تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا يوجد ملخص تحرير
سطر 4: سطر 4:  
  |مؤلف=نانا أبو السعود
 
  |مؤلف=نانا أبو السعود
 
  |محرر=
 
  |محرر=
  |لغة=
+
  |لغة=ar
 
  |ترجمة=
 
  |ترجمة=
 
  |المصدر=مدى مصر
 
  |المصدر=مدى مصر
سطر 26: سطر 26:     
في عام 1974، قررت لوريتا تركيب «دالكون شيلد» بناءً على مشورة طبيبها الذي لجأت إليه بعد أن حملت مرتين بلا تخطيط. لمدة ستة أشهر، عانت لوريتا وشكت من ألم شديد لم تسكنه مشورة طبيبها الذي أرجع العدوى المسببة للألم إلى علاقتها الجنسية مع الجنود الأمريكان العائدين من فيتنام، والتي نقلت لها عدوى تناسلية نادرة. لم تصحح لوريتا كذب فرضيته العنصرية عن طبيعة علاقتها، ولم يكن بإمكانها التوجه لطبيب آخر لمحدودية ترتيبات الرعاية الصحية المتاحة لها. ولكنها لم تكن الوحيدة في الإحساس بأن لا أحد يسمع ألمها، فقد شاركتها نساء كثيرات تكررت شكواهن من ألم شديد وإرهاق وإغماءات على مسامع أطباء.
 
