سطر 6: |
سطر 6: |
| هي نظرية وحركة [[نسوية]] تهتم بدراسة الأثر السياسي والاقتصادي والثقافي الذي تركه الاستعمار والسياسات العنصرية على حياة النساء غير البيض/غير الغربيات. اعتادت [[حركة نسوية|الحركة النسوية]] الغربية أن تستخدم مصطلح "المرأة" بشكل جامع يطغى على محددات الهوية الأخرى للنساء مثل العرق أو الطبقة الاجتماعية أو [[توجه جنسي|التوجه الجنسي]] وخصوصيتها الثقافية والتاريخية.<ref>[https://books.google.com.eg/books?id=qBs5urUWZEIC&pg=PA80&dq=Essence+of+Culture+and+a+Sense+of+History:+A+Feminist+Critique+of+Cultural+Essentialism.&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwjj_o664dTqAhUpy4UKHWwvApYQ6AEwAHoECAEQAg#v=onepage&q=Essence%20of%20Culture%20and%20a%20Sense%20of%20History%3A%20A%20Feminist%20Critique%20of%20Cultural%20Essentialism.&f=false أوما نارايان، Decentering the Center: Philosophy for a Multicultural, Postcolonial, and Feminist World، ]</ref> ترفض نسوية ما بعد الاستعمار هذا الاختزال وتعمل على ضم أفكار ونظريات الحركات النسوية لدى دول العالم الثالث/الدول النامية والشعوب الأصلية والفئات المهمشة لأسباب عرقية أو طبقية إلى الحراك النسوي ككل. | | هي نظرية وحركة [[نسوية]] تهتم بدراسة الأثر السياسي والاقتصادي والثقافي الذي تركه الاستعمار والسياسات العنصرية على حياة النساء غير البيض/غير الغربيات. اعتادت [[حركة نسوية|الحركة النسوية]] الغربية أن تستخدم مصطلح "المرأة" بشكل جامع يطغى على محددات الهوية الأخرى للنساء مثل العرق أو الطبقة الاجتماعية أو [[توجه جنسي|التوجه الجنسي]] وخصوصيتها الثقافية والتاريخية.<ref>[https://books.google.com.eg/books?id=qBs5urUWZEIC&pg=PA80&dq=Essence+of+Culture+and+a+Sense+of+History:+A+Feminist+Critique+of+Cultural+Essentialism.&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwjj_o664dTqAhUpy4UKHWwvApYQ6AEwAHoECAEQAg#v=onepage&q=Essence%20of%20Culture%20and%20a%20Sense%20of%20History%3A%20A%20Feminist%20Critique%20of%20Cultural%20Essentialism.&f=false أوما نارايان، Decentering the Center: Philosophy for a Multicultural, Postcolonial, and Feminist World، ]</ref> ترفض نسوية ما بعد الاستعمار هذا الاختزال وتعمل على ضم أفكار ونظريات الحركات النسوية لدى دول العالم الثالث/الدول النامية والشعوب الأصلية والفئات المهمشة لأسباب عرقية أو طبقية إلى الحراك النسوي ككل. |
| | | |
− | ==الجدل حول ماهية وتعريف الاستعمار== | + | ==الجدل حول ماهية الاستعمار وتعريفه== |
| | | |
− | وفقًا [[شاندرا موهانتي|لشاندرا موهانتي]]، استُخدِم مصطلح العمليّة الاستعماريّة في الكتابات النسويّة واليساريّة الحديثة لوصف ظواهر متنوّعة، بدءًا من التراتبيّات الاقتصاديّة والسياسيّة الأكثر وضوحًا وصولًا إلى الخطاب الذي تنتجه النسويّة الغربيّة حول ما يسمّى بالعالم الثالث. لا تعني موهانتي في استخدامها لمصطلح "النسويّة الغربيّة" تجانُس المداخل النسويّة الغربيّة من حيث الأهداف أو الاهتمامات أو التحليلات؛ إنّما تشابُه الآثار الناتجة عن افتراض الخطاب النسويّ الغربيّ ضمنًا بأنّ "الغرب" هو المرجع الأساسيّ في النظريّات والتطبيقات، وتصنيفه لكلّ من هم غير غربيّين على أنّهم "الآخرون".