تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ط
لا يوجد ملخص تحرير
سطر 25: سطر 25:  
لا تملك أي حركة اجتماعية تدفع للتغيير رفاهية الانفصال عن واقعها. ولعل التحركات النسوية العربية، أو بعبارة أدق الإرهاصات ذات الطابع النسوي التي ظهرت في بعض الدول العربية بوضوح في السنين الأخيرة، أفضل مثال على الاتصال العضوي بين تحركات تحررية مختلفة، ولعل ردات الفعل الذكورية العنيفة على هذه المبادرات النسوية على مستوى المجتمع (كتلويث سمعة الناشطات خاصة من خلال إشاعات ذات أبعاد جنسية) والنظام السياسي (كفحوص العذرية في مصر كوسيلة لإخضاع الجسد الأنثوي الخارج إلى المجال العام ولتقليص الناشطة لمجرد جسد) أبلغ تعبير عن الضرورة الملحة لمركزة قضية  المرأة والأقليات الجنسية في أي نضال تحرري أياً كان هدفه. لا نبالغ، إذاً، حين نصر على أن أي تحرك يدعي أنه تحرري لا ينصب هذا النوع من العدالة الاجتماعية منصباً مركزياً قولاً وفعلاً هو تحرك لا يلوي على التحرر الفعلي وإنما على إعادة إنتاج النظام الأبوي في صورة أخرى.
 
لا تملك أي حركة اجتماعية تدفع للتغيير رفاهية الانفصال عن واقعها. ولعل التحركات النسوية العربية، أو بعبارة أدق الإرهاصات ذات الطابع النسوي التي ظهرت في بعض الدول العربية بوضوح في السنين الأخيرة، أفضل مثال على الاتصال العضوي بين تحركات تحررية مختلفة، ولعل ردات الفعل الذكورية العنيفة على هذه المبادرات النسوية على مستوى المجتمع (كتلويث سمعة الناشطات خاصة من خلال إشاعات ذات أبعاد جنسية) والنظام السياسي (كفحوص العذرية في مصر كوسيلة لإخضاع الجسد الأنثوي الخارج إلى المجال العام ولتقليص الناشطة لمجرد جسد) أبلغ تعبير عن الضرورة الملحة لمركزة قضية  المرأة والأقليات الجنسية في أي نضال تحرري أياً كان هدفه. لا نبالغ، إذاً، حين نصر على أن أي تحرك يدعي أنه تحرري لا ينصب هذا النوع من العدالة الاجتماعية منصباً مركزياً قولاً وفعلاً هو تحرك لا يلوي على التحرر الفعلي وإنما على إعادة إنتاج النظام الأبوي في صورة أخرى.
   −
نجد تغريباً ملحوظاً في اللغة والمضمون يبعد هذا الخطاب عن مدارك الكثيرين ويتزامن مع غياب شبه كلي لأي محاولات للتعريب والتوضيح
      
لكن بعيداً عن نقد حركات التحرر في الدول العربية، علينا بدايةً نقد الخطاب النسوي العربي ذاته و نقد بعض معالم ابتعاده عن بيئته المحلية. ففي صميم هذا الخطاب نجد تغريباً ملحوظاً في اللغة والمضمون يبعد هذا الخطاب عن مدارك الكثيرين ويتزامن مع غياب شبه كلي لأي محاولات للتعريب والتوضيح. مثالاً على ذلك، تستخدم كلمة “الجندر” ومشتقاتها بأريحية في الكتابات النسوية والمقابلات الإعلامية دون الأخذ بعين الاعتبار أنها قد لا تكون مألوفة للكثيرين، بل وقد تطرق أسماعهم ككلمة غريبة (وهي كذلك حيث لم تحقق درجة من الألفة ككلمات أخرى تم تبنيها من الإنجليزية) تفرض معاني التدخل الأجنبي في أمور مجتمعاتهم (وهي ليست كذلك). يستلزم هذا التغريب اللغوي تعريباً بالضرورة، وقد يحصل هذا التعريب أحياناً فيستخدم مصطلح “النوع الاجتماعي” بدلاً من “الجندر” لكنه نادراً ما يرفق بتوضيح لمعناه وتجلياته في الأنظمة الاجتماعية العربية فيظل المعنى بعيداً عن الحياة المعاشة للمتلقين والمتلقيات1.
 
لكن بعيداً عن نقد حركات التحرر في الدول العربية، علينا بدايةً نقد الخطاب النسوي العربي ذاته و نقد بعض معالم ابتعاده عن بيئته المحلية. ففي صميم هذا الخطاب نجد تغريباً ملحوظاً في اللغة والمضمون يبعد هذا الخطاب عن مدارك الكثيرين ويتزامن مع غياب شبه كلي لأي محاولات للتعريب والتوضيح. مثالاً على ذلك، تستخدم كلمة “الجندر” ومشتقاتها بأريحية في الكتابات النسوية والمقابلات الإعلامية دون الأخذ بعين الاعتبار أنها قد لا تكون مألوفة للكثيرين، بل وقد تطرق أسماعهم ككلمة غريبة (وهي كذلك حيث لم تحقق درجة من الألفة ككلمات أخرى تم تبنيها من الإنجليزية) تفرض معاني التدخل الأجنبي في أمور مجتمعاتهم (وهي ليست كذلك). يستلزم هذا التغريب اللغوي تعريباً بالضرورة، وقد يحصل هذا التعريب أحياناً فيستخدم مصطلح “النوع الاجتماعي” بدلاً من “الجندر” لكنه نادراً ما يرفق بتوضيح لمعناه وتجلياته في الأنظمة الاجتماعية العربية فيظل المعنى بعيداً عن الحياة المعاشة للمتلقين والمتلقيات1.
264

تعديل

قائمة التصفح