في عام 1974، قررت لوريتا تركيب «دالكون شيلد» بناءً على مشورة طبيبها الذي لجأت إليه بعد أن حملت مرتين بلا تخطيط. لمدة ستة أشهر، عانت لوريتا وشكت من ألم شديد لم تسكنه مشورة طبيبها الذي أرجع العدوى المسببة للألم إلى علاقتها الجنسية مع الجنود الأمريكان العائدين من فيتنام، والتي نقلت لها عدوى تناسلية نادرة. لم تصحح لوريتا كذب فرضيته العنصرية عن طبيعة علاقتها، ولم يكن بإمكانها التوجه لطبيب آخر لمحدودية ترتيبات الرعاية الصحية المتاحة لها. ولكنها لم تكن الوحيدة في الإحساس بأن لا أحد يسمع ألمها، فقد شاركتها نساء كثيرات تكررت شكواهن من ألم شديد وإرهاق وإغماءات على مسامع أطباء.
بعد الالتزام بالروشتات وتكذيب نفسها، لم تقدر لوريتا على تحمل المزيد من الألم. في عشية ذهابها لاستشارة طبيب آخر، فقدت وعيها في المنزل وفاقت في المستشفى على خبر استئصال رحمها دون موافقتها. فقدت قدرتها على الإنجاب، ولم يعد في مقدورها التخطيط له بعد إتمام دراستها كما كانت تريد. تمكنت لوريتا من سحب ملفها الطبي وذهبت به لطبيب آخر والذي أكد لها أنه كان بالإمكان إزالة «دالكون شيلد» حين اشتد عليها الألم وقبل استئصال رحمها1. لم تكن لوريتا الوحيدة التي أوهمتها المشورة الطبية أن العيب فيها أو بممارستها فقد دفعت الآلاف من النساء ثمن تحيزات الأطباء العنصرية والكارهة لهن بفقد القدرة على الإنجاب قسريًا أو بالتعايش مع مضاعفات لم تكن في الحسبان.
+
بعد الالتزام بالروشتات وتكذيب نفسها، لم تقدر لوريتا على تحمل المزيد من الألم. في عشية ذهابها لاستشارة طبيب آخر، فقدت وعيها في المنزل وفاقت في المستشفى على خبر استئصال رحمها دون موافقتها. فقدت قدرتها على الإنجاب، ولم يعد في مقدورها التخطيط له بعد إتمام دراستها كما كانت تريد. تمكنت لوريتا من سحب ملفها الطبي وذهبت به لطبيب آخر والذي أكد لها أنه كان بالإمكان إزالة «دالكون شيلد» حين اشتد عليها الألم وقبل استئصال رحمها<ref>CHOICE/LESS, The Backstory: Loretta Ross on the Dalkon Shield Disaster (يونيو 2017)</ref>. لم تكن لوريتا الوحيدة التي أوهمتها المشورة الطبية أن العيب فيها أو بممارستها فقد دفعت الآلاف من النساء ثمن تحيزات الأطباء العنصرية والكارهة لهن بفقد القدرة على الإنجاب قسريًا أو بالتعايش مع مضاعفات لم تكن في الحسبان.
منذ ظهوره في الأسواق عام 1971، أعتمدت الحملات الترويجية لـ«دالكون شيلد» في الولايات المتحدة الأمريكية وبورتوريكو على أنه بديل أفضل [[حبوب منع الحمل|لحبوب منع الحمل]] المسببة للتجلط في الدم وتزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان. بعد مرور ثلاث سنوات على استخدامه الواسع في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، تسبب «دالكون شيلد» في التهابات حادة بالرحم وإجهاض الآلاف من النساء. كانت مبيعاته وصلت إلى أكثر من 3.5 مليون وحدة في الولايات المتحدة الأمريكية قبل سحبه من الأسوق بضغط من الحكومة عام 1974، بعد أن تسبب في وفاة 18 حالة جراء مضاعفاته إلى جانب 400 ألف دعوى قضائية ضد الشركة الموزعة أ. هـ. روبنز 2. عندما بلغت الخسائر أقصاها، كلف مركز تنظيم الوالدية (Planned Parenthood) عياداته بالتوقف عن وصف وصرف «دالكون شيلد» للعميلات 3 عبر الولايات الأمريكية.
+
