اليوم العالمي للإجهاض الآمن
اليوم العالمي للإجهاض الآمن (بالإنجليزية: International Safe Abortion Day) هو يوم 28 سبتمبر، وهو إحتفال سنوي منذ عام 1990، لكنه غير معترف به في الأمم المتحدة حتى اليوم.
نبذة تاريخية
أطلقت حركة "صحة النساء" اليوم العالمى للإجهاض الآمن عام 1990 من أجل المطالبة بإلغاء تجريم الإجهاض، ومن يومها تحتفل بهذا اليوم العديد من المنظمات الحقوقية والنسوية حول العالم. ويشار إلى أن القانون المصرى يعتبر الإجهاض واحدًا من جرائم الاعتداء على الحق فى الحياة ووفقًا للمواد 260 و261 و262 و263 من قانون العقوبات فإن الإجهاض يعتبر جنحة وقد تتحول لجناية عقوبتها الحبس لمدة تتراوح من 24 ساعة إلى 3 سنوات وقد تصل إلى السجن المشدد.
ووفقًا للمادة 262 فإن الطبيب أو الصيدلى أو الجراح الذى يجرى عملية الإجهاض أو يعطى المرأة أدوية تساعد عليه، دون دواعى طبية تصل عقوبته للسجن المشدد.
مبادرات مصرية
طالبت كل من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية وتحالف ريسرج النسوي لدعم الحقوق والصحة الجنسية والإنجابية الحكومة المصريةَ بتعديل مواد القانون الخاصة بالإجهاض القصدي والتوقيع والتصديق على بروتوكول حقوق المرأة في أفريقيا الملحق بالميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب (المعروف ببروتوكول موباتو)، والذي يضمن من خلال الفقرة ج من المادة i14 الخاصة بالحقوق الصحية والإنجابية حقَّ النساء في الوصول إلى الإجهاض الدوائي الآمن في الحالات التي يُشكِّل فيها استمرار الحمل خطرًا على صحتها أو حياتها أو في الحالات التي ينتج فيها الحمل عن اغتصاب أو اغتصاب محارم.
تقارير و شهادات تم نشرها في هذا اليوم
تجارب نساء لم يتسطعن الوصول إلي خدمات الإجهاض الآمن، نشرتها المبادرة المصرية للحقوق الشخصية:
نورا - 29 سنة - امرأة مقيمة في الشارع
كان عندي 15 سنة لمَّا اِغتُصِبت في الشارع وعرفت إني حامل عن طريق الناس إللي شغَّالين في واحدة من الجمعيات النهارية إللي بروحها، زمايلي _البنات إللي معايا في الشارع يعني_ نصحوني أشرب بيبسي مغلي، الموضوع مكلفنيش غير تمن إزازة البيبسي، وجالي نزيف بعدها، كنت حاسَّة طبعًا إن فيه خطر على صحتي وكنت عارفة إني ممكن أتسجن، بس أعمل إيه يعني؟
ن. ع. صاحبة منصب إداري في أحد المؤسسات التي تعمل مع اللاجئات :
إحنا بيجيلنا عشرات اللاجئات الحوامل نتيجة اغتصاب، طبعًا لو اتكلمنا عن اللاجئات المغتَصَبات إللي بيجولنا هنقول: مئات. بس حالات الحمل المرتبطة بالاغتصاب عشرات. أغلب المساعدات إللي بنقدمها لهم عشان نساعدهم يجهضوا بتبقى طبعًا مساعدات غير رسمية عشان القانون ما بيسمحش بالإجهاض، فبنخاف على شغلنا وعلى الدكاترة إللي بنتعامل معاهم، الحاجة الحزينة إن أغلب حالات الحمل إللي نتيجة اغتصاب بتحصل