تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطر 9: سطر 9:     
==تاريخ تطور النظرية==
 
==تاريخ تطور النظرية==
 
+
تعتمد العديد من مدارس  النسوية البيئية، مثل النسوية البيئية الاشتراكية والنسوية البيئية الروحانية، على تحليل تاريخي للأيديولوجيا التي تقول أن اضطهاد الطبيعة والنساء ترافق مع نشأة الأبوية، وترى أن بنية النظام الأبوي تعتمد على ثنائيات ثابتة ومقدسة مثل: العقل والجسد والروح والمادة والذكر والأنثى والتحضر والطبيعة، بحيث يتفوق إحدى طرفي هذه الثنائيات على الآخر. وبالتالي، ينتج هذا التحليل تسلسلًا هرميًا لقيمة الكائنات؛
تعتمد معظم مدارس  النسوية البيئية (النسوية البيئية الإشتراكية والنسوية البيئية الروحانية مثلًا) على تحليل تاريخي للأيديولوجية. وفقًا لهذا التحليل، ترافق اضطهاد الطبيعة والنساء مع نشأة الأبوية.  وترى هذه المدارس أن النظام الأبوي يعتمد على ثنائيات العقل والجسد والروح والمادة ، والذكر و الأنثى ، والتحضر والطبيعة، بحيث يعتبر أن عنصرًا واحدًا في هذه الثنائيات يتفوق على الآخر.  
  −
 
  −
ولذلك، يرى هذا التحليل تسلسلًا هرميًا للقيمة وفقًا للأبوية كما يلي:
      
