سطر 38: |
سطر 38: |
| | | |
| == تقاطعية كيمبرلي كرينشو == | | == تقاطعية كيمبرلي كرينشو == |
− | ظهرت نظرية التقاطعية كنظرية أساسية في [[نظرية نسوية | الفكر النسوية]]، بعدما صاغتها النسوية الأميركية السوداء [[كيمبرلي كرينشو]]، في ثمانينيات القرن العشرين، وتناولت فيها نوعين محدّدين من التفرقة المتعدّدة المستويات: التفرقة العرقية والتفرقة [[جندر | الجندرية]] – اللتين تواجههما النساء السود في الولايات المتحدة. وتستخدم كرينش غالبًا تشبيه معين لرشح التقاطعية، فتقول: "التقاطعية هو ما يحدث حينما تحاول إحدى السيدات من الأقليات أن تجوب التقاطع الرئيسي في المدينة.. والطريق السريع الأساسي هو (طريق التمييز العنصري)". ويمكن لأحد هذه الشوارع المتقاطعة أن يكون الاستعمار، والآخر أن يكون شارع النظام الأبوي، وبالتالي فهذه السيدة يجب أن تتعامل مع أكثر من صورة قمعية (فيمكن أن يكون قمع ثنائي أو ثلاثي أو متعدد) وليس فقط مع أحدها<ref>https://genderation.xyz/wiki/ملف:دليل_للمبادرات_النسوية-النسائية_الشابة.pdf</ref>. | + | ظهرت نظرية التقاطعية كنظرية أساسية في [[نظرية نسوية | الفكر النسوية]]، بعدما صاغتها النسوية الأميركية السوداء [[كيمبرلي كرينشو]]، في ثمانينيات القرن العشرين، وتناولت فيها نوعين محدّدين من التفرقة المتعدّدة المستويات: التفرقة العرقية والتفرقة [[جندر | الجندرية]] – اللتين تواجههما النساء السود في الولايات المتحدة. وتستخدم كرينش غالبًا تشبيه معين لرشح التقاطعية، فتقول: "التقاطعية هو ما يحدث حينما تحاول إحدى السيدات من الأقليات أن تجوب التقاطع الرئيسي في المدينة.. والطريق السريع الأساسي هو (طريق التمييز العنصري)". ويمكن لأحد هذه الشوارع المتقاطعة أن يكون الاستعمار، والآخر أن يكون شارع النظام الأبوي، وبالتالي فهذه السيدة يجب أن تتعامل مع أكثر من صورة قمعية (فيمكن أن يكون قمع ثنائي أو ثلاثي أو متعدد) وليس فقط مع أحدها.<ref name="Dalil">[https:// https://genderation.xyz/wiki/ملف:دليل_للمبادرات_النسوية-النسائية_الشابة.pdf دليل المبادرات النسوية النسائية الشابة، نظرة للدراسات النسوية، مارس 2016]</ref> |
| + | |
| | | |
| وأشار تعريف مركز دعم لبنان أن التقاطعية: | | وأشار تعريف مركز دعم لبنان أن التقاطعية: |
| <blockquote> | | <blockquote> |
− | شكّلت استجابة بالغة الأهمية [[موجة نسوية ثانية | للموجة الأميركية الثانية]]، التي ضمّت [[نسوية ليبرالية | النسويات الليبراليات]] والبيض اللواتي ينتمين إلى الطبقة الوسطى واللواتي اعتمدن مفهومًا عالميًا عن التضامن [[نسوية | النسوي]]. وعبر التركيز فحسب على القمع القائم على النوع الاجتماعي و[[نظام أبوي | النظام البطريركي]]، والمطالبة في الوقت عينه بتضامنٍ نسوي متساوٍ في محاربته، أخفَت النسوية الليبرالية البيضاء الاختلاف العنصري وعدم المساواة العرقية بين النساء. ولا تزال دينامية سلطةٍ غيرُ متكافئة ومماثلةٌ موجودةً تحت أشكالٍ عديدةٍ من الحركات النسوية العابرة للحدود، حيث تَستخدم نسويات أوروبا وأميركا الشمالية وحكوماتهنّ حقوق المرأة العالمية باعتبارها قضيةً مشتركةً لتبرير السياسات الإمبريالية، بما في ذلك التدخّل العسكري في ما يُسمّى بالدول النامية، كما كان الحال في الخطابات المؤيدة للحرب في أفغانستان والعراق<ref>https://genderation.xyz/wiki/ملف:Lebanonsupport-genderdictionary-en-ar.pdf</ref>. | + | شكّلت استجابة بالغة الأهمية [[موجة نسوية ثانية | للموجة الأميركية الثانية]]، التي ضمّت [[نسوية ليبرالية | النسويات الليبراليات]] والبيض اللواتي ينتمين إلى الطبقة الوسطى واللواتي اعتمدن مفهومًا عالميًا عن التضامن [[نسوية | النسوي]]. وعبر التركيز فحسب على القمع القائم على النوع الاجتماعي و[[نظام أبوي | النظام البطريركي]]، والمطالبة في الوقت عينه بتضامنٍ نسوي متساوٍ في محاربته، أخفَت النسوية الليبرالية البيضاء الاختلاف العنصري وعدم المساواة العرقية بين النساء. ولا تزال دينامية سلطةٍ غيرُ متكافئة ومماثلةٌ موجودةً تحت أشكالٍ عديدةٍ من الحركات النسوية العابرة للحدود، حيث تَستخدم نسويات أوروبا وأميركا الشمالية وحكوماتهنّ حقوق المرأة العالمية باعتبارها قضيةً مشتركةً لتبرير السياسات الإمبريالية، بما في ذلك التدخّل العسكري في ما يُسمّى بالدول النامية، كما كان الحال في الخطابات المؤيدة للحرب في أفغانستان والعراق <ref name="genderdictionnary">[https:// https://genderation.xyz/wiki/ملف:قاموس_الجندر_مركز_دعم_لبنان.pdf قاموس الجندر، مركز دعم لبنان، 2016]</ref> |
