تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
اضافة تصنيفات
سطر 27: سطر 27:     
في 28 حزيران،
 
في 28 حزيران،
انتشرت فيديوهات لشبابٍ في سحمر يتحرّشون بطفلٍ ويعتدون عليه جنسيّاً. ثمّ «نامت» القضية بعد تدخّل أحزاب المنطقة.
+
انتشرت فيديوهات لشبابٍ في سحمر [[تحرش|يتحرّشون]] بطفلٍ ويعتدون عليه جنسيّاً. ثمّ «نامت» القضية بعد تدخّل أحزاب المنطقة.
    
في 18 أيلول،
 
في 18 أيلول،
سطر 34: سطر 34:  
ليست هذه الأحداث إلا بعضاً ممّا نُشر. وما نُشر، بدوره، ليس إلا بعضاً ممّا حدث فعليّاً. ففي لبنان، [[عنف لفظي| التعدّيات اللفظيّة]] / ثمّ [[عنف جسدي| الجسديّة]]/ ثمّ [[اعتداء جنسي| الجنسيّة]]/ ثمّ [[اغتصاب| الاغتصاب]]/ ثمّ القتل، تتسلسل وفق نمطٍ مُريب ومتسارع؛ لا سيّما في أوساط الفئات العمرية الشابة وما دون، ولا سيّما تجاه الإناث منهم.
 
ليست هذه الأحداث إلا بعضاً ممّا نُشر. وما نُشر، بدوره، ليس إلا بعضاً ممّا حدث فعليّاً. ففي لبنان، [[عنف لفظي| التعدّيات اللفظيّة]] / ثمّ [[عنف جسدي| الجسديّة]]/ ثمّ [[اعتداء جنسي| الجنسيّة]]/ ثمّ [[اغتصاب| الاغتصاب]]/ ثمّ القتل، تتسلسل وفق نمطٍ مُريب ومتسارع؛ لا سيّما في أوساط الفئات العمرية الشابة وما دون، ولا سيّما تجاه الإناث منهم.
   −
قبل كلّ شيء، لا: الحق مش ع زينب، ولا على باقي الضحايا نص غليظ. فهم عديدون ومتعدّدون لدرجة تنفي أن يكون سبب الحادثة متعلّقاً بالضحيّة، أكان بمظهرها أو تصرّفاتها أو غيره. ولا، المسألة ليست عابرة. والأكيد أنها ليست أزمة «أفراد غير منضبطين» فحسب، بل أيضاً أزمة منظومة تتهالك.
+
قبل كلّ شيء، لا: الحق مش ع زينب، ولا على باقي الضحايا. فهم عديدون ومتعدّدون لدرجة تنفي أن يكون سبب الحادثة متعلّقاً بالضحيّة، أكان بمظهرها أو تصرّفاتها أو غيره. ولا، المسألة ليست عابرة. والأكيد أنها ليست أزمة «أفراد غير منضبطين» فحسب، بل أيضاً أزمة منظومة تتهالك.
 
فالانهيار الحالي ليس محصوراً بمستواه السياسي، أو الاقتصادي، بل بالمستوى الاجتماعي أيضاً- تحديداً، منظومة القيَم الأخلاقية السائدة في بنيتنا الاجتماعية، والتي تولّد، بطبيعتها، أفراداً يحملون قابليةً على ارتكاب جرائم كهذه. وتُغذّى هذه القبلية، عندما تعوّم هذه المنظومة إيديولوجيّاتٍ لا تسود إلّا عبر الكبت الجنسي و[[ذكورية|الذكورية]]، وعبر التلطّي بفائض القوّة وشريعة الغاب لاستباحة ما يطيب للمجرم أن يستبيح، وعندما تروّج لصورةٍ نمطيةٍ عن المرأة (أو الطفل) على أنها «شيء»، ويُفترض لهذا الشيء أن يكون مستضعفاً وخاضعاً لسلطة الغير.
 
