بعدها أًصبح من الشائع استخدام مصطلح "النوع الاجتماعي" للتدليل على الجندر في الكثير من وكالات الأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية، وصاحبه ترجمات أخرى مثل "النوع" "الجندر" "التشكيل الثقافي للاختلافات بين الجنسين"، كما اصطلحت الدكتورة فريال غازول في العدد التاسع عشر من مجلة الألف الصادرة عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة على مصطلح "الجنوسة" كترجمة لجندر<ref>[https://scholar.cu.edu.eg/?q=halakamal/files/genderdiversityspecificitylnw_ltnw_wlkhswsy.pdf هالة كمال، "النوع الاجتماعي (الجندر): التنوع الثقافي والخصوصية الثقافية"، ص.2 ].</ref> ولكنه لم يلق قبولًا واسعًا أو استخدامً كبيرًا في الأوساط النسوية والاكاديمية الناطقة بالعربية. انتقدت الدكتورة سامية محرز عدم الاتفاق على استخدام الجنوسة كترجمة مبتكرة لجندر وتُرجِع ذلك "لقصور الباحثات النسويات وعدم قدرتهم على الوصول لمعانِ جديدة تسمح بادماج دراسات النوع في الثقافة العربية. فالجنوسة من وجهة نظرها "صياغة مبتكرة لأنها تتبع قواعد الصرف العربي كما أنها تعتمد على جذر عربي يسمح باإدماج المفهوم في اللغة ومن ثم في الثقافة عوضًا عن استخدام ألفاظ مثل "النوع" أو "الجنس" أو "الجندر" التي رأتها تعزز من الأفكار الداعية للإنفصال والاختلاف".<ref>[https://www.academia.edu/34816787/دراسات_النوع_في_العالم_العربي_تأملات_وتساؤلات_عن_تحديات_الخطاب_والموقع_والتاريخ?auto=download هدى الصدة، "دراسات النوع في العالم العربي: تساؤلات عن تحديات الخطاب والموقع والتاريخ"، 2012، ص. 2].</ref> انتقدت عبير عباس الترجمات المختلفة لمصطلح جندر للأسباب التالية؛ أولًا، فالترجمات مثل النوع الاجتماعي أو التشكيل الثقافي للاختلافات بين الجنسين تفترض أين يكمن أصل الإختلاف ومن أين أتي (اجتماعيًا وثقافيًا) وثانيًا، هي رأت أن كلمة جندر ترسخ لكون المفهوم غريب ودخيل على الثقافة العربية، فهي ترى أنه لا حاجة لتعريب مصطلح إلا في حالة عدم القدرة على الوصول لمرادف عربي له، تعقب الدكتورة هالة كمال على تلك الحجة مفيدة بأنه هناك الكثير من المصطلحات الأجنبية التي قد عُرِبَت ولا توجد نفس الاعتراضات على استخدامها مثل مصطلح "ديمقراطية" و"ليبرالية"، ثالثًا، من الشائع استخدام كلمة "النوع" في سياقات لغوية مختلفة فهي تستخدم للتعبير عن "فئة" أو "صنف" أو تستدعي "لنوع" في التخصصات الأدبية المختلفة، فبالنسبة لها يجب تجنب "الخلط بين المصطلح وبين استخدام آخر للكلمة نفسها في اللغة العربية. رابعًا، عند التفكير في المصطلح ينبغي علينا التفكير في إمكانية إيجاد اشتقاقات منه تقابل الصيغ التي يُصرف عليها في اللغة الإنجليزية، وتتسائل كيف يمكننا تصريف "جنوسة" لاشتقاقات مثل gendered و gendering. وبناءً عليه اصطلحت عبير عباس على لفظ "استجناس" وطرحته للنقاش للأسباب التالية "أولًا الاستجناس صيغة نحوية عربية (استفعال) تبرز جانب السيرورة في تشكيل العلاقات بين الجنسين