تغييرات

ط
رابط ويكي بعنوان فرعي في أوّل ورود لعبارة "الاعتداءات الجنسية الجماعية"
سطر 3: سطر 3:  
تتقاطع قضية [[العنف الجنسي]]، والتي هي في صلب سؤال [[الحركة النسوية]]، مع سياقات سياسية واجتماعية وثقافية أوسع ومع هويات متنوعة للمعتدين والناجيات بخلاف [[النوع الاجتماعي]] كالعرق أو الطبقة، وتطرح عدة تساؤلات حول علاقات القوى المرتبطة بتلك الهويات المتنوعة والمتقاطعة. إن قضية العنف الجنسي قضية شديدة الحساسية بطبيعة الحال لطرحها قضية انتهاك الجسد من ناحية ولتشابكها مع عدة قضايا كالعنصرية والطبقية من ناحية أخرى.
 
تتقاطع قضية [[العنف الجنسي]]، والتي هي في صلب سؤال [[الحركة النسوية]]، مع سياقات سياسية واجتماعية وثقافية أوسع ومع هويات متنوعة للمعتدين والناجيات بخلاف [[النوع الاجتماعي]] كالعرق أو الطبقة، وتطرح عدة تساؤلات حول علاقات القوى المرتبطة بتلك الهويات المتنوعة والمتقاطعة. إن قضية العنف الجنسي قضية شديدة الحساسية بطبيعة الحال لطرحها قضية انتهاك الجسد من ناحية ولتشابكها مع عدة قضايا كالعنصرية والطبقية من ناحية أخرى.
   −
وتأتي [[الاعتداء الجنسي الجماعي|الاعتداءات الجنسية الجماعية]] التي وقعت ليلة رأس السنة الجديدة هذا العام 2016 في مدينة كولونيا الألمانية (وثمانية مدن ألمانية أخرى) من قبل مجموعة من الرجال أُثير أن أغلبهم من المهاجرين واللاجئين العرب والشرق أوسطيين لتذكرنا بهذه التعقيدات. تباينت ردود الأفعال على أحداث كولونيا في أغلبها بين قراءة عنصرية في خطابها تجاه المسلمين والعرب تبشر بتزايد لممارسات عنصرية شرسة ضد اللاجئين أو المهاجرين من أصول عربية ومسلمة، وقراءة أخرى تتبنى خطاب اعتذاري تجاه الجناة في مواجهة الخطاب العنصري. وأذاعت بعض الصحف مؤخرا أن ثلاثة فقط من المشتبه بهم هم من اللاجئين مع التأكيد أن باقي المشتبه بهم من أصول عربية ومسلمة مما أدي إلى فتح النقاش مجددا حول هذه الأحداث وما إذا كانت استخدمت لأغراض عنصرية. ويضعنا هذا السجال أمام مهمة صعبة وهي محاولة طرح خطاب يحاول ان يتطرق الي كل أوجه الحدث ولا يغفل جانب لحساب الآخر.
+
وتأتي [[عنف_جنسي#الاعتداءات_الجماعية|الاعتداءات الجنسية الجماعية]] التي وقعت ليلة رأس السنة الجديدة هذا العام 2016 في مدينة كولونيا الألمانية (وثمانية مدن ألمانية أخرى) من قبل مجموعة من الرجال أُثير أن أغلبهم من المهاجرين واللاجئين العرب والشرق أوسطيين لتذكرنا بهذه التعقيدات. تباينت ردود الأفعال على أحداث كولونيا في أغلبها بين قراءة عنصرية في خطابها تجاه المسلمين والعرب تبشر بتزايد لممارسات عنصرية شرسة ضد اللاجئين أو المهاجرين من أصول عربية ومسلمة، وقراءة أخرى تتبنى خطاب اعتذاري تجاه الجناة في مواجهة الخطاب العنصري. وأذاعت بعض الصحف مؤخرا أن ثلاثة فقط من المشتبه بهم هم من اللاجئين مع التأكيد أن باقي المشتبه بهم من أصول عربية ومسلمة مما أدي إلى فتح النقاش مجددا حول هذه الأحداث وما إذا كانت استخدمت لأغراض عنصرية. ويضعنا هذا السجال أمام مهمة صعبة وهي محاولة طرح خطاب يحاول ان يتطرق الي كل أوجه الحدث ولا يغفل جانب لحساب الآخر.
 
   
 
   
 