للاجئات سنهم صغير (16-17 سنة) والصدمة أو الوصم أو الجهل بتخليهم يتكلموا متأخر عن إللي حصل لهم _بعد 4 أشهر أو أكثر من الحمل_ وممكن إحنا نَفسِنا إللي نكتشف الحمل متأخر جدًّا، لمَّا بطن البنت تبان، وساعتها طبعًا بيكون الإجهاض مستحيل، وكل إللي نقدر نقدمه ساعتها إننا نعمل لها فحوص طبية عشان نعرف إذا كان فيه عدوى منقولة جنسيًّا انتقلت لها نتيجة الاغتصاب أو لا. في كل الحالات إللي بتُرغم فيها اللاجئات على الاحتفاظ بالحمل الناتج عن الاغتصاب بتكون العواقب كارثية، فيه بعض اللاجئات بيرفضوا تمامًا يحتفظوا بالطفل وساعتها لازم نِدوَّر على دار رعاية ليه وده شيء صعب جدًّا، وحتى في الحالات إللي بتحتفظ فيها الستات بالطفل بيتحول الموضوع لكابوس لأن الجهات الحكومية بترفض تسجل الطفل من غير وجود أب له، ولمَّا يكون الطفل بدون مستندات ثبوتية بيتم رفض تجديد الإقامة للاجئة لإن الطفل لازم يتسجل ويتثبت على بطاقة لجوؤها والموظفين المسئولين عن تجديد الإقامة بيخافوا لَتكون اللاجئة خاطفة الطفل ده طالما مش معاه شهادة ميلاد. الحقيقة إحنا متعودين إن أغلب أسر اللاجئين بيبقى فيها طفل أو طفلين نتيجة اغتصاب...ده مش مفروض يكون عادي.
رشا - 21 سنة - مقيمة في الشارع
كان عندي 13 سنة لمَّا حملت من واحد من القادة إللي معانا في الشارع، عرفت متأخر أوي إني حامل لإني كنت صغيرة وفي الشارع ومعرفش يعني إيه حمل، قلت للأب عشان يسجله باسمه ما رضاش، أصحابي قالو لي أروح الصيدلية أجيب حبوب للإجهاض، لَمِّيت فلوس الحبوب من الشحاتة ورحت إشتريتهم من الصيدلية، أخدتهم وجالي نزيف جامد بعدها، رحت مستشفى حكومي عملوا لي تنضيف وعاملوني معاملة وحشة أوي. مكنتش أعرف ساعتها إن إللي عملته مش قانوني، أفتكر لمَّا الأب ما يكونش عايز يعترف بابنه ولمَّا البنات تكون قاعدة في الشارع زَيِّنَا من حقها تجهض.
سماح ممرضة نساء وتوليد في أحد المستشفيات
جت لنا ست وإحنا في المستشفى عندها 29 سنة وكان باين عليها أوي الضعف، وقالت لنا إنها متجوزة وجوزها كاتب محكمة وعندها 3 أطفال وحامل، وصحتها ضعيفة ومش هتستحمل الحمل الرابع ومش هتقدر تخلف الطفل الرابع، الحمل كان لِسَّه في بدايته جدًّا، الست كان عندها أنيميا وهزال، الدكتورة في الأَوِّل كانت متعاطفة معاها وعملت لها سونار ولقت فيه كيسين في الرحم، طبعًا مكانش لسه باين أي حاجة ولا أجنة ولا حاجة لإن كان أول أسابيع خالص، بس الدكتورة لما لقت كيسين قالت لها إنتي حامل في توأم وأنا مش هقدر أساعدك، وربنا أكيد هيعينك تخلفيهم ويرزقك برزقهم، الست كان شكلها يائس جدًّا وقالت لنا طب قولولي اسم الدوا إللي آخده وأنا هجيبه، فالدكتورة قالت لها مش هنقولك ولا حاجة، كل إللي ممكن تعمليه إنك تيجي كمان أسبوع ونعملك سونار تاني عشان نِطَّمِّن عالحمل، فالست راحت وما رجعتش.