والاختلافات بينهما وتستدعي تصورًا عن معنى فئات "الجنس" "الذكورة" و"الأنوثة بصفتها محل للنزاع التفاوض على المستويين الذاتي والسياسي، وثانيًا، لأنها كلمة مشتقة من جنس وبالتالي تتلافى مشكلة التعسف في الفصل بين "الجنس" و"النوع" على أساس أن الشق الأول يحيل إلى الطبيعة والثاني إلى الثقافة، أو إلى البيولوجي مقابل الاجتماعي. وعلى ذلك بدلًا من إنتاج ثنائيات التضاد التي يحفل بها الفكر الفلسفي والسياسي الغربي، والفكر الحداثي بشكل عام، يتركنا هذا المصطلح بدون موقف مسبق ويسمح لنا بمساحة لتنظير العلاقة بين الطبيعة والثقافة بصفتها هي الأخرى علاقة تصلح للتأريخ، وثالثًا، بالرغم من أن "الجنوسة" مشتقة من "جنس" مثلها مثل استجناس إلا أن المصطلح الأخير يتميز عن الأول من ناحيتين. أولًا: وزن (الاستفعال) يوحي – كما سبق وأشرت- إلى السيرورة، على عكس وزن "الجنوسة" (الفعولة) التي تبدو منتجًا نهائيًا، وفي تبسيط مخل يمكنننا التعبير عن الاختلاف بينهما وكأن الاستفعال يستدعي عملية/ عمليات اكساب/اكتساب الجنس ، وفي "الجنوسة" توحي بجنس "مُكتسب". أما الناحية الثانية فهي تتعلق بصلاحية صيغة الاستجناس للاشتقاق منها، فيمكننا أن نولد منها بسهولة الهوية "المستجنسة" لنقل "gendered identity"". <ref>[https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2017/09/sanhah-al-khuli-al-dhakirah-wa-al-tarikh.pdfعبير عباس، النسوية والدراسات التاريخية، 2015، مقدمة المترجمة].</ref> | بعدها أًصبح من الشائع استخدام مصطلح "النوع الاجتماعي" للتدليل على الجندر في الكثير من وكالات الأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية، وصاحبه ترجمات أخرى مثل "النوع" "الجندر" "التشكيل الثقافي للاختلافات بين الجنسين"، كما اصطلحت الدكتورة فريال غازول في العدد التاسع عشر من مجلة الألف الصادرة عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة على مصطلح "الجنوسة" كترجمة لجندر<ref>[https://scholar.cu.edu.eg/?q=halakamal/files/genderdiversityspecificitylnw_ltnw_wlkhswsy.pdf هالة كمال، "النوع الاجتماعي (الجندر): التنوع الثقافي والخصوصية الثقافية"، ص.2 ].</ref> ولكنه لم يلق قبولًا واسعًا أو استخدامً كبيرًا في الأوساط النسوية والاكاديمية الناطقة بالعربية. انتقدت الدكتورة سامية محرز عدم الاتفاق على استخدام الجنوسة كترجمة مبتكرة لجندر وتُرجِع ذلك "لقصور الباحثات النسويات وعدم قدرتهم على الوصول لمعانِ جديدة تسمح بادماج دراسات النوع في الثقافة العربية. فالجنوسة من وجهة نظرها "صياغة مبتكرة لأنها تتبع قواعد الصرف العربي كما أنها تعتمد على جذر عربي يسمح باإدماج المفهوم في اللغة ومن ثم في الثقافة عوضًا عن استخدام ألفاظ مثل "النوع" أو "الجنس" أو "الجندر" التي رأتها تعزز من الأفكار الداعية للإنفصال والاختلاف".<ref>[https://www.academia.edu/34816787/دراسات_النوع_في_العالم_العربي_تأملات_وتساؤلات_عن_تحديات_الخطاب_والموقع_والتاريخ?auto=download هدى الصدة، "دراسات النوع في العالم العربي: تساؤلات عن تحديات الخطاب والموقع والتاريخ"، 2012، ص. 2].