تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ط
لا يوجد ملخص تحرير
سطر 79: سطر 79:  
إن ما يسلط لينين عليه الضوء في هذا الاقتباس هو أنه، بينما يقوم النظام الرأسمالي على استغلال الطبقة العاملة – حيث  التقسيم الطبقي هو التقسيم الرئيسي للمجتمع، بين الـمُستغِل والـمُستغَل – في ذات الوقت، فإن الرأسمالية تعتمد أيضاً على أشكال محددة من القمع للإبقاء على النظام. تلك الأشكال من القمع تؤثر على الناس من جميع الطبقات، وليس فقط على العمال.
 
إن ما يسلط لينين عليه الضوء في هذا الاقتباس هو أنه، بينما يقوم النظام الرأسمالي على استغلال الطبقة العاملة – حيث  التقسيم الطبقي هو التقسيم الرئيسي للمجتمع، بين الـمُستغِل والـمُستغَل – في ذات الوقت، فإن الرأسمالية تعتمد أيضاً على أشكال محددة من القمع للإبقاء على النظام. تلك الأشكال من القمع تؤثر على الناس من جميع الطبقات، وليس فقط على العمال.
   −
مثالين مألوفين من الواقع يمكن أن يوضحان هذه النقطة بسهولة جداً. الأول، التنميط العنصري: الذي يحمله التعبير الأمريكي “قيادة الزنوج“،[2] ليست مشكلة تؤثر فقط على العمال الأمريكيين الأفارقة وغيرهم من ضحايا التمييز العنصري. في الحقيقة إن قيادة أحدث وأغلى موديلات المرسيدس مرتدياً بذلة غالية، لن تحميك إن كنت أمريكي أفريقي من التعرض للتنميط العنصري والاستيقاف من جانب رجال الشرطة.
+
مثالين مألوفين من الواقع يمكن أن يوضحان هذه النقطة بسهولة جداً. الأول، التنميط العنصري: الذي يحمله التعبير الأمريكي “قيادة الزنوج“،<ref>[2] [2] قيادة الزنوج Driving while black : مصطلح في العامية الأمريكية، يشير إلى تصنيف عنصري للسائقين السود، أي إمكانية تعرض السائق للتوقيف من الشرطة لمجرد كونه أسود.</ref> ليست مشكلة تؤثر فقط على العمال الأمريكيين الأفارقة وغيرهم من ضحايا التمييز العنصري. في الحقيقة إن قيادة أحدث وأغلى موديلات المرسيدس مرتدياً بذلة غالية، لن تحميك إن كنت أمريكي أفريقي من التعرض للتنميط العنصري والاستيقاف من جانب رجال الشرطة.
   −
دعونا نأخذ مثالاً آخر هذه المرة تحديداً عن المرأة: تعبير “السقف الزجاجي“.[3] هناك سبب بسيط لكون المراتب العليا من عالم الشركات والسياسة لا زالت تخص الذكر الأبيض بأغلبية ساحقة، يرجع ذلك للعنصرية والتمييز على أساس الجنس، بمنتهى الوضوح والبساطة. لدينا دائرة داخلية لإدارة المجتمع من الذكور البيض، ولا يسمح للسود والنساء بدخولها.
+
دعونا نأخذ مثالاً آخر هذه المرة تحديداً عن المرأة: تعبير “السقف الزجاجي“.<ref>[3][3] السقف الزجاجي The glass ceiling : مصطلح سياسي يشير إلى الحاجز الذي لا يمكن أن تتجاوزه الأقليات والنساء لشغل مناصب أعلى في إدارة الشركات بالرغم من كفاءتهم.</ref> هناك سبب بسيط لكون المراتب العليا من عالم الشركات والسياسة لا زالت تخص الذكر الأبيض بأغلبية ساحقة، يرجع ذلك للعنصرية والتمييز على أساس الجنس، بمنتهى الوضوح والبساطة. لدينا دائرة داخلية لإدارة المجتمع من الذكور البيض، ولا يسمح للسود والنساء بدخولها.
    
سيكون من الخطأ القول: “من يهتم لهؤلاء الأغنياء فحتى في هذا فإن الاضطهاد الذي يعانون منه لا يعد شيئا بالمقارنة بمعاناة الطبقة العاملة والفقراء“. قد يكون ذلك صحيحاً، ولكن جدال لينين انصب هنا على أن الدفاع عن حقوق جميع المضطهدين أمر بالغ الأهمية، ليس فقط لمكافحة فعالة ضد الظلم، ولكن لكونه ضروريا أيضا لإعداد الطبقة العاملة لإدارة المجتمع لمصلحة الإنسانية ككل.
 
