تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُضيف 149 بايت ،  قبل 5 سنوات
ط
صياغات، سعيا وراء المركز الأول في جوجل
سطر 1: سطر 1: −
'''كس أمك''' لفظة سباب قبيح شائعة في بلدان عربية، بالأخص في مصر و الشام. كما توجد منها تنويعات مثل "كس أختك" المستعملة في الشام. لفظ "[[كُسّ]]" في الاستعمال المعاصر في بعض اللهجات العربية يعنى [[فرج]] المرأة. و الاقتران بلفظ "الأم" أو "الأخت" في المسبّة هو من قَبِيل توجيه الإهانة و الاستفزاز وإستعراض القوّة فيما بين الذكور أساسًا، بطريق ذِكر الأعضاء الجنسية لمن تدخلن في عداد [[محارم]] واللاتي يمثلن "شرف" الذكر وفق الثقافة السائدة. كما بات يستخدم اللفظ حديثًا للتعبير عن السّخط أو الامتعاض بشكل عام، مثل قول "كُسُّم حياتي". واستخدم المصطلح أيضًا في عدد من الأعمال الأدبية العربية المعاصرة، مثل أعمال نجيب سرور.  
+
'''كس أمك''' لفظة سباب قبيح شائعة في بلدان عربية، بالأخص في مصر و الشام. كما توجد منها تنويعات مثل "كس أختك" المستعملة في الشام. لفظ "[[كُسّ]]" في الاستعمال المعاصر في بعض اللهجات العربية يعنى [[فرج]] المرأة. و الاقتران بلفظ "الأم" أو "الأخت" في المسبّة هو من قَبِيل توجيه الإهانة و الاستفزاز فرض السيطرة فيما بين الذكور أساسًا، بطريق ذِكر الأعضاء الجنسية لمن تدخلن في عداد [[محارم]] الشخص الموجّهة إليه الإهانة، اللاتي يمثلن "شرف" الذكر وفق الثقافة السائدة. كما بات يستخدم اللفظ حديثًا للتعبير عن السّخط أو الامتعاض بشكل عام، مثل قول "كُسُّم حياتي". واستخدم المصطلح أيضًا في عدد من الأعمال الأدبية العربية المعاصرة، مثل أعمال نجيب سرور.
    
==المعنى المعجمي ==
 
==المعنى المعجمي ==
سطر 11: سطر 11:  
لكن ذلك تغيّر بعد أن أصبح التدوين على الإنترنت وسيلة شعبية للتعبير عن الرأي، بما في ذلك التعبير عن التذمر و السخط، و صار التراسل المكتوب سواء في المحادثات الفورية أو بالتعليقات في شبكات التواصل الاجتماعي الفوري المكتوب نمطًا أساسيًا من أنماط التواصل في الحياة الاجتماعية المعاصرة، مما أدّى بالضرورة إلى استحداث و تطوير تقاليد إملائية غير تلك القياسية، تستند في جانب كبير منها إلى صوتيات الألفاظ في اللهجات المحكية الشائعة المركزية، و لا تعبأ كثير بالدلالات المعجمية للكلمات و لا بإتمولوجياتها و علاقات أحزاء الكلام ببعضها.
 
