سطر 4: |
سطر 4: |
| |مؤلف=لمى راجح | | |مؤلف=لمى راجح |
| |محرر= | | |محرر= |
− | |لغة= | + | |لغة=ar |
| |ترجمة= | | |ترجمة= |
| |المصدر= شبكة الصحفيات السوريات | | |المصدر= شبكة الصحفيات السوريات |
سطر 27: |
سطر 27: |
| في ظل الثقافة الأبوية البطريركية، فإن المجتمع يمد الرجال عادةً [[امتياز|بالامتيازات]] أكثر من النساء ويمنحهم القوة، بما يجعلهم بدورهم يسيطرون على اللغة، مسخرين قدرتها على ممارسة ما يسمّى “العنف اللغوي” الذي قد يحدث عبر سلسلة متصلة من السخرية والفكاهة اللغوية (النكت العامية) والهزار، حيث يتم التقليل من قيمة المرأة ويتم تصويرها بشكل تمييزي أو بطريقة تعزّز سلوكا سلبيا بحقها، بما في ذلك التسامح أحياناً في استخدام العنف ضدها بحجة الفكاهة. | | في ظل الثقافة الأبوية البطريركية، فإن المجتمع يمد الرجال عادةً [[امتياز|بالامتيازات]] أكثر من النساء ويمنحهم القوة، بما يجعلهم بدورهم يسيطرون على اللغة، مسخرين قدرتها على ممارسة ما يسمّى “العنف اللغوي” الذي قد يحدث عبر سلسلة متصلة من السخرية والفكاهة اللغوية (النكت العامية) والهزار، حيث يتم التقليل من قيمة المرأة ويتم تصويرها بشكل تمييزي أو بطريقة تعزّز سلوكا سلبيا بحقها، بما في ذلك التسامح أحياناً في استخدام العنف ضدها بحجة الفكاهة. |
| في التعليق التالي، مثال يشرح كل ذلك النمط العنفي اللفظي الموجه ضد النساء، الزوجات والشريكات خاصة، تحت غطاء المزاح والفكاهة. | | في التعليق التالي، مثال يشرح كل ذلك النمط العنفي اللفظي الموجه ضد النساء، الزوجات والشريكات خاصة، تحت غطاء المزاح والفكاهة. |
| + | |
| + | |
| + | [[ملف:بوست - نكتة ذكورية 1.jpg]] |
| | | |
| | | |
سطر 32: |
سطر 35: |
| | | |
| يستمر التعليق باستخدام الفكاهة للغوص في أشكال أخرى للعنف وتهميش واستضعاف النساء، لتقديم حجة للزوج في الإفلات من العقاب، في ظل تعطّل النظام القضائي والمحاكم التي قد تحاكم الزوج في حال وجود القوانين التي تحمي الزوجات من العنف الممارس ضدهن. | | يستمر التعليق باستخدام الفكاهة للغوص في أشكال أخرى للعنف وتهميش واستضعاف النساء، لتقديم حجة للزوج في الإفلات من العقاب، في ظل تعطّل النظام القضائي والمحاكم التي قد تحاكم الزوج في حال وجود القوانين التي تحمي الزوجات من العنف الممارس ضدهن. |
− | مخترع هذا التعليق، يحاول جاهداً محاصرة النساء وتهديدهن في ظل الحجر، وهو بهذا يشجع الرجال على ممارسة العنف بسد كل الثغرات الممكنة بما فيها إمكانية لجوء المرأة لعائلتها كمصدر للحماية، والتأكيد على أنه حتى لو استنجدت بعائلتها لن يستطيعون القدوم إليها لحمايتها. ولا يتوقف الناشر هنا، بل يتلذذ بشرح أنه حتى ولو حصل العنف الجسدي فلن يكون هناك نظام صحي يحتويها بالقول: “ولا مشفى يستقبلها”. | + | مخترع هذا التعليق، يحاول جاهداً محاصرة النساء وتهديدهن في ظل الحجر، وهو بهذا يشجع الرجال على ممارسة العنف بسد كل الثغرات الممكنة بما فيها إمكانية لجوء المرأة لعائلتها كمصدر للحماية، والتأكيد على أنه حتى لو استنجدت بعائلتها لن يستطيعون القدوم إليها لحمايتها. ولا يتوقف الناشر هنا، بل يتلذذ بشرح أنه حتى ولو حصل [[عنف جسدي|العنف الجسدي]] فلن يكون هناك نظام صحي يحتويها بالقول: “ولا مشفى يستقبلها”. |
| تعبّر “الستيكر” الرسومات المستخدمة في نهاية “البوست” عن فرحة الناشر للتخلص من الزوجات، ويعبّر الرجل في النكتة عن تمني وفاة زوجته لأنه يعتقد أن وفاتها سيكون مصدر راحة له، سيما أنه تمكّن نتيجة إجراءات الحظر التخلص منها وأفلت من أي عقاب. | | تعبّر “الستيكر” الرسومات المستخدمة في نهاية “البوست” عن فرحة الناشر للتخلص من الزوجات، ويعبّر الرجل في النكتة عن تمني وفاة زوجته لأنه يعتقد أن وفاتها سيكون مصدر راحة له، سيما أنه تمكّن نتيجة إجراءات الحظر التخلص منها وأفلت من أي عقاب. |
