في صيف 2017، عندما بدأت تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان شائعات لا أساس لها عن سوريين «بصدد التظاهر ضد جيشنا الشريف» برز إلى السطح نزعة وطنية متطرفة ومفرطة الذكورية يشوبها رُهاب الأجانب المعتاد أدّت إلى استهداف رجال سوريين على يد رجال لبنانيين. انتشرت بسرعة فيديوهات لشبّان لبنانيين يصوّرون أنفسهم وهم يضربون بحنق ضحاياهم السوريين من باب الانتقام، فيما وجد الكلام الكثيف أصلاً حول طرد اللاجئين السوريين طريقه – ولو لبضعة أيام فقط – إلى سطح الخطاب اليومي السائد (ليزداد التطبيع معه منذ ذلك الحين). كثيرون استنكروا بحق تلك الفيديوهات، لكن قليلين أشاروا إلى أن العنف الذي طال أولئك السوريين لا يعود فقط إلى نزعة فوقية شبه عنصرية تعكس بدورها شعوراً هشاً بوطنية يحدث أن يستهزئ بها اللبنانيون أنفسهم؛ بل يعود العنف إلى الفكرة اللبنانية عن الذكورة أيضاً. | في صيف 2017، عندما بدأت تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان شائعات لا أساس لها عن سوريين «بصدد التظاهر ضد جيشنا الشريف» برز إلى السطح نزعة وطنية متطرفة ومفرطة الذكورية يشوبها رُهاب الأجانب المعتاد أدّت إلى استهداف رجال سوريين على يد رجال لبنانيين. انتشرت بسرعة فيديوهات لشبّان لبنانيين يصوّرون أنفسهم وهم يضربون بحنق ضحاياهم السوريين من باب الانتقام، فيما وجد الكلام الكثيف أصلاً حول طرد اللاجئين السوريين طريقه – ولو لبضعة أيام فقط – إلى سطح الخطاب اليومي السائد (ليزداد التطبيع معه منذ ذلك الحين). كثيرون استنكروا بحق تلك الفيديوهات، لكن قليلين أشاروا إلى أن العنف الذي طال أولئك السوريين لا يعود فقط إلى نزعة فوقية شبه عنصرية تعكس بدورها شعوراً هشاً بوطنية يحدث أن يستهزئ بها اللبنانيون أنفسهم؛ بل يعود العنف إلى الفكرة اللبنانية عن الذكورة أيضاً. |