تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
صور
سطر 13: سطر 13:  
===نظرية الانعكاس===  
 
===نظرية الانعكاس===  
 
من أوائل النظريات السينمائية النسوية هي "نظرية الانعكاس" Refelction Theory أو منهجية صور النساء، وكان أغلب مُنظراتها من الولايات المتحدة الأمريكية. ترى نظرية الانعكاس النص السينمائي على أنه انعكاسات للواقع المجتمعي. وانتقدت هذه النظرية تصوير السينما الهوليوودية السائدة للنساء، والتي لم تكن "انعكاسات"، بل "تشويهات" لحيوات النساء الواقعية، بغرض التكريس للمفاهيم والأيدلوجيات [[نظام أبوي | البطريركية]]. من أبرز المُنظرّات لهذه النظرية هن [[ماجوري روزين]] Marjorie Rosen و [[مولي هاسكل]] Molly Haskell ، وتحديدًا كتاب روزين ''فُشار فينوس'' (1973) ''Popcorn Venus'' وكتاب هاسكل ''من التبجيل إلى الاغتصاب: تصوير النساء في السينما'' (1974) ''From Reverence to Rape: The Treatment of Women in the Movies''. ركزت كلا الكاتبتين على الأعمال السينمائية الهوليوودية بوجه الخصوص، والتي أُنتجت منذ فترة السينما الصامتة وإلى سبعينيات القرن العشرين.  
 
من أوائل النظريات السينمائية النسوية هي "نظرية الانعكاس" Refelction Theory أو منهجية صور النساء، وكان أغلب مُنظراتها من الولايات المتحدة الأمريكية. ترى نظرية الانعكاس النص السينمائي على أنه انعكاسات للواقع المجتمعي. وانتقدت هذه النظرية تصوير السينما الهوليوودية السائدة للنساء، والتي لم تكن "انعكاسات"، بل "تشويهات" لحيوات النساء الواقعية، بغرض التكريس للمفاهيم والأيدلوجيات [[نظام أبوي | البطريركية]]. من أبرز المُنظرّات لهذه النظرية هن [[ماجوري روزين]] Marjorie Rosen و [[مولي هاسكل]] Molly Haskell ، وتحديدًا كتاب روزين ''فُشار فينوس'' (1973) ''Popcorn Venus'' وكتاب هاسكل ''من التبجيل إلى الاغتصاب: تصوير النساء في السينما'' (1974) ''From Reverence to Rape: The Treatment of Women in the Movies''. ركزت كلا الكاتبتين على الأعمال السينمائية الهوليوودية بوجه الخصوص، والتي أُنتجت منذ فترة السينما الصامتة وإلى سبعينيات القرن العشرين.  
 
+
[[ملف:MollyHaskell.jpg|137x247px|تصغير|يسار|مولي هاسكل (1939 -)]]
 
تجادل روزين أن تاريخ تصوير هوليوود  [[صورة جندرية نمطية | النمطي]] والسلبي  للنساء، هو جزء من المخطط الأبوي للتأثير على الجمهور النسائي ليتحولن إلى ضحايا خاضعات للنظام الأبوي. لاقت دراسة هاسكل، في الناحية الأخرى، مكانة أكثر صدارة في النظرية النسوية. فبالرغم من أن هاسكل، مثل روزين، تتبع التصوير المشوه للنساء في السينما الهوليوودية، إلا أنها لا تبني نظريتها على وجود مؤامرة ذكورية لاستخدام الصور السينمائية كوسيلة للهيمنة المجتمعية على النساء، وتحلل في المقابل مسار التصوير السينمائي للنساء، والذي بدأ بتبحيل وتوقير للنساء في حقبة الأفلام الصامتة وتطور إلى [[عنف ضد المرأة | عنف]] و [[ميسوجينية | معادة للنساء]] في أفلام الستينيات والسبعينيات. تجادل هاسكل بأن التصوير النسائي السلبي في تلك الفترة هو مفعول رجعي لما جنته النساء من حقوق في الحياة الواقعية في تلك الفترة. ولكنها ترى مع ذلك وجود مقاومة من بعض الممثلات ضد تلك الصور المشوهة، والتي عبرت عن بعض مشاكل النساء.  
 