</ref> انتقدت عبير عباس الترجمات المختلفة لمصطلح جندر للأسباب التالية؛ أولًا، فالترجمات مثل النوع الاجتماعي أو التشكيل الثقافي للاختلافات بين الجنسين تفترض أين يكمن أصل الإختلاف ومن أين أتي (اجتماعيًا وثقافيًا) وثانيًا، هي رأت أن كلمة جندر ترسخ لكون المفهوم غريب ودخيل على الثقافة العربية، فهي ترى أنه لا حاجة لتعريب مصطلح إلا في حالة عدم القدرة على الوصول لمرادف عربي له، تعقب الدكتورة هالة كمال على تلك الحجة مفيدة بأنه هناك الكثير من المصطلحات الأجنبية التي قد عُرِبَت ولا توجد نفس الاعتراضات على استخدامها مثل مصطلح "ديمقراطية" و"ليبرالية"، ثالثًا، من الشائع استخدام كلمة "النوع" في سياقات لغوية مختلفة فهي تستخدم للتعبير عن "فئة" أو "صنف" أو تستدعي "لنوع" في التخصصات الأدبية المختلفة، فبالنسبة لها يجب تجنب "الخلط بين المصطلح وبين استخدام آخر للكلمة نفسها في اللغة العربية. رابعًا، عند التفكير في المصطلح ينبغي علينا التفكير في إمكانية إيجاد اشتقاقات منه تقابل الصيغ التي يُصرف عليها في اللغة الإنجليزية، وتتسائل كيف يمكننا تصريف "جنوسة" لاشتقاقات مثل gendered و gendering. وبناءً عليه اصطلحت عبير عباس على لفظ "استجناس" وطرحته للنقاش للأسباب التالية "أولًا الاستجناس صيغة نحوية عربية (استفعال) تبرز جانب السيرورة في تشكيل العلاقات بين الجنسين والاختلافات بينهما وتستدعي تصورًا عن معنى فئات "الجنس" "الذكورة" و"الأنوثة بصفتها محل للنزاع التفاوض على المستويين الذاتي والسياسي، وثانيًا، لأنها كلمة مشتقة من جنس وبالتالي تتلافى مشكلة التعسف في الفصل بين "الجنس" و"النوع" على أساس أن الشق الأول يحيل إلى الطبيعة والثاني إلى الثقافة، أو إلى البيولوجي مقابل الاجتماعي. وعلى ذلك بدلًا من إنتاج ثنائيات التضاد التي يحفل بها الفكر الفلسفي والسياسي الغربي، والفكر الحداثي بشكل عام، يتركنا هذا المصطلح بدون موقف مسبق ويسمح لنا بمساحة لتنظير العلاقة بين الطبيعة والثقافة بصفتها هي الأخرى علاقة تصلح للتأريخ، وثالثًا، بالرغم من أن "الجنوسة" مشتقة من "جنس" مثلها مثل استجناس إلا أن المصطلح الأخير يتميز عن الأول من ناحيتين. أولًا: وزن (الاستفعال) يوحي – كما سبق وأشرت- إلى السيرورة، على عكس وزن "الجنوسة" (الفعولة) التي تبدو منتجًا نهائيًا، وفي تبسيط مخل يمكنننا التعبير عن الاختلاف بينهما وكأن الاستفعال يستدعي عملية/ عمليات اكساب/اكتساب الجنس ، وفي "الجنوسة" توحي بجنس "مُكتسب". أما الناحية الثانية فهي تتعلق بصلاحية صيغة الاستجناس للاشتقاق منها، فيمكننا أن نولد منها بسهولة الهوية "المستجنسة" لنقل "gendered identity"". <ref>[https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2017/09/sanhah-al-khuli-al-dhakirah-wa-al-tarikh.pdfعبير عباس، النسوية والدراسات التاريخية، 2015، مقدمة المترجمة].</ref> |