سيكون من الخطأ القول: “من يهتم لهؤلاء الأغنياء فحتى في هذا فإن الاضطهاد الذي يعانون منه لا يعد شيئا بالمقارنة بمعاناة الطبقة العاملة والفقراء“. قد يكون ذلك صحيحاً، ولكن جدال لينين انصب هنا على أن الدفاع عن حقوق جميع المضطهدين أمر بالغ الأهمية، ليس فقط لمكافحة فعالة ضد الظلم، ولكن لكونه ضروريا أيضا لإعداد الطبقة العاملة لإدارة المجتمع لمصلحة الإنسانية ككل.
سطر 89: سطر 89:  
من السهل علينا تبني قضية تشكيل  العاملات للنقابات ومشاركتهن في الإضرابات والمطالبة لهن بحق المساواة في الأجور. إننا نعطي هذا النضال دعمنا غير المشروط بلا أدنى تردد. ولكن في الحقيقة أن العالم أكثر تعقيداً من ذلك بكثير، وبعض من أهم الحركات ضد القمع برزت كحركات غير مستندة للبعد الطبقي، بما في ذلك الحركة النسوية والنضال من أجل تحقيق المساواة للمرأة.
 
من السهل علينا تبني قضية تشكيل  العاملات للنقابات ومشاركتهن في الإضرابات والمطالبة لهن بحق المساواة في الأجور. إننا نعطي هذا النضال دعمنا غير المشروط بلا أدنى تردد. ولكن في الحقيقة أن العالم أكثر تعقيداً من ذلك بكثير، وبعض من أهم الحركات ضد القمع برزت كحركات غير مستندة للبعد الطبقي، بما في ذلك الحركة النسوية والنضال من أجل تحقيق المساواة للمرأة.
   −
في اعتقادي تشير الدلائل، على وجه الخصوص، أن تحركات الستينات وأوائل السبعينات – بما في ذلك حركة تحرر النساء، وحركة تحرر مثليي الجنس، وحركة الحقوق المدنية وحركات “القوة السوداء“[4] – كانت نضالات اجتماعية قوية كان لها أثر تحويلي، على كل من وعي الجماهير بشكل عام ووعي الطبقة العاملة على وجه الخصوص.
+
في اعتقادي تشير الدلائل، على وجه الخصوص، أن تحركات الستينات وأوائل السبعينات – بما في ذلك حركة تحرر النساء، وحركة تحرر مثليي الجنس، وحركة الحقوق المدنية وحركات “القوة السوداء“<ref>[4] [4] مصطلح القوة السوداء Black Power : كان شعاراً سياسياً رفعته عديد من الحركات من توجهات أيديولوجية مختلفة في نهاية الستينات وبداية السبعينات سعياً وراء مواجهة التمييز العنصري، والحصول على حق تقرير المصير للمواطنين الأمريكيين من أصول أفريقية.</ref> – كانت نضالات اجتماعية قوية كان لها أثر تحويلي، على كل من وعي الجماهير بشكل عام ووعي الطبقة العاملة على وجه الخصوص.
    
إن التقدم الذي أحدثته حركة تحرير المرأة في الستينات كان له تأثير دائم على المجتمع، هذا هو بالضبط السبب في أن الجناح اليميني قد أمضى الأربعون عاماً الماضية في مهاجمة كل مكاسب الحركة النسائية. ولهذا تتعرض النسوية نفسها للهجوم في محاولة لرسم صورة كاريكاتيرية للنسويات كمجموعة من النساء الحادات، والأنانيات، العابسات الذين لا يحبون الرجال أو لسن جذابات بالنسبة لهم، لذلك يقضون حياتهن منغمسات في تصور أنفسهن كضحايا، يصورن لأنفسهن أن التمييز على أساس الجنس  موجود أينما نظرن.
 
إن التقدم الذي أحدثته حركة تحرير المرأة في الستينات كان له تأثير دائم على المجتمع، هذا هو بالضبط السبب في أن الجناح اليميني قد أمضى الأربعون عاماً الماضية في مهاجمة كل مكاسب الحركة النسائية. ولهذا تتعرض النسوية نفسها للهجوم في محاولة لرسم صورة كاريكاتيرية للنسويات كمجموعة من النساء الحادات، والأنانيات، العابسات الذين لا يحبون الرجال أو لسن جذابات بالنسبة لهم، لذلك يقضون حياتهن منغمسات في تصور أنفسهن كضحايا، يصورن لأنفسهن أن التمييز على أساس الجنس  موجود أينما نظرن.
سطر 102: سطر 102:  
الآن، من الواضح أن هذا النهج الفج لا يمت بصلة لتراث “الاشتراكيةالأممية“، والتي بالتأكيد قد أخذت حركة تحرر المرأة على محمل الجد كجزء محوري من النضال من أجل الاشتراكية، منذ بدء حركة تحرر المرأة في ستينات القرن العشرين.
 
