إن كانت العبرة بالنهاية، فإن الفيلم تقدمي ويدعو لتشاركية بين الرجال والنساء في الصورة الختامية التي تقوم فيها "عصمت" (شادية) و"حسين" (صلاح ذو الفقار) بدفع السيارة سويا. لكن الفيلم لم يقدم حلا حقيقيا لغيرة الرجال من نجاح النساء؛ فعلى الرغم من كلام "حسين" في أول الفيلم عن أنه سعيد للغاية بمنصب زوجته الجديد إلا أن أفعاله باقي الفيلم؛ بداية من إصراره على عدم إعلان كونهما متزوجين مرورا بسخريته منها إلى ثوراته المتكررة عليها لأنها مقصرة في "واجباتها" المنزلية، تقف عكس ما قال.
+
+
+
كما أن أدوار النساء الأخريات ليست نسوية بالضرورة؛ فهناك المهندسة "عايدة" (كاريمان) التي ترى أن منصب مدير عام لا يليق بالنساء، لأن المرأة في منصب مديرة تكون "دمها تقيل قوي"، بالإضافة إلى أنها تصدر طوال الوقت تعليقات غيورة ومتهكمة من "عصمت". هناك أيضا شخصية الصديقة التي تظهر في أول الفيلم فقط وتعرب عن فرحتها "كأني أنا اللي اترقيت" ولكنها تبالغ جدا في الإعراب عن فرحتها حتى نتأكد أنها ربما ليست فرحانة بالقدر الذي تدعيه. هناك أيضا دور عاملة المنزل "نبيلة السيد" التي لا يتجاوز دورها بعض عبارات عن وظيفتها. وفي النهاية هناك موظفة بالمصلحة التي تنتقل إليها "عصمت" تعرب بها عن فخرها أن رئيستها في العمل امرأة.
+
+
+
على هامش الأحداث الرئيسية، نجد الكثير من التعليقات من شخصيات مختلفة تعبر عن آراء المجتمع في مسألة تولي النساء مناصب إدارية فنجد الوكيل الحنبلي (شفيق نور الدين) الذي يطوف حوله الساعي بالقبقاب حتى يعيد الوضوء في كل مرة تمس المديرة يده، ولكن نراه في آخر الفيلم يتبنى وجهة نظر فقهية أخرى. ونرى الموظف (عادل إمام) الذي يتسائل كيف نكون قوامين على النساء ونتلقى أوامر من نساء، ولكنه سرعان ما يقرأ حتى يعرف كيف يتعامل معها ورغم بعض المضايقات التي يصدرها إلا أنها دائما ما تعامله بصرامة ثم تهديه بالنهاية كتابا عن الإنتاج والتقدم. كما نرى بعض التعليقات مثل أن "الحريم حظها كويس" الذي يقوله "حسين" في البداية ولكن "عصمت" ترد عليه بحزم.
+
+
+
ولكن بالنهاية نجد بداية جديدة تضم عصمت وحسين في مكان جديد بعد أن علم خطأه بثورته عليها. ويظل الفيلم برغم بعض التعليقات والشخصيات غير النسوية به أفضل كثيرا من أفلام أخرى ربما جاءت بعده بعشرات السنين ولكنها تطرح أفكارا وشخصيات أقل تقدمية.