اغتصاب وقتل شيماء سعدو في الجزائر في 2020
شيماء سعدو فتاة جزائرية تبلغ من العمر 19 سنة عثر على رفات جثتها في محطة وقود مهجورة يوم 2020-10-04 في مدينة الثنية بولاية بومرداس الجزائرية بعد اغتصابها وحرقها حتى الموت. [1]
تفاصيل القضية
تعود قضية شيماء ليوم الأحد 4 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أين عثر على جثتها متفحمة في محطة وقود مهجورة، وكشفت الخبرة الطبية التي عاينت جثة المغدورة شيماء، أن هناك كدمات وجرحا كبيرا على فخذها الأيسر، ومؤخرة رأسها، كما كان بعض من شعرها ملقى أمام الجثة وبينت أن الضحية تم اغتصابها قبل أن تعذب وتحرق حتى الموت.
وقد اختطفت شيماء بالقرب من مكان سكنها بعد تلقيها مجموعة من التهديدات الهاتفية من القاتل الذي سبق للضحية أن تقدمت بشكوى ضده بتهمة الاغتصاب عام 2016، حين كانت تبلغ من العمر 14 عاما فقط، لكن السلطات الجزائرية تجاهلت بلاغها، إلى أن عاد المجرم إلى فعلته وقام باختطاف شيماء من أمام بيتها مستخدما السلاح الأبيض واغتصبها، ثم أحرق جثتها، وفر هاربا. وأعلن وكيل الجمهورية، لدى محكمة بومرداس في ندوة صحيفة أن المتهم كان قد تقدم في صباح يوم 2 أكتوبر ببلاغ كاذب لمصالح الدرك يفيد فيه بأن مجهولين أحرقوا فتاة في محطة البنزين المهجورة، أثناء غيابه لإحضار بعض الطعام. وختم حديثه بأن المتهم اعترف باختطاف واغتصاب وقتل شيماء, وقرر قاضي التحقيق بناء على ذلك إيداعه الحبس المؤقت بتهم الاغتصاب والقتل مع سبق الإصرار والترصد والتنكيل والتعذيب والأفعال الوحشية.
ردود الفعل والتضامن
ظهرت أم الضحية شيماء في فيديو نُشر في مواقع التواصل الاجتماعي تحكي فيه عن ماحدث مع ابنتها وتطالب بالتضامن مع قضيتها والمطالبة بالعدالة لها، وقالت الأم أنها المجرم هو صديق للعائلة، وقد سبق لها أن تقدمت بشكوى ضده قبل سنوات بتهمة الاعتداء على ابنتها شيماء. [2] حشدت قضية مقتل شيماء دعماً شعبيا ونسويا واسعاً في الجزائر وأطلقت وسوم "العدالة لشيماء" و "أنا شيماء" للتعبير عن التضامن وضرورة تحقيق العدالة للضحية.
كما أطلقت منظمات ومجموعات نسوية دعوات للاعتصامات والتظاهرات من أجل العدالة لشيماء، حيث دعى التجمع الحر والمستقل لنساء بجاية إلى التظاهر يوم الخميس 8 تشرين الأول/أكتوبر في بجاية، في شمال شرق الجزائر. وامتد التضامن إلى مدن أخرى كوهران وقسنطينة وتيزي وزو وفي الجزائر العاصمة وفي المهجر، ونظم تجمع النساء الجزائريات من أجل التغيير للمساواة تظاهرة أمام الكلية المركزية "للتنديد بالجرائم البشعة بحق شيماء وإكرام وأميرة وأسماء ورزيقة و40 امرأة (ضحية جريمة قتل) عام 2020". [3] [4]
رفعت المتظاهرات شعارات “أوقفوا العنف ضد النساء وجرائم قتل النساء”، وانتقدن سياسات النظام الجزائري في التعامل مع العنف ضد النساء فالحكومة في نظرهن لا توفّر ملاذا أو آليات لحماية الضحايا من معذبيهم، وتطلب من النساء مسامحة المعتدي عليهن، إن كان أحد أفراد العائلة. ونددت الوقفة أيضا بإهمال الشرطة والسلطات الأمنية لبلاغات وشكاوى الضحايا، مشيرة إلى أن “شيماء سعدو” كانت الضحية الاربعون خلال العام الحالي، ولم تستطع منظومة القضاء والشرطة حمایتها رغم تقديمها لبلاغ ضد الجاني الذي اعتدى عليها قبل أن يقوم بقتلها بعد ذلك.
شيماء لم تكن الضحية الوحيدة لجرائم قتل النساء الممنهجة في هذا العام في الجزائر فقد بينت مجموعة "فيميسيد ألجيريا" التي تتبع مثل هذه القضايا، أنه منذ بداية العام في الجزائر، قتلت 40 امرأة بسبب هويتهن الجندرية، وكانت "مراكز الإحصاء الخاص بالعنف الأسري قد سجلت عام 2016 مقتل خمس عشرة فتاة، وعام 2018 وثقت 23 حالة، وبلغ عدد جرائم قتل في 2020 ل 40 حالة قتل قبل نهاية السنة. وحسب نفس المصدر فإن 80 في المئة من النساء اللواتي قُتلن كنَّ قد تقدمن بشكوى في مراكز الشرطة إلا أنها تجاهلت بلاغاتهن. [5]
مراجع
https://www.bbc.com/arabic/world-54396938
https://feminicides-dz.com/?fbclid=IwAR3TH3arq8L4gVbKTORBB77nX2lGYvHvBtR6lK-L1tYH4q2KdZ2LVGhUEIc