أُضيف 9٬793 بايت
، قبل 3 سنوات
==العلاج النفسي النسوي==
بدأ التوجه نحو العلاج النفسي النسوي مع الحراك النسوي في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، خاصة مع الموجة الثانية للحركة النسوية. يهدف العلاج النفسي النسوي إلى تمكين الأفراد من رؤية أنفسهم/ن كعناصر فعالة على المستوى الشخصي والمجتمعي والسياسي.
ترى لورا س. براون أن العلاج النفسي النسوي هو ذلك العمل الثوري الذي يؤدي إلى تغيير كلا من المعالج/ة والمريض/ة والمجتمع. وتعرفه بأنه أسلوب علاجي مبني على الفلسفة السياسية النسوية وتحليل الجندر يشجع كلا من المعالج/ة والمنتفع/ة من العلاج للوصول إلى استراتيجيات لتعزيز المقاومة النسوية والتغير الشخصي والاجتماعي في الحياة اليومية. <ref>[https://books.google.com.eg/books/about/Subversive_Dialogues.html?id=I_HaAAAAMAAJ&source=kp_book_description&redir_esc=y Laura S. Brown, Subversive Dialogues: Theory In Feminist Therapy, 1994]</ref> كما يمكن تعريف العلاج النفسي النسوي بأنه "النظرية العلاجية القائمة على فهم الأذى السياسي كجزء من دوافع العلاج النفسي، لذلك لا يمكن فهمها بعيدا عن العمل السياسي". <ref>[https://books.google.com.eg/books/about/Feminist_Therapy_Theory_and_Practice.html?id=9ArdH7AojmEC&printsec=frontcover&source=kp_read_button&redir_esc=y#v=onepage&q&f=false Mary Ballou, Marcia Hill, Carolyn West, Feminist Therapy Theory and Practice: A Contemporary Perspective, 2008]</ref>
===الأساليب والمنهجيات===
وفقا لأخصائية علم النفس كارولاين إنز، هناك ثلاث مقومات للعلاج النفسي النسوي: <ref>[https://www.oxfordhandbooks.com/view/10.1093/oxfordhb/9780195342314.001.0001/oxfordhb-9780195342314-e-016 Carolyn Zerbe Enns, Feminist Approaches to Counseling in "The Oxford Handbook of Counseling Psychology", 2011]</ref>
;الشخصي سياسي
من أساليب العلاج النفسي النسوي العلاج المبني على القوة الداخلية للأفراد (Strength-based approach) حيث يتم إعادة تصور الكرب/الضائقة كاستجابة تكيفية للاضطهاد وليس كسلوك مرضي بحد ذاته. ويتم استخدام طريقة تحليل الهوية الاجتماعية (social identity analysis) وهو تحليل الطرق التي تشكل بها الهويات الثقافية المختلفة تجربة الفرد. يؤدي ذلك إلى تغيير محل اللوم من الذات إلى الأنظمة القمعية التي تجيز العنف والتمييز على أساس الجنس أو اللون أو الميول أو القدرة الجسدية.
;المساواة في العلاقة العلاجية
يشجع العلاج النفسي النسوي على مراقبة توازن القوى بين المعالج/ة والمنتفع/ة من العلاج لمنع إساءة استعمال السلطة. يتم ذلك عن طريق تبني سلوكيات مشاركة السلطة مثل: التواصل مع المنتفع/ة بخصوص القيم المشتركة، ومناقشة مدى التوافق بين المعالج/ة والمنتفع/ة، والتأكيد على قدرة الطرفين على الاختيار، وتوفير المعلومات بما في ذلك الحقوق والمسئوليات، وتحديد الأهداف من العلاج بشكل تعاوني.
;التنوع
يؤكد العلاج النفسي النسوي على أهمية التنوع الثقافي والاجتماعي والعرقي. لذلك يعطي أهمية كبيرة لمفهوم [[التقاطعية]] أو وجود أشكال متعددة ومتداخلة من التمييز. تقول إينز "في الفكر النسوي يعتبر العلاج النفسي بحد ذاته مقاومة للاضطهاد". لذلك يتم تطبيع (normalization) مخاوف المريض/ة كرد فعل تلقائي ضد عدم المساواة. بالإضافة إلى ذلك، أثبتت الأبحاث والأدلة التجريبية أن الاضطهاد الاجتماعي أو السياسي يؤثر بشكل سلبي على الصحة العقلية للأفراد، وهو ما يسمى ب “نمط ضغوط الأقليات" (minority stress model) <ref>[https://doi.apa.org/doiLanding?doi=10.1037%2F0033-2909.129.5.674 Meyer, I. H, Prejudice, social stress, and mental health in lesbian, gay, and bisexual populations: Conceptual issues and research evidence., 2003]</ref> هنا يجب أن يكون المعالج أو المعالجة ملم/ة بالسياق الاجتماعي الذي يعيشه هؤلاء الأشخاص للوصول إلى خطة علاجية فعالة. كما يحتاج المعالج/ة أن يراقب السلوكيات التي، بشكل واعى أو لا واعي، قد تعبر عن تحيز ما. يؤدي ذلك لنتائج علاجية أفضل حيث أشارت الأدلة التجريبية أن الأشخاص الذين لم يختبروا سلوك اضطهاد مصغر (microaggression) في الجلسة العلاجية أو الذين اختبروه ولكن ناقشوه مع المعالج/ة حظوا بنتائج أفضل.
