تغييرات

إضافة القالب
سطر 1: سطر 1: −
هذه المقالة من إعداد: [https://manshoor.com/authors/jenan.alhamli/ جنان الهاملي]
+
{{بيانات_وثيقة
 +
|نوع الوثيقة=مقالة رأي
 +
|العنوان=الفاشية نموذجًا: لماذا نعتبر تمرد المرأة مرضًا نفسيًّا؟
 +
|مؤلف=جنان الهاملي
 +
|محرر=
 +
|لغة=ar
 +
|ترجمة=
 +
|المصدر=منشور
 +
|تاريخ النشر=2017-08-21
 +
|تاريخ الاسترجاع=2017-11-08
 +
|مسار الاسترجاع=https://manshoor.com/people/state-corrects-deviancy-women-mussolini/
 +
|نسخة أرشيفية=https://archive.fo/HTQ14
 +
|بالعربية=
 +
|هل ترجمة=
 +
|مترجم=
 +
|لغة الأصل=
 +
|العنوان الأصلي=
 +
|تاريخ نشر الأصل=
 +
|النص الأصلي=
 +
|ملاحظة=
 +
|قوالب فرعية=
 +
}}
      −
نُشرت على موقع [https://manshoor.com/people/state-corrects-deviancy-women-mussolini/ منشور]، بتاريخ: 21-8-2017
+
== مقدمة ==
   −
واستُرجعت بتاريخ: 8-11-2017
  −
  −
== مقدمة ==
   
قد لا تستغرب أبدًا حين تسمع عن محاولات المجتمع لتصحيح ما يراه إخلالًا بالآداب العامة، خصوصًا حين يخص الموضوع امرأة أو فتاة، لكن حين تُسخِّر الدولة منشآتها ومواردها وطاقاتها البشرية لذلك، فهذا ما قد يدعوك إلى القلق.
 
قد لا تستغرب أبدًا حين تسمع عن محاولات المجتمع لتصحيح ما يراه إخلالًا بالآداب العامة، خصوصًا حين يخص الموضوع امرأة أو فتاة، لكن حين تُسخِّر الدولة منشآتها ومواردها وطاقاتها البشرية لذلك، فهذا ما قد يدعوك إلى القلق.
   سطر 18: سطر 36:     
ليس هذا الميل عند الدولة إلى تصحيح ما تراه مخلًّا في سلوك المرأة أمرًا جديدًا، فإيطاليا الفاشية كانت لها تجربة طويلة في وصم نساء صحيحات تمامًا بالمرض النفسي لمجرد أنهن أظهرن بعض ملامح التمرد، وكانت هذه التجربة موضوعًا لمقال منشور على موقع «[https://www.vice.com/en_us/article/new39b/why-thousands-of-innocent-women-were-locked-away-in-asylums Vice]».
 
ليس هذا الميل عند الدولة إلى تصحيح ما تراه مخلًّا في سلوك المرأة أمرًا جديدًا، فإيطاليا الفاشية كانت لها تجربة طويلة في وصم نساء صحيحات تمامًا بالمرض النفسي لمجرد أنهن أظهرن بعض ملامح التمرد، وكانت هذه التجربة موضوعًا لمقال منشور على موقع «[https://www.vice.com/en_us/article/new39b/why-thousands-of-innocent-women-were-locked-away-in-asylums Vice]».
 +
    
== تجربة الفاشية في تصحيح «انحراف المرأة» ==  
 
== تجربة الفاشية في تصحيح «انحراف المرأة» ==  
 +
 
فكرة تصحيح الدولة ما تراه «انحرافًا» في المرأة هو ما دعا الباحثين «آنا كارلا فاليريانو» و«كوستانيتو دي سانتي»، من جامعة تيرامو في إيطاليا، إلى بدء مشروع معرض متنقل يُعنَى خصيصًا بنزيلات مصحة «سانت آنتونيو أباتي» الإيطالية خلال فترة الحكم الفاشي (بين 1922 و1943)، وحاورتهما كاتبة المقال بشأن هذا المعرض والاكتشافات التي ألهمته.
 
