185
تعديل
تغييرات
اذهب إلى التنقل
اذهب إلى البحث
سطر 1:
سطر 1: − '''السيلان''' (بالانجليزية: '''Gonorrhoea''') هو إحدى [[أمراض منقولة جنسيا | الأمراض المنقولة جنسيًا]] يصيب الحلق، أو الإحليل (الأنبوب الذي يؤدي من المثانة إلى الخارج) أو المهبل أوالشرج، نتيجة لممارسة الجنس غير الآمن سواء المهبلي أو الشرجي أو الفموي مع شخص مصاب بالمرض، حتى وإن تم سحب العضو قبل القذف (في حال كان الشريك المصاب ذكرًا). كما يمكن أن ينتقل المرض من الأم إلى الأطفال خلال الحمل أو الولادة. ويمكن أن تؤدي مضاعفات المرض إلى العقم. وطبقًا لمنظمة الأمم المتحدة فيصاب بهذا المرض 88 مليون شخص سنويًا.<ref>[https://www.webcitation.org/6SWdmr9aY?url=http://whqlibdoc.who.int/hq/2011/WHO_RHR_11.14_eng.pdf دراسة باللغة الإنجليزية، بعنوان '''Emergence of multi-drug resistant Neisseria gonorrhoea''']</ref> ويعتبر الكثير من المجتمعات المرض، أنه وصمة عار، بسبب كونه مرض منقول جنسيًا. ويُنظر للمصابين/ات بالمرض على أنهم أشخاص سيئين وغير جديرين بالاحترام، وبالتالي يتجنب جميع الناس الحديث عن المرض، مما يقلل وعي الناس به، ويجعل من رحلة شفاء المصابات/ين رحلة شاقة. + + + + + + + − + − * ممارسة [[جنس آمن | الجنس الآمن]] عن طريق استخدام [[واقي ذكري | الواقي الذكري]].+ − * إجراء الفحوص الطبية اللازمة بشكل دوري. + + + + + − ==أعراض السيلان==+ − تختلف أعراض المرض من شخص إلى أخرى، ففي بعض الحالات لا يظهر أي أعراض على المصابات/ين بالمرض، وفي حالات أخرى تظهر بعض الأعراض، بدرجات متفاوتة.+ − '''الأعراض عند النساء'''+ − * زيادة الإفرازات المهبلية+ − * إفرازات مهبلية صفراء أو خضراء، وإفرازات شرجية دموية − * ألم عند التبول أو عند ممارسة الجنس − * نزيف بعد ممارسة الجنس − * تورم أو ألم في البطن − '''الأعراض عند الرجال'''+ − * ألم عند التبول+ − * إفرازات قضيبية − * ألم في القضيب أو في خصية واحدة أو في كليهما − * إفرازات شرجية. − ==الجانب الثقافي== + − يعد مرض السيلان بسبب كونه مرضًا منقولًا جنسيًا، وصمة عار في حياة الشخص المصاب به، مما يترتب عليه مواجهة المصابات/ين تحديات مزدوجة؛ فيقاومون المرض من ناحية، ويعانون من نظرة المجتمع ونبذ أسرهم لهم من ناحية أخرى. − {{أمر مجندر|طالع}} كذلك: {{مقال رئيسي|أمراض منقولة جنسيا#الجانب الثقافي}}+ − ==مراجع==+ − * [https://lmarabic.com/safe-sex/stds-and-stis/gonorrhoea مقالة '''السيلان Gonorrhoea''' على موقع الحب ثقافة]. + − * الصفحة الإنجليزية لمرض السيلان على [[Wikipedia:Gonorrhea | ويكيبيديا]]+ − ==مصادر== + − + − + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +
تحرير المحتوى
سيلان{{مصطلح
|دلالة=مرض ناتج عن عدوى بكتيرية تسببها بكتيريا النيسرية البنية Neisseria gonorrhoeae، ينتشر بشكل أساسي بواسطة [[أمراض منقولة جنسيا| الاتصال الجنسي]] عبر ممارسات جنسية متعددة، مهبلية وشرجية وفموية. يصيب السيلان الأنسجة المخاطية للجهاز التناسلي والمستقيم والحلق، ويمكن أن ينتقل ولاديًا من الأم إلى جنينها
|مرادفات=عدوى المكورات البنية، عدوى النيسيرية البنية، قرقعة
|مرادفات أجنبية=Gonorrhoea@en
|ذات صلة=أمراض منقولة جنسيا، زهري، كلاميديا، إيدز، ثآليل تناسلية
|التصنيف الرئيسي=أمراض منقولة جنسيا
}}
==طرق الوقاية==
يُعد السيلان من أكثر الأمراض المنقولة جنسيًا انتشارًا على مستوى العالم، وغالبًا ما تكون الإصابة به صامتة (أي بدون أعراض) وهو ما يفاقم خطورته، حيث يستمر بالانتشار بدون فرصة لقطع سلاسل العدوى كما يمكن أن يتسبب بمضاعفات خطيرة إذا تُرك بدون علاج. تقدر الأمم المتحدة عدد المصابين بالسيلان في 2020 بحوالي 82 مليون شخص.<ref>[https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/gonorrhoea-(neisseria-gonorrhoeae-infection) منظمة الصحة العالمية: داء السيلان (عدوى النيسرية البنيّة)]</ref>
يُسمى السيلان بهذا الاسم في إشارة لأحد أشهر أعراضه وهو الإفرازات المخاطية من الأعضاء التناسلية، ويُسمى كذلك باسم "قرقعة" في إشارة لصوت جريان البول عند المصابين بالمرض.<ref>[https://gesund.bund.de/ar/gonorrhoe-tripper#auf-einen-blick gesund.bund.de السيلان (القرقعة): الأعراض والعلاج]</ref> أصل التسمية غير واضح ويُعتقد أنه يعود إلى التسمية الإنجليزية الشائعة للمرض the clap (أي التصفيق)، والمقصود بها إجراء علاجي قديم كان يستخدم لتفريغ القضيب من الإفرازات المخاطية المصاحبة للعدوى. يعتقد البعض أن التسمية ذات أصل فرنسي ومشتقة من كلمة clapier والتي تستخدم للإشارة إلى بيوت الدعارة حيث ارتبط مرض السيلان بحياة الليل في باريس في القرن السادس عشرز<ref>[https://www.nurx.com/faq/why-is-gonorrhea-called-the-clap/?srsltid=AfmBOorDasKZsE89SHvE-V3yYNDUN_cXpX8qpC3ufQdSXq0zuwqcfXy7 Why is Gonorrhea Called the Clap?]</ref>
==تاريخ السيلان==
بخلاف كونه أحد أكثر الأمراض المنقولة جنسيًا انتشارًا بين البشر، فإن السيلان يُعد كذلك من أقدمها وجودًا في التاريخ. واحدة من أقدم الإشارات لمرض السيلان مسجلة بردية إبرس المكتشفة في الأقصر في 1874، وقد كُتبت البردية خلال عهد الأسرة الثامنة عشرة (حوالي 1550 قبل الميلاد)، وتصف نوعًا من الالتهاب الحاد في الإحليل.
