تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطر 38: سطر 38:  
ركزت سيمون في العديد من كتابتها على نقد الماركسية وطبيعة بيئة العمل. وبالرغم من أنه كان يكتب العديد من المفكرين في دوائر سيمون فايل عن محنة الطبقة العاملة أيضًا، إلا أن قلة قليلة من زملائها فكروا في فعل ما قامت به ورأته أساسي للغاية: الذهاب إلى مكان العمل ورؤية حالة العمال عن كثب؛ فبعد سفرها، تقدمت سيمون بطلب إجازة من التدريس، وقررت أن تقضي عامًا من العمل في المصانع الباريسية؛ وذلك انطلاقًا من رغبتها في الانتماء إلى المجموعات الأكثر اضطهادًا؛ أي العاملات اليدويات غير المتخصصات. قضت سيمون 24 أسبوعًا من العمل، وتُعتبر هذه التجربة أساسية لفهم تطور فكرها الديني.  في مصانع باريس، بدأت سيمون تفهم عن كثب تطبيع الوحشية في عصر الصناعة الحديثة؛ فكتبت في "مذكرات المصنع" أن الوقت عبئًا لا يطاق. وكتبت أيضًا عن إطار العمل نفسه؛ فرأت أن أعمال المصنع الحديثة تتكون من عنصريين أساسيين: أوامر من الرؤساء وزيادة سرعة الإنتاج. وأدى استمرار مديرو المصانع في المطالبة بالمزيد من العمل إلى التعب وبالتالي إبطاء العمل. نتيجة لذلك، ترى سيمون أن طبيعة العمل غير إنسانية. من الناحية الظاهرية، كانت تجربتها في المصنع أقل من معاناة جسدية في حد ذاتها، وأكثر من كونها تجربة إذلال. أشارت سيمون إلى تفاجأها من أن هذا الإذلال لم ينتج عنه تمرد، بل إرهاق وطاعة. ووصفت تجربتها في المصانع بأنها نوع من "العبودية". وكان تركيز تحليل سيمون فايل في كل سياستها وكتاباتها على العامل الفردي في سياق معيشته الكلي.  
 
ركزت سيمون في العديد من كتابتها على نقد الماركسية وطبيعة بيئة العمل. وبالرغم من أنه كان يكتب العديد من المفكرين في دوائر سيمون فايل عن محنة الطبقة العاملة أيضًا، إلا أن قلة قليلة من زملائها فكروا في فعل ما قامت به ورأته أساسي للغاية: الذهاب إلى مكان العمل ورؤية حالة العمال عن كثب؛ فبعد سفرها، تقدمت سيمون بطلب إجازة من التدريس، وقررت أن تقضي عامًا من العمل في المصانع الباريسية؛ وذلك انطلاقًا من رغبتها في الانتماء إلى المجموعات الأكثر اضطهادًا؛ أي العاملات اليدويات غير المتخصصات. قضت سيمون 24 أسبوعًا من العمل، وتُعتبر هذه التجربة أساسية لفهم تطور فكرها الديني.  في مصانع باريس، بدأت سيمون تفهم عن كثب تطبيع الوحشية في عصر الصناعة الحديثة؛ فكتبت في "مذكرات المصنع" أن الوقت عبئًا لا يطاق. وكتبت أيضًا عن إطار العمل نفسه؛ فرأت أن أعمال المصنع الحديثة تتكون من عنصريين أساسيين: أوامر من الرؤساء وزيادة سرعة الإنتاج. وأدى استمرار مديرو المصانع في المطالبة بالمزيد من العمل إلى التعب وبالتالي إبطاء العمل. نتيجة لذلك، ترى سيمون أن طبيعة العمل غير إنسانية. من الناحية الظاهرية، كانت تجربتها في المصنع أقل من معاناة جسدية في حد ذاتها، وأكثر من كونها تجربة إذلال. أشارت سيمون إلى تفاجأها من أن هذا الإذلال لم ينتج عنه تمرد، بل إرهاق وطاعة. ووصفت تجربتها في المصانع بأنها نوع من "العبودية". وكان تركيز تحليل سيمون فايل في كل سياستها وكتاباتها على العامل الفردي في سياق معيشته الكلي.  
   −
في أغسطس 1933، كتبت فايل عن هذه الأفكار في مجلة طليعية مناهضة للستالينية Revolution Proletarienne حيث قالت أن الثورة الحقيقية للقرن العشرين هي ثورة من كوادر من النخب البيروقراطية وليست من البروليتاريا.تحليل سيمون فايل لجذور الاضطهاد التكنوقراطي، واستنكار ما أطلق عليه ميشيل كروزير بعد عقود الظاهرة البيروقراطية،  لم يكتف بإلقاء اللوم السهل على أحزاب أو شخصيات معينة  أو حتى التكنوقراط أنفسهم. بدلًا من ذلك، اقترحت فايل بعض أصول المشكلة في عملية التطور التكنولوجي نفسه. وتمكنت فايل من ربط العمال والفنيين والمهندسين والعلماء في محنة شائعة تسمى بالتكنوقراطية:
+
في أغسطس 1933، كتبت سيمون عن تحليلها ونقدها في مجلة طليعية مناهضة للستالينية تسمى ثورة البلوريتاريين Revolution Proletarienne حيث أشارت أن ثورة القرن العشرين الحقيقية هي ثورة من كوادر من النخب البيروقراطية وليست من البروليتاريا. تحليل سيمون فايل لجذور الاضطهاد التكنوقراطي، واستنكار ما أطلق عليه ميشيل كروزير بعد عقود الظاهرة البيروقراطية،  لم يكتف بإلقاء اللوم السهل على أحزاب أو شخصيات معينة  أو حتى التكنوقراط أنفسهم. بدلًا من ذلك، اقترحت فايل بعض أصول المشكلة في عملية التطور التكنولوجي نفسه. وتمكنت فايل من ربط العمال والفنيين والمهندسين والعلماء في محنة شائعة تسمى بالتكنوقراطية:
    
"أصبح العمال يفتقرون إلى المعرفة التقنية أكثر فأكثر. وفي الوقت نفسه، إتقان الفنيين، في كثير من الحالات، يقتصر على مجال محدود للغاية؛ حتى أنهم شرعوا في إنتاج مهندسين متخصصين - تمامًا مثل العمال غير الماهرين - يعرفون فئة معينة من الآلات. وعلاوة على ذلك فإن الفنيين جاهلين بالأساس النظري للمعرفة التي يستخدمونها.العلماء، بدورهم، لم يبقوا بعيدين عن الاتصال بالمعرفة التقنية وحسب ولكن مُبعدين أيضًا من تلك النظرة العامة للعمل وهو جوهر الثقافة النظرية."
 
"أصبح العمال يفتقرون إلى المعرفة التقنية أكثر فأكثر. وفي الوقت نفسه، إتقان الفنيين، في كثير من الحالات، يقتصر على مجال محدود للغاية؛ حتى أنهم شرعوا في إنتاج مهندسين متخصصين - تمامًا مثل العمال غير الماهرين - يعرفون فئة معينة من الآلات. وعلاوة على ذلك فإن الفنيين جاهلين بالأساس النظري للمعرفة التي يستخدمونها.العلماء، بدورهم، لم يبقوا بعيدين عن الاتصال بالمعرفة التقنية وحسب ولكن مُبعدين أيضًا من تلك النظرة العامة للعمل وهو جوهر الثقافة النظرية."
7٬893

تعديل

قائمة التصفح