منذ ظهوره في الأسواق عام 1971، أعتمدت الحملات الترويجية لـ«دالكون شيلد» في الولايات المتحدة الأمريكية وبورتوريكو على أنه بديل أفضل [[حبوب منع الحمل|لحبوب منع الحمل]] المسببة للتجلط في الدم وتزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان. بعد مرور ثلاث سنوات على استخدامه الواسع في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، تسبب «دالكون شيلد» في التهابات حادة بالرحم وإجهاض الآلاف من النساء. كانت مبيعاته وصلت إلى أكثر من 3.5 مليون وحدة في الولايات المتحدة الأمريكية قبل سحبه من الأسوق بضغط من الحكومة عام 1974، بعد أن تسبب في وفاة 18 حالة جراء مضاعفاته إلى جانب 400 ألف دعوى قضائية ضد الشركة الموزعة أ. هـ. روبنز<ref>
أرجعت بعض التحليلات اللاحقة أسباب وقوع الخسائر البشرية إلى غياب بروتوكول مُلزم لمقدمي الرعاية الصحية بإجراء فحص روتيني [[أمراض منقولة جنسيا|للعدوى المنقولة جنسيًا]] قبل وبعد تركيب اللولب، وكان الاختراع المميت السبب في جعل هذا الفحص خطوة إلزامية لتركيب اللولب فيما بعد. بالإضافة إلى أنه لم يخضع لرقابة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية كونه جهازًا وليس دواءً، انحصرت توجيهات هيئة الغذاء والدواء على رقابة الأدوية وتداولها4 أنذاك. وترتب على الضرر الذي سببه «دالكون شيلد» تعديلات جوهرية، في عام 1976، وسعت من صلاحيات هيئة الغذاء والدواء الأمريكية في إدارة وسائل منع الحمل، ما أثر بالسلب لعقود من بعدها على تنوع وسائل منع الحمل المتاحة في الولايات المتحدة الأمريكية نظرًا لوضعها تحت أطر تنظيمية صارمة. هدفت تلك التعديلات لدحض احتمالات تكرار الكارثة، التي امتد أثرها عبر أجيال، ونفرت النساء الأمريكيات من استخدام اللولب حتى بعد أن طور بشكل آمن 5. لم يرجع اللولب في الظهور في الأسواق الأمريكية بعد فاجعة «دالكون شيلد» حتى عام 19846.
+
2 Dalkon Shield Litigation Papers Donated to Harvard Law School (أبريل 2001)</ref>. عندما بلغت الخسائر أقصاها، كلف مركز تنظيم الوالدية (Planned Parenthood) عياداته بالتوقف عن وصف وصرف «دالكون شيلد» للعميلات<ref>Planned Parenthood Bans Dalkon Shield (يونيو 1974)</ref> عبر الولايات الأمريكية.
 +
أرجعت بعض التحليلات اللاحقة أسباب وقوع الخسائر البشرية إلى غياب بروتوكول مُلزم لمقدمي الرعاية الصحية بإجراء فحص روتيني [[أمراض منقولة جنسيا|للعدوى المنقولة جنسيًا]] قبل وبعد تركيب اللولب، وكان الاختراع المميت السبب في جعل هذا الفحص خطوة إلزامية لتركيب اللولب فيما بعد. بالإضافة إلى أنه لم يخضع لرقابة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية كونه جهازًا وليس دواءً، انحصرت توجيهات هيئة الغذاء والدواء على رقابة الأدوية وتداولها<ref>
 +
From the Dalkon Shield to Britney Spears’ IUD: Why Diverse Teams Need to Be Involved In Contraceptive Design (يوليو 2021)</ref> أنذاك. وترتب على الضرر الذي سببه «دالكون شيلد» تعديلات جوهرية، في عام 1976، وسعت من صلاحيات هيئة الغذاء والدواء الأمريكية في إدارة وسائل منع الحمل، ما أثر بالسلب لعقود من بعدها على تنوع وسائل منع الحمل المتاحة في الولايات المتحدة الأمريكية نظرًا لوضعها تحت أطر تنظيمية صارمة. هدفت تلك التعديلات لدحض احتمالات تكرار الكارثة، التي امتد أثرها عبر أجيال، ونفرت النساء الأمريكيات من استخدام اللولب حتى بعد أن طور بشكل آمن<ref>
 +
Current Trends IUD Safety: Report of Nationwide Physician Survey (أكتوبر 1997)</ref>. لم يرجع اللولب في الظهور في الأسواق الأمريكية بعد فاجعة «دالكون شيلد» حتى عام 1984<ref>6 Long Tail Strings: Impact of Dalkon Shield 40 Years Later (سبتمبر 2014)</ref>.
    