فكرة تصحيح الدولة ما تراه «انحرافًا» في المرأة هو ما دعا الباحثين «آنا كارلا فاليريانو» و«كوستانيتو دي سانتي»، من جامعة تيرامو في إيطاليا، إلى بدء مشروع معرض متنقل يُعنَى خصيصًا بنزيلات مصحة «سانت آنتونيو أباتي» الإيطالية خلال فترة الحكم الفاشي (بين 1922 و1943)، وحاورتهما كاتبة المقال بشأن هذا المعرض والاكتشافات التي ألهمته.
   سطر 25: سطر 45:     
كانت الصور ذات أهمية كبيرة، فقد اعتمد الأطباء في تشخيصهم لمرضاهم على النظرية الوضعية التي كانت رائجة وقتها، وتنص على إمكانية معرفة إذا كان الانسان مجرمًا أو مريضًا عقليًّا عن طريق النظر إلى أبعاد جمجمته وحجم عظمتي وجنتيه وموقع عينيه، واستُخدمت الصور كذلك لمعرفة من حاول الهرب.
 
كانت الصور ذات أهمية كبيرة، فقد اعتمد الأطباء في تشخيصهم لمرضاهم على النظرية الوضعية التي كانت رائجة وقتها، وتنص على إمكانية معرفة إذا كان الانسان مجرمًا أو مريضًا عقليًّا عن طريق النظر إلى أبعاد جمجمته وحجم عظمتي وجنتيه وموقع عينيه، واستُخدمت الصور كذلك لمعرفة من حاول الهرب.
 +
    
== النموذج الحديث للمرأة والرجل في إيطاليا الفاشية ==  
 
== النموذج الحديث للمرأة والرجل في إيطاليا الفاشية ==  
 +
 
في عام 1774، كتب الفيلسوف التنويري «ميلكيوري ديلفيكو»، ابن مدينة تيرامو، عن [[حقوق المرأة]] كزوجة وربة بيت، وطالب بتعليمها، إلا أنه وضع سُلطة تطبيق هذه الحقوق في يد الرجل. ومنذ ذلك الوقت وحتى قيام الدولة الفاشية، يبدو أن النظرة العامة إلى المرأة الإيطالية لم تتغير بسبب حضور الكنيسة الطاغي في الحياة اليومية.
 
في عام 1774، كتب الفيلسوف التنويري «ميلكيوري ديلفيكو»، ابن مدينة تيرامو، عن [[حقوق المرأة]] كزوجة وربة بيت، وطالب بتعليمها، إلا أنه وضع سُلطة تطبيق هذه الحقوق في يد الرجل. ومنذ ذلك الوقت وحتى قيام الدولة الفاشية، يبدو أن النظرة العامة إلى المرأة الإيطالية لم تتغير بسبب حضور الكنيسة الطاغي في الحياة اليومية.
   سطر 34: سطر 56:     
هذه [[ميسوجينية | النظرة الدونية]] إلى المرأة من أقوى رجل في الدولة أدت إلى ظهور فكرة «نموذج الذكورة تحت الحكم الفاشي»، الذي أصبح مصطلحًا رائجًا في ذلك الوقت، ويُلاحَظ استخدامه المتكرر في البروباغندا التي تدعو المرأة إلى لعب دورها المنوط بها من قبل الدولة والكنيسة.
 