===اضطرابات الشهية وصورة الجسد===
بدأ كتاب [[سوزي أورباك]] "السمنة قضية نسوية" (1978) موجة من الكتابات النسوية التي تعرف اضطرابات الشهية والمشاكل المتعلقة بالوزن كاستجابات لقوى اجتماعية وسياسية معقدة. .ترى أورباك أن السمنة هي تعبير لا واعي عن تعاسة النساء في مواجهة التناقضات المحيطة بأجسادهن. واستخدمت نظريات التحليل النفسي من منظور نسوي لفهم اضطراب الشهية كنوع من الإزاحة الجندرية (displacement) حيث تجسد النساء الأفكار والمشاعر التي قد لا تستطيع التعبير عنها بالكلمات.<ref>[https://books.google.com.eg/books/about/Fat_is_a_Feminist_Issue.html?id=U7ngIEmk4KkC&source=kp_book_description&redir_esc=y Susie Orbach, Fat is a Feminist Issue: The Anti-diet Guide for Women + Fat is a Feminist Issue II,1998]</ref> . كما ترى أن الاقتصاد الرأسمالي يستفيد من تشجيع انعدام ثقة النساء بمظهرهن لأنه بذلك يتمكن من بيع المنتجات التي تعد أن "تصحح" هذا المظهر. بينما يتعامل العلاج النفسي التقليدي مع اضطرابات الشهية بكونها مشاكل مرضية وفردية، يركز العلاج النفسي النسوي على العوامل الإجتماعية والثقافية ودور الإيذاء الجنسي والجسدي في رفع عامل خطورة الإصابة. يتخذ العلاج النفسي لاضطرابات الشهية أسلوب ملاجي يحترم استقلالية الجسد ويتجنب استخدام القوة والإكراه والخوض في صراعات مع النساء حول أجسادهن. من الأساليب العلاجية المتبعة:
;أسلوب العلاج الترابطي الثقافي (Relational-Cultural Therapy)
يرى أن الانفصال والعزلة هم سبب المشكلات النفسية، فيكون الهدف هو تعزيز التواصل وبناء علاقات تدعم النمو المتبادل. استخدام هذه النظرية يسهل على المريض/ة البحث عن الدعم الخارجي لأنه يغير المنظور من السيطرة والاكتفاء الذاتي إلى التواصل والتشارك.<ref>[https://onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10.1002/9781118574089.ch58 Karin Jasper, Feminist Therapy, The Wiley Handbook of Eating Disorders, Assessment, Prevention, Treatment, Policy, and Future Directions]</ref>
;نموذج العلاج السردي (Narrative Therapy)
يعمل على تغيير الروايات السائدة التي تصف النساء بالضعف والعاطفية. يستخدم المعالج/ة نقاط قوي المريض/ة في بناء روايات بديلة غير قمعية بشكل تعاوني تدعم هوياتهم/ن المفضلة.
;نظرية التجسد التطورية
اقترح علماء النفس "نيفا بيران" و "تانيا تيل" مفهوم التجسد (embodiment) والذي يرون أنه يعبر بشكل أفضل عن تعقيد التجربة الحياتية الجسدية التي تعيشها النساء والفتيات على باختلاف الأزمنة والموقع الاجتماعي، بالمقارنة مع مفهوم "صورة الجسد". يمكن قياس التجسيد باستخدام متسلسلة تبدأ بالفاعلية المجسدة من ناحية وتنتهي بالتجسيد المعطل من ناحية أخرى. يتكون من 3 عناصر:
*الحرية الجسدية في مقابل التقييد
*الحرية الفكرية في مقابل التقييد
*القوة الاجتماعية في مقابل الاستضعاف
;نظرية ارتباطات الأغراض/ نظرية العلاقات بالشيء(Object relations theory)
[[تصنيف:علم النفس النسوي]]