتهــا لا تؤخــذ بعيــن الاعتبــار. ولهــذا لا يوجــد أي سـبب يدعوهـا للوقـوف إلـي جانـب الرجـل حاملـة السـلاح والاعتقـاد مـرة أخـرى أن هـذا سيحل مشكلاتها.
وهذا يعني للفيلم :
صنـاع الأفـلام الـذي يصنفـون أنفسـهم كصنـاع أفـلام اشـتراكيين يجـب عليهـم تجنـب أو يجـب أن يطلـب منهـم تجنـب قيـام الممثليـن فـي أفلامهـم بأشـياء لا تمثلهـم أو لا يدركونهــا. وهــذا يعنــي بالنســبة لــدور المــرأة فــي هــذا الفيلــم تحديــدا وهــو تعليقــي الوحيد على فيلم كناوت:
قبــل أن يعطــي رجــلا امــرأة نصــًا ينــوي اســتخدامه فــي فيلــم مــا ويكــون الغــرض منــه الإعــلان عــن موقــف مــا يجــب علــى صانــع الفيلــم أن يعمــل مــع الممثليــن وهــم علــى درايـة كاملـة بالنتائـج التـي سـتترتب علـى مـا سـيقومون بـه ليختـاروا بيـن عـدم المشـاركة فـي الفيلـم أو توظيـف طاقاتهـم الإبداعيـة فيـه. هـذا يعنـي أنـه يجـب علينـا أن نعمـل علــى خلــق أرضيــة إيدولوجيــة واحــدة. عندمــا لا يحــدث هــذا نســهل علــى أنفســنا الأمــر بصـورة تخـل بالعمـل. إنجريـد (أوبرمـان) المسـاعدة الشـخصية لهارتمـوت (بيتومسـكي) والتـي تخدمـه وتطهـو لـه إلـخ تـؤدي دور عضـوة فـي الحـرس الأحمـر. ولكنهـا تـؤدي هـذا الـدور كمـا يتصـوره هارتمـوت الـذي ليسـت لديـه بطبيعـة الحـال أدنـى فكـرة عـن المـرأة الثوريــة ومــا هــي عليــه. وهــذا يعنــي أن الثــورة كلهــا يتــم التضييــق عليهــا مــن جديــد وتصبــح غيــر قابلــة للتصديــق بصــورة تجعلنــي لا أرغــب فــي المشــاركة فــي العمــل
والأوضــاع علــى هــذا النحــو. إذا لــم يتوقــف ســوء اســتخدام النــاس بهــذه الطريقــة فلــن تختلف طريقة إنتاج هذا الفيلم عن طريقة إنتاج الأفلام التجارية.(...)
وأخيـرا يجـب أن نتحـدث معـا عـن الأفـلام التـي يصنعهـا الساسـة إذا جـاز لنـا تسـميتهم بهـذا الاسـم والأسـباب التـي تجعلهـا فـي كثيـر مـن الأحيـان دون المسـتوى مـن الناحيـة التقنيــة فــي حيــن أن الأفــلام التــي يصنعهــا المدافعــون عــن الجمــال إذا جــاز لنــا تسـميتهم بهـذا الاسـم تافهـة مـن حيـث المحتـوى ولكنهـا مدروسـة ومثيـرة للاهتمـام وطريفة.
ُعندمـا يصـور الساسـة فيلمـا وثائقيـا علـى سـبيل المثـال غالبـا مـا يتركـوا الأحـداث تحـدد طريقــة صنــع هــذا الفيلــم. إمــا أن يكونــوا علــى درايــة تامــة بالإعــداد المطلــوب للســياق الآتــي وإمــا كمــا يحــدث فــي أغلــب الأحيــان لا تواجههــم فقــط مشــكلات تقنيــة وقــت التنفيـذ ولكـن تسـير أحـداث أيضـا بصـورة غيـر متوقعـة ممـا يترتـب عليـه ضـرورة اتخـاذ قـرارا سـريعا بشـأن هـذه التغيـرات وإذا مـا كانـت تسـتحق التصويـر أم لا. إذا كانـت الإجابـة بنعـم يجـب أن يكونـوا قادريـن وبسـرعة علـى تحديـد حجـم الإعـداد المطلـوب وينتبهـوا جيــدا حتــى لاينتهــي الأمــر بضربــة علــى الــرأس إلــخ. حيانــا يكــون التنفيــذ ســيئا جــدا مــن الناحية التقنية بالرغم من أن المحتوى يستحق الإعداد له بصورة أفضل.
ُكل هذه الأمور لم تناقش بشكل كاف حتى الآن.
َمواطــن الضعــف الأخــرى تنتــج عــن المعــارف الجديــدة. لا يكفــي أن تكــون لدينــا معــارف سياســية جديــدة. يجــب إبــراز الأفــكار ســينمائيا وأن تكــون أفــكارا جديــدة لــم تطــرح فــي السـينما مـن قبـل. العمـل بهـذه الطريقـة يحـول المسـائل الجماليـة الأساسـية فـي بعـض الأحيان إلى مسائل ثانوية.
المدافعـون عـن الجمـال يسـتطيعون التحـدث عـن أنفسـهم. ولكـن أقـول لهـم هنـا أن عليهــم البــدء فــي العمــل. إذا لــم يؤخــذوا علــى محمــل الجــد أو لــم يســتطع أحــد سماعهم فلا يلوموا إلا أنفسهم.
سـيتمكن الآخـرون مـن سـماعنا عندمـا نتمكـن مـن التعبيـر عمـا نريـد قولـه. نحـن لا نحـدد هذا الأمر ولكنه يأتي نتيجة العمل.
[[تصنيف:نظرية سينمائية نسوية]]