| | | |
سطر 67: |
سطر 70: |
| | | |
| منها إحدى “البوستات” وردت مؤخراً على سبيل التنكيت، إذ أشار أحد متصفحي “الفيس بوك” أنه بدأ العمل كـ “رب منزل” مع بداية الحجر، وبلغ عدد المعجبين/ات به ما يقارب 140 منهن 105 وضعوا/ن “أضحكني” ومنهن نساء. تكمن خطورة هذه البوستات، أنه بالرغم من عدم احتوائه على أي كلمات، ولكنه احتوى على دلالات تنميطية، لأن الناشر يرى مكانه الطبيعي هو الفضاء العام، ولكن ربما وجد نفسه نتيجة جلوسه الإجباري في المنزل “رب منزل” كنوع من العقاب له. | | منها إحدى “البوستات” وردت مؤخراً على سبيل التنكيت، إذ أشار أحد متصفحي “الفيس بوك” أنه بدأ العمل كـ “رب منزل” مع بداية الحجر، وبلغ عدد المعجبين/ات به ما يقارب 140 منهن 105 وضعوا/ن “أضحكني” ومنهن نساء. تكمن خطورة هذه البوستات، أنه بالرغم من عدم احتوائه على أي كلمات، ولكنه احتوى على دلالات تنميطية، لأن الناشر يرى مكانه الطبيعي هو الفضاء العام، ولكن ربما وجد نفسه نتيجة جلوسه الإجباري في المنزل “رب منزل” كنوع من العقاب له. |
| + | |
| + | [[ملف:بوست - نكتة ذكورية 2.jpg]] |
| | | |
| ساهم الحجر المنزلي بإعادة التفكير في الأعمال المنزلية التي تقوم بها النساء، والتي عادة تكون غير مرئية، من أعمال منزلية وطبخ وكنس ورعاية الأولاد وغيرها الكثير من الأنشطة المنزلية، وإلى أي مدى يساهم الرجال في ذلك أو حتى يدرك أهمية هذه الأعمال وجدواها. | | ساهم الحجر المنزلي بإعادة التفكير في الأعمال المنزلية التي تقوم بها النساء، والتي عادة تكون غير مرئية، من أعمال منزلية وطبخ وكنس ورعاية الأولاد وغيرها الكثير من الأنشطة المنزلية، وإلى أي مدى يساهم الرجال في ذلك أو حتى يدرك أهمية هذه الأعمال وجدواها. |
سطر 80: |
سطر 85: |
| ترافقت تلك الفكاهة العنفية مع الهوس بالجسد والتوقعات الجسمانية لكل من النساء والرجال، حيث يعفى الرجال من أن يكون لهم سمات جسمانية معينة، بينما يفرض على النساء معايير جسمية محددة بل وتفرض عليهن التقيّد بها. | | ترافقت تلك الفكاهة العنفية مع الهوس بالجسد والتوقعات الجسمانية لكل من النساء والرجال، حيث يعفى الرجال من أن يكون لهم سمات جسمانية معينة، بينما يفرض على النساء معايير جسمية محددة بل وتفرض عليهن التقيّد بها. |
| | | |
− | جادلت نعومي وولف معايير الجمال الأنثوية المفروضة على النساء كطريقة من المجتمع لإبقائهن خاضعات للرجال في كتابها “أسطورة الجمال”، إذ فرضت بشكل خفي قيود جديدة على المرأة، والتي تقاس قيمتها بجمالها، حيث يفرض المجتمع معايير جسمانية محددة وصارمة لها ضمن نظام وضعت فيه معايير الجمال، بشكلٍ يدفعها إلى إنفاق مبالغ مالية طائلة من أجل تحقيقها. | + | جادلت [[نعومي وولف]] معايير الجمال الأنثوية المفروضة على النساء كطريقة من المجتمع لإبقائهن خاضعات للرجال في كتابها “[[أسطورة الجمال]]”، إذ فرضت بشكل خفي قيود جديدة على المرأة، والتي تقاس قيمتها بجمالها، حيث يفرض المجتمع معايير جسمانية محددة وصارمة لها ضمن نظام وضعت فيه معايير الجمال، بشكلٍ يدفعها إلى إنفاق مبالغ مالية طائلة من أجل تحقيقها. |
| ولكن وبناء على وجهة نظر وولف ماذا عن الرجال؟ وهل يجدون أنفسهم يعيشون ضغوطا اجتماعية لكي يحققوا معايير جسمانية معينة وفقاً للمجتمع؟ | | ولكن وبناء على وجهة نظر وولف ماذا عن الرجال؟ وهل يجدون أنفسهم يعيشون ضغوطا اجتماعية لكي يحققوا معايير جسمانية معينة وفقاً للمجتمع؟ |
| | | |
سطر 86: |
سطر 91: |