لكن ذلك تغيّر بعد أن أصبح التدوين على الإنترنت وسيلة شعبية للتعبير عن الرأي، بما في ذلك التعبير عن التذمر و السخط، و صار التراسل المكتوب سواء في المحادثات الفورية أو بالتعليقات في شبكات التواصل الاجتماعي الفوري المكتوب نمطًا أساسيًا من أنماط التواصل في الحياة الاجتماعية المعاصرة، مما أدّى بالضرورة إلى استحداث و تطوير تقاليد إملائية غير تلك القياسية، تستند في جانب كبير منها إلى صوتيات الألفاظ في اللهجات المحكية الشائعة المركزية، و لا تعبأ كثير بالدلالات المعجمية للكلمات و لا بإتمولوجياتها و علاقات أحزاء الكلام ببعضها.
   −
من قَبِيل هذه الظاهرة الشيوع الكبير و شبه الشامل بين المتكاتبين في مصر مثلا لإملاء لفظ "كس أمك" على "{{دارجة|كسمك|مصر|كس أمك}}" بإغفال الألف في "أمك" و بدمج الكلمتين، و بالطبع بغير الحركات التي ينعدم وجودها فعليا في الاستخدام اليومي المعاصر، سواء الرسمي أو الشخصي.
+
من قَبِيل هذه الظاهرة الشيوع الكبير و شبه الشامل بين المتكاتبين في مصر مثلا لإملاء لفظ "كس أمك" على "{{دارجة|كسمك|مصر|كس أمك}}" بإغفال الألف في "أمك" و بدمج الكلمتين، و بالطبع بغير الحركات التي ينعدم وجودها فعليا في الاستخدام اليومي المعاصر، سواء الرسمي أو غيره.
   −
==استخدام اللفظ في الحياة العملية==  
+
==استخدام اللفظ في الحياة اليومية==  
عند اقتران لفظ "[[كُسّ]]" بلفظ "الأم" أو "الأخت" يصبح اللفظ مسبّة لتوجيه الإهانة و الاستفزاز فيما بين الذكور، فذِكر الأعضاء الجنسية لمن تدخلن في عداد [[محارم]] الذكر وفق الثقافة السائدة، يستوجب من الذكر -- في تلك الثقافة -- الدفاع عن [[شرف]]ه بالرد، أو السكوت و قبول الإهانة مما قد يحطّ من شأنه أمام أقرانه. و الرّد الذي يُرى ملائما و متناسبًا مع حجم الإهانة الموجّهة يختلف باختلاف السياق، مثل ما إذا كان المتسابّون توجد بينهم سابق معرفة أو صلة اجتماعية، و كذلك خلفياتهم الطبقية، و مناسبة الخلاف أو الشجار. و بشكل عام تُعدّ الشتيمة مهينة أكثر إذا كانت بين أغراب، أو وُجّهت أمام أغراب، و كذلك تزداد حدة الإهانة بازدياد التفاوت العمري أو الطبقي بين المتسابّين، بينما قد تُرى من باب المزاح إذا كانت بين زملاء أو أصدقاء، و بالطبع حسب طبيعة الموقف. و قد يتراوح الرّد الملائم ما بين التجاهل إلى ردّ الشتيمة بمثلها أو الزيادة عليها، وصولا إلى الصراع بالأيدي أو ما هو أكثر.
+
اقتران لفظ "[[كُسّ]]" بلفظ "الأم" أو "الأخت" عند توجهيه إلى شخص يجعل اللفظ مسبّة يٌقصد بها توجيه الإهانة و الاستفزاز، فيما بين الذكور أساسا، فذِكر الأعضاء الجنسية لمن تدخلن في عداد [[محارم]] الذكر وفق الثقافة السائدة، يستوجب من الذكر -- في تلك الثقافة -- الدفاع عن [[شرف]]ه بالرد، أو السكوت و قبول الإهانة مما قد يحطّ من شأنه أمام أقرانه. و الرّد الذي يُرى ملائما و متناسبًا مع حجم الإهانة الموجّهة يختلف باختلاف السياق، مثل ما إذا كان المتسابّون توجد بينهم سابق معرفة أو صلة اجتماعية، و كذلك خلفياتهم الطبقية، و مناسبة الخلاف أو الشجار. و بشكل عام تُعدّ الشتيمة مهينة أكثر إذا كانت بين أغراب، أو وُجّهت أمام أغراب، و كذلك تزداد حدة الإهانة بازدياد التفاوت العمري أو الطبقي بين المتسابّين، بينما قد تُرى من باب المزاح إذا كانت بين زملاء أو أصدقاء، و بالطبع حسب طبيعة الموقف. و قد يتراوح الرّد الملائم ما بين التجاهل إلى ردّ الشتيمة بمثلها أو الزيادة عليها، وصولا إلى الصراع بالأيدي أو ما هو أكثر.
   −
[[ملف:كسي مش مسبة.jpg|320x312px|تصغير|يسار|جرافيتي '''كسّي مش مسبّة''' (كسّي ليس شتيمةً) في شوارع بيروت في لبنان. ]]
+
[[ملف:كسي مش مسبة.jpg|320x312px|تصغير|يسار|جرافيتي '''كسّي مش مسبّة''' (كسّي ليس شتيمةً) في شوارع بيروت في لبنان]]
