تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ط
لا يوجد ملخص تحرير
سطر 35: سطر 35:       −
==كيف تعاملت السلطات مع شكوى منة في جريمة الاغتصاب؟==
  −
  −
عقب تناقل تفاصيل الإعتداء على منة عبر الصحف ووسائل الإعلام المختلفة، ترقب الجميع دور السلطات المصرية في تحقيق تلك الشكوى الخطيرة المتعلقة بالإغتصاب وسماع شهادة منة كناجية من جريمة عنف جنسي. ولكن جاء بيان النيابة العامة في28 مايو صادما حينما وصف منة عبد العزيز "بالمتهمة". لم تركز النيابة العامة جهودها لتحقيق شكوى تعرض منة للاغتصاب كونها الجريمة موضوع الشكوى، ولكنها بجانب التحقيق في هذه الواقعة، وجهت لمنة تهمة التحريض على نشر الفسق والفجور بسبب محتوى قناتها على تطبيق "التيك توك". وعلى فرض أن محتوى قناة منة على تطبيق التيك توك يشكل إحدى الجرائم المعاقب عليها قانونا، فما علاقة بحث هذا المحتوى أثناء تحقيق شكوى منة لتعرضها لجريمة الاغتصاب أو بدفاع باقي المتهمين في واقعة الاغتصاب؟ ولماذا تطرقت تحقيقات النيابة العامة لبحث هذا المحتوى حتى قبل إنتهاء تحقيقات النيابة العامة وتصرفها في واقعة الإغتصاب؟ وعوضا عن تناول بيان النيابة العامة لخطورة جريمة العنف الجنسي والاغتصاب على النساء ودور المجتمع والدولة في التصدي له كجريمة عنف خطيرة تهدد سلامة وحياة النساء، وجهت النيابة العامة خطابا أبويا أخلاقيا للمواطنين انطلاقا من اعتبارها تلك الجرائم أخلاقية بالأساس وليست جرائم عنف، "وناشدت الأهل حسن القيام بواجبهم تجاه أبنائهم وإعانة المؤسسات التعليمية والدينية والرسمية في تربيتهم التربية السليمة". 
  −
  −
وفي 30 مايو، أصدرت النيابة العامة بيانا تفصيليا ذكرت في صدره أن "النيابة العامة قد آثرت عدم الإفصاح عن تفصيلات الوقائع التي أقر بها المتهمون ورأت تقديم سترها عن الإعلان عنها". ولكن بالرغم من ذلك أورد البيان تفصيليا  حدوث أكثر من اعتداء وبأكثر من طريقة. فقد ذكر البيان أن "من المتهمين من واقعها كرها عنها... ومنهم من هتك عرضها بالقوة والتهديد"، في إشارة واضحة لأسلوب الإعتداء الجنسي وفقا لمفهوم جريمة الاغتصاب في قانون العقوبات المصري والذي لا يعتدّ بوقوع الإغتصاب إلا "بالشكل الطبيعي" بينما يُعتبر الإغتصاب "غير الطبيعي"- وفقا لتعريفات محكمة النقض المصرية - جريمة هتك عرض لا اغتصاب. وكانت النيابة العامة في غنى عن تفصيل تلك الوقائع خاصة في بيان يحمل إسم طفلة لم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها وما قد يترتب على هذا التفصيل من آثار اجتماعية ونفسية قاسية عليها وعلى ذويها.
  −
  −
إن ذكر بيان النيابة العامة منذ اللحظة الأولى لأطراف واقعة الاغتصاب بما فيهم المجني عليها منة بصيغة الجمع في أمر ضبط ‏‏"جميع المتهمين"، ساهم في تكوين انطباع لدى غير المتخصصين والعاملين بالمجال القانوني يوحي وكأن هناك تساويا في المراكز القانونية بين منة كمجني عليها وبين باقي ‏المتهمين في واقعة الاغتصاب، أو على الأقل أنها تحمل ضمنيا جزءاً من مسؤولية ما حدث لها. وهو الإنطباع الذي عبر عنه بالفعل العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عبر تعليقاتهم وتدويناتهم التي استغرقت في النقاش حول محتوى قناتها على تطبيق التيك توك أو النقاش حول أخلاقها وتاريخ حياتها الشخصية للتدليل على أن ما حدث لها من جرائم "نتيجة طبيعية ومبررة لسلوكها الشخصي"، عوضا عن استنكار جريمة الإغتصاب التي تعرضت لها.
       
staff
2٬193

تعديل

قائمة التصفح