=== نشأة «دالكون شيلد» ===
 
=== نشأة «دالكون شيلد» ===
   −
قبل أن يرتبط اسمه محليًا وعالميًا بعجرفة المؤسسة الطبية وتجاوزاتها التاريخية بحق النساء في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، كانت تبغضه أيضًا قاعات المحاضرات كما روى ابن هيو ديفيز مبتكر «دالكون شيلد» في مقابلة صحفية. كان هيو ديفيز من أعلام مجالات صحة النساء وتنظيم الأسرة بجامعة جون هوبكنز، وترأس عددًا من الوفود الطبية إلى بلاد أمريكا الجنوبية لنقل خبرته في منع الحمل والتعقيم7، فور عودته من إقامة مهنية في الدنمارك اندمج مع الانشغال العام بالزيادة السكانية في الولايات المتحدة الأمريكية، وشمل هوسه العلمي مثل أقرانه إيجاد حل لتدارك إخفاقات حبوب منع الحمل والسيطرة على الزيادة السكانية. وأثناء محاولاته المتكررة لصناعة جهاز يمنع الحمل، ألتقى هيو بمهندس كهربائي يدعى إرون ليرنر، كان الأخير متحمس لتسويق منتجات جديدة فقد افتتح مصنع لتوه. وقد كان «دالكون شيلد». عجلت عجرفة هيو ديفيز من دراسة المنتج الجديد ليهرول بنشر نتائج دراسة غير مكتملة للإشادة به في الدوريات الطبية خلال عام واحد بدون نسب الاختراع الجديد لنفسه ولا الإشارة إلى نسبته في الأرباح المتوقعة بعد طرحه في الأسواق 8! كشفت التحقيقات لاحقًا ضعف استخلاصات هذه الدراسة فقد بُنت حججها على عينة صغيرة وخلال إطار زمني قصير جدًا. وفي عام 1971، تزامن طرح «دالكون شيلد» في الأسواق العالمية مع إصدار كتاب موجه للأطباء من تأليف هيو ديفيز ساهم في زيادة المبيعات وبالتبعية زيادة أرباحه الشخصية9. بعد ستة أشهر من استخدام سلطاته العلمية في الترويج لمنتجه الجديد، اشترت شركة أ. هـ. روبنز اللولب الجديد مع حفظ حصة من الأرباح السنوية لمخترعه على مدار الثلاث سنوات اللاحقة10.
+
قبل أن يرتبط اسمه محليًا وعالميًا بعجرفة المؤسسة الطبية وتجاوزاتها التاريخية بحق النساء في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، كانت تبغضه أيضًا قاعات المحاضرات كما روى ابن هيو ديفيز مبتكر «دالكون شيلد» في مقابلة صحفية. كان هيو ديفيز من أعلام مجالات صحة النساء وتنظيم الأسرة بجامعة جون هوبكنز، وترأس عددًا من الوفود الطبية إلى بلاد أمريكا الجنوبية لنقل خبرته في منع الحمل والتعقيم<ref>
حاولت بعض الكتابات تفكيك مزيج اسم «دالكون» إلى جمعه لأسماء الرجال القائمين عليه: (د) ديفيز و (ل) ليرنر و(ك) روبرت كوهين – محامي ليرنر، ويُقال إن دلالة «شيلد» (بمعنى درع shield) مستلهمة من الدرع البوليسي 11. أنظر إلى شكله على مطبوعات نسوية بينما أرى المجاز ويتملكني الامتعاض. في بعض الأدبيات يُشار له بـ «اللولب العنكبوتي» وصفًا لأسنانه على الجانبين المستخدمة لتثبيته، أما بالنسبة للخيط الذي ميز «دالكون شيلد» وسهل تسويقه كأداة يسهل تركيبها وتثبيتها وإزالتها باعتباره أفضل من «الحباية» في كل الأحوال، فقد كان مثل الكابل يتكون من أسلاك ملفوفة حول بعضها. وما لم يسوق هو أن الفراغات بين الأسلاك شكلت مسارًا تمر منه البكتريا من المهبل إلى الرحم، بمقارنته بأنواع أخرى من موانع الحمل، استخلص مركز مكافحة الأمراض بالولايات المتحدة الأمريكية، أن النساء المستخدمات للولب العنكبوتي أكثر عرضة لالتهابات الحوض مقارنة بغيرهن من مستخدمات أنواع أخرى من اللولب12.
+
7 The Baltimore Sun: Destroyed by his own invention Hugh Davis had it all: a promising career at Johns Hopkins, an international reputation and a string of important medical discoveries. But the Dalkon Shield broke him – as a scientist and as a father. (أكتوبر 1998)</ref>، فور عودته من إقامة مهنية في الدنمارك اندمج مع الانشغال العام بالزيادة السكانية في الولايات المتحدة الأمريكية، وشمل هوسه العلمي مثل أقرانه إيجاد حل لتدارك إخفاقات حبوب منع الحمل والسيطرة على الزيادة السكانية. وأثناء محاولاته المتكررة لصناعة جهاز يمنع الحمل، ألتقى هيو بمهندس كهربائي يدعى إرون ليرنر، كان الأخير متحمس لتسويق منتجات جديدة فقد افتتح مصنع لتوه. وقد كان «دالكون شيلد». عجلت عجرفة هيو ديفيز من دراسة المنتج الجديد ليهرول بنشر نتائج دراسة غير مكتملة للإشادة به في الدوريات الطبية خلال عام واحد بدون نسب الاختراع الجديد لنفسه ولا الإشارة إلى نسبته في الأرباح المتوقعة بعد طرحه في الأسواق<ref>مصدر 7</ref>! كشفت التحقيقات لاحقًا ضعف استخلاصات هذه الدراسة فقد بُنت حججها على عينة صغيرة وخلال إطار زمني قصير جدًا. وفي عام 1971، تزامن طرح «دالكون شيلد» في الأسواق العالمية مع إصدار كتاب موجه للأطباء من تأليف هيو ديفيز ساهم في زيادة المبيعات وبالتبعية زيادة أرباحه الشخصية<ref>عنوان الكتاب الذي ألفه هيو ديفيز: Intrauterine Devices for Contraception</ref>. بعد ستة أشهر من استخدام سلطاته العلمية في الترويج لمنتجه الجديد، اشترت شركة أ. هـ. روبنز اللولب الجديد مع حفظ حصة من الأرباح السنوية لمخترعه على مدار الثلاث سنوات اللاحقة<ref>مصدر 7</ref>.
 +
حاولت بعض الكتابات تفكيك مزيج اسم «دالكون» إلى جمعه لأسماء الرجال القائمين عليه: (د) ديفيز و (ل) ليرنر و(ك) روبرت كوهين – محامي ليرنر، ويُقال إن دلالة «شيلد» (بمعنى درع shield) مستلهمة من الدرع البوليسي <ref>مصدر 7</ref>. أنظر إلى شكله على مطبوعات نسوية بينما أرى المجاز ويتملكني الامتعاض. في بعض الأدبيات يُشار له بـ «اللولب العنكبوتي» وصفًا لأسنانه على الجانبين المستخدمة لتثبيته، أما بالنسبة للخيط الذي ميز «دالكون شيلد» وسهل تسويقه كأداة يسهل تركيبها وتثبيتها وإزالتها باعتباره أفضل من «الحباية» في كل الأحوال، فقد كان مثل الكابل يتكون من أسلاك ملفوفة حول بعضها. وما لم يسوق هو أن الفراغات بين الأسلاك شكلت مسارًا تمر منه البكتريا من المهبل إلى الرحم، بمقارنته بأنواع أخرى من موانع الحمل، استخلص مركز مكافحة الأمراض بالولايات المتحدة الأمريكية، أن النساء المستخدمات للولب العنكبوتي أكثر عرضة لالتهابات الحوض مقارنة بغيرهن من مستخدمات أنواع أخرى من اللولب<ref>
 +
Current trends IUD safety: Report of a nationwide physician survey, Centers for Disease Control and Prevention (أكتوبر 1997)</ref>.
    