فالانهيار الحالي ليس محصوراً بمستواه السياسي، أو الاقتصادي، بل بالمستوى الاجتماعي أيضاً- تحديداً، منظومة القيَم الأخلاقية السائدة في بنيتنا الاجتماعية، والتي تولّد، بطبيعتها، أفراداً يحملون قابليةً على ارتكاب جرائم كهذه. وتُغذّى هذه القبلية، عندما تعوّم هذه المنظومة إيديولوجيّاتٍ لا تسود إلّا عبر الكبت الجنسي و[[ذكورية|الذكورية]]، وعبر التلطّي بفائض القوّة وشريعة الغاب لاستباحة ما يطيب للمجرم أن يستبيح، وعندما تروّج لصورةٍ نمطيةٍ عن المرأة (أو الطفل) على أنها «شيء»، ويُفترض لهذا الشيء أن يكون مستضعفاً وخاضعاً لسلطة الغير.
 
ويطبّع العامّة مع هذه التجاوزات عندما تغيب المحاسبة، وعندما تُلَفلف قوى «الأمر الواقع» القضايا، وعندما تتدخّل «الفعاليات»، وعندما يُصار عمداً إلى التضليل الإعلامي ونشر أكاذيب من شأنها التحريض على الضحية، فينشغل الرأي العام بجلدها، وقتلها مرّةً أخرى، عوضاً عن البحث في الأسباب الفعلية للجريمة.
 
ويطبّع العامّة مع هذه التجاوزات عندما تغيب المحاسبة، وعندما تُلَفلف قوى «الأمر الواقع» القضايا، وعندما تتدخّل «الفعاليات»، وعندما يُصار عمداً إلى التضليل الإعلامي ونشر أكاذيب من شأنها التحريض على الضحية، فينشغل الرأي العام بجلدها، وقتلها مرّةً أخرى، عوضاً عن البحث في الأسباب الفعلية للجريمة.
سطر 44: سطر 44:  
وهذا ما يخفي عوامل عدّة، موجودة فعلاً، ساهمت في حدوث الجريمة: الكبت، والأخلاقَويّة الجنسية، ونفي الحياة الجنسية عند المراهقين، وتمجيد الذكورية، والعائلة السلطويّة كجهازٍ للتربية، وإشكالية المسكن…
 
وهذا ما يخفي عوامل عدّة، موجودة فعلاً، ساهمت في حدوث الجريمة: الكبت، والأخلاقَويّة الجنسية، ونفي الحياة الجنسية عند المراهقين، وتمجيد الذكورية، والعائلة السلطويّة كجهازٍ للتربية، وإشكالية المسكن…
 
يمكننا أن نضيف أنّ جميع الضحايا، بمَوتهم أو عذابهم، دفعوا ضريبة سكوت السواد الأعظم من المجتمع. السكوت عن مناهضة المتحرّشين والمغتصبين علانيّةً، والتطبيع مع المنظومة الّتي تولّد مغتصبين، وتتجاهل كل القضايا المتعلّقة بالأحوال الشخصية عموماً، والمسائل الجنسية خصوصاً، نزولاً عند رغبة «البيئة»، أو خلف ستار «العَيب».
 
يمكننا أن نضيف أنّ جميع الضحايا، بمَوتهم أو عذابهم، دفعوا ضريبة سكوت السواد الأعظم من المجتمع. السكوت عن مناهضة المتحرّشين والمغتصبين علانيّةً، والتطبيع مع المنظومة الّتي تولّد مغتصبين، وتتجاهل كل القضايا المتعلّقة بالأحوال الشخصية عموماً، والمسائل الجنسية خصوصاً، نزولاً عند رغبة «البيئة»، أو خلف ستار «العَيب».
 +
 +
[[تصنيف:عنف جنسي]]
 +
[[تصنيف:اغتصاب]]
64

تعديل

قائمة التصفح