وثيقة:سوريات عند الحدود - الهامش كعالم موازي
محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.
تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.
"ملخص ورقة" is not in the list (أطروحة أكاديمية, إعلان مبادئ, بيان, تدوينة, تقرير صحفي, تقرير, حوار صحفي, خبر, دليل تدريبي, رسالة, ...) of allowed values for the "نوع الوثيقة" property.
تأليف | شيرين أبو النجا |
---|---|
تحرير | غير معيّن |
المصدر | المجلس العربي للعلوم الاجتماعية |
اللغة | العربية |
تاريخ النشر | |
مسار الاسترجاع | https://drive.google.com/open?id=1wgNbQXNxHy4E-5TdopJUfu8pVED6O0Al
|
تاريخ الاسترجاع |
|
هذه الوثيقة هي ملخص لورقة بحثية شاركت بها شيرين أبو النجا في جلسة المجال والمكان والهويات الجندرية في أبريل/نيسان 2019.
الاسم: شيرين أبو النجا
البلد: مصر
الارتباط المؤسسي: جامعة القاهرة
عنوان الملخص: سوريات عند الحدود: الهامش كوطن أبوي متخيل
عندما يتعلق الأمر بالنساء في خضم الصراعات المسلحة التي تستدعي الهروب، لا يُمثل فعل عبور الحدود الاشكالية الأساسية كما قد يتبادر إلى الذهن. فالحدود ذاتها والمنطقة الواقعة في كنفها تتجاوزان الدلالة الجغرافية لتتحول إلى حواجز طبقية ونفسية واجتماعية تتسم بالصرامة والعلانية والمباشرة، وهو ما يجعل الوصول إلى الحدود- برًا أو بحرًا- بمثابة فجيعة تحتاج إلى العلاج والتأهيل النفسي. يتأكد ذلك عبر ازدياد عدد الشهادات التي تقدمها النساء اللواتي خضن هذه التجربة، إذ تظهر الانتهاكات الجنسية والاغتصاب وزواج الأطفال والابتزاز. يتناول هذا البحث الصراع الذي تخوضه النساء السوريات عند وصولهن إلى المنطقة الحدودية التي تتكاثر فيها المخيمات. فهذه النقطة ليست نهاية المطاف بل هي تعني الاشتباك مع أنظمة أبوية بامتياز كانت خاضعة لنظام أقوى منها. بمعنى آخر، لا يبدأ الصراع حول إرساء علاقات الجندر من فراغ. فقد كان كامنًا من قبل الوصول إلى المخيمات لكن فضاء المخيم/الوطن المتخيل سمح له بالظهور الكامل، وهو ما يجعل الحدود بمثابة فضاء يُعاد فيه تشكيل علاقات الجندر بشكل يؤدي إلى إهدار أية مكاسب حصلت عليها النساء من قبل.
تصارع النساء في تجربة العبور أو محاولة العبور منذ البداية. فالنساء يغادرن هربًا من القمع الفاشي للنظام السياسي والجماعات الأصولية المسلحة. ثانيًا وبمجرد بداية الرحلة، تبدأ النساء في مواجهة علاقات قوى تُعيد إنتاج نظام أبوي ذكوري كلاسيكي، فتتضاعف قسوة الحدود الجغرافية والمخيمات عندما تتحول النساء مرة أخرى إلى جسد أو سلعة ويتم تشييء الذات النسوية بفعل سلطة ذكورية ترى في السيطرة على النساء تعويضًا عن وطن تفتت وتشرذم. بمعنى آخر، يتحول جسد المرأة إلى بديلًا عن جسد الوطن. من هنا، تظهر المفارقة المأساوية: فالحدود التي تُعد جزءًا من الهامش تتحول إلى عالم مواز تحكمه قوانين وأعراف صارمة، وكأن الهامش الحدودي هو المكان الذي تُعيد فيه السلطة الأبوية المجتمعية تأكيد ذكورتها المتفوقة على النساء في مقابل السلطة العسكرية للنظام. بالرغم من النظرة العامة للبقاء عند الحدود بوصفها مسألة موقتة (وأحيانًا ما تكون هكذا)، إلا أن السلطة سرعان ما ترسي قواعدها في هذا الحيز عبر إعادة تشييد حدود صارمة بين الشخصي والسياسي. إلا أن النساء في كتاباتهن عن هذه التجربة يؤكدن أن الشخصي والاجتماعي هما أيضًا السياسي. في حين تصارع النساء ضد النظام في الداخل، تعود لتصارع ثانية ضد نظام جديد على الحدود، وهو صراع لا يلقى مساندة بوصفه ثانويًّا في ظل ما هو أهم وأكبر (على غرار النموذج الجزائري).
تسعى الورقة إلى إلقاء الضوء على آليات وجدلية وبنية الصراع الذي تخوضه النساء السوريات في منطقة الحدود من خلال تقديم قراءة ثقافية نسوية لبعض الروايات النسائية السورية لكاتبات معاصرات (ديما ونوس، شهلا العجيلي، لينا هويان حسن) وأيضًا مجموعة من الشهادات المُوثقة (باللغتين الإنجليزية والعربية) التي تعرض لتجارب حية من أرض الواقع ومنشورة على مواقع المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة وهيومان رايتس ووتش. بهذه القراءة التحليلية من منظور جندري، يُمكن فهم أبعاد العلاقة بين الحدود والعلاقات الجندرية ومدى تحول الحدود إلى فضاء يعمل على إحداث تغييرًا جذريًا بعيد الأمد في الهوية الجندرية قد يكون عابرًا للحدود، أي أن ما يحدث عند الحدود من صراع غالبًا ما يؤطر حياة النساء سلبًا خلف الحدود.