− | عرّفت الباحثة و الأستاذة المصرية أماني صالح النسوية الاسلامية على أنها "الجهد الفكري و الأكاديمي و الحركي الذي يسعى الى تمكين المرأة انطلاقا من المرجعيات الإسلامية، و باستخدام المعايير و المفاهيم و المنهجيات الفكرية و الحركية المستمدة من تلك المرجعيات و توظيفها الى جانب غيرها". و حسب أميمة أبو بكر احدى مؤسسات '''مؤسسة المرأة و الذاكرة''' عرف هذا التيار تطورا ملحوظا في السنوات الثمانية و العشرين الماضية من خلال تطبيق الوعي النسوي لفهم مشكلة التفاوت بين الرسالة التوحيدية للإسلام و ترجمة قيم هذه الرسالة الى عدالة و شراكة بين الجنسين على أرض الواقع [ص4]. الا أن هذا لا يعني أن النسويات الإسلاميات لم يوجدن قبل العقود الثلاث الماضية، بل ان فكرة الجمع بين الوعي النسوي و المنظور الإسلامي شملت رائدات من المنطقة العربية قبَيل مطلع القرن العشرين مثل عائشة تيمور (1902-1840)، زينب فواز (1914-1844) و هدى شعراوي (1947-1879) و غيرهن عديدات الا انه تجدر الاشارة الا أن النسويات الاسلاميات يؤكدن على أن هذه الحركة الفكرية، الاكاديمية و الاجتماعية تشمل نسويين رجالا و لو أن النساء هن العنصر الفعال الأبرز. | + | عرّفت الباحثة و الأستاذة المصرية أماني صالح النسوية الاسلامية على أنها "الجهد الفكري و الأكاديمي و الحركي الذي يسعى الى تمكين المرأة انطلاقا من المرجعيات الإسلامية، و باستخدام المعايير و المفاهيم و المنهجيات الفكرية و الحركية المستمدة من تلك المرجعيات و توظيفها الى جانب غيرها". و حسب أميمة أبو بكر احدى مؤسسات '''مؤسسة المرأة و الذاكرة''' عرف هذا التيار تطورا ملحوظا في السنوات الثمانية و العشرين الماضية من خلال تطبيق الوعي النسوي لفهم مشكلة التفاوت بين الرسالة التوحيدية للإسلام و ترجمة قيم هذه الرسالة الى عدالة و شراكة بين الجنسين على أرض الواقع [ص4]. الا أن هذا لا يعني أن النسويات الإسلاميات لم يوجدن قبل العقود الثلاث الماضية، بل ان فكرة الجمع بين الوعي النسوي و المنظور الإسلامي شملت رائدات من المنطقة العربية قبَيل مطلع القرن العشرين مثل عائشة تيمور (1902-1840)، زينب فواز (1914-1844) و هدى شعراوي (1947-1879) و غيرهن عديدات الا انه تجدر الاشارة الى أن النسويات الاسلاميات يؤكدن على أن هذه الحركة الفكرية، الاكاديمية و الاجتماعية تشمل نسويين رجالا أيضا، و لو أن النساء هن العنصر الفعال الأبرز. |
− | وضعت النسويات الاسلاميات معايير و ثوابت لابد من التحلي بها و القيام عليها لجعل خطابهن واضح المعالم، ''أولها'' "تنزيه المرجع" الذي هو القرآن و السنة بوصفهما أصلَين لكن دون الأطروحات الاجتهادية التي استمدت منهما سابقا. حيث تؤمن النسويات الإسلاميات أن الإسلام كفل حقوق النساء الا أن التفسيرات و التأويلات التي توالت منذ بدأ الاسلام هي التي انتزعت من النساء حقوقهن و بالتالي فأول بُعد معرفي للنسوية الاسلامية هو العمل على الغاء ما سبق ثم تقديم معرفة بديلة و عن طريق الاجتهاد في التفسير و الفقه و الفلسفة الاسلامية. و من أجل هذا التزمت النسويّات الاسلاميات بمنهج يقوم على الاستقراء والاستنباط أولا بوصفها عمليتين متلازمتين حيث يحددن المسألة ثمّ يستقرئن النّصوص ويستنبطن منها ما يلائم المنظومة الاسلامية. ثم تليه منهجية تتصف بكونها بنيوية وظيفية لا تفكيكية حيث يرفضن أيّة قراءة حرّة لامتناهية للنّص. وأخيرا المقاربة النّقديّة التي تأتي بعد أن يستقيم المعنى في ذهن الباحثة لتدرسه نقديّاً سعياً منها إلى "كشف المكوّن الانحيازي الذّكوريّ في البناءات الفكريّة والاجتماعيّة والإنسانيّة، وذلك بغية الوصول إلى صيغ أكثر إنسانيّة وأقلّ عدائيّة وانحيازاً ضد المرأة" | + | وضعت النسويات الاسلاميات معايير و ثوابت لابد من التحلي بها و القيام عليها لجعل خطابهن واضح المعالم، ''أولها'' "تنزيه المرجع" الذي هو القرآن و السنة بوصفهما أصلَين لكن دون الأطروحات الاجتهادية التي استمدت منهما سابقا. حيث تؤمن النسويات الإسلاميات أن الإسلام كفل حقوق النساء الا أن التفسيرات و التأويلات التي توالت منذ بدأ الاسلام هي التي انتزعت من النساء حقوقهن و بالتالي فأول بُعد معرفي للنسوية الاسلامية هو العمل على الغاء ما سبق ثم تقديم معرفة بديلة عن طريق الاجتهاد في التفسير و الفقه و الفلسفة الاسلامية. من أجل هذا التزمت النسويّات الاسلاميات بمنهج يقوم على الاستقراء والاستنباط أولا بوصفها عمليتين متلازمتين حيث يتم تحديد المسألة ثمّ تُسْتَقْرَأَ النّصوص ويستنبط منها ما يلائم المنظومة الاسلامية. ثم تليه منهجية تتصف بكونها "بنيوية وظيفية لا تفكيكية" حيث ترفض النسويات الاسلاميات أيّة قراءة حرّة لامتناهية للنّص. وأخيرا المقاربة النّقديّة التي تأتي بعد أن يستقيم المعنى في ذهن الباحثة لتدرسه نقديّاً سعياً منها إلى "كشف المكوّن الانحيازيّ الذّكوريّ في البناءات الفكريّة والاجتماعيّة والإنسانيّة، وذلك بغية الوصول إلى صيغ أكثر إنسانيّة وأقلّ عدائيّة وانحيازاً ضد المرأة" |