تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطر 45: سطر 45:     
==الأختية المهيمنة: "النسوية" و"الآخر" بالنسبة لها==
 
==الأختية المهيمنة: "النسوية" و"الآخر" بالنسبة لها==
من منظور عابر للثقافات، فإن الآثار الملحقة بالمنطق البيولوجي الغربي ذات مدى واسع،  عندما نضع في الاعتبار حقيقة أن أصل البنى الجندرية في النظرية النسوية هو غربي، حيثُ يُرى الرجال والنساء كمتضادين ويُصوروا كأجساد تشكل فئات اجتماعية محددة جينيًا. إذًا، فالسؤال هنا: على أي أساس يمكن لمفاهيم الغرب عن الفئات (الاجتماعية) أن تكون قابلة للتصدير أو النقل لثقافات أخرى لديها منطق إجتماعي مختلف؟ يُطرح هذا التساؤل لأنه بالرغم من البصيرة النافذة للبنائية الإجتماعية للجندر، فالطريقة التي تُستخدم بها المعلومات العابرة للثقافات من قِبل الكثير من الكاتبات النسويات تقوِّض فكرة أن الثقافات المختلفة يمكنها بناء (خلق) الفئات الاجتماعية بطريقة مختلفة. لسبب واحد؛ فلو الثقافات المختلفة تبني (تخلق) بالضرورة الجندر –كما تطرح النسوية- إذًا ففكرة أن الجندر بناء إجتماعي لا يمكنها أن تكون فكرة مستدامة.
+
من منظور عابر للثقافات، فإن الآثار الملحقة بالمنطق البيولوجي الغربي ذات مدى واسع،  عندما نضع في الاعتبار حقيقة أن أصل البنى الجندرية في النظرية النسوية هو غربي، حيثُ يُرى الرجال والنساء كمتضادين ويُصوروا كأجساد تشكل فئات اجتماعية محددة جينيًا.<ref> تعليق الكاتبة: في عنوان هذا القسم، إستخدمت مصطلح "Sisterarchy"(ترجمته الأختية المهيمنة)، في إشارة للمزاعم القائمة على أسس قوية ضد النسويات الغربيات من قِبَل العديد من النسويات الأفريقيات والأسيويات واللاتينيات، تفيد تلك المزاعم بأنه بالرغم من فكرة "عالمية الأختية" إلا أنالنسويات الغربيات تحتل قمة تراتبية الأختية؛ ولذلك فهي "الأختية المهيمنة".إستخدمت نكيريو نزيجو (Nkiru Nzegwu في ورقتها ""O Africa: Gender Imperialism in Academia," in African Women and feminism: Reflecting on the Politics of Sisterhood".</ref> إذًا، فالسؤال هنا: على أي أساس يمكن لمفاهيم الغرب عن الفئات (الاجتماعية) أن تكون قابلة للتصدير أو النقل لثقافات أخرى لديها منطق إجتماعي مختلف؟ يُطرح هذا التساؤل لأنه بالرغم من البصيرة النافذة للبنائية الإجتماعية للجندر، فالطريقة التي تُستخدم بها المعلومات العابرة للثقافات من قِبل الكثير من الكاتبات النسويات تقوِّض فكرة أن الثقافات المختلفة يمكنها بناء (خلق) الفئات الاجتماعية بطريقة مختلفة. لسبب واحد؛ فلو الثقافات المختلفة تبني (تخلق) بالضرورة الجندر –كما تطرح النسوية- إذًا ففكرة أن الجندر بناء إجتماعي لا يمكنها أن تكون فكرة مستدامة.
    
   
 
   
سطر 51: سطر 51:     
    
 
    