ونحن نطرح علي أنفسنا مهمة الاشتباك مع [http://www.dw.com/ar/%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D9%83%D9%88%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%B3-%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%B1%D8%A3%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9/a-18971338 اعتداءات كولونيا]- أو بالأحرى تفرض هي نفسها علينا- لعدة أسباب مرتبطة بهويتنا كنسويات عموما وكنسويات مصريات خصوصاً. فنحن نؤمن أن التضامن النسوي هو مفهوم عالمي يتخطى حدودنا وبالتالي نؤمن بمسئوليتنا في التصدي [[العنف الجنسي|للعنف الجنسي]] أينما وقع والتضامن مع [[الناجيات من العنف]] أينما كانوا كما نؤمن انه واجبنا أن نظل دائما جزءًا فعالًا من النقاشات الدائرة حول هذه القضية. ويأتي اشتباكنا مع أحداث كولونيا أيضا من موقعنا كنسويات مصريات بشكل خاص حيث أن المأزق التي وضعت فيه أحداث كولونيا النسويات الغربيات يذكرنا بما اختبرناه نحن من خلال تجربة الاعتداءات الجنسية الجماعية والاغتصابات التي وقعت في محيط ميدان التحرير. فمع انطلاق الثورات العربية وبالأخص الثورة المصرية، شاهدنا مقاومة شديدة من قبل بعض القوى الديمقراطية والسياسية للاعتراف بالانتهاكات التي تتعرض لها النساء في التظاهرات والمجال العام عموما والتي اتخذت أشكالاً مفزعة من [[الاعتداء الجنسي الجماعي|الاعتداءات الجنسية الجماعية]] إلى [[الاغتصاب]] بالآلات الحادة و ذلك لعدة أسباب، أولها عدم اعتبار [[العنف الجنسي]] قضية عامة أو سياسية تهم جميع الفاعلين في المجتمع و حصرها في كونها قضية هامشية تخص فئة معينة. و كما طرحت اعتداءات التحرير سؤال النسوية و السياسية تعيد كولونيا طرح هذا السؤال اذا عرفنا السياسة بمفهومها الواسع لتشمل علاقات القوى و البنى السياسية و الاجتماعية التي يتحرك في إطارها الفاعلون المختلفون. ولأن الكثير من القوى السياسية و الاجتماعية لا يرى التقاطع بين [[القضايا النسوية]] وقضايا المجال العام والسياسي، يتم التعامل بتنحية [[حقوق النساء]] جانبا ايثارا لقضية تبدو أعم أو أكثر أهمية مثل "الثورة" أو حقوق اللاجئين. فكما تجاهل البعض اعتداءات التحرير خوفاً من أن يضر ذلك بالثورة، يخشي البعض أن تضر إدانة اعتداءات كولونيا بحقوق اللاجئين و المهاجرين في أوروبا. وفي الواقع، أن صعوبة التعاطي مع [[الاعتداءات الجنسية الجماعية في ميدان التحرير|اعتداءات التحرير]] ومع أحداث كولونيا ترتبط خصيصًا بصعوبة الاعتراف بوجود إشكاليات كبرى في الفئات التي ننتمي إليها أو نناصرها ومنها [[الأبوية]] الراسخة التي تتجلى في أشكال [[العنف الجنسي]].
 
ونحن نطرح علي أنفسنا مهمة الاشتباك مع [http://www.dw.com/ar/%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D9%83%D9%88%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%B3-%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%B1%D8%A3%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9/a-18971338 اعتداءات كولونيا]- أو بالأحرى تفرض هي نفسها علينا- لعدة أسباب مرتبطة بهويتنا كنسويات عموما وكنسويات مصريات خصوصاً. فنحن نؤمن أن التضامن النسوي هو مفهوم عالمي يتخطى حدودنا وبالتالي نؤمن بمسئوليتنا في التصدي [[العنف الجنسي|للعنف الجنسي]] أينما وقع والتضامن مع [[الناجيات من العنف]] أينما كانوا كما نؤمن انه واجبنا أن نظل دائما جزءًا فعالًا من النقاشات الدائرة حول هذه القضية. ويأتي اشتباكنا مع أحداث كولونيا أيضا من موقعنا كنسويات مصريات بشكل خاص حيث أن المأزق التي وضعت فيه أحداث كولونيا النسويات الغربيات يذكرنا بما اختبرناه نحن من خلال تجربة الاعتداءات الجنسية الجماعية والاغتصابات التي وقعت في محيط ميدان التحرير. فمع انطلاق الثورات العربية وبالأخص الثورة المصرية، شاهدنا مقاومة شديدة من قبل بعض القوى الديمقراطية والسياسية للاعتراف بالانتهاكات التي تتعرض لها النساء في التظاهرات والمجال العام عموما والتي اتخذت أشكالاً مفزعة من [[الاعتداء الجنسي الجماعي|الاعتداءات الجنسية الجماعية]] إلى [[الاغتصاب]] بالآلات الحادة و ذلك لعدة أسباب، أولها عدم اعتبار [[العنف الجنسي]] قضية عامة أو سياسية تهم جميع الفاعلين في المجتمع و حصرها في كونها قضية هامشية تخص فئة معينة. و كما طرحت اعتداءات التحرير سؤال النسوية و السياسية تعيد كولونيا طرح هذا السؤال اذا عرفنا السياسة بمفهومها الواسع لتشمل علاقات القوى و البنى السياسية و الاجتماعية التي يتحرك في إطارها الفاعلون المختلفون. ولأن الكثير من القوى السياسية و الاجتماعية لا يرى التقاطع بين [[القضايا النسوية]] وقضايا المجال العام والسياسي، يتم التعامل بتنحية [[حقوق النساء]] جانبا ايثارا لقضية تبدو أعم أو أكثر أهمية مثل "الثورة" أو حقوق اللاجئين. فكما تجاهل البعض اعتداءات التحرير خوفاً من أن يضر ذلك بالثورة، يخشي البعض أن تضر إدانة اعتداءات كولونيا بحقوق اللاجئين و المهاجرين في أوروبا. وفي الواقع، أن صعوبة التعاطي مع [[الاعتداءات الجنسية الجماعية في ميدان التحرير|اعتداءات التحرير]] ومع أحداث كولونيا ترتبط خصيصًا بصعوبة الاعتراف بوجود إشكاليات كبرى في الفئات التي ننتمي إليها أو نناصرها ومنها [[الأبوية]] الراسخة التي تتجلى في أشكال [[العنف الجنسي]].
سطر 63: سطر 63:  
|تاريخ الاسترجاع=2016-11-08
 
|تاريخ الاسترجاع=2016-11-08
 
}}
 
}}
   
[[تصنيف:أوراق بحثية]]
 
[[تصنيف:أوراق بحثية]]
 
[[تصنيف:العنف ضد النساء]]
 
[[تصنيف:العنف ضد النساء]]