تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ط
سطر 78: سطر 78:       −
''ورفع الشيخ درويش رأسه بغتة وقال دون أن يلتفت نحو المعلم:
+
''ورفع الشيخ درويش رأسه بغتة وقال دون أن يلتفت نحو المعلم:''
يا معلم، إمرأتك قوية، فيها من الرجولة ما يعوز الكثيرين من الرجال، وهي ذكر وليست بأنثى، فلماذا لا تحبها؟
+
''
وصوب المعلم نحوه عينين ناريتين وصاح في وجهه:
+
يا معلم، إمرأتك قوية، فيها من الرجولة ما يعوز الكثيرين من الرجال، وهي ذكر وليست بأنثى، فلماذا لا تحبها؟''
اقطع لسانك!
+
 
وصاح أكثر من واحد من الجالسين:
+
''وصوب المعلم نحوه عينين ناريتين وصاح في وجهه:''
حتى الشيخ درويش!
+
 
وولاه المعلم ظهره صامتا، وراح الشيخ درويش يقول:
+
''اقطع لسانك!''
هذا شرّ قديم، يسمونه في الإنجليزية homosexuality وتهجئتها h o m o s e x u a l i t y ولكنه ليس بالحب.
+
 
نجيب محفوظ،  زقاق المدق؛ (1947)''
+
''''وصاح أكثر من واحد من الجالسين:''
 +
حتى الشيخ درويش!''
 +
 
 +
''وولاه المعلم ظهره صامتا، وراح الشيخ درويش يقول:''
 +
 
 +
''هذا شرّ قديم، يسمونه في الإنجليزية homosexuality وتهجئتها h o m o s e x u a l i t y ولكنه ليس بالحب.''
 +
 
 +
''نجيب محفوظ،  زقاق المدق؛ (1947)''
      سطر 99: سطر 106:     
ولأن محفوظ من القلائل في جيله الذي كتب عن شخصيات مثلية وطور موقفاً وتصورات واضحة منها<ref>قارن مع موقف طه حسين على سبيل المثال، والذي أشار إلى المثلية في سيرته الأيام مستخدماً المصطلح التقليدي «نواسي الهوى» (الأيام، الجزء الثالث،231)، بالإشار إلى الشاعر أبي النواس. ورغم السخرية الكامنة في مثل هذا المصطلح، إلا أنه لا يخلو من رقة وشاعرية ما، لم يستخدمها محفوظ أو غيره على الإطلاق</ref>، -اختلفت في مدى تعقيدها من رواية إلى أخرى- فإن كثيرين من بعده نقلوا عنه، وظلت المصطلحات والأفكار التي كتبها محفوظ راهنة،  يُعاد استنساخها إلى الآن. وعند قراءة النصوص وتفكيكها، تظهر لنا تلك الأفكار والمسارات بوضوح، ويصبح من السهل علينا ربط تلك المسارات والأفكار بالخطابات التي يتم  تداولها في سياقنا المعاصر،  بدءاً من مثقفي الدولة وانتهاءً بالمؤسسات القضائية والعقابية.
 
ولأن محفوظ من القلائل في جيله الذي كتب عن شخصيات مثلية وطور موقفاً وتصورات واضحة منها<ref>قارن مع موقف طه حسين على سبيل المثال، والذي أشار إلى المثلية في سيرته الأيام مستخدماً المصطلح التقليدي «نواسي الهوى» (الأيام، الجزء الثالث،231)، بالإشار إلى الشاعر أبي النواس. ورغم السخرية الكامنة في مثل هذا المصطلح، إلا أنه لا يخلو من رقة وشاعرية ما، لم يستخدمها محفوظ أو غيره على الإطلاق</ref>، -اختلفت في مدى تعقيدها من رواية إلى أخرى- فإن كثيرين من بعده نقلوا عنه، وظلت المصطلحات والأفكار التي كتبها محفوظ راهنة،  يُعاد استنساخها إلى الآن. وعند قراءة النصوص وتفكيكها، تظهر لنا تلك الأفكار والمسارات بوضوح، ويصبح من السهل علينا ربط تلك المسارات والأفكار بالخطابات التي يتم  تداولها في سياقنا المعاصر،  بدءاً من مثقفي الدولة وانتهاءً بالمؤسسات القضائية والعقابية.
      
==سيماهم على وجوههم أو هم لا يبصرون==
 
==سيماهم على وجوههم أو هم لا يبصرون==
staff
2٬186

تعديل

قائمة التصفح