تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا يوجد ملخص تحرير
سطر 31: سطر 31:  
كنت مغترة عندما عبرتُ العتبة الفاصلة بين [[أنوثة|الأنوثة]] والأمومة، بل متأكدة أنني قادرة علي التصحيح. لم أصرح بهذا، لكني في قرارة نفسي ظننت أني قادرة علي تلافي ما عانيته كابنة، حتى أني تصورت أن دليلي الجلي هو الخطو خلف خط طفولتي بالممحاة لمسح أي تجربة قد تتشابه مع ما سأعايشه مع طفلتي.
 
كنت مغترة عندما عبرتُ العتبة الفاصلة بين [[أنوثة|الأنوثة]] والأمومة، بل متأكدة أنني قادرة علي التصحيح. لم أصرح بهذا، لكني في قرارة نفسي ظننت أني قادرة علي تلافي ما عانيته كابنة، حتى أني تصورت أن دليلي الجلي هو الخطو خلف خط طفولتي بالممحاة لمسح أي تجربة قد تتشابه مع ما سأعايشه مع طفلتي.
   −
نقيض ما حدث لي كان هو الدليل، هذا ما يجب أن تكون عليه بوصلتي للخروج من مأزق الامومة بأمان. أظن أني كنت أسجل لسنوات ليست بالقليلة أشباح الماضي علي الورق، حتي أكوّن صورة ذهنية تثبت المعاناة وترسمها متجسدة، لتذكرني بما لا يجب عليّ إعادته أبدًا. لم أكن أعرف بعد أن الطريق الآمن لا وجود له، وأن ما علينا فعله بعيدٌ كل البعد عن تصوراتنا المسبقة، وليس إلا الخطأ وشرف التجربة اليومية هما ما يرسمان العلاقة الممتدة مع الأبناء. هذه علاقة تتكون من مجموع كل لحظات البهجة والقسوة والغضب والإشباع والإحباط والغرام معًا. فأُفاجأ بنفسي أكرر على مسامع ابني جملة قيلت لي وأنا طفلة، جملة لا أتذكرها بالخير بالضرورة، لكنها تخرج من على لساني منطلقة بأسرع من لجام العقل، أو أذهب للنقيض تمامًا، فأقع في الإفراط العاطفي لأؤكد لأطفالي أن كل ما يفعلونه جيدٌ ويبهرني، حتى لو كان ذلك أحد «حواديت» طفولتهم المبكرة، عندما قذفني أحدهم بـالـ«كاكا» الأخضر شبه السائل ليستقر على بنطلوني الجينز. ألغي المقزز في الحدوتة وأثبت المضحك فيها.
+
نقيض ما حدث لي كان هو الدليل، هذا ما يجب أن تكون عليه بوصلتي للخروج من مأزق [[أمومة|الامومة]] بأمان. أظن أني كنت أسجل لسنوات ليست بالقليلة أشباح الماضي علي الورق، حتي أكوّن صورة ذهنية تثبت المعاناة وترسمها متجسدة، لتذكرني بما لا يجب عليّ إعادته أبدًا. لم أكن أعرف بعد أن الطريق الآمن لا وجود له، وأن ما علينا فعله بعيدٌ كل البعد عن تصوراتنا المسبقة، وليس إلا الخطأ وشرف التجربة اليومية هما ما يرسمان العلاقة الممتدة مع الأبناء. هذه علاقة تتكون من مجموع كل لحظات البهجة والقسوة والغضب والإشباع والإحباط والغرام معًا. فأُفاجأ بنفسي أكرر على مسامع ابني جملة قيلت لي وأنا طفلة، جملة لا أتذكرها بالخير بالضرورة، لكنها تخرج من على لساني منطلقة بأسرع من لجام العقل، أو أذهب للنقيض تمامًا، فأقع في الإفراط العاطفي لأؤكد لأطفالي أن كل ما يفعلونه جيدٌ ويبهرني، حتى لو كان ذلك أحد «حواديت» طفولتهم المبكرة، عندما قذفني أحدهم بـالـ«كاكا» الأخضر شبه السائل ليستقر على بنطلوني الجينز. ألغي المقزز في الحدوتة وأثبت المضحك فيها.
    
أتواءم مع شكلي الجديد؛ حوضي اتسع ولم يعد لقياسه الأول، ولم تعد تزعجني الأصوات المرتفعة، بل وضعت نظامًا صارمًا لليوم يقسمه إلى أجزاء؛ جزء للتريض بالرضيع وجزء للاستحمام وجزء لساعة الرضاعة، ثم ساعة النوم التي لا تتغير أبدًا، في انتظام ودأب لم أكن أتصور أبدًا أني قادرة علي تحقيقهما، أنا الفوضوية الأصيلة.
 
أتواءم مع شكلي الجديد؛ حوضي اتسع ولم يعد لقياسه الأول، ولم تعد تزعجني الأصوات المرتفعة، بل وضعت نظامًا صارمًا لليوم يقسمه إلى أجزاء؛ جزء للتريض بالرضيع وجزء للاستحمام وجزء لساعة الرضاعة، ثم ساعة النوم التي لا تتغير أبدًا، في انتظام ودأب لم أكن أتصور أبدًا أني قادرة علي تحقيقهما، أنا الفوضوية الأصيلة.
staff
2٬193

تعديل

قائمة التصفح