إشارات أخرى أيضًا تشير إلى أمراض بولية / تناسلية بأعراض مشابهة للسيلان ذكرت في اليونان والصين القديمة. ليس معروفًا بالتأكيد إن كانت هذه الإشارات تتحدث عن السيلان بالذات أم عن أمراض أخرى تصيب الجهاز البولي.<ref>[https://www.ambimed-group.com/en/ambimed-per-i-privati/storia-della-gonorrea History of Gonorrhea]</ref> في القرن الثاني الميلادي وصف الطبيب اليوناني كلاوديوس جالينوس مرض السيلان ومنحه التسمية المعروفة والمشهورة في الوقت الحاضر بالانجليزية Gonorrhea والمشتقة من كلمة gonos التي تعني (بذور) وكلمة rhoia التي تعني (سريان)، وهو ما يتطابق مع وصف جالينوس - الخاطئ بالطبع - لأعراض المرض، باعتباره قذفًا لا
إراديًا [[مني|للمني]].<ref>[https://embryo.asu.edu/pages/understanding-and-treating-gonorrhea-eighteenth-century-twenty-first-century Understanding and Treating Gonorrhea from the Eighteenth Century to the Twenty-First Century]</ref>
في عام 1161 صدر قانون عن البرلمان البريطاني من أجل محاولة الحد من انتشار مرض السيلان، ويُعتقد أن هذه أول إشارة تاريخية للانتشار الوبائي للمرض، وقد صدر في فرنسا قانون مشابه في 1256، وقد سبق هذا القانون الذي صدر في عهد الملك لويس التاسع تسجيل حالة تفشي للوباء بين الجنود الفرنسيين والإنجليز خلال الحملة الصليبية الثانية.<ref>[https://www.news-medical.net/health/Gonorrhea-History.aspx Gonorrhea History ]</ref>
في القرن السادس عشر شهدت أوروبا انتشارًا وبائيًا لمرض آخر ينتقل عبر الاتصال الجنسي هو [[زهري|الزهري]]،
وقد خلط الأطباء بينه وبين السيلان، وقد سُمي الزهري في بعض الأحيان باسم (السيلان الفرنسي) وعرف باسم المرض الفرنسي أيضًا في أوقات أخرى بسبب انتشاره بين جنود جيش الملك شارل الثامن خلال حصاره لمدينة نابولي في نهاية القرن الخامس عشر. وقد استمر هذا الخلط بين المرضين لعدة قرون وكان سببه الرئيسي هو ملاحظة الأطباء في تلك الفترة لحقيقة أن الوسيلة الأهم لانتقال المرض كانت الاتصال الجنسي مع المصابين.
وفي بداية القرن التاسع عشر ميز الجراح والطبيب الأسكتلندي بنجامين بل لأول مرة بشكل صحيح بين السيلان والزهري باعتبارهما مرضين مختلفين، حيث لاحظ أن العلاجات المستخدمة لعلاج الزهري لم تكن فعالة ضد السيلان.
===علاج السيلان تاريخيًا===
كان زيت خشب الصندل من أول الأدوية المستخدمة لعلاج السيلان (أو الالتهاب الإحليلي كما وُصف في بردية إبرس). اعتمد علاج السيلان لقرون طويلة على ممارسات طبية خاطئة، ربط البعض السيلان بنظرية جالينوس عن "الأخلاط الأربعة"، واعتبروا أن سبب السيلان هو اختلال في التوازن بين سوائل الجسم الأربعة الرئيسية (الدم والمخاط وعصارة المرارة الصفراء والسوداء). بناء على ذلك عُولج السيلان بالحجامة والمستخلصات العشبية من الصندل والعرعر. عُولج السيلان أيضًا بمحاولة استخلاص الافرازات المخاطية من القضيب عن طريق الضرب (وهو أحد الأسباب المحتملة لتسمية المرض باسم the clap).
