تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ط
تصحيح رابط داخلي
سطر 31: سطر 31:  
كيف يجرؤن على رثاء امرأة قتلت دون أن يضفن إلى وصفة الرثاء خليطًا من مقالات إدوارد سعيد وجوزف مسعد وليلى أبو لغد، مثلًا؟ أليس الأجدى بهنّ محاكاة تجارب [[نسوية راديكالية | النسويات الراديكاليّات]] وما [[نسوية مابعد الاستعمار | بعد الاستعماريّات]] وما بعد الحداثيّات لكي تصبح نسويّتهن صادقة ويكون غضبهن مشروعًا؟ تذكّره إحداهن بالخلاف العميق بين النسويّة الراديكالية وما بعد الاستعمارية وبأن الحديث عن النسويّة بوصفها تسلسلًا من الموجات المتعاقبة والمتناقضة بات مبتذلًا ولكنه لن يتنازل عن تغريدة حققت له مئات اللايكات بسبب خطأ تقني كهذا.
 
كيف يجرؤن على رثاء امرأة قتلت دون أن يضفن إلى وصفة الرثاء خليطًا من مقالات إدوارد سعيد وجوزف مسعد وليلى أبو لغد، مثلًا؟ أليس الأجدى بهنّ محاكاة تجارب [[نسوية راديكالية | النسويات الراديكاليّات]] وما [[نسوية مابعد الاستعمار | بعد الاستعماريّات]] وما بعد الحداثيّات لكي تصبح نسويّتهن صادقة ويكون غضبهن مشروعًا؟ تذكّره إحداهن بالخلاف العميق بين النسويّة الراديكالية وما بعد الاستعمارية وبأن الحديث عن النسويّة بوصفها تسلسلًا من الموجات المتعاقبة والمتناقضة بات مبتذلًا ولكنه لن يتنازل عن تغريدة حققت له مئات اللايكات بسبب خطأ تقني كهذا.
   −
أما الأفضل من ذلك كلّه، يلمّح مثقّفنا تاركًا لنا مهمّة تحليل بسيطة لكي لا يتّهم بالتنظير الصريح، فهو أن تنضم “النسويات الليبراليات البرجوازيات العربيات” إلى دورة عن النسوية الحقيقيّة يقدّمها هو بنفسه، نسويّة خالية من “الثقافوية” ومطعّمة بقدر كافٍ من الصوابيّة السياسية والتفكيكية. صوابيّة سياسيّة تعتبر استخدام مصطلح “[[جريمة شرف]]” استشراقًا أو استشراقًا ذاتيًا أو كراهية للذات وتعميمًا ثقافويًا مجحفًا حتى حين يعترف الجناة بأن الشرف هو الوازع لارتكاب الجريمة. تفكيكيّة تكاد تحمّل النسويّات العربيّات مسؤوليّة ال[[عنف ضد النساء]] وتصنّفهن إلى أغلبيّة غسل الاستعمار دماغها وزيّف وعيها وأقلّية صالحة صامدة تمثل النسوية “المقبولة” في كلّيات الدراسات ما بعد الاستعمارية في بريطانيا والولايات المتحدة.
+
أما الأفضل من ذلك كلّه، يلمّح مثقّفنا تاركًا لنا مهمّة تحليل بسيطة لكي لا يتّهم بالتنظير الصريح، فهو أن تنضم “النسويات الليبراليات البرجوازيات العربيات” إلى دورة عن النسوية الحقيقيّة يقدّمها هو بنفسه، نسويّة خالية من “الثقافوية” ومطعّمة بقدر كافٍ من الصوابيّة السياسية والتفكيكية. صوابيّة سياسيّة تعتبر استخدام مصطلح “[[جريمة الشرف|جريمة شرف]]” استشراقًا أو استشراقًا ذاتيًا أو كراهية للذات وتعميمًا ثقافويًا مجحفًا حتى حين يعترف الجناة بأن الشرف هو الوازع لارتكاب الجريمة. تفكيكيّة تكاد تحمّل النسويّات العربيّات مسؤوليّة ال[[عنف ضد النساء]] وتصنّفهن إلى أغلبيّة غسل الاستعمار دماغها وزيّف وعيها وأقلّية صالحة صامدة تمثل النسوية “المقبولة” في كلّيات الدراسات ما بعد الاستعمارية في بريطانيا والولايات المتحدة.
 
قد يظن نفسه فارسًا كيخوتيًّا يحارب بلا سند غير أن مثقّفنا لم يُترك وحيدًا في نضاله لتهذيب النسوية العربية وضبطها. مع احترامنا لمركزه وألقابه وحرف الدال الذي يسبق اسمه غير أننا لم نكن لنفرد له هذه المساحة لو كان وحيدًا أو لو لم يكن خطابه رائجًا. الخطاب الذي يرفض تسمية الأمور بمسمياتها ويتجاهل خلفيات الجريمة الحقيقية ليكسب معركته الفكرية ضد “النسوية البيضاء” ويحاضر في النسوية أمام النسويات ويعتبر قتلنا وقمعنا فعلًا مجرّدًا وغمامة عابرة ويشهر تهم الاستشراق والاستعمار والفوقية والنخبوية لإسكاتنا.. أصبح هذا الخطاب متوقّعًا بعد كل جريمة شرف تأخذ هامشًا ما من التغطية الإعلامية على عكس معظم الجرائم التي “تبقى في العائلة”.
 
قد يظن نفسه فارسًا كيخوتيًّا يحارب بلا سند غير أن مثقّفنا لم يُترك وحيدًا في نضاله لتهذيب النسوية العربية وضبطها. مع احترامنا لمركزه وألقابه وحرف الدال الذي يسبق اسمه غير أننا لم نكن لنفرد له هذه المساحة لو كان وحيدًا أو لو لم يكن خطابه رائجًا. الخطاب الذي يرفض تسمية الأمور بمسمياتها ويتجاهل خلفيات الجريمة الحقيقية ليكسب معركته الفكرية ضد “النسوية البيضاء” ويحاضر في النسوية أمام النسويات ويعتبر قتلنا وقمعنا فعلًا مجرّدًا وغمامة عابرة ويشهر تهم الاستشراق والاستعمار والفوقية والنخبوية لإسكاتنا.. أصبح هذا الخطاب متوقّعًا بعد كل جريمة شرف تأخذ هامشًا ما من التغطية الإعلامية على عكس معظم الجرائم التي “تبقى في العائلة”.
  
staff
2٬193

تعديل

قائمة التصفح