وفي تدوية ل[[نائل الطوخي]] بعنوان "في البحث عن معنى لكس أمك" يشير إلى أن لفظ كس أمك لا يعني شيئ في حد ذاته، وأن المسبة خلقت من "ذكورة" الطرفين، الذين جعلا من تذكير الذكر بأن أمه (أو أخته) "هي امرأة ذات فرج، وأن هذا الفرج، علامة ضعفها الأزلي، هو السبب في وجوده، أن وجوده ملوث بالعار، ملوث بالكس." فقوة اقتحام اللفظ "تنبع من كونه ليس معلوماتيا، أنت لا تقول أمك شرموطة فيكذب هذه المعلومة، ولا تصفه بابن الوسخة فيقول لك أنت اللي ابن ستين وسخة. إنها شتيمة بلا منفذ، مقفولة على نفسها، غير مفهومة. وإذا كنا نعيش في مجتمع من العقلاء، فالرد الوحيد على كلمة كس امك هو سؤال مندهش: ماله؟" <ref>تدوينة: [[وثيقة:في البحث عن معنى لكس أمك | في البحث عن معنى لكس أمك]]، تأليف [[نائل الطوخي]]</ref> وتشير [[سينتيا الخوري]] في مقالتها بعنوان "الشتائم: لغة الحميمية (المغايرة)"أن شتيمة كس أمك أو كس أختك تكرّس للعنف، فالشتيمة جعلت ما يُفترض به أن يهِب ويستقبل المتعة والحياة، "مُجرّدًا ومهاجَمًا بقوّة الكلمات، بل أكثر من ذلك، يُحوّل إلى وسيلةٍ لتنفيس الغضب وتوكيد السّطوة. [وبالتالي] عندما يصبح الكسّ ملعبًا عامًّا للمشاعر غير المرغوب بها، فإنّ “قناة” الفَرْج توصل العنف والعدوانيّة بدلًا من منح المتعة والحياة لمالكتها الحقّة".<ref>مقال: [[وثيقة:الشتائم: لغة الحميمية (المغايرة)| الشتائم: لغة الحميمية (المغايرة)]]، تأليف [[سينتيا الخوري]]؛ نشر مجلة [[كحل]] في 2015.</ref>
+
وفي تدوية [[نائل الطوخي]] بعنوان "[[وثيقة:في البحث عن معنى لكس أمك|في البحث عن معنى لكس أمك]]" يشير إلى أن لفظ كس أمك لا يعني شيئ في حد ذاته، وأن المسبة خلقت من "ذكورة" الطرفين، الذين جعلا من تذكير الذكر بأن أمه (أو أخته) "هي امرأة ذات فرج، وأن هذا الفرج، علامة ضعفها الأزلي، هو السبب في وجوده، أن وجوده ملوث بالعار، ملوث بالكس." فقوة اقتحام اللفظ "تنبع من كونه ليس معلوماتيا، أنت لا تقول أمك شرموطة فيكذب هذه المعلومة، ولا تصفه بابن الوسخة فيقول لك أنت اللي ابن ستين وسخة. إنها شتيمة بلا منفذ، مقفولة على نفسها، غير مفهومة. وإذا كنا نعيش في مجتمع من العقلاء، فالرد الوحيد على كلمة كس امك هو سؤال مندهش: ماله؟" <ref>تدوينة: [[وثيقة:في البحث عن معنى لكس أمك | في البحث عن معنى لكس أمك]]، تأليف [[نائل الطوخي]]</ref> وتشير [[سينتيا الخوري]] في مقالتها بعنوان "الشتائم: لغة الحميمية (المغايرة)"أن شتيمة كس أمك أو كس أختك تكرّس للعنف، فالشتيمة جعلت ما يُفترض به أن يهِب ويستقبل المتعة والحياة، "مُجرّدًا ومهاجَمًا بقوّة الكلمات، بل أكثر من ذلك، يُحوّل إلى وسيلةٍ لتنفيس الغضب وتوكيد السّطوة. [وبالتالي] عندما يصبح الكسّ ملعبًا عامًّا للمشاعر غير المرغوب بها، فإنّ “قناة” الفَرْج توصل العنف والعدوانيّة بدلًا من منح المتعة والحياة لمالكتها الحقّة".<ref>مقال: [[وثيقة:الشتائم: لغة الحميمية (المغايرة)| الشتائم: لغة الحميمية (المغايرة)]]، تأليف [[سينتيا الخوري]]؛ نشر مجلة [[كحل]] في 2015.</ref>
   −
إلا أنّ شيوع استعمال هذا السباب بين الأجيال الأحدث، ليس بهدف الاستفزاز أو توجيه الإهانة فحسب بل كذلك للتعبير عن السّخط أو الامتعاض بشكل عام غير موجه لشخص بعينه، مثل قولة "كُسُّم حياتي"، قد يكون مساهما في تقليل الأثر الصادم للفظة و فداحة الإهانة المرتبطة بسماعها، كما أن زيادة استعمال النساء لها كذلك و هو ما قد يُسمع أحيانا في المجال العام، و إن كان بدرجة تقل كثيرا عن سماعها من الذكور، ربما قد أزاح عنها صفة ال[[تابو]] المطلقة التي كانت لها قبل بضعة عقود، و أدخلها في زمرة الشتائم الشوارعية العادية، إلى جانب شتائم جنسية أخرى ذات إحالات إلى النساء مثل "يا [[ابن المتناكة]]"، أو أساليب الكلام التي تحيل إلى ألفاظ ذات مدلول جنسي مثل، مثل استعمال "[[نيك]]" للدلالة على شدّة الأمر و إلحاحه، سواء على نحو إيجابي أو سلبي، كقولهم في مصر "أنا مبسوطة نيك أن دا حصل" أو "أنا [[مبضون]] نيك" بمعنى متضايق.
+
إلا أنّ شيوع استعمال هذا السباب بين الأجيال الأحدث، ليس بهدف الاستفزاز أو توجيه الإهانة فحسب بل كذلك للتعبير عن السّخط أو الامتعاض بشكل عام غير موجه لشخص بعينه، مثل قولة "كُسُّم حياتي"، قد يكون مساهما في تقليل الأثر الصادم للفظة و فداحة الإهانة المرتبطة بسماعها، كما أن زيادة استعمال النساء لها كذلك و هو ما قد يُسمع أحيانا في المجال العام و إن كان بدرجة تقل كثيرا عن سماعها من الذكور، ربما قد أزاح عنها صفة ال[[تابو]] المطلقة التي كانت لها قبل بضعة عقود، و أدخلها في زمرة الشتائم الشوارعية العادية، إلى جانب شتائم جنسية أخرى ذات إحالات إلى النساء مثل "يا [[ابن المتناكة]]"، أو أساليب الكلام التي تحيل إلى ألفاظ ذات مدلول جنسي مثل، مثل استعمال "[[نيك]]" للدلالة على شدّة الأمر و إلحاحه، سواء على نحو إيجابي أو سلبي، كقولهم في مصر "أنا مبسوطة نيك أن دا حصل" أو "أنا [[مبضون]] نيك" بمعنى "متضايق".
    
