تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إضافة القالب ومراجعة
سطر 1: سطر 1:  +
{{بيانات_وثيقة
 +
|نوع الوثيقة= مقالة رأي
 +
|العنوان=
 +
|مؤلف= لطفية الدليمي
 +
|محرر=
 +
|لغة= ar
 +
|ترجمة=
 +
|المصدر= العرب
 +
|تاريخ النشر= 2016-02-07
 +
|تاريخ الاسترجاع= 2023-08-14
 +
|مسار الاسترجاع= https://alarab.co.uk/النسوية-والنفاق-الكولونيالي#off-canvas
 +
|نسخة أرشيفية=
 +
|بالعربية=
 +
|هل ترجمة=
 +
|مترجم=
 +
|لغة الأصل=
 +
|العنوان الأصلي=
 +
|تاريخ نشر الأصل=
 +
|النص الأصلي=
 +
|ملاحظة=
 +
|قوالب فرعية=
 +
}}
 +
 +
 
تفصح مقولة جون ستيوارت ميل التي مفادها “أن الكولونيالية الاستبدادية تتوافق مع الديمقراطية البريطانية للتدليل على تناقض الخطاب الكولونيالي” عن إشارة دقيقة لنفاق الخطاب الكولونيالي، بينما يرى هومي بابا الأكاديمي الهندي وأستاذ الأدب الأميركي والبريطاني في جامعة هارفارد أن هذا التناقض بين الديمقراطية والاستبداد شرط من شروط خطاب الديمقراطية الغربية التي تقدم مصالحها الاستعمارية على الديمقراطية، ويذكر في كتابه “التمدن الماكر” تناقض الخطاب الكولونيالي وازدواجيته ممثلا في قول ماكولي “فلتكن أبا للشعب وقامعا له ، ولتكن عادلا وظالما ومعتدلا وجشعا”.
 
تفصح مقولة جون ستيوارت ميل التي مفادها “أن الكولونيالية الاستبدادية تتوافق مع الديمقراطية البريطانية للتدليل على تناقض الخطاب الكولونيالي” عن إشارة دقيقة لنفاق الخطاب الكولونيالي، بينما يرى هومي بابا الأكاديمي الهندي وأستاذ الأدب الأميركي والبريطاني في جامعة هارفارد أن هذا التناقض بين الديمقراطية والاستبداد شرط من شروط خطاب الديمقراطية الغربية التي تقدم مصالحها الاستعمارية على الديمقراطية، ويذكر في كتابه “التمدن الماكر” تناقض الخطاب الكولونيالي وازدواجيته ممثلا في قول ماكولي “فلتكن أبا للشعب وقامعا له ، ولتكن عادلا وظالما ومعتدلا وجشعا”.
   سطر 5: سطر 29:  
يعنى هومي بابا بموضوع المهاجر والأقليات في المشهد ما بعد الكولونيالي فيرى أن مجمل تواريخ الاستعمار والاستعباد والاستغلال والتمييز الجنسي والاضطهاد والتراتب الطبقي لا تتكلم عن شعوب أو طبقات أو مناطق محددة مرتبطة بالتاريخ الاستعماري، بل تتحدث عن الاختلافات الاجتماعية التي تشكل الحداثة.
 