=== التقاضي ===
 
=== التقاضي ===
   −
غرقت الشركة الموزعة أ. هـ. روبنز في التسويات المالية للدعاوى الجماعية المقامة ضدها وأعلنت إفلاسها على إثرها عام 198513، وتراءى لقيادتها التصرف في المرتجع من «دالكون شيلد». في هذه الأثناء كانت برامج تنظيم الأسرة التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قد مدت جذورها شرقًا وجنوبًا أو بلغة أدق تاريخيًا: فقد مدت جذورها في العالم الثالث. تواصل مدير الدعاية الدولية بشركة روبنز مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وعرض المنتج الأمثل للتحكم في الزيادة السكانية وتنظيم الأسرة حول العالم وخارج الولايات المتحدة الأمريكية بخصومات بالجملة تصل إلى 48%. في عام 1972، وافق بحماسة14 ريمرت ت. رافينهولت مدير مكتب السكان بالوكالة الأمريكية للتعاون الدولي والأب الروحي للمسح الديمغرافي الصحي 15 على عرض شركة روبنز. لطالما هوس ريمرت بالزيادة السكانية في العالم الثالث وعمل بدأب على كبحها. حصلت الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي على 700 ألف وحدة من «دالكون شيلد»، وبلغت حصة المركز الدولي لتنظيم الوالدية (International Parenthood Federation) منها أكثر من النصف بقليل ووزع باقي الكمية على صندوق پاثفيندر والمجلس الدولي للسكان والمساعدة الدولية لتنظيم الأسرة. كُبت شحن اللولب العنكبوتي بفوقية مميتة للعالم الثالث تعدت حدود المجاز والرمزية لما تم تعبئته دون تعقيم في علب أحذية! اعتمادًا من الشركة الموزعة على البلاد المستفيدة من سخاء المعونة بتعقيمه قبل استخدامه، ومع ذلك وفرت الشركة الموزعة كتيب إرشادات استخدام واحد مع كل 1000 وحدة باللغات الإنجليزية والإسبانية والفرنسية فقط، وأداة تركيب واحدة مع كل عشر وحدات «دالكون شيلد».
+
غرقت الشركة الموزعة أ. هـ. روبنز في التسويات المالية للدعاوى الجماعية المقامة ضدها وأعلنت إفلاسها على إثرها عام 1985<ref>
 +
Family Behind Robins Company Out of the Business Now, Associated Press (إبريل 1990)</ref>، وتراءى لقيادتها التصرف في المرتجع من «دالكون شيلد». في هذه الأثناء كانت برامج تنظيم الأسرة التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قد مدت جذورها شرقًا وجنوبًا أو بلغة أدق تاريخيًا: فقد مدت جذورها في العالم الثالث. تواصل مدير الدعاية الدولية بشركة روبنز مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وعرض المنتج الأمثل للتحكم في الزيادة السكانية وتنظيم الأسرة حول العالم وخارج الولايات المتحدة الأمريكية بخصومات بالجملة تصل إلى 48%. في عام 1972، وافق بحماسة14 ريمرت ت. رافينهولت مدير مكتب السكان بالوكالة الأمريكية للتعاون الدولي والأب الروحي للمسح الديمغرافي الصحي 15 على عرض شركة روبنز. لطالما هوس ريمرت بالزيادة السكانية في العالم الثالث وعمل بدأب على كبحها. حصلت الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي على 700 ألف وحدة من «دالكون شيلد»، وبلغت حصة المركز الدولي لتنظيم الوالدية (International Parenthood Federation) منها أكثر من النصف بقليل ووزع باقي الكمية على صندوق پاثفيندر والمجلس الدولي للسكان والمساعدة الدولية لتنظيم الأسرة. كُبت شحن اللولب العنكبوتي بفوقية مميتة للعالم الثالث تعدت حدود المجاز والرمزية لما تم تعبئته دون تعقيم في علب أحذية! اعتمادًا من الشركة الموزعة على البلاد المستفيدة من سخاء المعونة بتعقيمه قبل استخدامه، ومع ذلك وفرت الشركة الموزعة كتيب إرشادات استخدام واحد مع كل 1000 وحدة باللغات الإنجليزية والإسبانية والفرنسية فقط، وأداة تركيب واحدة مع كل عشر وحدات «دالكون شيلد».
 