لاحقًا (بعد عصر النهضة) بدأ استخدام الزئبق وبعض محاليل الأملاح مثل نترات الفضة وكلوريد البوتاسيوم كعلاجات موضعية، وقد استخدمت أيضًا مستخلصات عشبية لنباتات من أندونيسيا وأمريكا الجنوبية، ولم تكن هذه الأدوية فعالة في التخلص من المرض ومنع تطوره ومضاعفاته ولكن نجاحها قد قيس بقدرتها على إيقاف الإفرازات التناسلية. استخدمت أيضًا تركيبات معدنية تعتمد على المعادن والعناصر الكيميائي السامة، وبخلاف الزئبق كما ذكر استخدم أيضًا البزموت والزرنيج والاثمد (الأنتيمون) والذهب. في بدايات القرن العشرين استمرت هذه الممارسات وبدأ حقن مرضى السيلان وريديًا ببعض المركبات المعتمدة على الزئبق مثل الميركروكروم (وهو مادة تستخدم في التعقيم الخارجي للجروح). ولم تكن هذه الأدوية ذات فعالية تُذكر.
بعد اكتشاف بكتيريا النيسرية أو N. gonorrhoeae بدأت محاولات جادة لتصنيع لقاح للمرض، وقد قُدم أول لقاح في لندن في 1909 على الرغم من أن تطويره قد تم قبلها بسنوات، إلا أن قدرة البكتيريا على التحور بسرعة قللت من نجاح اللقاح. ولم يبدأ علاج المرض بشكل فعال إلا بعد اكتشاف المضادات الحيوية، وكانت مركبات السلفا أول المضادات المستخدمة في علاج السيلان في ثلاثينات القرن العشرين، وقد كان نجاحها فوريًا واستمر إلى أن بدأت بعض السلالات المقاومة للسلفا بالظهور، فلُجأ وقتها إلى البنسيلين.<ref>[https://jsstd.org/gonorrhea-historical-outlook/ Gonorrhea: Historical outlook]</ref>
<references/>
==العامل المسبب للمرض==
[[تصنيف:أمراض منقولة جنسيا]]
في العام 1879 اكتشف الألماني ألبرت نيسير بكتيريا المكورات البنية أو النيسرية البنية gonococcus خلال فحص مجهري لبعض الإفرازات المخاطية من إحليل شخص مصاب بالعدوى، ووصف البكتيريا بأنها تشبه الكلى أو تشبه حبة البن بسبب ترتيب الخلايا المجاور لبعضها البعض، وسميت باسم Neisseria gonorrhoeae نسبه له ولاسم المرض الشهير.
بكتيريا النيسرية البنية هي بكتيريا مكورة ثنائية سالبة الغرام، تتخذ شكل حبة البُن ويبلغ طولها ما بين 0.6
إلى 1 ميكرومتر. تحيط بغلاف الخلية البكتيرية الخارجي مجموعة من المركبات الحيوية تحتوي في تركيبها على شق دهني وشق سكري متوسط السكارايد Lipooligosacharide LOP تكمن أهميته في قدرته على تسهيل ارتباط الخلية البكتيرية بتشكيلة واسعة من الخلايا داخل جسم الانسان.
يتشابه الغلاف الخارجي لخلية النيسرية البنية إلى حد ما (من خلال التركيب الكيميائي) مع بعض المركبات الكيميائي الموجودة على الغلاف الخارجي لعدد من الخلايا الموجودة في الأنسجة البشرية. يعطي هذا لبكتيريا النيسرية خصائها المميزة، ومنها نفاذيتها العالية من خلال الأنسجة المخاطية، ولذا فهي موجودة داخل الأنسجة المخاطية في الجهاز التناسلي وتنتقل من خلال الاتصال الجنسي من شخص إلى آخر. تتميز بكتيريا النيسرية أيضًا بقدرتها على مقاومة الجهاز المناعي وخداعه وهو ما يجعل تخلص الجسم منها صعبًا بدون مساعدة خارجية، وذلك بخلاف قدرتها العالية ومرونتها المذهلة في تطوير المقاومة ضد المضادات الحيوية، وتعد بكتيريا النيسرية المقاومة للمضادات الحيوية واحدة من أبرز التحديات التي تواجه الجهود المبذولة للحد من انتشار [[أمراض منقولة جنسيا|الأمراض المنقولة جنسيًا]].<ref>[https://www.canada.ca/en/public-health/services/laboratory-biosafety-biosecurity/pathogen-safety-data-sheets-risk-assessment/neisseria-gonorrhoeae.html Neisseria gonorrhoeae: Infectious substances pathogen safety data sheet]</ref><ref name="int">[https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/multi-drug-resistant-gonorrhoea السيلان المقاوم للأدوية المتعدّدة]</ref>
===طرق انتقال العدوى===
بشكل أساسي، تنتقل عدوى المكورات البنية المسببة لمرض السيلان - مثل جميع العدوات المنقولة جنسيًا - عبر الاتصال الجنسي مع شخص مصاب. وتنتقل البكتيريا المسببة للمرض من شخص لآخر عن طريق الاحتكاك مع السوائل الحيوية، والتي تشمل أساسي الدم، اللعاب، مخاط المهبل وعنق الرحم، [[مني|السائل المنوي]]، والإفرازات الشرجية، ولذا فإن السيلان ينتقل عبر الممارسات الجنسية بمختلف أنواعها، سواء كانت مهبلية، شرجية، أو فموية.