| </blockquote> | | </blockquote> |
| | | |
| == تطور النظرية == | | == تطور النظرية == |
− | استمرّت التقاطعية، بوصفها "أداةً توضح محاور القمع المتقاطع"، وباتت تستخدم في نطاق أوسع لإظهار التفاعل بين النوع الاجتماعي والعرق والطبقة وفئات أخرى كالعمر أو الجنسانية أو الإعاقة في الحياة الفردية والاجتماعية، بدلًا من تقاطعات العرق والنوع الاجتماعي فقط"والعراق<ref>https://genderation.xyz/wiki/ملف:Lebanonsupport-genderdictionary-en-ar.pdf</ref>، لتوضح كيفية ترابط كل المؤسسات القمعية (العنصرية، [[تمييز جنسي | التمييز على أساس الجنس]]، [[رهاب المثلية الجنسية]]، [[رهاب التحول الجنسي | رهاب المتحولون/ات جنسيا]]، التمييز ضد ذوي الاحتياجات الخاصة، الطبقية، وكراهية الأجانب... ألخ). | + | استمرّت التقاطعية، بوصفها "أداةً توضح محاور القمع المتقاطع"، وباتت تستخدم في نطاق أوسع لإظهار التفاعل بين النوع الاجتماعي والعرق والطبقة وفئات أخرى كالعمر أو الجنسانية أو الإعاقة في الحياة الفردية والاجتماعية، بدلًا من تقاطعات العرق والنوع الاجتماعي فقط"والعراق<ref name="genderdictionnary" />، لتوضح كيفية ترابط كل المؤسسات القمعية (العنصرية، [[تمييز جنسي | التمييز على أساس الجنس]]، [[رهاب المثلية الجنسية]]، [[رهاب التحول الجنسي | رهاب المتحولون/ات جنسيا]]، التمييز ضد ذوي الاحتياجات الخاصة، الطبقية، وكراهية الأجانب... ألخ). |
| | | |
− | كما تؤكد التقاطعية أنه لا يمكن أن يتم فحص مؤسسة قهرية دون التعرض لغيرها لأن كل فرد يتشكل من عدة هويات. وليس معنى ذلك أن هذه التقاطعات كلها تلغي فكرة وجود [[تمييز جنسي]] تعاني منه كافة نساء العالم بدرجات مختلفة وأشكال مختلفة، فهناك "تقاطع" بين هذه القضايا وليس "وحدة" بينها<ref>https://genderation.xyz/wiki/ملف:دليل_للمبادرات_النسوية-النسائية_الشابة.pdf</ref>. | + | كما تؤكد التقاطعية أنه لا يمكن أن يتم فحص مؤسسة قهرية دون التعرض لغيرها لأن كل فرد يتشكل من عدة هويات. وليس معنى ذلك أن هذه التقاطعات كلها تلغي فكرة وجود [[تمييز جنسي]] تعاني منه كافة نساء العالم بدرجات مختلفة وأشكال مختلفة، فهناك "تقاطع" بين هذه القضايا وليس "وحدة" بينها<ref name="Dalil" />. |
| | | |
| == نقد النظرية == | | == نقد النظرية == |
− | انتُقدت النظرية التقاطعية "لاعتمادها المفرط على فئاتٍ تحليلية "راسخةٍ" ظاهريًا (العرق أو الجنس أو الطبقة)"، مما يمكن أن يؤدي إلى تجاهل أشكال أخرى من أنماط القمع المتقاطعة والتي يمكن ألا تدور في محور محدّد واضح، وإنما تتشكّل بفعل عوامل كالزمان والمكان<ref>https://www.daleel-madani.org/sites/default/files/Resources/gender%20dictionary.pdf</ref>. | + | انتُقدت النظرية التقاطعية "لاعتمادها المفرط على فئاتٍ تحليلية "راسخةٍ" ظاهريًا (العرق أو الجنس أو الطبقة)"، مما يمكن أن يؤدي إلى تجاهل أشكال أخرى من أنماط القمع المتقاطعة والتي يمكن ألا تدور في محور محدّد واضح، وإنما تتشكّل بفعل عوامل كالزمان والمكان><ref name="genderdictionnary" /> |
− | | |
| ==طالع/ي كذلك== | | ==طالع/ي كذلك== |
| * مقال: [[:ملف:لا يمكن لأدوات السيد أن تهدم منزله.pdf| لورد، أودري. لا يمكن لأدوات السيد أن تهدم منزله. 1992]]، ترجمة [[اختيار]] سنة 2015 | | * مقال: [[:ملف:لا يمكن لأدوات السيد أن تهدم منزله.pdf| لورد، أودري. لا يمكن لأدوات السيد أن تهدم منزله. 1992]]، ترجمة [[اختيار]] سنة 2015 |