سطر 39: |
سطر 39: |
| | | |
| تحت ستار اللعب والمرح، تعزّز هذه الفكاهة الجنسية الاستهتار بحياة وأمن النساء وسلامتهن. إنّ ما يقال على أنّه مزاح ليس في الحقيقة كذلك في نظرة نقدية له، بل هو وسيلة قد ترتقي لتكون ممنهجة وشكل من أشكال القوة التي تستخدم لقمع النساء وتهديدهن بهدف السيطرة عليهن نفسياً، جسدياً وعقليا. | | تحت ستار اللعب والمرح، تعزّز هذه الفكاهة الجنسية الاستهتار بحياة وأمن النساء وسلامتهن. إنّ ما يقال على أنّه مزاح ليس في الحقيقة كذلك في نظرة نقدية له، بل هو وسيلة قد ترتقي لتكون ممنهجة وشكل من أشكال القوة التي تستخدم لقمع النساء وتهديدهن بهدف السيطرة عليهن نفسياً، جسدياً وعقليا. |
| + | |
| | | |
| <big>'''النكتة ليست بريئة'''</big> | | <big>'''النكتة ليست بريئة'''</big> |
سطر 49: |
سطر 50: |
| | | |
| <big>'''العنف الإلكتروني امتداد للواقع'''</big> | | <big>'''العنف الإلكتروني امتداد للواقع'''</big> |
− |
| |
| | | |
| بالعودة للسياق المحلي السوري، يبدو أنّ العنف الإلكتروني الممارس ضد النساء ما هو إلا امتداد للواقع الحقيقي المعاش، إذ كان للحجر الصحي الذي فرضته الدول أثر في تزايد معدلات العنف المنزلي، حيث وجدت الفئات المهمّشة، ومنها النساء، أنفسهن مع المعتدين عليهم/ن في مكان واحد، ما أدى لتقليل المساحات الآمنة، والتي كان البيت يعتبر أحدها لهن. | | بالعودة للسياق المحلي السوري، يبدو أنّ العنف الإلكتروني الممارس ضد النساء ما هو إلا امتداد للواقع الحقيقي المعاش، إذ كان للحجر الصحي الذي فرضته الدول أثر في تزايد معدلات العنف المنزلي، حيث وجدت الفئات المهمّشة، ومنها النساء، أنفسهن مع المعتدين عليهم/ن في مكان واحد، ما أدى لتقليل المساحات الآمنة، والتي كان البيت يعتبر أحدها لهن. |
سطر 59: |
سطر 59: |
| | | |
| <big>'''خطاب أم مجرد مزاح… سيكولوجية الجماهير'''</big> | | <big>'''خطاب أم مجرد مزاح… سيكولوجية الجماهير'''</big> |
− |
| |
| | | |
| لتفسير حالة التداول والتطبيع مع هذا النوع من العنف اللغوي عبر منصات التواصل الاجتماعي، يمكن لتفسير غوستاف لوبون في كتابه “سيكولوجية الجماهير” واستخدام ذلك التحليل وإسقاطه على الحالة العامة اليوم، حيث يرى أنّ الأفعال لدى الجماهير هي معدية بطبيعتها، سيما إن كانت عاطفية أو تدغدغ عواطف معينة، واضحة وبسيطة، وهنا يبدأ الناس بتقليد بعضهم البعض، ويبدأ الأفراد بالذوبان وسط الجماعة، ويتم استبدال العقل الفردي بالعقل الجمعي السائد، ويصبح ذكاء الأفراد داخل المجموعة معطلاً، وتكون روح الجماعة هي السائدة، ما قد يؤدي في كثير من الحالات إلى أن تصبح النكّات “البوستات” منتظمة، وهذا ما يفسر سبب انتشارها مؤخراً بدرجة كبيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، والذي في معظمها يحمل خطاباً عنيفاً ومحرضاً على تعنيف النساء والتقليل من شأنهن والأعمال المنزلية التي يقمن بها. | | لتفسير حالة التداول والتطبيع مع هذا النوع من العنف اللغوي عبر منصات التواصل الاجتماعي، يمكن لتفسير غوستاف لوبون في كتابه “سيكولوجية الجماهير” واستخدام ذلك التحليل وإسقاطه على الحالة العامة اليوم، حيث يرى أنّ الأفعال لدى الجماهير هي معدية بطبيعتها، سيما إن كانت عاطفية أو تدغدغ عواطف معينة، واضحة وبسيطة، وهنا يبدأ الناس بتقليد بعضهم البعض، ويبدأ الأفراد بالذوبان وسط الجماعة، ويتم استبدال العقل الفردي بالعقل الجمعي السائد، ويصبح ذكاء الأفراد داخل المجموعة معطلاً، وتكون روح الجماعة هي السائدة، ما قد يؤدي في كثير من الحالات إلى أن تصبح النكّات “البوستات” منتظمة، وهذا ما يفسر سبب انتشارها مؤخراً بدرجة كبيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، والذي في معظمها يحمل خطاباً عنيفاً ومحرضاً على تعنيف النساء والتقليل من شأنهن والأعمال المنزلية التي يقمن بها. |
سطر 81: |
سطر 80: |
| | | |
| '''<big>التفوق الجنساني الذكوري</big>''' | | '''<big>التفوق الجنساني الذكوري</big>''' |
− |
| |
| | | |
| ترافقت تلك الفكاهة العنفية مع الهوس بالجسد والتوقعات الجسمانية لكل من النساء والرجال، حيث يعفى الرجال من أن يكون لهم سمات جسمانية معينة، بينما يفرض على النساء معايير جسمية محددة بل وتفرض عليهن التقيّد بها. | | ترافقت تلك الفكاهة العنفية مع الهوس بالجسد والتوقعات الجسمانية لكل من النساء والرجال، حيث يعفى الرجال من أن يكون لهم سمات جسمانية معينة، بينما يفرض على النساء معايير جسمية محددة بل وتفرض عليهن التقيّد بها. |