<ref>[[:ملف:تحت عيون الغرب - الدراسات النسوية والخطابات الاستعمارية.pdf|تحت عيون الغرب: الدراسات النسوية والخطابات الاستعمارية]]، شاندرا موهانتي، ترجمة سهام سنية عبد السلام، نشر مؤسسة المرأة والذاكرة في 2015.</ref> | + | وفقًا [[شاندرا موهانتي|لشاندرا موهانتي]]، استُخدِم مصطلح العمليّة الاستعماريّة في الكتابات النسويّة واليساريّة الحديثة لوصف ظواهر متنوّعة، بدءًا من التراتبيّات الاقتصاديّة والسياسيّة الأكثر وضوحًا وصولًا إلى الخطاب الذي تنتجه النسويّة الغربيّة حول ما يسمّى بالعالم الثالث. لا تعني شاندرا في استخدامها لمصطلح "النسويّة الغربيّة" تجانُس المداخل النسويّة الغربيّة من حيث الأهداف أو الاهتمامات أو التحليلات؛ إنّما تشابُه الآثار الناتجة عن افتراض الخطاب النسويّ الغربيّ ضمنًا بأنّ "الغرب" هو المرجع الأساسيّ في النظريّات والتطبيقات، وتصنيفه لكلّ من هم غير غربيّين على أنّهم "الآخرون". تضيف شاندرا أنّ استخدامها لمصطلح "العالم الثالث" يعود إلى عدم توافر مصطلحات أخرى، متنبّهة إلى الإشكاليّات المرتبطة بمثل هذه المصطلحات؛ إذ إنّها تبالغ في تبسيط أوجه التشابه بين دول مصنّفة ضمن "العالم الأوّل" أو "العالم الثالث" من جهة، وتعزّز ضمنيًّا التراتبيّات الاقتصاديّة والثقافيّة والأيديولوجيّة القائمة من جهة أخرى.<ref>[[:ملف:تحت عيون الغرب - الدراسات النسوية والخطابات الاستعمارية.pdf|تحت عيون الغرب: الدراسات النسوية والخطابات الاستعمارية]]، شاندرا موهانتي، ترجمة سهام سنية عبد السلام، نشر مؤسسة المرأة والذاكرة في 2015.</ref> |
| | | |
− | يشير عالم الاجتماع البيروفي أنيبال كيخانو إلى أنّ علاقة المجتمعات الأوروبيّة -أو الغربيّة- بالمجتمعات التي خضعت لها لا تزال قائمة على السيطرة الاستعماريّة، وإن تغلّبت معظمها على الاستعمار كنظام سياسيّ صريح. تقوم هذه العلاقة على استعمار مخيّلة الثقافات الخاضعة؛ إذ تحوّلت الثقافة الأوروبيّة إلى نموذج ثقافيّ عالميّ يتيح الوصول إلى المنافع المادّيّة والقوّة التي تتمتّع بها المجتمعات الأوروبيّة، أي النموّ. أمّا الثقافات غير الأوروبيّة فأصبحت عاجزة عن إعادة إنتاج نفسها خارج هذه العلاقة. من هنا، استحدث كيخانو مصطلح "الاستعماريّة" للإشارة إلى الشكل الأكثر عموميّة للسيطرة في العالم اليوم.<ref>Coloniality and Modernity/Rationality، تأليف أنيبال كيخانو، نشر Routledge في 2007.</ref> في المقابل، ترفض نور أبو عصب ونوف ناصر الدين، عالمتا اجتماع فلسطينيّتان، تمييز كيخانو بين الاستعمار والاستعماريّة؛ فالتمييز بين الشكل الكلاسيكيّ للاستعمار وبين أوجهه غير المادّيّة يؤدّي إلى إغفال الحقائق المادّيّة للناس في النظريّات المناهضة للاستعمار أوّلًا، وتجزئة الصراعات ثانيًا.<ref>[[وثيقة:(إعادة) مركزة فلسطين في النظرية النسوية المناهضة للاستعمار.pdf|(إعادة) مركزة فلسطين في النظريّة النسوية المناهضة للاستعمار]]، نور أبو عصب ونوف ناصر الدين، نشر مجلّة كحل في 2019.</ref> | + | يشير عالم الاجتماع البيروفي أنيبال كيخانو إلى أنّ علاقة المجتمعات الأوروبيّة -أو الغربيّة- بالمجتمعات التي خضعت لها لا تزال قائمة على السيطرة الاستعماريّة، وإن تغلّبت معظمها على الاستعمار كنظام سياسيّ صريح. تقوم هذه العلاقة على استعمار مخيّلة الثقافات الخاضعة؛ إذ تحوّلت الثقافة الأوروبيّة إلى نموذج ثقافيّ عالميّ يتيح الوصول إلى المنافع المادّيّة والقوّة التي تتمتّع بها المجتمعات الأوروبيّة، أي النموّ. أمّا الثقافات غير الأوروبيّة فأصبحت عاجزة عن إعادة إنتاج نفسها خارج هذه العلاقة. من هنا، استحدث أنيبال مصطلح "الاستعماريّة" للإشارة إلى الشكل الأكثر عموميّة للسيطرة في العالم اليوم.