وثيقة:مدخل إلى الهوية الجندرية
محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.
تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.
تأليف | مايا أنور |
---|---|
تحرير | غير معيّن |
المصدر | ترانسات |
اللغة | العربية |
تاريخ النشر | |
مسار الاسترجاع | https://transatsite.com/2017/11/17/مدخل-إلى-الهوية-الجندرية/
|
تاريخ الاسترجاع | |
نسخة أرشيفية | http://archive.fo/EgQV7
|
قد توجد وثائق أخرى مصدرها ترانسات
في الأعوام القليلة الماضية، شهد عالمنا العربي ازدياداً في الحديث عن مواضيع كانت تعتبر من التابوهات التي يتجنب المعظم الخوض فيها، حيث أصبحت كلمات مثل “الجندر” و “الهوية الجنسية”تتردد كثيراً في الوسط الإعلامي، الأمر الذي انعكس بشكل طردي على مواقع التواصل الإجتماعي، ولكن للأسف، كان الجهل هو السمة التي صبغت التطرق لهذه المواضيع، فاختلط الأمر على العامة، وكانت النتيجة تزايد الكراهية والعنف تجاه فئة لا ذنب لها سوى الحاجة لأن تحيا بسلام ضمن الهوية التي تنتمي إليها. فماذا يعني مصطلح الجندر؟ وبماذا يختلف عن الجنس؟ وما هي الهوية الجنسية؟ أو بالأحرى، ما هي الهويات الجنسية؟ وما الفرق بينها وبين الميول الجنسية؟
الجنس والجندر
أوردت الموسوعة البريطانية مصطلح الجندر معرفةً إياه بأنه “شعور الإنسان بنفسِه كذَكَر أو أنثى بغض النظر عن جنسه البيولوجي، فعند الأغلبية من الناس يكون هناك توافق بين الهوية الجندرية والتركيب البيولوجي للجسم، ولكن هناك حالاتٌ لا يرتبط فيها شعور الإنسان بخصائصه العضوية، ولا يكون هناك توافُق بين الصِّفات العضوية وهُويته الجندرية، إنَّ الهُوية الجندرية ليستْ ثابتة بالولادة؛ بل تؤثِّر فيها العوامل النفسية والاجتماعية بتشكيل نواة الهُوية الجندرية، وتتغيَّر وتتوسع بتأثير العوامل الاجتماعية، كلما نما الطفل.”
كما عرَّفت منظمة الصحة العالمية(الجندر) بأنه المصطلح الذي يُفيد استعماله وصفَ الخصائص التي يحملها الرجل والمرأة كصِفات مركبة اجتماعية، لا علاقة لها بالاختلافات العُضوية
مما سبق، يتضح لنا وجود مصطلحين أساسيين لتحديد الهوية الجنسية/الجندرية ، فلدينا مصطلح (الجنس)، وهو التركيب البيولوجي للجسم متمثلاً بالخصائص العضوية والتي تكون ذكرية أو أنثوية، وذلك بدءاً من الكروموسومات والتركيب الهرموني وانتهاءاً بشكل الجسم والأعضاء التناسلية. أما المصطلح الثاني فهو (الجندر)، وهو الذي يدل على إدراك الإنسان لذاته ولأي جنس ينتمي بناءاً على الأدوار المنوطة مجتمعياً لكلا النوعين، الرجل والمرأة، ويعتمد تحديده على العامل النفسي بشكل أساسي، بالإضافة للعوامل الإجتماعية المختلفة
يكون الجنس والجندرمتوافقين عند أغلب الأفراد، بمعنى أن الذكر بيولوجياً هو رجل حسب شعوره الداخلي، والأنثى بيولوجياً هي إمرأة حسب إدراكها الداخلي لذاتها، ولكن في بعض الحالات يولد الإنسان ولديه تعارض بين جنسه البيولوجي والجندر الذي يشعر بإنتمائه إليه، فتكون هويته الجندرية مختلفه عن خصائصه البيولوجية.