تُفرَض الأفكار الغربية عندما يتم تضمين الفئات الاجتماعية الغير غربية في الإطار الجندري الذي نشأ في سياق اجتماعي وتاريخي وفلسفي محدد. كمثال على ذلك، اعتبار ما سُمي ب "الجندر الثالث" أو "الجندرات البديلة" في عدد من الثقافات الغير غربية اكتشاف. حقيقة تصوير "زواج المرأة الإفريقية" و "برداش" الأمريكيين الأصليين و "هيجرا" جنوب آسيا على أنها فئات جندرية يدمجمهم في المنطق الغربي القائم على البيولوجيا وفي الأطر المجندرة، بدون شرح تواريخهم الاجتماعية والثقافية وبناياتهم الاجتماعية الخاصة. هنا وجب طرح عدد من الأسئلة وثيقة الصلة بالموضوع. هل تُرى تلك الفئات كفئات مُجندرة في الثقافات موضع التساؤل؟ أي منظور هو الذي اعتبرهم مجندرين؟ في الحقيقة، حتى مدى صوابية تسميتهم بال "جندر الثالث" هي موضع للتساؤل أيضًا، حيثُ أن النظام الثقافي الغربي، الذي يستخدم البيولوجيا لفهم خريطة الواقع (النظام) الاجتماعي، يحول دون إمكانية وجود أكثر من جندرين، لأن الجندر هو المعنى الاجتماعي للثنائية الجنسية للجسد الإنساني. في الخمسة وعشرين سنة الماضية،  حُدد مسار الخطاب النسوي من خلال البيئة الثقافية الغربية واكتشافاتها وتطوراتها.
+
تُفرَض الأفكار الغربية عندما يتم تضمين الفئات الاجتماعية الغير غربية في الإطار الجندري الذي نشأ في سياق اجتماعي وتاريخي وفلسفي محدد. كمثال على ذلك، اعتبار ما سُمي ب "الجندر الثالث"<ref name="Lorber"> Lorber, Paradoxes of Gender, 17-18</ref> أو "الجندرات البديلة"<ref name="Lorber" /> في عدد من الثقافات الغير غربية اكتشاف. حقيقة تصوير "زواج المرأة الإفريقية"<ref> See Ifi Amadiume, Male Daughters, Female Husbands: Gender and Sex in an African Society (London: Zed Books, 1987), for an account of this institution in Igboland of southeastern Nigeria. See also Melville J. Herskovitz, "A Note on 'Woman Marriage' in Dahomey," Africa 10 (1937): 335-41, for an earlier allusion to its wide occurrence in Africa. </ref> و "برداش" <ref>Kessler and McKenna, Gender, 24-36. </ref>الأمريكيين الأصليين و "هيجرا"<ref>Serena Nanda, "Neither Man Nor Woman: The Hijras of India," in Gender in Cross-cultural Perspective," ed. Caroline Brettell and Carolyn Sargent (Englewood Cliffs, N.J.: Prentice Hall, 1993). </ref> جنوب آسيا على أنها فئات جندرية يدمجمهم في المنطق الغربي القائم على البيولوجيا وفي الأطر المجندرة، بدون شرح تواريخهم الاجتماعية والثقافية وبناياتهم الاجتماعية الخاصة. هنا وجب طرح عدد من الأسئلة وثيقة الصلة بالموضوع. هل تُرى تلك الفئات كفئات مُجندرة في الثقافات موضع التساؤل؟ أي منظور هو الذي اعتبرهم مجندرين؟ في الحقيقة، حتى مدى صوابية تسميتهم بال "جندر الثالث" هي موضع للتساؤل أيضًا، حيثُ أن النظام الثقافي الغربي، الذي يستخدم البيولوجيا لفهم خريطة الواقع (النظام) الاجتماعي، يحول دون إمكانية وجود أكثر من جندرين، لأن الجندر هو المعنى الاجتماعي للثنائية الجنسية للجسد الإنساني. في الخمسة وعشرين سنة الماضية،  حُدد مسار الخطاب النسوي من خلال البيئة الثقافية الغربية واكتشافاتها وتطوراتها.
    
   
 
   
وبالتالي، في بدايات الموجة النسوية الثانية في أوروبا وأمريكا، كان الجنس البيولوجي يعتبر كمجموع الحقائق البيولوجية للأجساد الذكورية والأنثوية، وكان الجندر يعتبر ما يترتب اجتماعيًا على تلك الحقائق. في الحقيقة، إفتُرض أن كل مجتمع لديه نظام جنسي/ جندري. والنقطة الأكثر أهمية هي أن الجنس البيولوجي والجندر  مرتبطين بشكل معقد. مع مرور الوقت، أًصبح الجنس البيولوجي يُفهم باعتباره القاعدة والجندر باعتباره البنية الفوقية. ومع ذلك، في وقت لاحق، بعد الكثير من النقاشات أصبح الجنس البيولوجي نفسه يُرى كبناء إجتماعي.  
+
وبالتالي، في بدايات الموجة النسوية الثانية في أوروبا وأمريكا، كان الجنس البيولوجي يعتبر كمجموع الحقائق البيولوجية للأجساد الذكورية والأنثوية، وكان الجندر يعتبر ما يترتب اجتماعيًا على تلك الحقائق. في الحقيقة، إفتُرض أن كل مجتمع لديه نظام جنسي/ جندري.<ref>Gayle Rubin, "The Traffic in Women," in Toward an Anthropology of Women, ed. Rayna R. Reiter (New York: Monthly Review Press, 1975). </ref> والنقطة الأكثر أهمية هي أن الجنس البيولوجي والجندر  مرتبطين بشكل معقد. مع مرور الوقت، أًصبح الجنس البيولوجي يُفهم باعتباره القاعدة والجندر باعتباره البنية الفوقية. ومع ذلك، في وقت لاحق، بعد الكثير من النقاشات أصبح الجنس البيولوجي نفسه يُرى كبناء إجتماعي.  
 