في ذات الوقت تظل احتمالية نقل عدوى المكورات البنية عبر التقبيل أو عبر الجلد كأمراض أخرى مثل [[حلأ تناسلي|الهربس]]، ضئيلة جدًا كما أن احتمالية انتقالها عبر استخدام أدوات المريض ضئيلة كذلك لأن البكتيريا لا تظل على قيد الحياة لفترة طويلة خارج الجسم. يمكن أن ينتقل السيلان من المرأة الحامل المصابة إلى الجنين.<ref>[https://altibbi.com/%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9/%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%84%D8%A7%D9%86 الطبي: السيلان | Gonorrhea]</ref> ويمكن أن يصيب بعض المناطق بالجلد بالتقرحات، ويمكن أيضًا أن يصيب العينين (خصوصًا لدى الأطفال)، كما أن إصابة العينين عند البالغين قد تحدث بسبب انتقال ذاتي للعدوى (غالبًا عبر المناشف أو بسبب إهمال النظافة الشخصية).<ref>[https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/gonorrhea/symptoms-causes/syc-20351774 مايو كلينيك: السيلان]</ref>
== الصورة السريرية للسيلان: الأعراض والمضاعفات ==
تستمر فترة حضانة العدوى ببكتيريا النيسرية البنية لفترة تمتد ما بين يومين إلى سبعة أيام، وتنتج صورة سريرية تختلف بحسب الأعراض والعلامات (ثم المضاعفات) من شخص إلى آخر، وتتنوع الأعراض بحسب الجنس، حيث تظهر عند النساء بشكل مختلف عن ظهورها عند الرجال، كما أن الأعراض تختلف أيضًا بحسب المكان المصاب، وفي بعض الأحيان، خاصة عند النساء، تكمن عدوى السيلان ولا تُظهر أية أعراض واضحة، يعتبر ذلك جزء من خطورة المرض، حيث أن الإصابة الخالية من الأعراض تعني استمرار انتشار المرض ووصل سلاسل العدوى بدون وجود تنبيه لإيقافها كما أن مضاعفتها الخطيرة قد تظهر في وقت لاحق بدون حصول المريض على فرصة للعلاج المبكر.
===أعراض السيلان===
;إلتهاب الإحليل السيلاني Gonococcal Urethritis
أبرز الأماكن التي تتأثر بعدوى السيلان عند الرجال هي الإحليل ومجرى البول، وغالبًا ما تكون احتمالية ظهور أعراض هذا الالتهاب عند الرجال أعلى منها عند النساء، وفي واقع الأمر فإن حوالي 97% من النساء المصابات بالسيلان في مراحله الحادة (الأولى) لا يشعرن بأي أعراض.<ref>[https://www.vinmec.com/eng/blog/how-is-gonorrhea-in-men-different-from-gonorrhea-in-women-en How is gonorrhea different in men and women?]</ref> تشمل أعراض إلتهاب الإحليل السيلاني Gonococcal Urethritis ألمًا عند التبول مع إفرازات مخاطية بلون أبيض أو أصفر أو أخضر، يسبب السيلان أيضًا ألمًا وشعورًا بالحرقة عند التبول.<ref>[https://www.vinmec.com/eng/blog/manifestations-of-gonorrhea-in-men-in-the-early-stages-en Symptoms of gonorrhea in men in the early stages]</ref>
حوالي 25% من الرجال لا تظهر لديهم الأعراض بذات الوضوح الذي تظهر فيه عند غيرهم، وعلى سبيل المثال قد تكون الإفرازات من الإحليل شفافة، وهو ما يسبب إرباكًا في التشخيص بحيث يظن الطبيب أو المريض أن إلتهاب الإحليل لا علاقة له بالسيلان.
;إلتهاب عنق الرحم والإحليل السيلاني
أول الأعضاء التي تُصاب بالسيلان عند النساء نتيجة انتقال العدوى بسبب الجنس المهبلي هي عنق الرحم، فإن المهبل بالعادة لا يُصاب بالعدوى إلا في حالات نادرة بسبب غنى نسيجه بالإفرازات المخاطية والبكتيريا النافعة التي تجعل بيئة المهبل غير مناسبة لانتقال العدوى. تنتقل العدوى من عنق الرحم إلى الإحليل، ولكن تظل، في غالب الأحيان، بدون أي أعراض، أو على الأقل بدون أعراض مميزة، حيث أن أعراض السيلان عند النساء في مراحله الأولى مربكة ويمكن التعامل معها على أن منشأها مشكلة صحية مختلفة.[[مصدر]]
يمكن أن يسبب السيلان عند النساء إفرازات مهبلية بيضاء اللون وكريهة الرائحة ونزيف مهبلي، شعور بالألم والحرقة عند التبول، وزيادة الرغبة في التبول كذلك، شعور بالتهيج المهبلي، احمرار في فتحة الإحليل (مخرج البول)، شعور بالضيق وعدم الراحة خلال [[جماع|الجماع]] وألم في البطن والظهر والحوض. عند الفحص السريري يظهر عنق الرحم محمرًا ومنتفخًا مع وجود نزيف وصديد.
;إلتهاب الشرج والمستقيم Anorectal Infection
يصاب الشرج و/أو المستقيم بعدوى السيلان إما بشكل مباشر بسبب الجنس الشرجي أو بشكل غير مباشر بعد إصابة عضو آخر (غالبًا بسبب قلة الاهتمام بالنظافة الشخصية). تظهر أعراض إلتهاب الشرج على شكل شعور بالحكة أو الألم خلال الإخراج بالإضافة إلى إفرازات شرجية ونزيف. يظهر خلال الفحص بالمنظار وجود احمرار وانتفاخ (تورم) ونزيف وإفرازات مخاطية وصديد في المنطقة الداخلية من الشرج.
;التهاب الحلق السيلاني Gonococcal Pharyngitis
يحدث إلتهاب الحلق نتيجة للإصابة بعدوى السيلان غالبًا بعد الجنس الفموي، ويؤدي إلى التهاب في البلعوم، التهاب حاد في اللوزتين Tonsillitis، وقد يؤدي أيضًا إلى حُمَّى وتورم في الرقبة نتيجة لالتهاب الغدد الليمفاوية.
