سطر 44: |
سطر 44: |
| شاركت "حليمة" في عدد من المعارض بغزّة مع فنانين وفنانات من شباب القطاع، منها معرض "مبني للمعزول" للفنون البصرية، حيث ركزت أعمال 12 فناناً وفنانة على العزلة التي يعيش فيها سكان غّزة، خاصة الشباب، جراء الحصار الإسرائيلي القائم منذ أكثر من 15 عاماً، وما ترتب على ذلك من أزمات وانتهاكات تطال حرية التنقل والسفر والتعليم والصحة والتجارة.. وانعاكاساتها على أحلام الشباب. أقيم المعرض في أيلول/ سبتمبر 2022 بمركز رشاد الشوا الثقافي بحي الرمال بمدينة غزة، ضمن حملة أطلقتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر تحت عنوان "شباب غزة: حياة عالقة وفرص متلاشية". | | شاركت "حليمة" في عدد من المعارض بغزّة مع فنانين وفنانات من شباب القطاع، منها معرض "مبني للمعزول" للفنون البصرية، حيث ركزت أعمال 12 فناناً وفنانة على العزلة التي يعيش فيها سكان غّزة، خاصة الشباب، جراء الحصار الإسرائيلي القائم منذ أكثر من 15 عاماً، وما ترتب على ذلك من أزمات وانتهاكات تطال حرية التنقل والسفر والتعليم والصحة والتجارة.. وانعاكاساتها على أحلام الشباب. أقيم المعرض في أيلول/ سبتمبر 2022 بمركز رشاد الشوا الثقافي بحي الرمال بمدينة غزة، ضمن حملة أطلقتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر تحت عنوان "شباب غزة: حياة عالقة وفرص متلاشية". |
| | | |
− | كان عمل "حليمة" في هذا المعرض بعنوان "قيد المتابعة"، وهو عبارة عن 3 مكانس يدوية، ولفائف ورقية كوصفات دوائية أو روشيتات. تشرح حليمة عملها بالقول: "لطالما أثار فضولي الارتباط بين الفن والحياة المنزلية.. لطالما كانت شعيرات المكنسة وسيلة مؤقتة لإزالة الغبار وسرعان ما تهترئ فيتم استبدالها. وهذا الحال مطابق تماماً للوصفة الطبية أو الروشيته" التي ما هي إلا ورقة يتفاءل بها المريض ثم يُصدم بعدم توفر العلاج. وتتساءل حليمة: "هل ستبقى الروشيته في قطاع غزة معلّقة بالمكنسة كما الشعيرات؟ هل سيبقى المريض معلقاً بأمل مؤقت، منتظراً علاجا لا وجود له بسبب الإغلاق؟" | + | كان عمل "حليمة" في هذا المعرض بعنوان "قيد المتابعة"، وهو عبارة عن 3 مكانس يدوية، ولفائف ورقية كوصفات دوائية أو روشيتات. تشرح حليمة عملها بالقول: ''"لطالما أثار فضولي الارتباط بين الفن والحياة المنزلية.. لطالما كانت شعيرات المكنسة وسيلة مؤقتة لإزالة الغبار وسرعان ما تهترئ فيتم استبدالها. وهذا الحال مطابق تماماً للوصفة الطبية أو الروشيته"'' التي ما هي إلا ورقة يتفاءل بها المريض ثم يُصدم بعدم توفر العلاج. وتتساءل حليمة: ''"هل ستبقى الروشيته في قطاع غزة معلّقة بالمكنسة كما الشعيرات؟ هل سيبقى المريض معلقاً بأمل مؤقت، منتظراً علاجا لا وجود له بسبب الإغلاق؟"'' |
| | | |
| كانت حليمة هي من تعتني بوالدتها وتصحبها في رحلتها العلاجية. | | كانت حليمة هي من تعتني بوالدتها وتصحبها في رحلتها العلاجية. |
| | | |