| ومن هنا تظهر أشكال السخرية للمظاهر الخارجية للنساء وأوصافهن الجسدية عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن وجدن أنفسهن حبيسات الحجر المنزلي، حيث يتوقع المجتمع عادة منهن أن يكن ناعمات ورقيقات ويعتنين بأجسامهن وفق مقاييس جمالية عالمية، أي مقاييس جمالية تفرض النحافة والرشاقة والوزن المثالي، بينما لا يتوقع مثل هذه المواصفات من الرجال. ومن هنا تتكرر الخطابات الساخرة من أشكال النساء وأجسامهن عبر منصات التواصل الاجتماعي. | | ومن هنا تظهر أشكال السخرية للمظاهر الخارجية للنساء وأوصافهن الجسدية عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن وجدن أنفسهن حبيسات الحجر المنزلي، حيث يتوقع المجتمع عادة منهن أن يكن ناعمات ورقيقات ويعتنين بأجسامهن وفق مقاييس جمالية عالمية، أي مقاييس جمالية تفرض النحافة والرشاقة والوزن المثالي، بينما لا يتوقع مثل هذه المواصفات من الرجال. ومن هنا تتكرر الخطابات الساخرة من أشكال النساء وأجسامهن عبر منصات التواصل الاجتماعي. |
| | | |
− | | + | [[ملف:بوست - نكتة ذكورية 3.jpg]] |
| | | |
| “البوست” السابق نرى أن الناشر يسخر بطريقة غير مباشرة من شعر جسد النساء، فاللغة المرافقة للصورة تحمل سخرية مفهومة في سياقها الثقافي السوري، إذ يسخر ناشر الصورة والتعليق من أن لخطيبته “شعر كثيف” نتيجة الحجر المنزلي وإغلاق صالونات التجميل، في حين يضيف جملة “من شر حاسد إذا حسد” كدلالة على استهجان أمر سيء، لدرجة أن الناشر يشير إلى وضعه السيء مع خطيبته والذي لا يحسد عليه. | | “البوست” السابق نرى أن الناشر يسخر بطريقة غير مباشرة من شعر جسد النساء، فاللغة المرافقة للصورة تحمل سخرية مفهومة في سياقها الثقافي السوري، إذ يسخر ناشر الصورة والتعليق من أن لخطيبته “شعر كثيف” نتيجة الحجر المنزلي وإغلاق صالونات التجميل، في حين يضيف جملة “من شر حاسد إذا حسد” كدلالة على استهجان أمر سيء، لدرجة أن الناشر يشير إلى وضعه السيء مع خطيبته والذي لا يحسد عليه. |
سطر 102: |
سطر 107: |
| أما الأفراد المعارضون/ات لهذه القضية أو ذلك الاتجاه، فإنهم يتخذون موقف الصمت خوفاً من تعرضهم/ن للاضطهاد والتنمر، والعزلة الاجتماعية، وبالتالي إذا كانوا يؤمنون بآراء مخالفة لما تعرضه وسائل الإعلام، فإنهم يحجبون آراءهم/ن الشخصية، ويكونون أقل رغبة في التحدث عن هذه الآراء مع الآخرين، كما فسرت ذلك إليزابث نويل نويمان في نظريتها “دوامة الصمت”. | | أما الأفراد المعارضون/ات لهذه القضية أو ذلك الاتجاه، فإنهم يتخذون موقف الصمت خوفاً من تعرضهم/ن للاضطهاد والتنمر، والعزلة الاجتماعية، وبالتالي إذا كانوا يؤمنون بآراء مخالفة لما تعرضه وسائل الإعلام، فإنهم يحجبون آراءهم/ن الشخصية، ويكونون أقل رغبة في التحدث عن هذه الآراء مع الآخرين، كما فسرت ذلك إليزابث نويل نويمان في نظريتها “دوامة الصمت”. |
| وفي حال تم إسقاط هذه النظرية على الخطابات المتوالدة ضمن منصات التواصل الاجتماعي، فإنه بالطبع يوجد معارضة ورفض للفكر الذكوري رغم تجذره واتساقه مع الفكر الأبوي السائد اجتماعياً، ومحاربته في ظل طغيان الآراء الرافضة لهم/ن، وهذا ما يفسر تعرّض الكثيرين/ات للتنمر الإلكتروني في حال نشروا/ن أي أفكار منصفة للنساء وأدوارهن، ويفسّر صمت العديد تجاه هذا التنمر الذي يتعرضون/ن له. | | وفي حال تم إسقاط هذه النظرية على الخطابات المتوالدة ضمن منصات التواصل الاجتماعي، فإنه بالطبع يوجد معارضة ورفض للفكر الذكوري رغم تجذره واتساقه مع الفكر الأبوي السائد اجتماعياً، ومحاربته في ظل طغيان الآراء الرافضة لهم/ن، وهذا ما يفسر تعرّض الكثيرين/ات للتنمر الإلكتروني في حال نشروا/ن أي أفكار منصفة للنساء وأدوارهن، ويفسّر صمت العديد تجاه هذا التنمر الذي يتعرضون/ن له. |
| + | |
| + | |
| + | [[تصنيف: أبعاد جندرية لجائحة كورونا]] |