;التهابات أعضاء أخرى
يمكن أن يسبب السيلان التهابًا في العين (الملتحمة)، وهو التهاب نادر لدى البالغين ويحدث عادة لدى الأطفال حديثي الولادة في حال كانت الأم مصابة بالسيلان، كما يمكن أن يسبب أيضًا تقرحات جلدية خاصة في منطقة الفخذين والمنطقة التناسلية وفي الأصابع.
===مضاعفات السيلان===
في حال تُركت عدوى السيلان بعد ظهور أعراضها الأولى بدون علاج فإن أعراضها تهدأ خلال فترة تمتد من عدة أيام إلى عدة أسابيع، تتفاقم لاحقًا أعراض السيلان وتتسبب العدوى ببعض المضاعفات التي قد تختلف بحسب جنس المصاب/ة.
;مضاعفات السيلان عند الرجال
تشمل مضاعفات السيلان عند الرجال انتشار الالتهاب إلى البربخ والحويصلات المنوية (يظهر ذلك على شكل انتفاخ في كيس الصفن (انتفاخ في الخصية)، وفي حالات نادرة يمكن أن ينتشر إلى البروستاتا و/أو الأوعية الليمفاوية ويسبب انسدادًا في مجري البول أو تجمع للصديد (خُرَّاج) حول الإحليل، ويمكن أن يؤدي السيلان عند الرجال إلى العقم.
;مضاعفات السيلان عند النساء
تنتشر عدوى السيلان عند النساء غالبًا داخل الجهاز التناسلي في بادئ الأمر، إن عنق الرحم هو العضو الأول الذي يُصاب بالالتهاب بعد بداية العدوى، وإذا تُركت العدوى بدون علاج فإنها تتطور إلى '''مرض التهاب الحوض (أو الداء الالتهابي الحوضي) Pelvic Inflammatory Disease'''<ref>[https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/pelvic-inflammatory-disease/symptoms-causes/syc-20352594 مايو كلينيك: مرض التهاب الحوض]</ref> حيث تنتقل العدوى من عنق الرحم إلى الرحم ثم إلى قناتي فالوب والمبيضين ويمكن أن تنتقل إلى تجويف البطن. يمكن أن مرض التهاب الحوض ألمًا مزمنًا، كما أنه يسبب حالات حمل خارج الرحم (حمل منتبذ) ويمكن أيضًا أن يسبب عقمًا دائمًا.
في حالة إصابة المرأة الحامل بالسيلان فإن العدوى يمكن أن تسبب الإجهاض غير القصدي Miscarriage، الولادة المبكرة ، التمزق المبكر للمشيمة (قبل بداية الولادة)، ويمكن أن تنتشر العدوى إلى السائل الأمينوسي (داخل المشيمة). كما أن العدوى تنتقل إلى الطفل خلال الولادة.
;العدوى السيلانية المنتشرة Disseminated Gonococcal Infection
في بعض الحالات قد تنتشر العدوى عبر الدم (0.5 - 3% من حالات الإصابة بالسيلان)، في حال حدث الإنتان sepsis أو التجرثم في الدم فإن العدوى تتحول إلى عدوى جهازية systemic gonococcal infection وتصيب أعضاء مختلفة، ومن الممكن أن تصل إلى القلب وتسبب التهابًا في العضلة القلبية، أو إلى الجهاز العصبي المركزي وتسبب التهاب السحايا، كما تصل إلى المفاصل. من الصعب اكتشاف إنتان الدم sepsis الذي تسببه عدوى السيلان عن طريق اختبار المزرعة culture حيث تصل نسبة النتائج الخاطئة إلى حوالي 70 - 80%.
==وسائل التشخيص==
يبدأ تشخيص السيلان أولًا بالفحص السريري (أي الفحص المباشر من خلال الطبيب) للتاريخ المرضي وتتبع سلوك المصاب وفحص الأعراض المصاحبة للمرض وخاصة الإفرازات المخاطية المصاحبة للعدوى من الإحليل والمهبل وعنق الرحم، إلا أن تشخيص السيلان يحتاج إلى اختبارات معملية حيث تتشابه بعض أعراضه مع أمراض أخرى، يمكن إجراء الفحوص التالية معمليًا للكشف عن السيلان:
# '''الفحص الميكروسكوبي بصبغة جرام Gram stain''': تظهر بكتيريا N. gonorrhoeae بشكل مميز تحت الميكروسكوب، وتصل دقة الفحص المجهري غالبًا إلى 90% من الحالات (عند الرجال) ولكن تنخفض النسبة عند النساء خاصة في حالة فحص عينة مهبلية حيث أن بكتيريا المكورات البنية تشابه في شكلها أنواع أخرى من البكتيريا تتواجد داخل المهبل بشكل طبيعي Normal flora وهو ما يتسبب بالخلط بينها، نسبة نجاح الفحص المجهري للعينات من المهبل وعنق الرحم تصل إلى 60% فقط، أي بهامش خطأ أكثر من 40%. لا تزال هذه الفحوص مستخدمة رغم وجود خيارات أكثر دقة لسرعتها ولرخص ثمنها إذ أنها متاحة أكثر من غيرها في الدول محدودة الموارد.<ref>[https://www.testing.com/tests/gonorrhea-test/ Testing: Gonorrhea Test]</ref>
# '''الفحص بالمزرعة Culture''': تُزرع العينة على طبق بتري يحتوي على وسط تغذوي انتقائي (آغار ثاير-مارتن) Thayer–Martin agar) لا يسمح إلا بنمو الأشكال المسببة للأمراض من بكتيريا النيسرية (النيسرية البنية والنيسرية السحائية التي تسبب التهاب السحايا)،<ref>[https://documents.thermofisher.com/TFS-Assets/LSG/manuals/IFU1880.pdf Thayer - Martin Agar (Modified)]</ref> ويستخدم هذا الفحص أيضًا، لا للتأكد من وجود البكتيريا فحسب، ولكن من أجل تحديد المضاد الحيوي الأنسب لعلاجها، خاصة وأن بكتيريا النيسرية تُظهر مقاومة متعددة ضد المضادات الحيوية. من سلبيات هذا الفحص احتمالية تلوث العينة، والوقت الطويل نسبيًا لاتمامه (حوالي 24 - 72 ساعة)، ولكنه يتميز بتحديد المضاد الحيوي الأنسب لبدء العلاج مباشرة.
