تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا يوجد ملخص تحرير
سطر 29: سطر 29:  
تنناول سيمون فايل خمسة مواضيع أساسية:  الفلسفة الاجتماعية السياسية ونظرية المعرفة والأخلاق والفلسفة الدينية وفلسفة الجمال، علمًا أن فايل رفضت تنصيف أعمالها وتخضيعها لأي نوع من المنهجية المنظمة.  
 
تنناول سيمون فايل خمسة مواضيع أساسية:  الفلسفة الاجتماعية السياسية ونظرية المعرفة والأخلاق والفلسفة الدينية وفلسفة الجمال، علمًا أن فايل رفضت تنصيف أعمالها وتخضيعها لأي نوع من المنهجية المنظمة.  
   −
'''الانتماء للطبقة العاملة ونقد الماركسية:  
+
 
 +
==== '''الانتماء للطبقة العاملة ونقد الماركسية:  
 
'''
 
'''
 +
====
 
في أوائل أغسطس 1932، سافرت سيمون فايل إلى ألمانيا من أجل فهم أفضل للظروف التي تعزز النازية. وكتبت فايل إلى أصدقائها عند عودتها إلى فرنسا أن النقابات العمالية الألمانية كانت القوة الوحيدة في ألمانيا القادرة على إحداث ثورة إلا أنّها قوة إصلاحية بالكامل. وبشكل أكثر تحديدًا، في أوائل عام 1933، انتقدت فايل ميل المنظمات الاجتماعية لتوليد البيروقراطية، والتي رأت أنها ترفع مستوى الإدارة والتفكير الجماعي ضد العامل بشكل فردي وشخصي. ضد هذا الاتجاه البيروقراطي، دعت فايل إلى فهم العمال للعمل اليدوي الذي يؤدونه في سياق الجهاز التنظيمي بأكمله. في نصها "تأملات حول أسباب الحرية والاضطهاد الاجتماعي" (1934)، قدمت فايل تلخيصًا لفكرها المبكر وتوصيفًا مسبقًا للعناصر المركزية في مسارها الفكري. يستخدم المقال أسلوب تحليل ماركسي يهتم بالمضطهدين/ات وينتقد موقفها كمفكرة وتميز على وجه الخصوص العمل اليدوي. كما طالبت في نصها، بالتفكير بالتفكير الفردي الدقيق وغير التقليدي الذي يوحد النظرية والممارسة ضد الكليشيهات الجماعية  والدعاية  والتعتيم ،والإفراط في التخصص. ووفرت هذه الأفكار إطارًا نظريًا لممارستها المميزة للفلسفة حيث أنها قبل أشهر من موتها،  كتبت في مذكراتها: "الفلسفة (بما في ذلك مشاكل الإدراك، إلخ) هي حصريًا مسألة فعل وممارسة".  
 
في أوائل أغسطس 1932، سافرت سيمون فايل إلى ألمانيا من أجل فهم أفضل للظروف التي تعزز النازية. وكتبت فايل إلى أصدقائها عند عودتها إلى فرنسا أن النقابات العمالية الألمانية كانت القوة الوحيدة في ألمانيا القادرة على إحداث ثورة إلا أنّها قوة إصلاحية بالكامل. وبشكل أكثر تحديدًا، في أوائل عام 1933، انتقدت فايل ميل المنظمات الاجتماعية لتوليد البيروقراطية، والتي رأت أنها ترفع مستوى الإدارة والتفكير الجماعي ضد العامل بشكل فردي وشخصي. ضد هذا الاتجاه البيروقراطي، دعت فايل إلى فهم العمال للعمل اليدوي الذي يؤدونه في سياق الجهاز التنظيمي بأكمله. في نصها "تأملات حول أسباب الحرية والاضطهاد الاجتماعي" (1934)، قدمت فايل تلخيصًا لفكرها المبكر وتوصيفًا مسبقًا للعناصر المركزية في مسارها الفكري. يستخدم المقال أسلوب تحليل ماركسي يهتم بالمضطهدين/ات وينتقد موقفها كمفكرة وتميز على وجه الخصوص العمل اليدوي. كما طالبت في نصها، بالتفكير بالتفكير الفردي الدقيق وغير التقليدي الذي يوحد النظرية والممارسة ضد الكليشيهات الجماعية  والدعاية  والتعتيم ،والإفراط في التخصص. ووفرت هذه الأفكار إطارًا نظريًا لممارستها المميزة للفلسفة حيث أنها قبل أشهر من موتها،  كتبت في مذكراتها: "الفلسفة (بما في ذلك مشاكل الإدراك، إلخ) هي حصريًا مسألة فعل وممارسة".  
 
