تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا يوجد ملخص تحرير
سطر 26: سطر 26:  
تمّ التفاعل مع الرواية ومراجعتها عدّة مرّات، وما نقدّمه هنا هو مراجعة<ref>https://archive.alsharekh.org/Articles/132/18438/416584(link is external)</ref> للكاتبة المصرية الشهيرة لطيفة الزيات، نشرت عام 1992 في مجلّة "أدب ونقد".<ref>"أدب ونقد" تأسست في عام 1984 في القاهرة من قبل حزب التجمع. تنشر المجلة الأدب والنقد الأدبي بالإضافة إلى مقابلات مع الفنانين.</ref> تفتح هذه المراجعة حواراً بين هذين المؤلّفين البارزين، وكلاهما كتب بشكل خاص عن السياسة المصرية من منظور جندري. أشهر روايات لطيفة الزيات، "[[الباب المفتوح]]" (نشرت في عام 1960)، تمثّل اللحظة التاريخية لمناهضة الاستعمار والناصرية في مصر. وتتبع الرواية ليلى، البطلة، في محاولاتها لمواجهة [[تنميط|المعايير الجندرية]] من خلال المشاركة في النضال ضد الاستعمار والتحرر الوطني. أوجه التشابه مع ذات واضحة: رواية صنع الله إبراهيم تتبع بالمثل "ذات"، وعلى الرغم من أنها لا تركّز على النضال السياسي أو المناهض للاستعمار، إلا أنها تهتم بمهارة بالتخريب والتحديات التي تواجه [[نظام أبوي|النظام الأبوي]] والرأسمالية في مصر ما بعد الاستعمار.
 
تمّ التفاعل مع الرواية ومراجعتها عدّة مرّات، وما نقدّمه هنا هو مراجعة<ref>https://archive.alsharekh.org/Articles/132/18438/416584(link is external)</ref> للكاتبة المصرية الشهيرة لطيفة الزيات، نشرت عام 1992 في مجلّة "أدب ونقد".<ref>"أدب ونقد" تأسست في عام 1984 في القاهرة من قبل حزب التجمع. تنشر المجلة الأدب والنقد الأدبي بالإضافة إلى مقابلات مع الفنانين.</ref> تفتح هذه المراجعة حواراً بين هذين المؤلّفين البارزين، وكلاهما كتب بشكل خاص عن السياسة المصرية من منظور جندري. أشهر روايات لطيفة الزيات، "[[الباب المفتوح]]" (نشرت في عام 1960)، تمثّل اللحظة التاريخية لمناهضة الاستعمار والناصرية في مصر. وتتبع الرواية ليلى، البطلة، في محاولاتها لمواجهة [[تنميط|المعايير الجندرية]] من خلال المشاركة في النضال ضد الاستعمار والتحرر الوطني. أوجه التشابه مع ذات واضحة: رواية صنع الله إبراهيم تتبع بالمثل "ذات"، وعلى الرغم من أنها لا تركّز على النضال السياسي أو المناهض للاستعمار، إلا أنها تهتم بمهارة بالتخريب والتحديات التي تواجه [[نظام أبوي|النظام الأبوي]] والرأسمالية في مصر ما بعد الاستعمار.
   −
يمكن قراءة كلّ من الزيات وإبراهيم ككاتبين ملتزمين سياسياً، سواء [[النسوية|بالنسوية]] أم الشيوعية، وهذا الالتزام السياسي يتسرّب عبر رواياتهما بطرق مثيرة للاهتمام وغير متوقعة. في "ذات"، يحيك الكاتب نقده المتعلّق بخروج مصر عن الاشتراكية العربية والولوج إلى السوق الحرّة ضمن مختلف مفاصل الرواية، إلا أنه يعالج هذين الموضوعين من خلال عدسة الحميمية. إن التوازن الدقيق بين الشقّ الوثائقي (قصاصات الصحف الأرشيفية) والأدبي، كما أشارت الزيات في المراجعة وكذلك سامية محرز في مقال عن "ذات"، يرمي إلى الحفاظ على "بانوراما" ما كان يحدث طوال تلك العقود إلى جانب التغيّرات الحميمة التي تحدث في المنزل. كتبت محرز: "بينما نقرأ تاريخ ذات الفردي، الذي يفقد تدريجياً أي ميزات فردية بسبب ألفته، نكتشف أنه مشروط ومشوهّ من خلال تاريخ جماعي يتكشّف من خلال قصاصات الصحف".<ref>محرز، سامية 1994، الكتاب المصريون بين التاريخ والخيال القاهرة: مطبعة الجامعة الأميركية بالقاهرة، 131.</ref> في ما يلي، نتطرق إلى ثلاثة مواضيع معينة تستخدمها الزيات لهيكلة مراجعتها لـ"ذات": الاغتراب، والمرارة، والقناع.
+
يمكن قراءة كلّ من الزيات وإبراهيم ككاتبين ملتزمين سياسياً، سواء [[النسوية|بالنسوية]] أم الشيوعية، وهذا الالتزام السياسي يتسرّب عبر رواياتهما بطرق مثيرة للاهتمام وغير متوقعة. في "ذات"، يحيك الكاتب نقده المتعلّق بخروج مصر عن الاشتراكية العربية والولوج إلى السوق الحرّة ضمن مختلف مفاصل الرواية، إلا أنه يعالج هذين الموضوعين من خلال عدسة الحميمية. إن التوازن الدقيق بين الشقّ الوثائقي (قصاصات الصحف الأرشيفية) والأدبي، كما أشارت الزيات في المراجعة وكذلك سامية محرز في مقال عن "[[بنت اسمها ذات|ذات]]"، يرمي إلى الحفاظ على "بانوراما" ما كان يحدث طوال تلك العقود إلى جانب التغيّرات الحميمة التي تحدث في المنزل. كتبت محرز: "بينما نقرأ تاريخ ذات الفردي، الذي يفقد تدريجياً أي ميزات فردية بسبب ألفته، نكتشف أنه مشروط ومشوهّ من خلال تاريخ جماعي يتكشّف من خلال قصاصات الصحف".<ref>محرز، سامية 1994، الكتاب المصريون بين التاريخ والخيال القاهرة: مطبعة الجامعة الأميركية بالقاهرة، 131.</ref> في ما يلي، نتطرق إلى ثلاثة مواضيع معينة تستخدمها الزيات لهيكلة مراجعتها لـ"ذات": الاغتراب، والمرارة، والقناع.
    
