صحة إنجابية

(بالتحويل من الصحة الإنجابية)

الصحة الإنجابية هي حق أساسي من حقوق الإنسان يشمل الإناث والذكور على السواء، وهي محاولة الوصول إلى حالة من السلامة الجسدية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية في جميع الجوانب المتعلقة بقدرة الأفراد على الإنجاب وحقهم في بيئة آمنة تضمن لهم القدرة على اتخاذ قرارات حرة ومسؤولة ومبنية على معرفة شاملة بدون أي تأثير خارجي، وتضمن لهم كذلك وصولًا إلى رعاية صحية ملائمة وشاملة خلال فترات الحمل والولادة وما بعدها، مع التركيز على توفير خدمات تنظيم الأسرة والتغذية السليمة والرعاية الطبية المباشرة لسلامة صحة الأم والجنين. ترتبط الصحة الإنجابية بسياسات وطنية حكومية تضمن وجود القوانين والتشريعات التي تؤمن حقوق الأفراد في صحة إنجابية متكاملة. ويربطها البعض بالصحة الجنسية. (بالإنجليزية: Reproductive health)

كما يجب أن تصل خدمات الصحة الإنجابية إلى الفئات المهمشة، مثل اللاجئين/ات والنازحين/ات الذين يصعب الوصول اليهم أو الأفراد الذين يعيشون في مناطق ينقصها الخدمات. ويتعين في هذه الأوضاع توفير بدائل تهدف إلى توفير معلومات وخدمات الصحة الجنسية والإنجابية مثل العيادات المتنقلة والزيارات الدورية وجهود الحشد والمناصرة بهدف تسليط الضوء والضغط لتوفير هذه الخدمات في تلك المناطق.

التعريف

تعرف منظمة الصحة العالمية (WHO) الصحة الإنجابية على أنها

"الوصول إلى حالة من اكتمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية في الأمور ذات العلاقة بوظائف الجهاز التناسلي وعملياته وليس فقط الخلو من الأمراض والإعاقة وهي تعد جزء أساسي من الصحة العامة تعكس المستوى الصحي للرجل والمرأة في سن الإنجاب."

بينما تعرفها اختيار على أنها

"حق كل شخص في التمتع بالرفاهية الجسدية والعقلية والاجتماعية، وتتضمن خدمات رعاية الصحة الإنجابية، وجلسات المشورة الطبية، وتوفير مقدمي خدمات طبية مدربين بتكلفة اقتصادية مدعمة لاستقبال ودعم قرار الفرد في الإنجاب من عدمه.

وترتبط الصحة الانجابية ارتباطًا وثيقًا بمفهوم الحقوق الإنجابية والتي تعني حسب تعريف منظمة الصحة العالمية:

"الحق الأساسي لجميع الأزواج والأفراد في أن يقرروا بحرية ومسؤولية عدد وتباعد وتوقيت أطفالهم وأن تكون لديهم المعلومات والوسائل اللازمة لذلك، والحق في بلوغ أعلى مستوى من الحياة الجنسية والصحة الإنجابية. وهي تشمل أيضًأ حق الجميع في اتخاذ القرارات المتعلقة بالإنجاب دون تمييز أز إكراه أو عنف. تشمل حقوق الإنجاب بعض أو كل ما يلي: الحق في قانونية أو أمنية عمليات الإجهاض، والحق في تحديد النسل، والحق في الوصول الى نوعية عالية من الصحة الإنجابية والرعاية الإنجابية.