# '''اختبارات تضخيم الحمض النووي NAATs''': تعتبر أدق أنواع الاختبارات المتوفرة لفحص العدوى البكتيرية حيث تقوم بفحص التركيب الجزيئي للحمض النووي للبكتيريا بشكل مباشر من عينات البول والمسحات التناسلية، تصل دقتها إلى 95% ويُنصح باستخدامها مباشرة كخيار أول داخل المستشفيات.
# '''الفحوص السريعة Rapid Tests''': أجهزة فحص سريعة يمكن استخدامها بشكل ذاتي تستخدم للكشف عن السيلان من خلال المسحات المهبلية وعينات البول، تصل دقتها إلى أكثر من 97% في حال استخدمت بشكل صحيح ولم تكن تالفة أو منتهية الصلاحية، وهي تستخدم للكشف المبكر عن السيلان.<ref>[https://gettested.io/product/gonorrhoea-test?srsltid=AfmBOoqM1knYTpJR6PK0rxhzNCfCyX4OCC3rW6E1yGT0nPKDrUhMhtob GetTested: Gonorrhoea test]</ref><ref>[https://en.wondfo.com/pt/index9.html One Step Gonorrhea Test]</ref>
;مصادر عينات فحص السيلان
يُفحص السيلان معمليا بفحص السوائل الحيوية، وعادة ما تجمع العينة عن طريق المسحات swap، تستخدم المسحة المهبلية ومسحة عنق الرحم لفحص السيلان لدى الإناث، وتستخدم المسحة الإحليلية urethral لجمع عينة الفحص من الرجال، كما يمكن استخدام مسحات من الشرج (المستقيم)، الحلق، بالإضافة إلى عينات البول لكلا الجنسين.
==الوقاية ضد التعرض للعدوى==
{{مقال رئيسي|جنس آمن}}
يمكن الحد من انتشار السيلان وانتقال العدوى في حال استخدام أدوات الحماية والوقاية ووسائل [[جنس آمن|الجنس الآمن]]، وتعتبر هذه الوسائل حجر أساس في الحد من انتشار الأمراض المنقولة جنسيًا بشكل عام.
;الوسائل الحاجزية
استخدام وسائل الحماية الحاجزية مثل [[واق ذكري|الواقي الذكري]] [[واق أنثوي |والواقي الأنثوي]] يوفر حماية ممتازة وبنسبة فعالية عالية ضد انتقال السيلان بالإضافة إلى أمراض أخرى. ويعتبر استخدام الواقي هو الأفضل والأكثر أهمية بين خيارات الحماية المتوفرة.
;الفحوص الدورية Screening
الفحص المخبري الدوري للأفراد وخاصة من يتعرضون لاحتمالية أعلى للإصابة بالامراض المنقولة جنسيًا، حتى في حالة عدم ظهور أية أعراض يساعد في الكشف المبكر عن المرض وبالتالي يرفع من احتمالية علاجه بسرعة وبدون المخاطرة بالتعرض لمضاعفاته وتعقيداته.
يحدد مركز مراقبة الأمراض الأمريكي CDC العوامل التالية باعتبارها عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالسيلان، وينصح بإجراء الفحوص الدورية (مرة واحدة سنويًا على الأقل) لمن تنطبق هذه الشروط والعوامل عليهم:
# النساء النشطات جنسيًا الأصغر من 25 عام
# النساء النشطات جنسيًا الأكبر من 25 عام ولديهن شركاء جنسيين متعددين أو لديهن شريك واحد يمارس الجنس مع أكثر من شخص أو لديهن شريك جنسي واحد مصاب بمرض منقول جنسيًا.
# الرجال المثليون والرجال متعددي الشركاء الجنسيين.
# المصابون سابقًا بأمراض منقولة جنسيًا.
# العاملون والعاملات في مجال العمل الجنسي والترفيه الإباحي.<ref name="cdcgo">[https://www.cdc.gov/std/treatment-guidelines/gonorrhea-adults.htm Gonococcal Infections Among Adolescents and Adults]</ref>
;التثقيف الجنسي والسلوكي
يعتبر التعليم الجنسي أحد أهم وسائل الحماية من الأمراض المنقولة جنسيًا بما فيها السيلان خاصة لدى المراهقين وصغار السن، إذ يجب أن يحصل الأفراد على المعرفة المناسبة بخصوص الأمراض وأعراضها وخطورتها ومضاعفاتها بالإضافة إلى تسهيل حصولهم على وسائل الجنس الآمن وتسهيل وصولهم إلى جهات تقديم الرعاية الصحية من أجل الحصول على المشورة الطبية والاختبارات اللازمة بشكل دوري.
;الاختيار الواعي للشركاء
اختيار شركاء جنسيين على معرفة كافية بالأمراض المنقولة جنسيًا وطرق الوقاية منها والتعامل مع خطر الإصابة ووسائل الحماية بوعي ومصارحة الشركاء بتاريخهم الجنسي والمرضي وتجاربهم السابقة مع الأمراض المنقولة جنسيًا.