لا يوجد قواعد بيانات كاملة يمكن الاعتماد عليها لتتبع مسار «دالكون شيلد» الدولي وبالأخص في العالم الثالث. تقارير مبعثرة بين منظمات دولية وهيئات حكومية، لا يوجد أرقامًا محددة ترسم حدود آثاره المميتة جغرافيًا واجتماعيًا في البلاد التي هبط عليها اللولب العنكبوتي، مثل: تونس وكينيا وإندونيسيا ونيجيريا والبرازيل والمكسيك وتغيب قواعد بياناته بالكامل في بلاد أخرى مثل مصر 16.
 
لا يوجد قواعد بيانات كاملة يمكن الاعتماد عليها لتتبع مسار «دالكون شيلد» الدولي وبالأخص في العالم الثالث. تقارير مبعثرة بين منظمات دولية وهيئات حكومية، لا يوجد أرقامًا محددة ترسم حدود آثاره المميتة جغرافيًا واجتماعيًا في البلاد التي هبط عليها اللولب العنكبوتي، مثل: تونس وكينيا وإندونيسيا ونيجيريا والبرازيل والمكسيك وتغيب قواعد بياناته بالكامل في بلاد أخرى مثل مصر 16.
 
استمرت الدعاوى القضائية الجماعية لسنوات طويلة وانضم لها ضحايا من بلاد خارج الولايات المتحدة الأمريكية رغمًا عن الحجج البليدة17 التي جردت غير الأمريكيات من الحقوق الدستورية في التقاضي، أي أن الدستور الأمريكي لا ينعم على الأجانب بأي من الحقوق الدستورية المكفولة لمواطنيه. دفعت التحركات النسوية في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها القضاء إلى مد الدعوة لجبر ضرر ضحايا «دالكون شيلد» خارج حدود الولايات الأمريكية. بعد مهاترات وطول انتظار تسوية المستحقات المالية لضحايا «دالكون شيلد». سجلت [[نسوية]] أسترالية في قاعة المحكمة ضيقها بطول عملية التقاضي ولامت المماطلة على جهل بعض الضحايا في بلدان أخرى بحقهن في التقاضي. وفي محاولة أخيرة منه لإنجاز المهمة والتقاعد، عين القاضي الناظر بالدعاوى الجماعية محامًا للتواصل مع الضحايا خارج الولايات المتحدة الأمريكية، لضم نزاعاتهن للقضية الجماعية18. وحدد آخر موعد لرفع دعوى في 30 أبريل 1986.
 
