تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إضافة هوامش ومصادر
سطر 15: سطر 15:  
}}
 
}}
   −
نحن مجموعة من النسويات السود، اللواتي يلتقين منذ سنة 1974. خلال هذه الفترة كنا منخرطات في عملية تحديد وتوضيح سياساتنا، وفي نفس الوقت كنا نمارس العمل السياسي من خلال مجموعتنا، وأيضَا من خلال الإئتلاف مع منظمات وحركات تقدمية أخرى.  
+
نحن مجموعة من النسويات السود، اللواتي يلتقين منذ سنة 1974<ref>This statement is dated April 1977.</ref>. خلال هذه الفترة كنا منخرطات في عملية تحديد وتوضيح سياساتنا، وفي نفس الوقت كنا نمارس العمل السياسي من خلال مجموعتنا، وأيضَا من خلال الإئتلاف مع منظمات وحركات تقدمية أخرى.  
 
إن التعبير الأكثر عمومية عن سياساتنا، في الوقت الحالي، هو أننا ملتزمات بالنضال النَشِط ضد القهر العرقي، والجنسي، والمغاير جنسيًا، والطبقي، ونرى أن مهمتنا الخاصة هي تطوير تحليل شامل وممارسة مبنية على حقيقة  تشابك (تقاطع) نظم القهر الكُبرى.   
 
إن التعبير الأكثر عمومية عن سياساتنا، في الوقت الحالي، هو أننا ملتزمات بالنضال النَشِط ضد القهر العرقي، والجنسي، والمغاير جنسيًا، والطبقي، ونرى أن مهمتنا الخاصة هي تطوير تحليل شامل وممارسة مبنية على حقيقة  تشابك (تقاطع) نظم القهر الكُبرى.   
 
مجموع بنا القهر هو مايخلق ظروف حيواتنا. نحن، كنساء سود، نرى أن النسوية السوداء هي الحركة السياسية المنطقية  لمحاربة الاضطهادات المضاعفة والمتزامنة التي تواجهها جميع النساء المُلونات.  
 
مجموع بنا القهر هو مايخلق ظروف حيواتنا. نحن، كنساء سود، نرى أن النسوية السوداء هي الحركة السياسية المنطقية  لمحاربة الاضطهادات المضاعفة والمتزامنة التي تواجهها جميع النساء المُلونات.  
سطر 23: سطر 23:  
==نشأة  النسوية السوداء المعاصرة==
 
==نشأة  النسوية السوداء المعاصرة==
 
قبل النظر في التطورات الأخيرة للنسوية السوداء، نود أن نؤكد أننا نجد أصولنا في الوقائع التاريخية لنضال النساء الأفريقيات-الأمريكيات المستمر من أجل البقاء والتحرر. إن العلاقة شديدة السلبية بين النساء السود والنظام السياسي الأمريكي (نظام حكم الرجل الأبيض) كانت دائمًا محكومة بكوننا ننتمي لفئين مقهورتين عرقيًا وجنسيًا. وكما تشير [[أنجيلا ديفيس]]  في "انعكاسات حول دور المرأة السوداء في مجتمع العبيد"<ref>[https://www.jstor.org/stable/25088201?read-now=1&refreqid=excelsior:c766543733fbbb0a2f16cf0795da212c&seq=1#page_scan_tab_contents تعليق المترجمة: ورقة بحثية قامت أنجيلا ديفيس بكتابتها، ونُشرت في مجلة ماساتشوستس (The Massachusetts review)، في ربيع 1972.
 
