ولأن محفوظ من القلائل في جيله الذي كتب عن شخصيات مثلية وطور موقفاً وتصورات واضحة منها<ref>قارن مع موقف طه حسين على سبيل المثال، والذي أشار إلى المثلية في سيرته الأيام مستخدماً المصطلح التقليدي «نواسي الهوى» (الأيام، الجزء الثالث،231)، بالإشار إلى الشاعر أبي النواس. ورغم السخرية الكامنة في مثل هذا المصطلح، إلا أنه لا يخلو من رقة وشاعرية ما، لم يستخدمها محفوظ أو غيره على الإطلاق</ref>، -اختلفت في مدى تعقيدها من رواية إلى أخرى- فإن كثيرين من بعده نقلوا عنه، وظلت المصطلحات والأفكار التي كتبها محفوظ راهنة، يُعاد استنساخها إلى الآن. وعند قراءة النصوص وتفكيكها، تظهر لنا تلك الأفكار والمسارات بوضوح، ويصبح من السهل علينا ربط تلك المسارات والأفكار بالخطابات التي يتم تداولها في سياقنا المعاصر، بدءاً من مثقفي الدولة وانتهاءً بالمؤسسات القضائية والعقابية. | ولأن محفوظ من القلائل في جيله الذي كتب عن شخصيات مثلية وطور موقفاً وتصورات واضحة منها<ref>قارن مع موقف طه حسين على سبيل المثال، والذي أشار إلى المثلية في سيرته الأيام مستخدماً المصطلح التقليدي «نواسي الهوى» (الأيام، الجزء الثالث،231)، بالإشار إلى الشاعر أبي النواس. ورغم السخرية الكامنة في مثل هذا المصطلح، إلا أنه لا يخلو من رقة وشاعرية ما، لم يستخدمها محفوظ أو غيره على الإطلاق</ref>، -اختلفت في مدى تعقيدها من رواية إلى أخرى- فإن كثيرين من بعده نقلوا عنه، وظلت المصطلحات والأفكار التي كتبها محفوظ راهنة، يُعاد استنساخها إلى الآن. وعند قراءة النصوص وتفكيكها، تظهر لنا تلك الأفكار والمسارات بوضوح، ويصبح من السهل علينا ربط تلك المسارات والأفكار بالخطابات التي يتم تداولها في سياقنا المعاصر، بدءاً من مثقفي الدولة وانتهاءً بالمؤسسات القضائية والعقابية. |