تجادل روزين أن تاريخ تصوير هوليوود  [[صورة جندرية نمطية | النمطي]] والسلبي  للنساء، هو جزء من المخطط الأبوي للتأثير على الجمهور النسائي ليتحولن إلى ضحايا خاضعات للنظام الأبوي. لاقت دراسة هاسكل، في الناحية الأخرى، مكانة أكثر صدارة في النظرية النسوية. فبالرغم من أن هاسكل، مثل روزين، تتبع التصوير المشوه للنساء في السينما الهوليوودية، إلا أنها لا تبني نظريتها على وجود مؤامرة ذكورية لاستخدام الصور السينمائية كوسيلة للهيمنة المجتمعية على النساء، وتحلل في المقابل مسار التصوير السينمائي للنساء، والذي بدأ بتبحيل وتوقير للنساء في حقبة الأفلام الصامتة وتطور إلى [[عنف ضد المرأة | عنف]] و [[ميسوجينية | معادة للنساء]] في أفلام الستينيات والسبعينيات. تجادل هاسكل بأن التصوير النسائي السلبي في تلك الفترة هو مفعول رجعي لما جنته النساء من حقوق في الحياة الواقعية في تلك الفترة. ولكنها ترى مع ذلك وجود مقاومة من بعض الممثلات ضد تلك الصور المشوهة، والتي عبرت عن بعض مشاكل النساء.  
   سطر 24: سطر 24:  
في مقالها "سينما النساء كسينما مضادة" (1973) "Women’s Cinema as Counter-Cinema" تجادل [[كلير جونستون]] أن صور النساء في السينما لا تعكس حيواتهن، كما ادعت مُنظرّات نظرية الانعكاس، بل هي في حقيقة الأمر "خُرافات" من صنع الأيدلولوجيا الأبوية ويتم التلاعب بها لإرضاء رغبات وخيالات الرجل. وتدرس جونستون الشخصيات النسائية في الأعمال السينمائية للمخرجين الهوليوودين جون فورد (1894- 1973) John Ford  وهارود هاوكس (Howard Hawks (1896 - 1977، لتحلل كيف تتواجد الشخصيات النسائية في تلك الأعمال كدلالات لا يوجد لها معنى أو قيمة في حد ذاتها، بل فقط في إطار خيالات الرجل. فالنساء بحسب فورد هن رمز البيت والثقافة والحضارة، ومن خلالهن يعبر الرجل عن تضاربه الداخلي تجاه هذه الجوانب. أما بالنسبة لهاوكس فالنساء دخيلات على عوالم الرجال، ويجب عليهن إما أن يصبحن مثلهم أو يُنظر لهن على أنهن شخصيات مكسورة ومتأذية. وتدعو جونستون إلى تحليل أعمال مخرجات هوليوود النساء، وحللت أعمال المخرجتين الأمريكيتين دوروثي أرزنير (Dorothy Arzner (1897 - 1979 وإيدا لوبينو (Ida Lupino (1918 - 1995 في الفترة بين ثلاثينيات وستينيات القرن العشرين. وتشير جونستون أن أفلام أرزنير قد تبدو على السطح داعمة للأيدولوجيا الأبوية، ولكن تحليل أكثر عمقًا لأعمالها سيكشف الغطاء عن لحظات من المقاومة في أعمالها.  
 