يعنى هومي بابا بموضوع المهاجر والأقليات في المشهد ما بعد الكولونيالي فيرى أن مجمل تواريخ الاستعمار والاستعباد والاستغلال والتمييز الجنسي والاضطهاد والتراتب الطبقي لا تتكلم عن شعوب أو طبقات أو مناطق محددة مرتبطة بالتاريخ الاستعماري، بل تتحدث عن الاختلافات الاجتماعية التي تشكل الحداثة.
   −
بينما تعمل الباحثة الهندية غايتري سبيفاك، وهي ناقدة أدبية وأكاديمية في جامعة كولومبيا الأميركية، على نقد الكولونيالية من خلال المؤسسة التعليمية وممارساتها، وتعترف الناقدة والأكاديمية سبيفاك -التي تصف نفسها بأنها ماركسية نسوية تفكيكية- بمدى تداخل العلوم المختلفة وتضمين كل منها للأخر، وبهذا تعمل في مجال ما وراء الماركسية والتفكيك والحركة النسوية، وقد شرعت في نقد الكولونيالية منذ بدايتها الجادة حين نشرت مقالها المهم الذي شكل أساسا لانطلاقتها الفكرية وعنوانه “الحركة النسائية الفرنسية في إطار دولي” وركزت فيه على علاقة التعليم بالتاريخ، إذ انتقدت الطريقة التي كانوا يدرسون بها تاريخ القرن التاسع عشر حيث “لا يقدم النص التاريخي للدارس المستهلك في الغرب وحده بل كذلك إلى الشعوب الخاضعة لهذا الغرب في الخارج”.
+
بينما تعمل الباحثة الهندية [[غاياتري سبيفاك|غايتري سبيفاك]]، وهي ناقدة أدبية وأكاديمية في جامعة كولومبيا الأميركية، على نقد الكولونيالية من خلال المؤسسة التعليمية وممارساتها، وتعترف الناقدة والأكاديمية سبيفاك -التي تصف نفسها بأنها ماركسية نسوية تفكيكية- بمدى تداخل العلوم المختلفة وتضمين كل منها للأخر، وبهذا تعمل في مجال ما وراء الماركسية والتفكيك و[[حركة نسوية|الحركة النسوية]]، وقد شرعت في نقد الكولونيالية منذ بدايتها الجادة حين نشرت مقالها المهم الذي شكل أساسا لانطلاقتها الفكرية وعنوانه “الحركة النسائية الفرنسية في إطار دولي” وركزت فيه على علاقة التعليم بالتاريخ، إذ انتقدت الطريقة التي كانوا يدرسون بها تاريخ القرن التاسع عشر حيث “لا يقدم النص التاريخي للدارس المستهلك في الغرب وحده بل كذلك إلى الشعوب الخاضعة لهذا الغرب في الخارج”.
   −
وتهتم باحثة هندية أخرى هي تشاندرا موهانتي بتحليل إنتاج صورة المرأة في العالم الثالث في النصوص النسائية الغربية والعلوم الاجتماعية، وتبين لنا الأساليب والطرق التي يشكل بها العالم الغربي نساء العالم الثالث على هيئة كتلة متجانسة، ليستخدمها بعد ذلك باعتبارها نسق تحليل يتغاضى عن السياقات التاريخية والثقافية، ومن هذا التحليل يظهر لنا أن “النظرة الأبوية” لدى الغرب تتسم بالإخضاع الكلي النمطي العابر للثقافات، مما يمنح مزايا لقيم الحركة النسوية الغربية، في حين يبقى هذا النسق غير مدرك لبنى القوى الاقتصادية السياسية القامعة التي تكون صلة الوصل بين الغرب ودول الهامش. تخلص موهانتي إلى أن الخطاب النسوي الغربي يتسم بالمركزية العرقية ويمثل في بعض سياقاته شكلا معاصرا للخطاب الكولونيالي.
+
وتهتم باحثة هندية أخرى هي [[شاندرا موهانتي|تشاندرا موهانتي]] بتحليل إنتاج صورة المرأة في العالم الثالث في النصوص النسائية الغربية والعلوم الاجتماعية، وتبين لنا الأساليب والطرق التي يشكل بها العالم الغربي نساء العالم الثالث على هيئة كتلة متجانسة، ليستخدمها بعد ذلك باعتبارها نسق تحليل يتغاضى عن السياقات التاريخية والثقافية، ومن هذا التحليل يظهر لنا أن “النظرة الأبوية” لدى الغرب تتسم بالإخضاع الكلي النمطي العابر للثقافات، مما يمنح مزايا لقيم الحركة النسوية الغربية، في حين يبقى هذا النسق غير مدرك لبنى القوى الاقتصادية السياسية القامعة التي تكون صلة الوصل بين الغرب ودول الهامش. تخلص موهانتي إلى أن الخطاب النسوي الغربي يتسم بالمركزية العرقية ويمثل في بعض سياقاته شكلا معاصرا للخطاب الكولونيالي.
   −
من هنا تترنح الحركات النسوية في عالمنا الثالث على سراط متأرجح غير مستقر ينطوي على مشروع أيديولوجي وسياسي غربي يهتم في جوهره باسترداد الشرق والمرأة.https://alarab.co.uk/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%84%D9%8A
+
من هنا تترنح الحركات النسوية في عالمنا الثالث على سراط متأرجح غير مستقر ينطوي على مشروع أيديولوجي وسياسي غربي يهتم في جوهره باسترداد الشرق والمرأة.
staff
2٬193

تعديل

قائمة التصفح