وبعد سفرها، تقدمت فايل بطلب إجازة من التدريس، حيث قررت أن تقضي عامًا من العمل في المصانع الباريسية؛ وذلك انطلاقًا من رغبتها في الانتماء إلى المجموعات الأكثر اضطهادًا: أي العاملات اليدويات غير المتخصصات. قضت فايل ٢٤ أسبوعًا من العمل، وتُعتبر هذه التجربة أساسية لفهم تطور فكرها الديني.  في مصانع باريس، بدأت فايل ترى وتفهم عن كثب تطبيع الوحشية في عصر الصناعة الحديثة. هناك، كتبت في "مذكرات المصنع" أن الوقت عبئًا لا يطاق". وكتبت أيضًا عن اطار العمل نفسه؛ فرأت أن أعمال المصنع الحديثة تتكون من عنصرين أساسيين: أوامر من الرؤساء، وبالتالي زيادة سرعة الإنتاج. بينما استمر مديرو المصانع في المطالبة بالمزيد، أدى التعب إلى إبطاء العمل. نتيجة لذلك، شعرت فايل بأن طبيعة العمل غير إنسانية. من الناحية الظاهرية، كانت تجربتها في المصنع أقل من معاناة جسدية في حد ذاتها، وأكثر من كونها تجربة إذلال. اندهشت فايل من أن هذا الإذلال لم ينتج عنه تمرد، بل بالأحرى إرهاق وطاعة. ووصفت تجربتها في المصانع بأنها نوع من "العبودية". سيبقى تركيز تحليل سيمون فايل في كل سياستها وكتاباتها: العامل الفردي في سياق معيشته الكلي. وفي ذلك الوقت، كان يكتب عددًا من المفكرين في دوائر سيمون فايل عن  دائرتها عن محنة الطبقة العاملة، لكن قلة قليلة من زملائها فكروا في فعل ما قامت به ورأته ضروري للغاية: الذهاب إلى مكان العمل ورؤية حالة العمال عن كثب.  
 
وبعد سفرها، تقدمت فايل بطلب إجازة من التدريس، حيث قررت أن تقضي عامًا من العمل في المصانع الباريسية؛ وذلك انطلاقًا من رغبتها في الانتماء إلى المجموعات الأكثر اضطهادًا: أي العاملات اليدويات غير المتخصصات. قضت فايل ٢٤ أسبوعًا من العمل، وتُعتبر هذه التجربة أساسية لفهم تطور فكرها الديني.  في مصانع باريس، بدأت فايل ترى وتفهم عن كثب تطبيع الوحشية في عصر الصناعة الحديثة. هناك، كتبت في "مذكرات المصنع" أن الوقت عبئًا لا يطاق". وكتبت أيضًا عن اطار العمل نفسه؛ فرأت أن أعمال المصنع الحديثة تتكون من عنصرين أساسيين: أوامر من الرؤساء، وبالتالي زيادة سرعة الإنتاج. بينما استمر مديرو المصانع في المطالبة بالمزيد، أدى التعب إلى إبطاء العمل. نتيجة لذلك، شعرت فايل بأن طبيعة العمل غير إنسانية. من الناحية الظاهرية، كانت تجربتها في المصنع أقل من معاناة جسدية في حد ذاتها، وأكثر من كونها تجربة إذلال. اندهشت فايل من أن هذا الإذلال لم ينتج عنه تمرد، بل بالأحرى إرهاق وطاعة. ووصفت تجربتها في المصانع بأنها نوع من "العبودية". سيبقى تركيز تحليل سيمون فايل في كل سياستها وكتاباتها: العامل الفردي في سياق معيشته الكلي. وفي ذلك الوقت، كان يكتب عددًا من المفكرين في دوائر سيمون فايل عن  دائرتها عن محنة الطبقة العاملة، لكن قلة قليلة من زملائها فكروا في فعل ما قامت به ورأته ضروري للغاية: الذهاب إلى مكان العمل ورؤية حالة العمال عن كثب.  
سطر 46: سطر 48:  
من عام 1937 إلى عام ١٩٣٨، أعادت فايل النظر في التزاماتها الماركسية، بحجة أن هناك تناقضًا مركزيًا في فكر ماركس: على الرغم من أنها التزمت بأسلوبه في التحليل وإثبات أن الدولة الحديثة قمعية بطبيعتها،كونها تتكون من الجيش والشرطة والبيروقراطية، واصلت رفض أي افتراض للثورة على أنها جوهرية أو حازمة.  
 
من عام 1937 إلى عام ١٩٣٨، أعادت فايل النظر في التزاماتها الماركسية، بحجة أن هناك تناقضًا مركزيًا في فكر ماركس: على الرغم من أنها التزمت بأسلوبه في التحليل وإثبات أن الدولة الحديثة قمعية بطبيعتها،كونها تتكون من الجيش والشرطة والبيروقراطية، واصلت رفض أي افتراض للثورة على أنها جوهرية أو حازمة.  
   −
'''فايل والروحانية:  
+
==== '''فايل والروحانية:  
 
'''
 
'''
 +
====
 +
 
  في رحلة إلى البرتغال في أغسطس 1935  عند مشاهدة موكب لتكريم قديس القرويين الصيادين، كان لها أول اتصال رئيسي مع الدين المسيحي. وتوطد اقتناعها بأن المسيحية هي في المقام الأول دين العبيد،  وأن العبيد لا يمكنهم إلا الانتماء للدين المسيحي.  
 
