سطر 10: |
سطر 10: |
| ==تاريخ تطور النظرية== | | ==تاريخ تطور النظرية== |
| | | |
| + | تعتمد معظم مدارس النسوية البيئية (النسوية البيئية الإشتراكية والنسوية البيئية الروحانية مثلًا) على تحليل تاريخي للأيديولوجية. وفقًا لهذا التحليل، ترافق اضطهاد الطبيعة والنساء مع نشأة الأبوية. وترى هذه المدارس أن النظام الأبوي يعتمد على ثنائيات العقل والجسد والروح والمادة ، والذكر و الأنثى ، والتحضر والطبيعة، بحيث يعتبر أن عنصرا واحد في هذه الثنائيات يتفوق على الآخر. |
| + | |
| + | ولذلك، يرى هذا التحليل تسلسلًا هرميًا للقيمة وفقًا للأبوية كما يلي: |
| + | |
| + | الله |
| + | الرجل |
| + | الأطفال |
| + | النساء |
| + | الحيوانات |
| + | الطبيعة |
| + | |
| + | ووفقًا لروزماري رادفورد ريوتر، وهي عالمة لاهوت نسوية، فإن اختراع مفهومي "الطبيعة" و "والتحضر" هو الذي سمح للثقافة الأبوية باعتبار أن تلك الأخيرة هي عبارة عن تطور عن الأولى، وبالتالي للتحقيق التطور لا بد من القضاء على الطبيعة. وبناء على هذا التحليل، ترى النسويات البيئيات أن الأبوية دمرت العلاقة بين الإنسان والبيئة ومن بعدها تطورت الرأسمالية وجعلت العلاقة قائمة على الإستغلال من أجل سرقة الموارد من ممتلكيها وبناء على ذلك، ترى الكثير من النسويات البيئيات أن التحرر النسوي لا يمكن أن يكون دون التحرر من الاستغلال الرأسمالي للبيئة. |
| + | |
| + | ترى العديد من النسويات البيئيات أنه كان هناك وقت قبل التاريخ المكتوب، منذ حوالي 250،000 سنة، ركزت فيه المجتمعات على التعاون بدلًا من المنافسة. خلال هذه الفترة، تركزت الروحانيات على عبادة الآلهة الأنثوية على نطاق واسع وكانت المجتمعات أكثر تركيزًا على النساء. وتؤمن عدة أفرع من النسوية البيئية أنه يمكننا أن نتعلم من هذه المجتمعات ما قبل الأبوية. (النسوية الثقافية والاجتماعية والروحانية)، وعلى الرغم من أن معظم النسويات البيئيات يرون أن النظام الأبوي هو السبب الجذري للسلوك البشري العنيف، تعتقد بعض المفكرات كـ شيليس جليندينغ، أن انفصالنا عن الطبيعة يعود منذ حوالي 20000 عام، أي إلى الوقت الذي تحول فيه البشر من ثقافة جامع/ صياد إلى تدجين النباتات والحيوانات. |
| + | |
| + | وتركز نسويات بيئيات آخريات على التحول الإيديولوجي الذي حدث خلال عصر التنوير الأوروبي في القرن الثامن عشر. فتصف كارولين ميرشانت، وهي كاتبة المؤلف الشهير "موت الطبيعة" الذي يعتبر مدخل إلى النسوية البيئية، كيف تم قلب وتدمير المعارف الأصيلة العضوية التي امتلكلتها النساء والتي ساعدت في حماية الطبيعة لقرون بسبب الثورات العلمية والثقافية للتنوير والتي كانت احد أسباب مطاردة الساحرات وترى أيضًا أن ظهور أيديولوجية علمية وتكنولوجية ورأسمالية مهووسة بـ "التقدم" على مدى المائتي سنة الماضية أدت إلى تدمير علاقة الإنسان بالطبيعة وأنها كانت استهدافًا مباشرًا لعمل النساء ولذلك البيئة قضية نسوية. |
| + | |
| + | |
| + | وترى جوديث بلانت، كاتبة "النساء والطبيعة"، أن المجتمعات قبل الثورة الصناعية استخدمت الاستعارات العضوية من أجساد النساء لشرح الذات والمجتمع والطبيعة، ومن خلال هذه الاستعارات يمكن فهم أن الناس رأأوا الأرض على إنها إمرأة حية إلا أنه استبدلت الثورة العلمية للتنوير هذه الاستعارات العضوية بأخرى ميكانيكية. لم يعد الكون يُفهم على أنه كائن حي، ولكن كآلة، وأصبحت الطبيعة يُنظر إليها على أنها مورد للاستخدام البشري. |
| + | |
| + | |
| + | '''في الأدب |
| + | ''' |
| + | |
| + | '''في اللاهوت: |
| + | ''' |
| + | |
| + | كانت عالمة اللاهوت النسوية البيئية إليزابيث دودسون غراي من بين أوائل مفكري النسوية الإيكولوجية الذين يتفحصون الأدوار التي يلعبها الخيال الجنسي والديني في التراث البطريركي اليهودي-المسيحي والتقاليد الفكرية الغربية. ففي كتابها الفردوس الأخضر المفقود الصادر عام 1979، تزعم غراي أن تراتبية للكائنات مدمِّرة تقبع في قلب الوصف التوراتي لحدث الخلق: |
| + | |