;التطعيم
لا يوجد لحد الآن أي تطعيم متوفر ضد بكتيريا N. gonorrheae، كما أن التطعيم القديم الذي بدأ تسويقه في 1909 قد خرج سريعًا من الخدمة بسبب قدرة البكتيريا على التحور بسرعة مما يكسبها مقاومة فريدة ضد التطعيمات.
تفيد بعض الدراسات أن بالإمكان توفير حماية ضد الإصابة بالسيلان (تصل إلى 40%) عند استخدام '''تطعيم MenB''' وهو التطعيم المخصص لنوع آخر من البكتيريا ينتمي إلى عائلة النيسريات يُسمى '''النيسرية السحائية N. meningitidis'''، يُستخدم هذا التطعيم ضمن برامج التطعيم الدولية لحماية الأطفال ضد التهاب السحايا البكتيرية، ويمكن عند استخدام جرعتين (يفصل بينهما أسبوع واحد على الأقل) من توفير حماية جزئية ضد السيلان. يُخصص استخدام هذا التطعيم للوقاية ضد السيلان فقط للذكور المثليين ومزدوجي الميول الجنسية (من يمارسون الجنس مع رجال آخرين)، ويُستخدم كخيار للوقاية ضد السيلان في بعض الدول مثل إيرلندا.<ref>[https://www.rainbow-project.org/menb/ Rainbow Project: Gonorrhea Vaccines]</ref>
==علاج السيلان==
علاج السيلان كأي عدوى بكتيرية يتم بالمضادات الحيوية، تعتبر عدوى السيلان واحدة من أكثر العدوات تعقيدًا بسبب قدرة بكتيريا النيسرية البنية المسببة للمرض على تطوير مقاومة متعددة ضد المضادات الحيوية.
كانت مركبات السلفا مثل سلفانيل أميد sulfanilamide أول الخيارات المتاحة لعلاج السيلان في ثلاثينات القرن الماضي،<ref>[https://www.nejm.org/doi/full/10.1056/NEJM193907202210303 Sulfanilamide in the Treatment of Gonorrhea, Published July 20, 1939]</ref> سرعان ما تطورت سلالات جديدة من عدوى النيسرية مقاومة لمركبات السلفا، وفي الأربعينات لُجأ لاستخدام البنسلين الذي كان أول ما اكتُشف من المضادات الحيوية، قبل أن تتطور مقاومة السيلان ضده كذلك. إن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية مشكلة عالمية وتعود في الأصل إلى إساءة الاستخدام وعدم إكمال الجرعات والتأكد من استئصال الإصابة أو العدوى بالكامل قبل إيقاف العلاج، إلا أن هذه المشكلة تتفاقم بشكل غير محدود عندما يتعلق الأمر بالسيلان بالذات، حيث أن البكتيريا ذاتها لديها قدرة فذة على التحور مقارنة بأنواع أخرى من البكتيريا المرضية، وطبيعة السيلان كمرض منقول جنسيًا تجعل التزام المصابين به بالعلاج أكثر صعوبة بسبب الوصم الاجتماعي، كما أنه مرض ينتشر أكثر في مجتمعات تعاني من فقر حاد في المعرفة والتثقيف الصحي، وما ينطبق على وسائل الجنس الآمن في هذا الباب ينطبق أيضًا على الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية.
بعد البنسلين ظهرت سلالات من عدوى السيلان مقاومة للتتراسايكلينات مثل تتراسايكلين (تتراسين Tetracyn) ودوكسيسايكلين (فيبرامايسين Vibramycin)، وللماكروليدات مثل أزيثروماسين (زيثروماكس Zithromax). في عام 2007<ref name="cdcgo" /> ظهرت سلالات جديدة من النيسرية البنية مقاومة للمضادات الحيوية من عائلة الكوينولونات الفلورينية flouroquinolones مثل سيبروفلوكساسين (سيبرو Cipro) وليفوفلوكساسين (تافنيك Tavanic)، ويُطلق على سلالات السيلان المقاوم للأدوية المتعددة (مركبات السلفا، بنسلين، تتراسايكلينات، ماكروليدات، كوينولونات فلورينية) اسم '''السيلان الخارق'''. وفعليًا فإن المصابين بالسيلان لم يعد لديهم خط دفاع ضد النيسرية البنية الخارقة هذه سوى مجموعة السيفالوسبورينات من الجيل الثالث، وأهمها حقن سيفوترايوكسون (روسوفين Rocephin) وحبوب سيفكسيم (سوبراكس Suprax) والتي تتزايد مقاومة السيلان ضدها باستمرار كذلك.<ref name="int" /> في 2016 سُجلت أول حالة من السيلان الحلقى المقاوم لخطة العلاج المركبة التي تتضمن استخدام جرعة سيفوترايوكسون مع جرعة أزيثرومايسين، وقد انتشرت هذه السلالة في عدة دول في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وأستراليا.
;الأدوية المستخدمة حاليًا
يحدد المركز الأمريكي للتحكم بالأمراض CDC التوجيهات الإرشادية التالية لعلاج السيلان للبالغين<ref name="cdcgo" />:
* عدوى السيلان غير المعقدة (عدوى محدودة في الجهاز التناسلي أو المستقيم لم تنتشر إلى الدم أو أعضاء أو أنسجة أخرى): جرعة منفردة من سيفوترايوكسون 500 ملغم (ترتفع إلى 1 غرام في حال كان وزن المريض أكثر من 150 كيلوغرام).
* التهاب الملتحمة (العيون) الناتج عن عدوى السيلان: جرعة منفردة من سيفوترايوكسون 1 غرام.