  في رحلة إلى البرتغال في أغسطس 1935  عند مشاهدة موكب لتكريم قديس القرويين الصيادين، كان لها أول اتصال رئيسي مع الدين المسيحي. وتوطد اقتناعها بأن المسيحية هي في المقام الأول دين العبيد،  وأن العبيد لا يمكنهم إلا الانتماء للدين المسيحي.  
 
بالمقارنة مع كتاباتها قبل عملها في المصنع، نرى أن فايل حافظت في "مذكرات المصنع" على لغة الحرية لكنها انتقلت من مصطلح "القمع" إلى "الذل" و "البلاء". وهكذا ازداد مفهومها ووصفها للمعاناة وأصبحا أكثر شخصية في هذا الوقت.
 
بالمقارنة مع كتاباتها قبل عملها في المصنع، نرى أن فايل حافظت في "مذكرات المصنع" على لغة الحرية لكنها انتقلت من مصطلح "القمع" إلى "الذل" و "البلاء". وهكذا ازداد مفهومها ووصفها للمعاناة وأصبحا أكثر شخصية في هذا الوقت.
سطر 57: سطر 61:  
رفضت ان تعمد والانتماء للكنيسة (النقد الذي وجهته للكنيسة)
 
رفضت ان تعمد والانتماء للكنيسة (النقد الذي وجهته للكنيسة)
   −
'''عن الابتلاء:
+
==== '''عن الابتلاء:
 
'''
 
'''
 
+
====
'''عن التيقظ والتنبه:  
+
==== '''عن التيقظ والتنبه:  
 
'''
 
'''
 +
====
   −
 
+
==== '''فايل والقومية:  
'''فايل والقومية:  
   
'''
 
'''
 +
====
 
وأثارت فايل أسئلة جادة حول الوطنية الدينية التي يتعبها العديد من الفرنسيين المسيحيين من اليمين واليسار. وهاجمت الأساس ذاته للقومية "الدينية". وكان رفض سيمون فايل للقومية الدينية حازم وخلفه كانت تصوراتها عن الشوائب في الروحانية الغربية الحديثة، وكذلك فهمها للجذور الخفية لكل من الفاشية والستالينية.  
 
وأثارت فايل أسئلة جادة حول الوطنية الدينية التي يتعبها العديد من الفرنسيين المسيحيين من اليمين واليسار. وهاجمت الأساس ذاته للقومية "الدينية". وكان رفض سيمون فايل للقومية الدينية حازم وخلفه كانت تصوراتها عن الشوائب في الروحانية الغربية الحديثة، وكذلك فهمها للجذور الخفية لكل من الفاشية والستالينية.  
    
هنا مرة أخرى كانت أفكارها أصلية ومقلقة بالنسبة للعديد من معاصريها حيث اقترحت أن طريقة مقاومة الفاشية لم تكن بهذه البساطة أو السهولة. وفي هذا الإطار تقول سيمون إن "الفاشية كانت دائمًا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمجموعة متنوعة من المشاعر الوطنية". وتوقعت سيمون فايل مسارين مختلفين للمقاومة الفرنسية، أحدهما فقط سيطهر بلدها من الوطنية الزائفة التي أضرت بالغرب: "يمكن للمرء أن يحب فرنسا للمجد الذي يبدو أنه يضمن لها فترة طويلة الوجود في الزمان والمكان؛ وإلا يمكن للمرء أن يحبها كشيء أرضي يمكن تدميره وهذا هو الحب القيّم".  وبالنسبة لسيمون فايل، فإن هذين يمثلان طريقتين متميزتين من المحبة ونوعين متميزين من حب الوطن.
 
هنا مرة أخرى كانت أفكارها أصلية ومقلقة بالنسبة للعديد من معاصريها حيث اقترحت أن طريقة مقاومة الفاشية لم تكن بهذه البساطة أو السهولة. وفي هذا الإطار تقول سيمون إن "الفاشية كانت دائمًا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمجموعة متنوعة من المشاعر الوطنية". وتوقعت سيمون فايل مسارين مختلفين للمقاومة الفرنسية، أحدهما فقط سيطهر بلدها من الوطنية الزائفة التي أضرت بالغرب: "يمكن للمرء أن يحب فرنسا للمجد الذي يبدو أنه يضمن لها فترة طويلة الوجود في الزمان والمكان؛ وإلا يمكن للمرء أن يحبها كشيء أرضي يمكن تدميره وهذا هو الحب القيّم".  وبالنسبة لسيمون فايل، فإن هذين يمثلان طريقتين متميزتين من المحبة ونوعين متميزين من حب الوطن.
staff
251

تعديل

قائمة التصفح