و من الملاحظ أنّ الكلمة قد طغت صوتياتها على دلالتها اللغوية التي لا يكاد أحد يعيرها اهتماما، فنجد أنّ ردّا شائعا على هذه المسبّة قد يكون "كُسّ أُمّيِن أمك" و هي عبارة لا معنى لها غير مكايلة الشتيمة كميّا و ردّها إلى من وجّهها.
 
و من الملاحظ أنّ الكلمة قد طغت صوتياتها على دلالتها اللغوية التي لا يكاد أحد يعيرها اهتماما، فنجد أنّ ردّا شائعا على هذه المسبّة قد يكون "كُسّ أُمّيِن أمك" و هي عبارة لا معنى لها غير مكايلة الشتيمة كميّا و ردّها إلى من وجّهها.
سطر 27: سطر 27:     
وفي رواية "بليغ" للكاتب طلال فيصل المنشورة في يناير 2017، كتب فيها:
 
وفي رواية "بليغ" للكاتب طلال فيصل المنشورة في يناير 2017، كتب فيها:
: مضيت إلى الفتى شبه موقن أنه سيكون مصريا، ولم يكذب هو ظني، ولا ترك لى مساحة لأستفسر، ذاك أنه أول ما رآنى رفع بصره إليّ، وقال بصوت منكسر حاد، وبحنجرة يبدو أنه استهلكت صراخا: "كسّم الحب يا دكتور. كسّم الحب"
+
مضيت إلى الفتى شبه موقن أنه سيكون مصريا، ولم يكذب هو ظني، ولا ترك لى مساحة لأستفسر، ذاك أنه أول ما رآنى رفع بصره إليّ، وقال بصوت منكسر حاد، وبحنجرة يبدو أنه استهلكت صراخا: "كسّم الحب يا دكتور. كسّم الحب"
    
== مصادر ==
 
== مصادر ==

قائمة التصفح