<ref>Coloniality and Modernity/Rationality، تأليف أنيبال كيخانو، نشر Routledge في 2007.</ref> في المقابل، ترفض نور أبو عصب ونوف ناصر الدين، وهما عالمتا اجتماع فلسطينيّتان، تمييز أنيبال بين الاستعمار والاستعماريّة؛ فالتمييز بين الشكل الكلاسيكيّ للاستعمار وبين أوجهه غير المادّيّة يؤدّي إلى إغفال الحقائق المادّيّة للناس في النظريّات المناهضة للاستعمار أوّلًا، وتجزئة الصراعات ثانيًا. كما ويضفي هذه التمييز الطابع اللا مركزيّ على مشروع الاستعمار الاستيطانيّ في فلسطين، متعارضًا مع دعوة نور ونوف إلى إعادة مركزة فلسطين في النظريّة النسويّة المناهضة للاستعمار.<ref>[[وثيقة:(إعادة) مركزة فلسطين في النظرية النسوية المناهضة للاستعمار.pdf|(إعادة) مركزة فلسطين في النظريّة النسوية المناهضة للاستعمار]]، نور أبو عصب ونوف ناصر الدين، نشر مجلّة كحل في 2019.</ref> |
| | | |
| + | *ما بعد الاستعمار |
| + | *مناهضة الاستعمار |
| + | *نزع الاستعمار |
| | | |
| ==سياق تاريخي== | | ==سياق تاريخي== |
سطر 27: |
سطر 30: |
| ==مفاهيم وجدالات== | | ==مفاهيم وجدالات== |
| | | |
− | === الإنتاج المعرفي ونزع الاستعمار=== | + | ===الإنتاج المعرفي ونزع الاستعمار=== |
| + | |
| + | يعود ثقل الكتابات النسويّة الغربيّة عن النساء في العالم الثالث إلى ضرورة العلاقة بين الدراسات النسويّة والممارسة السياسيّة النسويّة؛ إذ لا يمكن وجود دراسات نسويّة لا سياسيّة، كما تشرح شاندرا موهانتي في ورقتها البحثيّة "[[:ملف:تحت عيون الغرب - الدراسات النسوية والخطابات الاستعمارية.pdf|تحت عيون الغرب: الدراسات النسويّة والخطابات الاستعماريّة]]". |
| + | |
| | | |
| ===العلاقة بنسوية العالم الثالت=== | | ===العلاقة بنسوية العالم الثالت=== |
| | | |
− | === نسوية ما بعد الاستعمار والعنف === | + | ===نسوية ما بعد الاستعمار والعنف=== |
| + | |
| + | ===نقد النسوية الغربية في إطار نسوية ما بعد الاستعمار=== |
| | | |
− | === نقد النسوية الغربية في إطار نسوية ما بعد الاستعمار===
| + | تُدرج شاندرا موهانتي ورقتها البحثيّة "[[:ملف:تحت عيون الغرب - الدراسات النسوية والخطابات الاستعمارية.pdf|تحت عيون الغرب: الدراسات النسويّة والخطابات الاستعماريّة]]" في سياق النقد الداخليّ للمداخل النسويّة الغربيّة المهيمنة. تعالج شاندرا في ورقتها البحثيّة عددًا من النصوص التي ظهرت في سلسلة "النساء في العالم الثالث" الصادرة عن دار Zed Press للنشر؛ إذ يشكّل تحليل بناء نساء العالم الثالث في الخطاب النسويّ الغربيّ الخطوة الأولى في تحديد الطرق التي تقاوم بها المداخل النسويّة في العالم الثالث الخطاب الاستعماريّ. تجادل شاندرا أنّ الخطاب الاستعماريّ يتّخذ من اهتمامات النسويّة الغربيّة نقطة مرجعيّة في إنتاجه للمعرفة حول النساء في العالم الثالث؛ فينتج "امرأة العالم الثالث" كموضوع مفرد متجانس، قامعًا أوجه التباين المادّيّ والتاريخيّ بين حيوات النساء. |
| | | |
| | | |