| + | في هذه النظرة التوراتية لطبيعة الأشياء، تأتي المرأة بعد الرجل وأدنى منه. خلقت المرأة (تبعًا لهذا الوصف المبكر السردي لخلق العالم في سفر التكوين) من جسم رجل (وليس من جسم امرأة كما يحدث طبيعيًا)... ثم ينشأ الأطفال، وهم ثانويون جدًا حتى أن قصة الخلق لاتذكرهم... ثم تنشأ الحيوانات التي لا تمتلك الروح البشرية الفريدة إطلاقًا... ولذلك فالحيوانات أدنى منزلة. وبالمضي نحو الأدنى ثمة النباتات التي لا تتحرك حتى. وأدنى منهم أساس الطبيعة نفسها - الهضاب والجبال، الأنهار والأودية - وهي في قعر كل شيء، تمامًا كما أن السماوات والقمر والنجوم أقرب إلى الله وأعلى من كل شيء. |
| + | |
| + | في هرم "الهيمنة والمنزلة" التراتبي هذا، كلما صعد المرء نحو الأعلى يقترب من كل ما هو روحي وسامٍ، وتحاجج غراي بأن أساطير الخلق الدينية القديمة كانت في الوقت ذاته بطريركية وذات نزعة طبيعية: |
| + | |
| + | فترى غراي أن هناك نظام تراتبي للوجود، المراتب الدنيا فيه - سواء من الإناث أو الأطفال أو الحيوان أو النبات - يمكن معاملتها، أو إساءة معاملتها، أو التعدي عليها، أو المتاجرة بها، أو التضحية بها، أو قتلها باسم المراتب العليا للوجود الروحاني المتجسد في الذكور أو الإله. والطبيعة، التي ليست وحسب في أسفل هذا الهرم، بل ومليئة بالقذارة والدم والمفاجآت الطبيعية البغيضة من قبيل الزلازل والفيضانات والعواصف الطائشة، هذه الطبيعة مرشَّحة بجلاء لتكون جائزة يفوز بها "السيد" الأكثر بطشًا من الجميع. |
| + | |
| + | |
| + | |
| + | '''النسوية البيئية كحركة اجتماعية''' |
| + | |
| + | تشكل النسوية البيئية اليوم في جوانبها المتعددة (بما في ذلك معاداة التعصب والنشاط ضد الاستغلال النيوليبرالي للموارد الطبيعية وعواقب التغيرات المناخية وإحياء معارف السكان الأصليين) جزءًا أساسيًا من الحركات النسوية العابرة للحدود. |
| + | تعرض النسوي البيئي في بدايته لانتقادات حادة لتقديمه افتراضات تنميطية باعتبار أن الطبيعة والبيئة تمثل المرأة المستغلة من قبل الرأسمالية. إلا أن الحركات النسوية البيئية المعاصرة تعرض مواقف ومنهجيات متعددة الثقافات وباعتبارها فلسفة بيئية وحركة اجتماعية، واليوم تجسد النسوية البيئية نقدًا متعدد الأوجه للسياسة البيئية العالمية التي تركز على نقد السياسة البيئية العالمية، والتي تركز على دور الدولة أو المؤسسات الوطنية في الجهود الجماعية العالمية لحماية وإدارة البيئة الطبيعية. تركز الانتقادات النسوية على التجارب السياقية للنساء في السياسة البيئية على وجه التحديد. |
| + | وقدمت النسوية البيئية مساهمات مهمة في الخطابات حول الأخلاقيات البيئية والعلاقات المتبادلة بين الجنس والبيئة والتنمية، كما تحفز ضرورة التغلب على الرؤية الثنائية للعلاقة بين الطبيعة والأبوية مثل نظرية دونا هاراواي حول مركزية الحيوان واستمرارية الثقافة الطبيعية. |
| + | |
| + | بشكل عام، شهدت النسوية البيئية ثلاث مراحل أساسية وهي المرحلة الأولى التي بدأت في مطلع الستينات مع مناهضة النساء في أميركا لمحطات الطاقة النووية وحركة Chipko في شمال الهند وحركة الحزام الأخضر في كينيا. واستندت الحركات في هذه الفترة على أهمية البيئة في حياة النساء العاملات باعتبار أن حماية البيئة هو أساس حماية مصالح المرأة العاملة. والمرحلة الثانية انطلقت من السبعينات إلى الثمانينات مع انتشار مفاهيم جديدة حول النسوية وعلاقتها مع العالم وظهور المصطلح والإعلان عن بداية مدرسة نسوية جديدة. والمرحلة الثالثة بدأت منذ أواخر الثمانينات حتى يومنا هذا، وبدأت هذه المرحلة مع تطوير النسوية البيئية كمقدمة لحركة بيئية واسعة النطاق وكان من ضمنها الحركة المناهضة للحرب وعقدت في هذه الفترة مؤتمرات كثيرة تربط ما بين المرأة والبيئة كمؤتمر: |
| + | ومؤتمر المناهض للعسكرة وهو “Women Pentagon Action” أول مؤتمر نسوي بيئي في الساحل الغربي في نيسان ١٩٨١ و |
| + | ،Women and Life on Earth: 80’s ecofeminism |
| + | |
| + | |
| + | ==مدارس النسوية البيئية== |
| + | |
| + | ==النسوية البيئية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا== |
| | | |
| ==النسوية البيئية في المنطقة== | | ==النسوية البيئية في المنطقة== |