الله
 
الله
   −
الرجل
+
الرجال
 
      
الأطفال
 
الأطفال
سطر 27: سطر 23:  
الطبيعة
 
الطبيعة
   −
ووفقًا [[روزماري رادفورد ريوتر|لروزماري رادفورد ريوتر]]، وهي عالمة لاهوت نسوية، فإن اختراع مفهومي "الطبيعة" و "التحضر" هو الذي سمح للثقافة الأبوية باعتبار أنالأخيرة هي تطور عن الأولى، وبالتالي لتحقيق التطور لا بد من القضاء على الطبيعة. وبناء على هذا التحليل، ترى النسويات البيئيات أن الأبوية دمرت العلاقة بين الإنسان والبيئة ومن بعدها تطورت الرأسمالية وجعلت العلاقة قائمة على الإستغلال من أجل سرقة الموارد من ممتلكيها وبناء عليه، ترى الكثير من النسويات البيئيات أن التحرر النسوي لا يمكن أن يكون دون التحرر من الاستغلال الرأسمالي للبيئة.  
+
وترى عالمة الاهوت النسوية [[روزماري رادفورد ريوتر]] أن اختراع ثنائية الطبيعة والتحضر سمح للثقافة الأبوية التكريس لفكرة تطور الأخيرة عن الأولى، وبالتالي لتحقيق التطور لا بد من القضاء على الطبيعة. بناًء على هذا التحليل، ترى النسويات البيئيات أن الأبوية دمرت علاقة الإنسان بالبيئة ومن بعدها تسببت الرأسمالية في جعل العلاقة قائمة على الإستغلال وسرقة الموارد من ممتلكيها. وبالتالي، تشير النسويات البيئيات إلى أن التحرر النسوي لا يمكن أن يكون دون التحرر من الاستغلال الرأسمالي للبيئة.  
   −
ترى العديد من النسويات البيئيات أنه كان هناك وقت قبل التاريخ المكتوب، منذ حوالي 250،000 سنة، ركزت فيه المجتمعات على التعاون بدلًا من المنافسة. خلال هذه الفترة، تركزت الروحانيات على عبادة الآلهة الأنثوية على نطاق واسع وكانت المجتمعات أكثر تركيزًا على النساء. وتعتقد عدة مدارس من النسوية البيئية أنه يمكننا أن نتعلم من هذه المجتمعات ما قبل الأبوية. (النسوية الثقافية والاجتماعية والروحانية)، وعلى الرغم من أن معظم النسويات البيئيات يعتبرن النظام الأبوي السبب الجذري للسلوك البشري العنيف،  تعتقد بعض المفكرات كـ شيليس جليندينغ، أن انفصالنا عن الطبيعة يعود إلى حوالي 20000 عام، أي إلى الوقت الذي تحول فيه البشر من ثقافة جامع/ صياد إلى تدجين النباتات والحيوانات.
+
وتجادل العديد من النسويات البيئيات إلى وجود وقت قبل التاريخ المكتوب، منذ حوالي 250،000 سنة، ركزت فيه المجتمعات على التعاون بدلًا من المنافسة. خلال هذه الفترة، ركزت الروحانيات على عبادة الآلهة الأنثوية على نطاق واسع وكانت المجتمعات أكثر تركيزًا على النساء. وتشير عدة مدارس نسوية بيئية، من بينها النسوية الثقافية والاجتماعية والروحانية، إلى إمكانية التعلم من مجتمعات ما قبل الأبوية هذه. وعلى الرغم من أن معظم النسويات البيئيات يعتبرن النظام الأبوي السبب الجذري للسلوك البشري العنيف،  تعتقد بعض المفكرات ك[[شيليس جليندينغ]]، أن انفصالنا عن الطبيعة يعود إلى حوالي 20000 عام، أي إلى الوقت الذي تحول فيه البشر من ثقافة جامع/ صياد إلى تدجين النباتات والحيوانات.
   −
وتركز نسويات بيئيات آخريات على التحول الإيديولوجي الذي حدث خلال عصر التنوير الأوروبي في القرن الثامن عشر. فتصف [[كارولين ميرشانت]]، وهي كاتبة المؤلف الشهير "موت الطبيعة" الذي يعتبر مدخل إلى  النسوية البيئية، كيف تم قلب وتدمير المعارف الأصيلة العضوية التي امتلكلتها النساء والتي ساعدت في حماية الطبيعة لقرون بسبب الثورات العلمية والثقافية للتنوير والتي كانت احد أسباب مطاردة الساحرات وترى أيضًا أن ظهور أيديولوجية علمية وتكنولوجية ورأسمالية مهووسة بـ "التقدم" على مدى المائتي سنة الماضية أدت إلى تدمير علاقة الإنسان بالطبيعة وأنها كانت استهدافًا مباشرًا لعمل النساء ولذلك البيئة قضية نسوية.  
+
وتركز نسويات بيئيات آخريات على التحول الإيديولوجي الذي حدث خلال عصر التنوير الأوروبي في القرن الثامن عشر؛ فتشير [[كارولين ميرشانت]]، مؤلفة كتاب "موت الطبيعة" الذي يعتبر مدخل إلى  النسوية البيئية، إلى تدمير الثورات العلمية والثقافية التنويرية المعارف العضوية التي امتلكلتها النساء وساعدت على حماية الطبيعة لقرون عديدة، وكانت احد مظاهرها مطاردة [[ساحرة | الساحرات]]. وترى كارولين أيضًا إلى أن ظهور أيديولوجية علمية وتكنولوجية ورأسمالية مهووسة "بالتقدم" على مدى المائتي سنة الماضية أدت إلى تدمير علاقة الإنسان بالطبيعة واستهدفت عمل النساء، وبالتالي فالبيئة قضية نسوية.  
    