ر. أ. ناشطة في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
لِسَّه مش قادرة أفتكر بالضبط الراجل الكبير في السن وعنده أمراض الدنيا، دا وصلِّي إزاي؟ جه قابلني في 2012 وهُوَّه شايل تحت دراعه ملف أوراق كتير، ومعاهم صورة فوتوغرافية لشابة في العشرين، طَلَّع الصورة وقاللي: "دي صورة بنتي" عندها إعاقة ذهنية وأمها ميتة، هُوَّه بيحاول يعتني بيها على أد مايقدر، هوه كان متجوز سِت تانية وتقريبًا كانت بتعاملها معاملة سيئة، فكانت بتخرج من البيت وتغيب بالأيام والأب يفضَل يدوَّر في الشوارع، أهل المنطقة كانوا عارفينها كويس وبيساعدوه إنها ترجع البيت وِفْ مرة من المرات رِجعِتْ البيت وهدومها مقطعة ومضروبة على وِشَّها وبتنزف، وكان واضح إنه تم الاعتداء الجنسي عليها، أبوها أخدها عَـ القسم وبعد إلحاح منه وتعنت من الضباط قِدر يعمل محضر بالواقعة وبعدها إتحولت على النيابة ومنها على الطب الشرعي إللي أثبت تعرضها لاغتصاب، المهم النيابة عملت تحرياتها وقبضوا عـ كام شخص، والبنت إتعرفت على تلاتة منهم، لكن وكيل النيابة رفض ياخد بشهادتها بسبب إعاقتها وخرجت من النيابة وتم حفظ الواقعة. الأب بعت تلغرافات لوزير الداخلية ومديرية الأمن ووزارة التضامن والنائب العام ورئاسة الوزراء والجمهورية، كان عنده إصرار وطولة بال إنه يجيب حقها، لدرجة إن فيه لواء بمديرية أمن القاهرة تعاطف مع تلغرافاته وشكواه، وفعلًاالنيابة حققت تاني في الواقعة بناءً على توصيته وتم معرفة إن من بين الجناة عدد من المخبرين التابعين لقسم الشرطة التي تتبع له الحالة وتم حفظ التحقيق مرة تانية. في الوقت ده كانت ظهرت علي البنت أعراض حمل نتيجة الاغتصاب، كانت عَدِّتْ أربع شهور، لأن طبعًا محدش عمل لها تحليل حمل أو إدَّاها موانع حمل طارئة أو عمل لها إختبارات للأمراض المنقولة جنسيًّا بعد الاغتصاب، الأب أخدها للدكتور عشان تتخلص من الحمل والدكتور رفض يجهضها، محدش وافق يعمل لها إجهاض.
بعض الأهالي اقترحوا على الأب إنه يتم إيداع الضحية في أحد المراكز المعروفة التي تقدم دعمها لتلك الحالات، وفعلًا الأب أودعها هناك حتى موعد الولادة وأنجبت طفلة. بعد الولادة وخلال فترة وجودها في المكان كان الأب بيزورها لكن كان بيلاحظ أحيانًا وجود علامات خربشة على رقبتها أو إن هدومها مقطعة وبعد الولادة البنت حكت له إن أحد الأفراد العاملين ضربها واتحرش بها أكتر من مرة، فالأب إتقدِّم بشكوى للإدارة وطلب ياخد بنته، ووعدوه بالتحقيق في الأمر. وراح يوم يزورها لِقي إن الدار حولت الضحية لمستشفى العباسية للأمراض النفسية وتم إيداع الطفلة في إحدى دور الرعاية ورفضوا يذكروا اسم الملجأ للجد رغم إنه كان صَرَّح لهم قبل كده إنه هياخد الطفلة ويسجلها باسمه في شهادة الميلاد. حاولت أساعده وصورت مقابلة فيديو معاه وصورت كل الأوراق إللي معاه وِبَعَتْ إيميلات لبعض الأصدقاء والمعارف على الإيميل والفيس بوك العاملين بمؤسسات حقوقية. بس فعليًّا مكنش فيه ولا استجابة على مدار شهور. أنا شايفة من حق الستات اللي بتتعرض لاغتصاب تقرر هي عايزة تعيش مع نتيجة الاغتصاب بقية حياتها ولا لأ.