الهويات الجنسية/الجندرية
منذ بدء البشرية، اعتمد الإنسان تصنيفاً مبنياً على الثنائية الجنسية، الذكر والأنثى، ولترسيخ هذه الثنائية، قام بخلق ثنائية جندرية هي الرجل والمرأة، فهل يمكننا التسليم بهذا التصنيف؟
يجيب العلم عن هذا التساؤل بالنفي المطلق، فعلى الرغم من أن الأغلبية العظمى من الناس يولدون ذكوراً أوإناثاً، إلا أن هناك نسبة ضئيلة من البشر يولدون بخصائص عضوية مشتركة بين الجنسين، وهم من يطلق عليهم الإنترسكس (Intersex)، أو الجنس البيني. تختلف حالات الجنس البيني فيما بينها، فقد يولد البعض بأعضاء مشوهة أو مزدوجة، وهناك حالات اخرى تكون الأعضاء فيها سليمة ولكن التركيب الكروموسومي يختلف عن كلا التركيبين الذكري والأنثوي، فمن المعروف أن الكروموسومات عند الذكر تكون (XY)، وعند الأنثى (XX)، أما في بعض حالات الإنترسكس تكون الصبغة الكروموسومية (XXY)، وفي حالات أخرى قد يكون المظهر الخارجي والعضوي أنثوي بينما تكون الكروموسومات (XY)
أما من الناحية النفسية، تظهر لدينا هويات جندرية متعددة تندرج تحت هويتين رئيسيتن، منسجم النوع الجندري وغير منسم النوع الجندري، ويشمل المصطلح الأخير عدة أنواع من الهويات الجندرية.حسب كتاب “عدة تعليم مغايري النوع الجندري” والذي إشترك في كتابته كل من “إيلي آر. غرين” من مركز الدراسات الخاصة بسلوك الإنسان الجنسي لدى جامعة وايدنر بولاية بنسلفانيا الأمريكية، و”لوكا ماورر” من مركز تعليم المثليين والمثليات ومزدوجي الميول الجنسية ومغايري الجنس” لدى جامعة إثاكا بولاية نيوورك، يمكن تصنيف الهويات الجندرية كما يلي
منسجم النوع الجندري (Cisgender)
هو الشخص الذي يكون لديه تطابق بين هويته الجندرية وجنسه البيولوجي
غير منسجم النوع الجندري (Transgender)
هو الشخص الذي لا تتطابق هويته الجندرية مع جنسه البيولوجي.هناك عدة هويات يمكن ادراجها تحت هذا المصطلح، بالإضافة إلى أنه يستعمل للتعريف عن الأشخاص العابرين للنوع الإجتماعي، وهم الذين يسعون للعيش بالجندر الذي يشعرون بالنتماء له دون الخضوع للعمليات الجراحية أو التدخل الهرموني. أما الهويات الأخرى التي تندرج تحت هذا المصطلح هي
عابر النوع الجنسي (Transsexual)
مصطلح يطلق على الشخص الغير منسجم للنوع الجندري والذي خضع أو يحتاج للخضوع لعمليات تدخل هرموني وجراحي ليجعل جسمه متوافقاً مع هويته الجندرية، حيث يؤدي العلاج الهرموني والعمليات الجراحية إلى تغيير الخصائص البيولوجية من الجنس الذي تم تشخيصه عند الولادة إلى الجنس الذي يشعر هذا الشخص بالإنتماء إليه، فتكون بذلك عملية العبور الجنسي
معدوم الهوية الجندرية (Agender)
الشخص الذي لا يعرّف عن نفسه على أنه يمتلك هوية جندرية يمكن تصنيفها على أنها رجل أو إمرأة، أو يعرّف نفسه بأنه لا يمتلك هوية جنسية
ثنائي الهوية الجندرية (Bigender)
مصطلح يصف الشخص الذي يمتلك كلتا الهويتين الجندريتين (رجل وإمرأة) في آن واحد.
مرن الهوية الجندرية (Genderfluid)
الشخص الذي تتبدل هويته الجندرية بين كلا النوعين، الرجل والمرأة
حر الهوية الجندرية (Genderqueer)
هو الشخص الذي لا تتمثل هويته الجنسية في كونه رجلاً ولا إمرأة، أو أنه شخص بين النوعين أو خارج نطاقهما، أو أنه يجمع بين كلا النوعين
لا منتمي للثنائية الجنسية/الجندرية (Non-Binary)
هو الشخص الذي لا يشعر بالإنتماء إلى أي من قطبي الثنائية الجنسية/الجندرية، فلا يشعر بنفسه كذكر/رجل ولا أنثى/إمرأة، ويمكن اعتبار أن كل من معدوم الهوية الجندرية (Agender)، ثنائي الهوية الجندرية (Bigender)، مرن الهوية الجندرية (Genderfluid) وحر الهوية الجندرية (Genderqueer) هويات غير منتمية للثنائية الجنسية/الجندرية (Non-binary)
الميول الجنسية والهوية الجنسية/الجندرية
يكثر الخلط بين الميل الجنسي والهوية الجنسية/الجندرية، فمعظم الناس يعتقدون أن الهوية الجندرية تعتمد بشكل أساسي على ميول الشخص الجنسية، أو أن الشخص يسعى لعملية العبور الجنسي لأهداف تتعلق بميوله الجنسية، وهذا خطأ شائع، حيث يعاني أصحاب هذه الفئة مما يسمى بعدم الرضى عن النوع الجنسي (Gender Dysphoria)، فيكون التدخل الجراحي والهرموني هو السبيل الوحيد لحل هذه المشكلة.
أما الميول الجنسية فهي شعور المرء بالانجذاب نحو أشخاص آخرين، فقد يكون المرء منجذباً إلى أشخاص من الجنس الآخر (مغاير –Heterosexual) أو لأاشخاص من نفس الجنس (مثلي –Homosexual) أو كلا الجنسين (مزدوج الميول الجنسية –Bisexual)، أو أنه ينجذب إلى الآخرين من دون أي إعتبار للجنس (Pansexual). وبعض الناس لا يشعر بأي انجذاب جنسي نحو أي شخص (Asexual).
إن الميل الجنسي هو (شعور خارجي) يتعلق بانجذاب المرء نحو الآخرين، في حين أن الهوية الجندرية هي (شعور داخلي) يتعلق بالاحساس الراسخ داخل المرء بنفسه وإدراكه لذاته وللنوع الذي ينتمي إليه. باختصار شديد، الميل الجنسي يصف علاقة الإنسان مع الآخرين، بينما تصف الهوية الجندرية علاقة الإنسان مع نفسه وجسده.
المصادر
- “استكشاف الهوية الجنسية”، مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية، عدد يناير 2017