هذه [[ميسوجينية | النظرة الدونية]] إلى المرأة من أقوى رجل في الدولة أدت إلى ظهور فكرة «نموذج الذكورة تحت الحكم الفاشي»، الذي أصبح مصطلحًا رائجًا في ذلك الوقت، ويُلاحَظ استخدامه المتكرر في البروباغندا التي تدعو المرأة إلى لعب دورها المنوط بها من قبل الدولة والكنيسة.
 +
    
== تشخيص أم اتهام؟ ==  
 
== تشخيص أم اتهام؟ ==  
 +
 
كانت مَن تراها الدولة «أُمًّا منحطة» تُرسَل إلى مصحة مثل سانت أنطونيو أباتي، لتُعالج من اكتئاب ما بعد الولادة، أو من عدم رغبتها في إنجاب أطفال أكثر، لأن هذه الأم لا تمثل صورة الزوجة المثالية مثلما رآها موسوليني، الذي أراد أن يزيد عدد الإيطاليين من 40 مليونًا حين تولى مقاليد الحكم إلى 60 مليونًا في خمسينيات القرن الماضي، حتى أنه أقرَّ مساعدات مالية للأم التي لديها سبعة أطفال أو أكثر على قيد الحياة.
 
كانت مَن تراها الدولة «أُمًّا منحطة» تُرسَل إلى مصحة مثل سانت أنطونيو أباتي، لتُعالج من اكتئاب ما بعد الولادة، أو من عدم رغبتها في إنجاب أطفال أكثر، لأن هذه الأم لا تمثل صورة الزوجة المثالية مثلما رآها موسوليني، الذي أراد أن يزيد عدد الإيطاليين من 40 مليونًا حين تولى مقاليد الحكم إلى 60 مليونًا في خمسينيات القرن الماضي، حتى أنه أقرَّ مساعدات مالية للأم التي لديها سبعة أطفال أو أكثر على قيد الحياة.
   سطر 41: سطر 65:     
ورغم أن الدولة نظمت عمل بيوت الهوى لإيمانها بأهميتها للرجال المتزوجين، فإنها رأت المشكلة كامنة في بعض من يعملن هناك بسبب رفضهن الإذعان الكامل لزبائنهن، وكان الحل تطويع ما رأته الدولة نزعة متمردة في المصحات العقلية.
 
ورغم أن الدولة نظمت عمل بيوت الهوى لإيمانها بأهميتها للرجال المتزوجين، فإنها رأت المشكلة كامنة في بعض من يعملن هناك بسبب رفضهن الإذعان الكامل لزبائنهن، وكان الحل تطويع ما رأته الدولة نزعة متمردة في المصحات العقلية.
 +
    
== أساليب علاج «الانحراف» النسائي ==  
 
== أساليب علاج «الانحراف» النسائي ==  
 +
 
تروي السجلات الطبية والرسائل التي كتبتها النزيلات إلى أقاربهن حكايا مروعة عن الحبس والتجويع، وغير ذلك من أنواع الإيذاء الذي تعرضن له. وتذكر فاليريانو أن الأمراض العقلية في ذلك الوقت كان تُعتبر خللًا عضويًّا، وكان من أكثر سُبُل مداواتها شيوعًا العلاج المائي، الذي تُغسل فيه النزيلة مرارًا بالماء الساخن ثم البارد، ومن طُرُق العلاج المتبعة كذلك ما عُرف بعلاج الراحة، الذي تُقيَّد فيه النزيلة إلى فراشها لفترات طويلة.
 
تروي السجلات الطبية والرسائل التي كتبتها النزيلات إلى أقاربهن حكايا مروعة عن الحبس والتجويع، وغير ذلك من أنواع الإيذاء الذي تعرضن له. وتذكر فاليريانو أن الأمراض العقلية في ذلك الوقت كان تُعتبر خللًا عضويًّا، وكان من أكثر سُبُل مداواتها شيوعًا العلاج المائي، الذي تُغسل فيه النزيلة مرارًا بالماء الساخن ثم البارد، ومن طُرُق العلاج المتبعة كذلك ما عُرف بعلاج الراحة، الذي تُقيَّد فيه النزيلة إلى فراشها لفترات طويلة.
  
staff
2٬186

تعديل