في مقالها "سينما النساء كسينما مضادة" (1973) "Women’s Cinema as Counter-Cinema" تجادل [[كلير جونستون]] أن صور النساء في السينما لا تعكس حيواتهن، كما ادعت مُنظرّات نظرية الانعكاس، بل هي في حقيقة الأمر "خُرافات" من صنع الأيدلولوجيا الأبوية ويتم التلاعب بها لإرضاء رغبات وخيالات الرجل. وتدرس جونستون الشخصيات النسائية في الأعمال السينمائية للمخرجين الهوليوودين جون فورد (1894- 1973) John Ford  وهارود هاوكس (Howard Hawks (1896 - 1977، لتحلل كيف تتواجد الشخصيات النسائية في تلك الأعمال كدلالات لا يوجد لها معنى أو قيمة في حد ذاتها، بل فقط في إطار خيالات الرجل. فالنساء بحسب فورد هن رمز البيت والثقافة والحضارة، ومن خلالهن يعبر الرجل عن تضاربه الداخلي تجاه هذه الجوانب. أما بالنسبة لهاوكس فالنساء دخيلات على عوالم الرجال، ويجب عليهن إما أن يصبحن مثلهم أو يُنظر لهن على أنهن شخصيات مكسورة ومتأذية. وتدعو جونستون إلى تحليل أعمال مخرجات هوليوود النساء، وحللت أعمال المخرجتين الأمريكيتين دوروثي أرزنير (Dorothy Arzner (1897 - 1979 وإيدا لوبينو (Ida Lupino (1918 - 1995 في الفترة بين ثلاثينيات وستينيات القرن العشرين. وتشير جونستون أن أفلام أرزنير قد تبدو على السطح داعمة للأيدولوجيا الأبوية، ولكن تحليل أكثر عمقًا لأعمالها سيكشف الغطاء عن لحظات من المقاومة في أعمالها.  
    +
[[ملف:Laura Mulvey Fot Mariusz Kubik July 24 2010 03.JPG|137x247px|تصغير|يسار|لورا مولفي (1941 - )]]
 
تبع هذا المقال نشر [[لورا مولفي]] لمقالها الرائد [[:وثيقة:المتعة البصرية والسينما الروائية | المتعة البصرية والسينما الروائية]] في 1975. نقلت مولفي النقد السينمائي النسوي من الاعتماد على النظرية النسوية فقط، إلى دمج النظرية النسوية بنظرية التحليل النفسي، وتحديدًا نظريات [[سيغموند فرويد]] و[[جاك لاكان]]. في مقالها، تجادل مولفي أن نظرة الكاميرا في السينما الروائية السائدة هي [[نظرة الرجال المحدقة | نظرة ذكورية محدقة]] Male Gaze، تعمل على تصوير الشخصيات النسائية كأشياء جنسية بحتة هدفها هو إمتاع وإشباع خيالات ورغبات "المشاهد المتوقع" لهذه الأفلام، وهو الرجل الأبيض [[مغايرة جنسية | المغاير جنسيًا]]. وتضيف مولفي أن تصوير الجسد الأنثوي في هذه الأفلام يعمل على رؤية الجسد الأنثوي "كشيئ" سلبي ينظر له، وإثارة فكرة خوف الذكور من الإخصاء من خلال غياب ال[[قضيب]] عند المرأة. ({{أمر مجندر|طالع}}كذلك: {{مقال رئيسي|نظرة الرجال المحدقة}}).
 
تبع هذا المقال نشر [[لورا مولفي]] لمقالها الرائد [[:وثيقة:المتعة البصرية والسينما الروائية | المتعة البصرية والسينما الروائية]] في 1975. نقلت مولفي النقد السينمائي النسوي من الاعتماد على النظرية النسوية فقط، إلى دمج النظرية النسوية بنظرية التحليل النفسي، وتحديدًا نظريات [[سيغموند فرويد]] و[[جاك لاكان]]. في مقالها، تجادل مولفي أن نظرة الكاميرا في السينما الروائية السائدة هي [[نظرة الرجال المحدقة | نظرة ذكورية محدقة]] Male Gaze، تعمل على تصوير الشخصيات النسائية كأشياء جنسية بحتة هدفها هو إمتاع وإشباع خيالات ورغبات "المشاهد المتوقع" لهذه الأفلام، وهو الرجل الأبيض [[مغايرة جنسية | المغاير جنسيًا]]. وتضيف مولفي أن تصوير الجسد الأنثوي في هذه الأفلام يعمل على رؤية الجسد الأنثوي "كشيئ" سلبي ينظر له، وإثارة فكرة خوف الذكور من الإخصاء من خلال غياب ال[[قضيب]] عند المرأة. ({{أمر مجندر|طالع}}كذلك: {{مقال رئيسي|نظرة الرجال المحدقة}}).
  
7٬893

تعديل

قائمة التصفح