الآن، من الواضح أن هذا النهج الفج لا يمت بصلة لتراث “الاشتراكيةالأممية“، والتي بالتأكيد قد أخذت حركة تحرر المرأة على محمل الجد كجزء محوري من النضال من أجل الاشتراكية، منذ بدء حركة تحرر المرأة في ستينات القرن العشرين.
   −
ومع ذلك، أود أن أقول أنه كان هناك ثمة تكيف في اتجاه الاختزال، والميل إلى التقليل من القمع الذي تعاني منه نساء الطبقة العاملة، مما أدى إلى وضع النظرية على محك خاطئ ينطوي على التساؤل عما إذا كان رجال الطبقة العاملة “مستفيدين” من اضطهاد المرأة. وأريد أيضا أن أوضح  أنني لست بصدد توجيه أصابع الاتهام هنا، حيث أننا اعتمدنا في ISO،[5]بدرجة أقل، نهجاً مماثلاً.
+
ومع ذلك، أود أن أقول أنه كان هناك ثمة تكيف في اتجاه الاختزال، والميل إلى التقليل من القمع الذي تعاني منه نساء ال]بقة ال]املة، مما أدى إلى وضع النظرية على محك خاطئ ينطوي على التساؤل عما إذا كان رجال الطبقة العاملة “مستفيدين” من اضطهاد المرأة. وأريد أيضا أن أوضح  أنني لست بصدد توجيه أصابع الاتهام هنا، حيث أننا اعتمدنا في[ISO،<ref> [5] المنظمة الاشتراكية الأممية (International socialist Organization (ISO : منظمة اشتراكية ثورية أمريكية كانت عضواً في التيار الاشتراكي الأممي(International socialist Tendency (IST حتى عام 2001.</ref>[5بدرجة أقل، نهجاً مماثلاً.
    
كان هناك مجموعة من المقالات وجدال في منتصف ثمانينات القرن العشرين نشرت في سلسلة من المقالات في مجلة الاشتراكية الدولية، ضمت بعض من القادة الرئيسيين لحزب العمال الاشتراكي في بريطانيا، والتي بدأت في تناول القضايا التي وصفتها للتو. لا يمكنني تلخيص النقاش بأكمله، ولكن يمكنني استخلاص بعض النقاط الرئيسية.
 
كان هناك مجموعة من المقالات وجدال في منتصف ثمانينات القرن العشرين نشرت في سلسلة من المقالات في مجلة الاشتراكية الدولية، ضمت بعض من القادة الرئيسيين لحزب العمال الاشتراكي في بريطانيا، والتي بدأت في تناول القضايا التي وصفتها للتو. لا يمكنني تلخيص النقاش بأكمله، ولكن يمكنني استخلاص بعض النقاط الرئيسية.
سطر 191: سطر 191:     
لو كان دور الثوريين لا غنى عنه، لذا فأننا سنكون أكثر فاعلية بعدم الاستهانة بالتحديات التي نواجهها في النضال ضد التمييز على أساس الجنس داخل الطبقة العاملة، بل من خلال الاعتراف بهذه التحديات، وعلى هذا الأساس، يتم وضع إستراتيجية تهدف لإلقاء ثقل الطبقة العاملة بأكمله وراء هدف تحرير النساء.
 
لو كان دور الثوريين لا غنى عنه، لذا فأننا سنكون أكثر فاعلية بعدم الاستهانة بالتحديات التي نواجهها في النضال ضد التمييز على أساس الجنس داخل الطبقة العاملة، بل من خلال الاعتراف بهذه التحديات، وعلى هذا الأساس، يتم وضع إستراتيجية تهدف لإلقاء ثقل الطبقة العاملة بأكمله وراء هدف تحرير النساء.
  −
  −
  −
[2] قيادة الزنوج Driving while black : مصطلح في العامية الأمريكية، يشير إلى تصنيف عنصري للسائقين السود، أي إمكانية تعرض السائق للتوقيف من الشرطة لمجرد كونه أسود.
  −
  −
[3] السقف الزجاجي The glass ceiling : مصطلح سياسي يشير إلى الحاجز الذي لا يمكن أن تتجاوزه الأقليات والنساء لشغل مناصب أعلى في إدارة الشركات بالرغم من كفاءتهم.
  −
  −
[4] مصطلح القوة السوداء Black Power : كان شعاراً سياسياً رفعته عديد من الحركات من توجهات أيديولوجية مختلفة في نهاية الستينات وبداية السبعينات سعياً وراء مواجهة التمييز العنصري، والحصول على حق تقرير المصير للمواطنين الأمريكيين من أصول أفريقية.
  −
  −
[5] المنظمة الاشتراكية الأممية (International socialist Organization (ISO : منظمة اشتراكية ثورية أمريكية كانت عضواً في التيار الاشتراكي الأممي(International socialist Tendency (IST حتى عام 2001.
 
276

تعديل

قائمة التصفح