تغييرات

اضافة وصلة
سطر 120: سطر 120:  
إن العدالة الانتقالية ليست طوباوية ولا تقدّم إجابات جاهزة. إنها إطار يسمح للمجتمعات بتطوير أدواتها الخاصة لإنهاء الأسباب الجذرية للعنف الجنسي دون معالجة أحداث العنف الجنسي على أنها "صرعة" سرعان ما تفقد وهجها. تَتَطلّب العدالة الانتقالية التواضع والاتساق لقبول الفشل والقدرة على المضيّ قدمًا.
 
إن العدالة الانتقالية ليست طوباوية ولا تقدّم إجابات جاهزة. إنها إطار يسمح للمجتمعات بتطوير أدواتها الخاصة لإنهاء الأسباب الجذرية للعنف الجنسي دون معالجة أحداث العنف الجنسي على أنها "صرعة" سرعان ما تفقد وهجها. تَتَطلّب العدالة الانتقالية التواضع والاتساق لقبول الفشل والقدرة على المضيّ قدمًا.
   −
ختامًا، شعرت بالحاجة إلى توثيق ما مررت به أثناء كتابة هذه الورقة، ولو كان وجيزًا – من آلام جسدية، ولمحات خاطفة من الماضي والغثيان والكوابيس والمهدّئات والعديد من نوبات الهلع. بدأت بمحاولة أن أكون موضوعيةً قدر استطاعتي لتجنّب خلق المزيد من التوتّر النسوي أثناء النظر في المشاركة النسوية المصرية في القضية قيد الدرس. شعرت بالضغوط وضرورة كتابة ما يبدو "صحيحًا" والحاجة إلى تجنّب تضمين مشاعري وعاطفتي، حتى لو كانت تلك هي صنو الكتابة النسوية. ابتلعت الحاجة المُلحّة لأصرخ بصوت عالٍ، "لقد سئمت"، كما الحاجة إلى إعلان فقدان الثقة في أي أمر من شأنه أن يحقّق العدالة والتعافي والمساءلة في واقعنا المخيف. كيف لهذا ألا يستفزّني؟ كانت هذه القضية على وجه الخصوص رمزًا لكل حالة عنف جنسي مرّت بها أيٌ منّا، وفي كلّ مرّة خذلتنا العدالة الرسمية وغير الرسمية – إنها لحظةٌ مثقلةٌ بالألم الجماعي الذي يعتمل في كل ما يسمى بـ "فضاءات آمنة بديلة". كان المضي قدمًا في القضية والدعوة إلى إعادة التأهيل والتعافي لأولئك الذين تسبّبوا في الصدمة، تجربة تعليمية، وإن لم تكن سهلة. كان التنفّس أثناء الكتابة مهمّةً صعبة، ناهيك عن وضع الاستراتيجيات. تعلّمت أن محاولة تفكيك سنوات من العنف الجنسي المُعقّد والتوتّرات النسوية التي يخلقها لا يمكن أن تحدث أثناء وقوفنا فرادى، فالتنظيم المجتمعي أمرٌ لا بد منه. وهذا لن يحدث أبدًا ما لم نبدأ في التحدّث إلى بعضنا البعض، والتلفّظ بالكلمات الأولى، "فلنجلس ونتحدّث، ثمّة شيء لا يعمل هنا". أخيرًا، أنهيتُ هذه الورقة محاطةً برعاية وحبّ أربع صديقات رائعات وأعلم أنّ بناء مجتمع من العدالة والتعافي والمساءلة وإعادة التأهيل لا يتطلّب أقلّ من قريةٍ نسوية.
+
ختامًا، شعرت بالحاجة إلى توثيق ما مررت به أثناء كتابة هذه الورقة، ولو كان وجيزًا – من آلام جسدية، ولمحات خاطفة من الماضي والغثيان والكوابيس والمهدّئات والعديد من نوبات الهلع. بدأت بمحاولة أن أكون موضوعيةً قدر استطاعتي لتجنّب خلق المزيد من التوتّر النسوي أثناء النظر في المشاركة النسوية المصرية في القضية قيد الدرس. شعرت بالضغوط وضرورة كتابة ما يبدو "صحيحًا" والحاجة إلى تجنّب تضمين مشاعري وعاطفتي، حتى لو كانت تلك هي صنو الكتابة النسوية. ابتلعت الحاجة المُلحّة لأصرخ بصوت عالٍ، "لقد سئمت"، كما الحاجة إلى إعلان فقدان الثقة في أي أمر من شأنه أن يحقّق العدالة والتعافي والمساءلة في واقعنا المخيف. كيف لهذا ألا يستفزّني؟ كانت هذه القضية على وجه الخصوص رمزًا لكل حالة عنف جنسي مرّت بها أيٌ منّا، وفي كلّ مرّة خذلتنا العدالة الرسمية وغير الرسمية – إنها لحظةٌ مثقلةٌ بالألم الجماعي الذي يعتمل في كل ما يسمى بـ "فضاءات آمنة بديلة". كان المضي قدمًا في القضية والدعوة إلى إعادة التأهيل والتعافي لأولئك الذين تسبّبوا في الصدمة، تجربة تعليمية، وإن لم تكن سهلة. كان التنفّس أثناء الكتابة مهمّةً صعبة، ناهيك عن وضع الاستراتيجيات. تعلّمت أن محاولة تفكيك سنوات من العنف الجنسي المُعقّد والتوتّرات النسوية التي يخلقها لا يمكن أن تحدث أثناء وقوفنا فرادى، فالتنظيم المجتمعي أمرٌ لا بد منه. وهذا لن يحدث أبدًا ما لم نبدأ في التحدّث إلى بعضنا البعض، والتلفّظ بالكلمات الأولى، "فلنجلس ونتحدّث، ثمّة شيء لا يعمل هنا". أخيرًا، أنهيتُ هذه الورقة محاطةً برعاية وحبّ أربع صديقات رائعات وأعلم أنّ بناء مجتمع من العدالة والتعافي والمساءلة وإعادة التأهيل لا يتطلّب أقلّ من قريةٍ [[نسوية]].
 +
 
 +
 
 +
[[تصنيف:عنف ضد المرأة]]
 +
[[تصنيف:مصر]]
65

تعديل