من هي الفئات المستهدفة بالصحة الإنجابية؟

تستهدف تدخلات الصحة الإنجابية المرأة والرجل في سن الانجاب وذلك بهدف رفع المستوى الصحي لهما. كما تستهدف المراهقين/ات والشباب بهدف رفع وعيهم حول الأخطار والأمراض التي يمكن أن تهدد صحتهم حاليًا وفي المستقبل وكيفية تحمل مسؤولية صحتهم ليتمكنوا من تأسيس أسر صحية. كما تستهدف النساء ما بعد انقطاع الدورة الشهرية للوقاية من الأمراض المرتبطة بهذه المرحلة والكشف المبكر عنها وعلاجها، والاهتمام بالأمهات أثناء فترة الحمل وتسمى هذه المرحلة مرحلة رعاية ما قبل الولادة (Prenatal Care) ورعاية الأطفال المواليد في فترة النفاس وتسمى هذه المرحلة مرحلة رعاية ما بعد الولادة (Postnatal Care)


على ماذا تشتمل الصحة الإنجابية؟

  • توفير خدمات صحية جيدة لرعاية الأم أثناء الحمل والولادة والنفاس.
  • توفير خدمات تنظيم الأسرة مبنية على احتياجات المجتمع بحيث يتوفر كافة خيارات وسائل منع الحمل للمستفيدات مع تقديم الاستشارات المبدئية اللازمة.
  • الكشف المبكر والإحالة والعلاج للأمراض ذات العلاقة بالإنجاب كالسرطانات التي تصيب المرأة والرجل.
  • الفحص الطبي قبل الزواج.
  • الوقاية والمعالجة من أمراض ما بعد سن الإنجاب.
  • صحة المراهقين.
  • التثقيف والإعلان عن كافة خدمات الصحة الإنجابية.
  • خدمات التوليد الطارئ والآمن والتي تقلل من عدد النساء اللواتي قد يفقدن حياتهنّ أثناء الولادة أو بعدها، ويضمن حياة صحية للأمهات وأطفالهنّ.


لماذا الاهتمام بالصحة الانجابية للمرأة والرجل؟

الأشخاص الذين يتمتعون بصحة إنجابية جيدة، قادرين/ات على التمتع بحياة جنسية مرضية وآمنة ولديهم القدرة أيضاً على الإنجاب وحرية تقرير متى وكيف وعدد المرات التي يريدون فيها القيام بذلك أو عدم القيام بذلك.

وتتأُثر الصحة الإنجابية وتؤثر في حالة المجتمع الاجتماعية والثقافية والاقتصادية سلبًا وايجابًا، حيث تتأثر سلباً بانتشار الأمية والبطالة، وبتقاليد المجتمع وعاداته ومعتقداته وقيمه. كما تتأثر بالبيئة الأسرية والعلاقات المتشابكة بين أفرادها. اضافة الى ذلك تؤثر السلوكيات ذات العلاقة بالزواج والإنجاب وتكوين الأسرة والمرتبطة بعوامل ثقافية وبيولوجية ونفسية واجتماعية في الصحة الانجابية للرجل والمرأة.

وعلى صعيد المراهقين والشباب، يعتبر الاهتمام بقضايا الصحة الانجابية لهذه الفئة شكل من أشكال الوقاية، حيث تعمل التدخلات المتعلقة بالصحة الانجابية على زيادة الوعي حول صحة الأم، وتنظيم الأسرة، وتداعيات العنف الجنسي، وختان الإناث، والأمراض المنقولة جنسياً، وفيروس نقص المناعة المكتسبة (إيدز).

نهج منظمة الصحة العالمية في تعزيز سياسات وبرامج الصحة الإنجابية

هو نهج يتكون من ثلاث مراحل يهدف الى مساعدة البلدان على تقييم احتياجاتها وأولوياتها من الصحة الإنجابية وسياساتها لتلبية احتياجات الصحة الانجابية وتوسيع نطاق التدخلات الناجحة في هذا المجال. وهو نهج يدمج بين مفاهيم الصحة العامة والعلوم الاجتماعية والشؤون الإدارية كما يلي:

  • تنفيذ النهج على مراحل تشمل أنشطة تقييم وتوثيق للتجارب الرائدة وتوسيع نطاقها.
  • وضع إطار خاص بالنظم يبرز العوامل ذات الصلة من عملية اتخاذ القرارات بشأن تقديم خدمات مناسبة.
  • التركيز على تحسين سبل الحصول بالتساوي على خدمات رعاية عالية الجودة تتمحور حول الفرد وتلبي احتياجات المجتمع.


طالع/ي كذلك

المصادر