لماذا نترجم هذا النص بالذات، ولماذا الآن؟ صادفنا النص أثناء بحثنا في مقال مختلف يتطرّق إلى مسألة الرأسمالية والرعاية في مصر من خلال رواية صنع الله إبراهيم "ذات" ورواية لطيفة الزيات "الباب المفتوح". كانت هذه المراجعة التي أجرتها الزيات اكتشافاً مصادفة جمعت المؤلّفين في حوار، بينما تطرق أيضا إلى العديد من الموضوعات التي كنّا نفكّر فيها معاً – على وجه الخصوص، الطرق التي يتجلّى بها الجندر والرأسمالية والعمل في مصر في حقبة ما بعد الاستعمار، وكيف يفتح الخيال طرقاً مهمة لاستكشاف هذا الأمر كما شعر به المصريون.
 
لماذا نترجم هذا النص بالذات، ولماذا الآن؟ صادفنا النص أثناء بحثنا في مقال مختلف يتطرّق إلى مسألة الرأسمالية والرعاية في مصر من خلال رواية صنع الله إبراهيم "ذات" ورواية لطيفة الزيات "الباب المفتوح". كانت هذه المراجعة التي أجرتها الزيات اكتشافاً مصادفة جمعت المؤلّفين في حوار، بينما تطرق أيضا إلى العديد من الموضوعات التي كنّا نفكّر فيها معاً – على وجه الخصوص، الطرق التي يتجلّى بها الجندر والرأسمالية والعمل في مصر في حقبة ما بعد الاستعمار، وكيف يفتح الخيال طرقاً مهمة لاستكشاف هذا الأمر كما شعر به المصريون.
staff
2٬193

تعديل

قائمة التصفح