كتبت كيسلر وماكينا، وهم أحد أوائل الفرق البحثية في هذا المجال:  
 
كتبت كيسلر وماكينا، وهم أحد أوائل الفرق البحثية في هذا المجال:  
 
<Blockquote>  
 
<Blockquote>  
"نستخدم مصطلح جندر، بدلًا من جنس بيولوجي، للإشارة إلى الجوانب البيولوجية المرتبطة بكون الفرد امرأة (بنت) أو رجل (ولد). هذا يساعدنا على التأكيد على موقفنا بأن عنصر البنائية الاجتماعية أساسي في كل جوانب الوجود الذكوري والأنثوي".
+
"نستخدم مصطلح جندر، بدلًا من جنس بيولوجي، للإشارة إلى الجوانب البيولوجية المرتبطة بكون الفرد امرأة (بنت) أو رجل (ولد). هذا يساعدنا على التأكيد على موقفنا بأن عنصر البنائية الاجتماعية أساسي في كل جوانب الوجود الذكوري والأنثوي".<ref>Kessler and McKenna, Gender, 7; Laqueur, Making Sex.</ref>
 
</blockquote>
 
</blockquote>
    
بعد حوالي خمسة عشر عامًا، أشارت جوديث باتلر للترابط مابين الجنس البيولوجي والجندر بشكل أكثر قوة وكتبت:
 
بعد حوالي خمسة عشر عامًا، أشارت جوديث باتلر للترابط مابين الجنس البيولوجي والجندر بشكل أكثر قوة وكتبت:
 
<Blockquote>  
 
<Blockquote>  
"ليس هناك معنى، إذًا، في تعريف الجندر باعتباره المعنى الثقافي (الاجتماعي) للجنس البيولوجي، إذا كان الجنس البيولوجي نفسه فئة مجندرة. لا ينبغي أن يُرى الجندر باعتباره المعنى المنقوش ثقافيًا لسطح مُعطى ومُعرف مسبقًا (مفهوم قانوني)؛ ينبغي أن يُرى الجندر أيضًا كنظام الإنتاج الذي ينشأ الجنسين (البيولوجيين) بواسطته. كنتيجة لذلك، الجندر ليس ثقافيًا والجنس البيولوجي ليس طبيعيًا؛ بل الجندر هو الوسيلة الخطابية/ الثقافية التي تنتج "الطبيعة المُجَنَسة" أو "الجنس الطبيعي"".
+
"ليس هناك معنى، إذًا، في تعريف الجندر باعتباره المعنى الثقافي (الاجتماعي) للجنس البيولوجي، إذا كان الجنس البيولوجي نفسه فئة مجندرة. لا ينبغي أن يُرى الجندر باعتباره المعنى المنقوش ثقافيًا لسطح مُعطى ومُعرف مسبقًا (مفهوم قانوني)؛ ينبغي أن يُرى الجندر أيضًا كنظام الإنتاج الذي ينشأ الجنسين (البيولوجيين) بواسطته. كنتيجة لذلك، الجندر ليس ثقافيًا والجنس البيولوجي ليس طبيعيًا؛ بل الجندر هو الوسيلة الخطابية/ الثقافية التي تنتج "الطبيعة المُجَنَسة" أو "الجنس الطبيعي"".<ref>Judith Butler, Gender Trouble: Feminism and the Subversion of Identity (New York: Routledge, 1990), 7. </ref>
 
</blockquote>
 
</blockquote>
   سطر 136: سطر 136:  
على عكس أغلب المبادئ الأساسية لمنطقية الجسد، فكل الناس، بغض النظر عن نوعهم، يساهمون في بناء هذا الخطاب المبني على الحتمية البيولوجية. "منطقية الجسد" هي نهج ثقافي. من السهل تحديد جذوره في الفكر الأوروبي، ولكن مخالبه أصبحت منتشرة في كل مكان.
 
على عكس أغلب المبادئ الأساسية لمنطقية الجسد، فكل الناس، بغض النظر عن نوعهم، يساهمون في بناء هذا الخطاب المبني على الحتمية البيولوجية. "منطقية الجسد" هي نهج ثقافي. من السهل تحديد جذوره في الفكر الأوروبي، ولكن مخالبه أصبحت منتشرة في كل مكان.
 
تظهر الهيمنة الغربية بأشكال متعددة في الدراسات الأفريقية، ولكن التركيز هنا يصبح على النظريات المتداولة والمستخدمة لتفسير المجتمعات الأفريقية من دون النظر لمدى ملائمتها.
 
تظهر الهيمنة الغربية بأشكال متعددة في الدراسات الأفريقية، ولكن التركيز هنا يصبح على النظريات المتداولة والمستخدمة لتفسير المجتمعات الأفريقية من دون النظر لمدى ملائمتها.
      
==هوامش==
 
==هوامش==
 
<references />
 
<references />
264

تعديل

قائمة التصفح