   
 
   
وترى [[جوديث بلانت]]، كاتبة "النساء والطبيعة"، أن المجتمعات قبل الثورة الصناعية استخدمت الاستعارات العضوية من أجساد النساء لشرح الذات والمجتمع والطبيعة، ومن خلال هذه الاستعارات يمكن فهم أن الناس رأوا الأرض على إنها إمرأة حية  إلا أن الثورة العلمية للتنوير  استبدلت هذه الاستعارات العضوية بأخرى ميكانيكية. لم يعد الكون يُفهم على أنه كائن حي، ولكن كآلة، وأصبح يُنظر إلى الطبيعة على أنها مورد للاستخدام البشري.
+
كما تشير [[جوديث بلانت]]، مؤلفة "النساء والطبيعة"، إلى استخدام المجتمعات قبل الثورة الصناعية للاستعارات العضوية من أجساد النساء لشرح الذات والمجتمع والطبيعة، ومن خلال هذه الاستعارات يمكننا فهم رؤية المجتمع للأرض على إنها إمرأة حية. إلا أن الثورة العلمية للتنوير  استبدلت هذه الاستعارات العضوية بأخرى ميكانيكية. لم يعد الكون يُفهم على أنه كائن حي، ولكن كآلة، وأصبح يُنظر إلى الطبيعة على أنها مورد للاستخدام البشري.
   −
ترى كارين وارين في النسوية البيئية فلسفة متكاملة مقاومة لأنظمة الاستبداد ومبنية على مبادئ "التنوع والتضامن والاستدامة والتعاون والتجدد". وتطرح "أخلاقيات النسوية البيئية" كإطار نظري تندرج تحته بعض الخصائص:<ref>[https://books.google.com.eg/books/about/Ecofeminist_Philosophy.html?id=HsNM29FGblgC&printsec=frontcover&source=kp_read_button&redir_esc=y#v=onepage&q&f=false كارين جاي وارين، Ecofeminist Philosophy، 2000]</ref>
+
وتطورت نظريات النسوية البيئية بعدها فتشير [[كارين وارين]] أن النسوية البيئية فلسفة متكاملة مقاومة لأنظمة الاستبداد ومبنية على مبادئ "التنوع والتضامن والاستدامة والتعاون والتجدد". وتطرح "أخلاقيات النسوية البيئية" كإطار نظري تندرج تحته بعض الخصائص:<ref>[https://books.google.com.eg/books/about/Ecofeminist_Philosophy.html?id=HsNM29FGblgC&printsec=frontcover&source=kp_read_button&redir_esc=y#v=onepage&q&f=false كارين جاي وارين، Ecofeminist Philosophy، 2000]</ref>
   −
*التغير الدائم، فهي دوما قيد التطوير.
+
*التغير الدائم؛ فهي دوما قيد التطوير.
*لا تدعم وجود أي نوع من أنواع السيطرة أو الاضطهاد، بما في ذلك التمييز الجنسي والعرقي والطبقي
+
* لا تدعم وجود أي نوع من أنواع السيطرة أو الاضطهاد، بما في ذلك التمييز الجنسي والعرقي والطبقي
* الانخراط في السياقات التاريخية والبيئية.
+
* تنخرط في السياقات التاريخية والبيئية.
* هي اخلاقيات جامعة، تتضمن كل أشكال الحياة.
+
* هي اخلاقيات جامعة؛ تتضمن كل أشكال الحياة.
* ليست موضوعية، بل تسعى لتسليط الضوء على أوجه النظر المهمشة.
+
* ليست موضوعية؛ بل تسعى لتسليط الضوء على أوجه النظر المهمشة.
*تهتم بالقيم التي استبعدت لارتباطها بخصائص أنثوية مثل الحب والاهتمام والرعاية.
+
* تهتم بالقيم التي استبعدت لارتباطها بخصائص أنثوية مثل الحب والاهتمام والرعاية.
* تدعونا النسوية البيئية لإعادة النظر فيما تعنيه إنسانيتنا.
+
* تدعونا لإعادة النظر فيما تعنيه إنسانيتنا.
 
*تعيد التفكير في مفهوم "الحكمة" وما تعنيه في الفلسفة الغربية التقليدية.
 
*تعيد التفكير في مفهوم "الحكمة" وما تعنيه في الفلسفة الغربية التقليدية.
  
7٬893

تعديل

قائمة التصفح