* التهاب المفاصل البكتيري الناتج عن عدوى السيلان المنتشرة: جرعة يومية من سيفوترايوكسون 1 غرام لمدة يومين يتلوها استخدام مضاد حيوي آخر لمدة 7 أيام (يُحدد حسب اختبار المزرعة).
يمكن استبدال سيفوترايوكسون بمضادات أخرى من عائلة السيفالوسبورينات مثل سيفوتاكسيم أو سيفتيزوكسيم، أو بمضادات حيوية من مجموعات دوائية أخرى مثل جنتاميسين مع أزيثرومايسين في حالات الحساسية تجاه السيفالوسبورينات.
يقدم المركز أيضًا توجيهات أخرى لعلاج الأطفال والمراهقين (الغالبية العظمى من المصابين بالسيلان ضمن هذه الفئة العمرية هم من ضحايا الاعتداءات الجنسية)<ref>[https://www.cdc.gov/std/treatment-guidelines/gonorrhea-children.htm Gonococcal Infections Among Infants and Children]</ref> والرضع حديثو الولادة (المصابون بسبب انتقال المرض من الأم خلال الولادة)<ref>[https://www.cdc.gov/std/treatment-guidelines/gonorrhea-neonates.htm Gonococcal Infections Among Neonates]</ref>:
* عدوى السيلان غير المعقدة أو الصامتة (بدون أعراض) عند الرضع وحديثي الولادة، والأطفال الذين يزنون أقل من 45 كيلوغرام: جرعة منفردة عبر الورد أو العضل من سيفوترايوكسون بقدر 25 ملغم لكل كيلوغرام من وزن الطفل على ألا تتعدى الجرعة الإجمالية 250 ملغم كحد أقصى.
* عدوى السيلان غير المعقدة عند الأطفال الذين يزنون أقل من 45 كيلوغرام: يُعالجون استنادًا إلى ذات التوجيهات الإرشادية المخصصة للبالغين.
* الوقاية من عدوى الرمد الوليدي (التهاب الملتحمة ببكتيريا النيسرية البنية المنتقل خلال الولادة): جرعة منفردة من مرهم إريثرومايسين عيني Eye oint خلال ساعة واحدة من الولادة
* عدوى الرمد الوليدي: جرعة منفردة من سيفوترايوكسون بقدر 25 - 50 ملغم لكل كيلوغرام من وزن الطفل على ألا تتعدى الجرعة الإجمالية 250 ملغم كحد أقصى.
* العدوى المنتشرة للرضع حديثي الولادة: جرعة يومية من سيفوترايوكسون بقدر 25 - 50 ملغم لكل كيلوغرام من وزن الطفل لمدة أسبوع (يستمر العلاج لفترة ما بين 10 أيام إلى أسبوعين في حال ظهرت نتيجة اختبار إيجابية لإلتهاب السحايا).
* العدوى المنتشرة للأطفال الذين يزنون أقل من 45 كيلوغرام: جرعة يومية من سيفوترايوكسون بقدر 50 ملغم لكل كيلوغرام من وزن الطفل لمدة أسبوع على ألا تزيد الجرعة اليومية عن 2 غرام كحد أقصى.
* العدوى المنتشرة للأطفال الذين يزنون أكثر من 45 كيلوغرام: جرعة يومية من سيفوترايوكسون بقدر 1 غرام لمدة أسبوع.
== الجانب الثقافي والاجتماعي ==
السيلان مرض منقول جنسيًا، وهو ناتج عن عدوى لا تزال لحد الآن قابلة للعلاج على الرغم من تعقيدات مقاومة البكتيريا المسببة للمرض للمضادات الحيوية، إلا أن جزءًا كبيرًا من العبء الذي يمثله ينبع من الوصم المرتبط به باعتباره والثقل الاجتماعي الذي يُفرض على من يُصاب به.
لقد ارتبط السيلان بسلوكيات أخلاقية منحرفة، وفي بعض الثقافات انتشرت تسميات للمرض تدل على ذلك، إن كلمة clapier الفرنسية التي انتقلت إلى الإنجليزية كأحد مسميات المرض the clap كانت تستخدم للإشارة إلى بيوت الدعارة في باريس، وهي مشتقة من كلمة مستخدم في الفرنسية الوسيطة تعني "جحر الأرانب" كإشارة مجازية لنشاطها الجنسي.
لقد مثل هذا السلوك، حتى يومنا هذا، مشكلة عميقة جعلت السيطرة على هذا المرض أمرًا في غاية الصعوبة، وعلى الرغم من توافر الأدوات التي يمكن من خلالها علاج السيلان والوقاية منه والحد من انتشاره (والأهم من ذلك منع تطور مقاومته ضد المضادات الحيوية عن طريق الاكتشاف المبكر والعلاج الصحيح وقطع سلاسل العدوى) إلا أنه لا يزال أكثر [[أمراض منقولة جنسيا|الأمراض المنقولة جنسيًا]] على الإطلاق، ولا تزال مقاومته للمضادات الحيوية تتطور باستمرار، ويعود ذلك بشكل كبير إلى الوصمة الاجتماعية المحيطة بالمرض، وإلى ضعف برامج التعليم والتثقيف الجنسي في جزء كبير من الدول التي ينتشر فيها المرض. كما أن التفاوتات في المستويات الاقتصادية والاجتماعية تؤثر سلبًا على حظوظ المصابين في الحصول على الرعاية الطبية المناسبة.
=={{أمر مجندر|طالع}} كذلك==
* [[جنس آمن]]
* [[أمراض منقولة جنسيا]]
* [[واق ذكري]]
* [[واق أنثوي]]
* [[زهري]]
* [[كلاميديا]]
* [[ثآليل تناسلية]]
* [[وثيقة:الواقي الذكري.. ليه لأ؟]]
==مصادر==