قبل النظر في التطورات الأخيرة للنسوية السوداء، نود أن نؤكد أننا نجد أصولنا في الوقائع التاريخية لنضال النساء الأفريقيات-الأمريكيات المستمر من أجل البقاء والتحرر. إن العلاقة شديدة السلبية بين النساء السود والنظام السياسي الأمريكي (نظام حكم الرجل الأبيض) كانت دائمًا محكومة بكوننا ننتمي لفئين مقهورتين عرقيًا وجنسيًا. وكما تشير [[أنجيلا ديفيس]]  في "انعكاسات حول دور المرأة السوداء في مجتمع العبيد"<ref>[https://www.jstor.org/stable/25088201?read-now=1&refreqid=excelsior:c766543733fbbb0a2f16cf0795da212c&seq=1#page_scan_tab_contents تعليق المترجمة: ورقة بحثية قامت أنجيلا ديفيس بكتابتها، ونُشرت في مجلة ماساتشوستس (The Massachusetts review)، في ربيع 1972.
تصفها أنجيلا ديفيس باعتبارها مجموعة من الأفكار التي من شأنها تشكيل إطار لإعادة النظر بشكل أكثر دقة في تاريخ النساء السود وعلاقتهن بمجتمعاتهن وبالبيئة القمعية التي تواجدن فيها أثناء العبودية.
+
تصفها أنجيلا ديفيس باعتبارها مجموعة من الأفكار التي من شأنها تشكيل إطار لإعادة النظر بشكل أكثر دقة في تاريخ النساء السود وعلاقتهن بمجتمعاتهن وبالبيئة القمعية التي تواجدن فيها أثناء العبودية]</ref>، "لاطالما جسدت النساء السود، لو نظرنا فقط  لمظهرهن الجسدي، خصمًا قويًا لحكم الرجل الأبيض وقد قاومن بمثابرة اعتداءات ذلك الحكم عليهن وعلى مجتمعاتهن بطريقة درامية ومتقنة في آنِ واحد."
]</ref> ، "لاطالما جسدت النساء السود، لو نظرنا فقط  لمظهرهن الجسدي، خصمًا قويًا لحكم الرجل الأبيض وقد قاومن بمثابرة اعتداءات ذلك الحكم عليهن وعلى مجتمعاتهن بطريقة درامية ومتقنة في آنِ واحد."
   
دائمًا ما كان يوجد ناشطات سوداوات --- بعضهن معروفات، مثل سوجورنير تروث<ref>[https://www.biography.com/activist/sojourner-truth تعليق المترجمة:" سوجورنير تروث (1797-1883)، ناشطة في حقوق النساء ومنخرطة في حركة مناهضة العبودية، مشهورة بخطابها [[ترجمة:ألست امرأة؟|"ألست امرأة؟"]] الذي ألقته في مؤتمر أوهايو لحقوق النساء سنة 1851، حول اللامساواة العرقية.]</ref>  و هارييت توبمان<ref>[www.harriet-tubman.org/after-the-civil-war/ تعليق المترجمة: هارييت توبمان (1820- 1913)، هي ناشطة أفريقية أمريكية، وُلدت ونشأت كأحد العبيد في أمريكا، وأثناء الحرب الأهلية الأمريكية عملت على تحويل منزلها كبيت آمن للوافدين من السود الذين حصلوا على حريتهم من العبودية، كما جالت في الكثير من الولايات الأمريكية لتحكي قصتها كامرأة سوداء وكعبدة في العديد من المحافل والمناسبات. كانت أيضًا داعمة لحركة حقوق النساء الوليدة حينها]</ref>  وفرانسيس اي دابليو هاربر<ref>[https://www.poetryfoundation.org/poets/frances-ellen-watkins-harper تعليق:المترجمة: فرانسيس هاربر (1825- 1911), هي شاعرة وصحفية أفريقية أمريكية، ساهمت في تهريب العديد من السود المُستعبدين، وكتبت للكثير من الصحف المناهصة للعبودية، كانت ناشطة في حركات الحقوق المدنية وحقوق النساء. إحدى مؤسسات ثم نائبة مدير الرابطة الوطنية للنساء الملونات وعضوة في رابطة حق النساء الأمريكيات في التصويت.]</ref>  وإيدا ويلس بارنيت<ref>[https://www.womenshistory.org/education-resources/biographies/ida-b-wells-barnett تعليق المترجمة: إيدا بارنيت (1862- 1931)، رفعت قضية تتهم فيها إحدى شركات القطار في ميمفيس  بالمعاملة الغير عادلة، حيثُ قاموا بطردها من عربة الدرجة الأولى في القطار بالرغم من حملها لتذكرة ركوب، وبالرغم من صدور حكم في صالحها في المحكمة المحلية إلا أن الحكم قد سقط في المحكمة الفيدرالية.  
 