استمرت الدعاوى القضائية الجماعية لسنوات طويلة وانضم لها ضحايا من بلاد خارج الولايات المتحدة الأمريكية رغمًا عن الحجج البليدة17 التي جردت غير الأمريكيات من الحقوق الدستورية في التقاضي، أي أن الدستور الأمريكي لا ينعم على الأجانب بأي من الحقوق الدستورية المكفولة لمواطنيه. دفعت التحركات النسوية في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها القضاء إلى مد الدعوة لجبر ضرر ضحايا «دالكون شيلد» خارج حدود الولايات الأمريكية. بعد مهاترات وطول انتظار تسوية المستحقات المالية لضحايا «دالكون شيلد». سجلت [[نسوية]] أسترالية في قاعة المحكمة ضيقها بطول عملية التقاضي ولامت المماطلة على جهل بعض الضحايا في بلدان أخرى بحقهن في التقاضي. وفي محاولة أخيرة منه لإنجاز المهمة والتقاعد، عين القاضي الناظر بالدعاوى الجماعية محامًا للتواصل مع الضحايا خارج الولايات المتحدة الأمريكية، لضم نزاعاتهن للقضية الجماعية18. وحدد آخر موعد لرفع دعوى في 30 أبريل 1986.
سطر 55: سطر 61:     
أتأمل الهلع من الزيادة السكانية كثيرًا، فهو ليس بجديد، منذ الستينيات وتبث الولايات المتحدة الأمريكية بخوفها من الزيادة السكانية عبر الحدود ومن خلال برامجها الإنمائية للبلدان النامية. لا أنوي تناول إخفاقات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في هذه المقالة سأقوم بذلك لاحقًا. كما لا أنوي المساهمة بحثيًا في أي توجهات تستخدم «دالكون شيلد» كمادة لزعزعة حقوق النساء في الحصول على والنفاذ إلى وسائل منع حمل وخدمات صحة إنجابية حتى إن كانت جهاتها التمويلية لديها تصورات أخرى لا تكترث لاحتياجاتهن الصحية. فقد جرت العادة للمجموعات الطائفية بشيطنة كل محاولة تخلخل تفسيراتهم الدينية المعادية لموانع الحمل والحقوق الإنجابية ونعتها كـ «أجندة غربية». لا أرى جدوى للتحالف مع أي من الجانبين، هما وجهان لعملة واحدة. لكن أعتبر هذه المقالة مساهمة للتعرف على تاريخنا وفهم أصل الخرافات لنكون سردياتنا ونغزل منها أدبيات ومعرفة نسوية ليست أمريكاني.
 
أتأمل الهلع من الزيادة السكانية كثيرًا، فهو ليس بجديد، منذ الستينيات وتبث الولايات المتحدة الأمريكية بخوفها من الزيادة السكانية عبر الحدود ومن خلال برامجها الإنمائية للبلدان النامية. لا أنوي تناول إخفاقات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في هذه المقالة سأقوم بذلك لاحقًا. كما لا أنوي المساهمة بحثيًا في أي توجهات تستخدم «دالكون شيلد» كمادة لزعزعة حقوق النساء في الحصول على والنفاذ إلى وسائل منع حمل وخدمات صحة إنجابية حتى إن كانت جهاتها التمويلية لديها تصورات أخرى لا تكترث لاحتياجاتهن الصحية. فقد جرت العادة للمجموعات الطائفية بشيطنة كل محاولة تخلخل تفسيراتهم الدينية المعادية لموانع الحمل والحقوق الإنجابية ونعتها كـ «أجندة غربية». لا أرى جدوى للتحالف مع أي من الجانبين، هما وجهان لعملة واحدة. لكن أعتبر هذه المقالة مساهمة للتعرف على تاريخنا وفهم أصل الخرافات لنكون سردياتنا ونغزل منها أدبيات ومعرفة نسوية ليست أمريكاني.
 +
 +
 +
===هوامش===
    
[[تصنيف: صحة إنجابية]]
 
[[تصنيف: صحة إنجابية]]
staff
2٬186

تعديل

قائمة التصفح