دائمًا ما كان يوجد ناشطات سوداوات --- بعضهن معروفات، مثل سوجورنير تروث<ref>[https://www.biography.com/activist/sojourner-truth تعليق المترجمة:" سوجورنير تروث (1797-1883)، ناشطة في حقوق النساء ومنخرطة في حركة مناهضة العبودية، مشهورة بخطابها [[ترجمة:ألست امرأة؟|"ألست امرأة؟"]] الذي ألقته في مؤتمر أوهايو لحقوق النساء سنة 1851، حول اللامساواة العرقية.]</ref>  و هارييت توبمان<ref>[www.harriet-tubman.org/after-the-civil-war/ تعليق المترجمة: هارييت توبمان (1820- 1913)، هي ناشطة أفريقية أمريكية، وُلدت ونشأت كأحد العبيد في أمريكا، وأثناء الحرب الأهلية الأمريكية عملت على تحويل منزلها كبيت آمن للوافدين من السود الذين حصلوا على حريتهم من العبودية، كما جالت في الكثير من الولايات الأمريكية لتحكي قصتها كامرأة سوداء وكعبدة في العديد من المحافل والمناسبات. كانت أيضًا داعمة لحركة حقوق النساء الوليدة حينها]</ref>  وفرانسيس اي دابليو هاربر<ref>[https://www.poetryfoundation.org/poets/frances-ellen-watkins-harper تعليق:المترجمة: فرانسيس هاربر (1825- 1911), هي شاعرة وصحفية أفريقية أمريكية، ساهمت في تهريب العديد من السود المُستعبدين، وكتبت للكثير من الصحف المناهصة للعبودية، كانت ناشطة في حركات الحقوق المدنية وحقوق النساء. إحدى مؤسسات ثم نائبة مدير الرابطة الوطنية للنساء الملونات وعضوة في رابطة حق النساء الأمريكيات في التصويت.]</ref>  وإيدا ويلس بارنيت<ref>[https://www.womenshistory.org/education-resources/biographies/ida-b-wells-barnett تعليق المترجمة: إيدا بارنيت (1862- 1931)، رفعت قضية تتهم فيها إحدى شركات القطار في ميمفيس  بالمعاملة الغير عادلة، حيثُ قاموا بطردها من عربة الدرجة الأولى في القطار بالرغم من حملها لتذكرة ركوب، وبالرغم من صدور حكم في صالحها في المحكمة المحلية إلا أن الحكم قد سقط في المحكمة الفيدرالية.  
 
وبعد إعدام أحد أصدقائها السود، بدأت تبحث في إعدامات السود المتتالية والغير شرعية/ عادلة، ونشرت تحقيقاتها في كتيب وكتبت عن نتائجها في بضعة صحف، وبدأت في تسليط الضوء دوليًا على مسألة إعدامات البيض ضد السود. وطرحت المسألة للحديث علنًا مع النساء البيض في اجتماعات حركة حق النساء في التصويت، ولهذا السبب نُبذت في المنظمات المعنية بحق النساء في التصويت ولكنها استمرت في نشاطها السياسي في اطار حركة حقوق النساء.]</ref>  وماري تشيرش تيريل<ref>[https://www.womenshistory.org/education-resources/biographies/mary-church-terrell تعليق:المترجمة: ماري تيريل (1864- 1954)، من أوائل النساء الأفريقيات الأمريكيات اللاتي حصلن على درجة البكالوريوس والماجيستير، كانت ناشطة في حركة حقوق النساء ومدافعة عن حق النساء السود في التصويت، كمان كانت ناشطة في حركة مناهضة الإعدام، جاء نشاطها بعد إعدام أحد أصدقائها السود على يد البيض بسبب منافسته التجارية لهم.
 
وبعد إعدام أحد أصدقائها السود، بدأت تبحث في إعدامات السود المتتالية والغير شرعية/ عادلة، ونشرت تحقيقاتها في كتيب وكتبت عن نتائجها في بضعة صحف، وبدأت في تسليط الضوء دوليًا على مسألة إعدامات البيض ضد السود. وطرحت المسألة للحديث علنًا مع النساء البيض في اجتماعات حركة حق النساء في التصويت، ولهذا السبب نُبذت في المنظمات المعنية بحق النساء في التصويت ولكنها استمرت في نشاطها السياسي في اطار حركة حقوق النساء.]</ref>  وماري تشيرش تيريل<ref>[https://www.womenshistory.org/education-resources/biographies/mary-church-terrell تعليق:المترجمة: ماري تيريل (1864- 1954)، من أوائل النساء الأفريقيات الأمريكيات اللاتي حصلن على درجة البكالوريوس والماجيستير، كانت ناشطة في حركة حقوق النساء ومدافعة عن حق النساء السود في التصويت، كمان كانت ناشطة في حركة مناهضة الإعدام، جاء نشاطها بعد إعدام أحد أصدقائها السود على يد البيض بسبب منافسته التجارية لهم.
سطر 47: سطر 46:  
==مانؤمن به==  
 
==مانؤمن به==  
   −
قبل أي شئ، سياساتنا نابعة بالأساس من إيماننا المشترك بأن للنساء السود قيمة حقيقية، وأن تحررنا هو ضرورة وليس ملحقًا بتحرر أحد آخر، وذلك بسبب احتياجنا الإنساني للاستقلال الذاتي. قد يبدو هذا بديهي وبسيط، ولكن كما هو ظاهر، فلم تعتبر أي حركة تقدمية مزعومة أن اضطهادنا الخاص أحد أولوياتها ولم  يعمل أحد بجدية لإنهاء ذلك الاضطهاد. فمجرد تسمية الأوصاف النمطية المهينة التي تنسب للنساء السود (مثل: مامي ، الأمومية، سابفاير ، العاهرة، البلداغر ) ناهيك عن المعاملة القاسية، والقاتلة في أحيانٍ كثيرة، التي نتلقاها، التي تعبر عن القيمة القليلة التي أصبحت مقترنة بحيواتنا لمدة أربعة قرون من الاستعباد في النصف الغربي من الكرة الأرضية. ندرك أن الإناس الوحيدين المهتمين بحق بشأننا وبالعمل الدائم لتحررنا هم نحن. تنبع سياساتنا من حبنا الصحي لذواتنا ولأخواتنا ولمجتمعنا، مما يسمح لنا باستكمال نضالنا وعملنا.
+
قبل أي شئ، سياساتنا نابعة بالأساس من إيماننا المشترك بأن للنساء السود قيمة حقيقية، وأن تحررنا هو ضرورة وليس ملحقًا بتحرر أحد آخر، وذلك بسبب احتياجنا الإنساني للاستقلال الذاتي. قد يبدو هذا بديهي وبسيط، ولكن كما هو ظاهر، فلم تعتبر أي حركة تقدمية مزعومة أن اضطهادنا الخاص أحد أولوياتها ولم  يعمل أحد بجدية لإنهاء ذلك الاضطهاد. فمجرد تسمية الأوصاف النمطية المهينة التي تنسب للنساء السود (مثل: مامي<ref>[https://www.albany.edu/womensstudies/journal/2009/kowalski/kowalski.html تعليق المترجمة: مامي هو لفظ تنميطي، يحمل وصمًا للنساء السود، تكون هذا اللفظ في فترة العبودية في أمريكا (استخدم أول مرة سنة 1810)، ويُقصد به النساء السود المُستعبدات اللاتي يقمن بخدمة ورعاية أطفال "أسيادهن" البيض. استُخدمت شخصية ال "مامي" في الرسومات الكارتونية، كانت البدانة إحدى صفاتها الجسدية مما كان يُستخدم للوصم أيضًا بسبب عدم تلبيتها لمعايير الجمال البيضاء. تُمثل ال "مامي" رضا النساء السود بعبوديتهن، وتستنكر أي شكوى من المعاملة السيئة من قِبَل البيض، فهي ترعى أطفالها السود وأطفال أسيادها البيض أي أسياد أبنائها المستقبليين.]</ref> ، الأمومية، سابفاير<ref>[https://www.ferris.edu/HTMLS/news/jimcrow/antiblack/sapphire.htm تعليق المترجمة: إستُوحى لفظ السابفاير من مسلسل "آموس وأندي" الأمريكي، الذي كان يعرض على قناة سي بي اس من عام 1951 إلى عام 1953. مثلت شخصية سابفاير ستيفنز المرأة السوداء الغاضبة بسبب كسل زوجها وجهله. إستُخدمت ال "سابفاير" في الرسومات الكارتونية لتصوير النساء السود على أنهن وقحات وصاخبات وخبيثات وعنيدات ومتعجرفات، كإشارة لكسرهن للقيم الاجتماعية. "السابفاير" يمتلكن رغبة دائمة في الهيمنة، ويملؤهن سخط وغضب غير مبررين، هن صاحبات شكوى دائمة ولا يرغبن في تحسن الأوضاع بشكواتهن، ولكنهن يتمنين الأسوأ دائمًا للجميع.
 +
يُستخدم غاليًا لفظ السابفاير لوصم النساء السود اللاتي يتحدين قيم المجتمع التي تحتم عليهن أن يكن سلبيات وغير مرئيات]، نص إضافي.</ref>، العاهرة، البلداغر<ref>البلداغر هو لفظ يُستخدم لوصم المثليات السود، باعتبارهن نساء يريدن أن يكن رجال.
 +
Lisa Walker, "looking like what you are: sexual style, race and lesbian identity", NYU press, 2001, p.208</ref>) ناهيك عن المعاملة القاسية، والقاتلة في أحيانٍ كثيرة، التي نتلقاها، التي تعبر عن القيمة القليلة التي أصبحت مقترنة بحيواتنا لمدة أربعة قرون من الاستعباد في النصف الغربي من الكرة الأرضية. ندرك أن الإناس الوحيدين المهتمين بحق بشأننا وبالعمل الدائم لتحررنا هم نحن. تنبع سياساتنا من حبنا الصحي لذواتنا ولأخواتنا ولمجتمعنا، مما يسمح لنا باستكمال نضالنا وعملنا.
    
   
 
   
264

تعديل

قائمة التصفح