− | وفي معرض آخر أقيم قبل أشهر، قدّمت "حليمة" عملاً تمثّل في برّاية ذات حجم ضخم، تقول عن هذا العمل: "حاولتُ إنشاء رؤيتي الخاصة للواقع من خلال تحويل الأشياء اليومية إلى منحوتات ضخمة بقياس يوازي طول الإنسان العادي.. لتعمل كنوع من العدسات المكبرة التي تضع المشاهد في واقع جديد"، أشياء مثل مبشرة أو خلاّط أو سكين.. كلها تعطي معنى واحداً هو "الفرم أو التجزئة"، "لتدل على مدى قسوة الحياة الممارسة على الإنسان والتي تشبه فعل هذه الأدوات، مما يضع القضية تحت مجهر مختلف". | + | وفي معرض آخر أقيم قبل أشهر، قدّمت "حليمة" عملاً تمثّل في برّاية ذات حجم ضخم، تقول عن هذا العمل: ''"حاولتُ إنشاء رؤيتي الخاصة للواقع من خلال تحويل الأشياء اليومية إلى منحوتات ضخمة بقياس يوازي طول الإنسان العادي.. لتعمل كنوع من العدسات المكبرة التي تضع المشاهد في واقع جديد"''، أشياء مثل مبشرة أو خلاّط أو سكين.. كلها تعطي معنى واحداً هو "الفرم أو التجزئة"، "لتدل على مدى قسوة الحياة الممارسة على الإنسان والتي تشبه فعل هذه الأدوات، مما يضع القضية تحت مجهر مختلف". |
| | | |
| كما شاركت في معرض "في الفراغ" عام 2019 الذي ضم أعمالاً نحتية وتركيبية باستخدام أدوات ووسائط غير تقليدية تتوفر في البيئة، فمواد مثل البرونز أو النحاس أو الألومينوم غير متوفرة.. وفي معرض "شظايا المدينة" العام 2022، وهو نتاج ورشة في فنون الحفر والطباعة بمشاركة 28 فناناً وفنانة وكانت له عدة عروض، في مدينة غزة ودير البلح ورفح ومخيّم جباليا.. وتناولت أعمالهم معالم غزة الأثرية والطوابع البريدية التي كانت مستخدَمة في مراحل تاريخية سابقة في فلسطين ومظاهر من الحياة العامة قديماً .. وكانت الورشة بإشراف الفنان "محمد الحاج" الذي كتب في نعيه لحليمة: ".. كانت مشاكسة ومرحة ومحبوبة من المحيط.."، كما كانت تستعد للتدريس في قسم الجرافيك بكلية علوم الحاسوب بجامعة غزة مساق نظرية اللون. | | كما شاركت في معرض "في الفراغ" عام 2019 الذي ضم أعمالاً نحتية وتركيبية باستخدام أدوات ووسائط غير تقليدية تتوفر في البيئة، فمواد مثل البرونز أو النحاس أو الألومينوم غير متوفرة.. وفي معرض "شظايا المدينة" العام 2022، وهو نتاج ورشة في فنون الحفر والطباعة بمشاركة 28 فناناً وفنانة وكانت له عدة عروض، في مدينة غزة ودير البلح ورفح ومخيّم جباليا.. وتناولت أعمالهم معالم غزة الأثرية والطوابع البريدية التي كانت مستخدَمة في مراحل تاريخية سابقة في فلسطين ومظاهر من الحياة العامة قديماً .. وكانت الورشة بإشراف الفنان "محمد الحاج" الذي كتب في نعيه لحليمة: ".. كانت مشاكسة ومرحة ومحبوبة من المحيط.."، كما كانت تستعد للتدريس في قسم الجرافيك بكلية علوم الحاسوب بجامعة غزة مساق نظرية اللون. |
سطر 98: |
سطر 98: |
| درست "هبة" الهندسة المعمارية بالجامعة الإسلامية بغزة وتخرجت عام 2003، وعملت في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في غزة بقسم المهن الهندسية حيث أسست برنامج الحرف اليدوية، وكانت - كما تحكي زميلتها إيمان إسماعيل - موهوبة بالأشغال اليدوية تتقن أعمال الكروشيه والتطريز والفنون الورقية وأعمال النسيج. على حسابها على إنستجرام كانت تنشر بعض هذه الأعمال. "كانت هادئة جداً دائمة الابتسام مثقفة وقارئة.. ومسالمة جداً".. وهذا بالإضافة إلى نشاطها الأدبي، فقد صدرت لها رواية "فإذا هم خامِدون" في كانون الاول/ ديسمبر 2019 وكانت هي الناشرة (7)، وقد صدّرتها بإهداء إلى أخيها "ضياء" الذي استُشهد قبل سنوات، كما نشرت ديوان شعر بعنوان "كوني عنقاء"، وضِمْنه هذه الأبيات التي كانت قد نشرتها على صفحتها على فيسبوك: | | درست "هبة" الهندسة المعمارية بالجامعة الإسلامية بغزة وتخرجت عام 2003، وعملت في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في غزة بقسم المهن الهندسية حيث أسست برنامج الحرف اليدوية، وكانت - كما تحكي زميلتها إيمان إسماعيل - موهوبة بالأشغال اليدوية تتقن أعمال الكروشيه والتطريز والفنون الورقية وأعمال النسيج. على حسابها على إنستجرام كانت تنشر بعض هذه الأعمال. "كانت هادئة جداً دائمة الابتسام مثقفة وقارئة.. ومسالمة جداً".. وهذا بالإضافة إلى نشاطها الأدبي، فقد صدرت لها رواية "فإذا هم خامِدون" في كانون الاول/ ديسمبر 2019 وكانت هي الناشرة (7)، وقد صدّرتها بإهداء إلى أخيها "ضياء" الذي استُشهد قبل سنوات، كما نشرت ديوان شعر بعنوان "كوني عنقاء"، وضِمْنه هذه الأبيات التي كانت قد نشرتها على صفحتها على فيسبوك: |
| | | |
− | ''كما النجمات تحترق المعاني | + | ''كما النجمات تحترق المعاني'' |
− | أثبت ما استطعتُ بها جَناني | + | |
− | حروفي في الفضاء لها بريقٌ | + | ''أثبت ما استطعتُ بها جَناني'' |
− | كنجمِ سهيل والشعرى اليماني | + | |
− | كريحٍ تلتقيها في البراري | + | ''حروفي في الفضاء لها بريقٌ'' |
− | فتنسُم في هواها أقحواني | + | |
− | لها لحنٌ يثبّتُ ردم عمري | + | ''كنجمِ سهيل والشعرى اليماني'' |
− | كصوت الصول في وتر الكمان | + | |
− | ولي قلبٌ كسيرٌ ذاب شوقاً | + | ''كريحٍ تلتقيها في البراري'' |
− | تخبّرنا القوافي ما يعاني | + | |
− | يئن صبابةً فتجيب روحي | + | ''فتنسُم في هواها أقحواني'' |
− | على الشكوى ببحرٍ واتِّزان | + | |
− | ويجرحني الزمان ولا طبيبَ | + | ''لها لحنٌ يثبّتُ ردم عمري'' |
− | سوى الإبحار جبرًا في المعاني | + | |
− | أنا العنقاء أولد كل حينٍ | + | ''كصوت الصول في وتر الكمان'' |
− | وأجنحتي يرقّعها بياني | + | |
− | ويقضي الدهرُ في ناري ويخبو | + | ''ولي قلبٌ كسيرٌ ذاب شوقاً'' |
− | فينبت من رماديَ سندياني | + | |
− | ويصفو القلبُ والأرزاء حبلى | + | ''تخبّرنا القوافي ما يعاني'' |
− | فلا كَدَري يدوم ولا أساني | + | |
− | تزول الأرض من حولي وأبقى | + | ''يئن صبابةً فتجيب روحي'' |
− | أغني للدقائق والثواني | + | |
− | وتفنى كل نائحةٍ لحزنٍ | + | ''على الشكوى ببحرٍ واتِّزان'' |
− | وأرفلُ في الخلود مدى الزمان'' | + | |
| + | ''ويجرحني الزمان ولا طبيبَ'' |
| + | |
| + | ''سوى الإبحار جبرًا في المعاني'' |
| + | |
| + | ''أنا العنقاء أولد كل حينٍ'' |
| + | |
| + | ''وأجنحتي يرقّعها بياني'' |
| + | |
| + | ''ويقضي الدهرُ في ناري ويخبو'' |
| + | |
| + | ''فينبت من رماديَ سندياني'' |
| + | |
| + | ''ويصفو القلبُ والأرزاء حبلى'' |
| + | |
| + | ''فلا كَدَري يدوم ولا أساني'' |
| + | |
| + | ''تزول الأرض من حولي وأبقى'' |
| + | |
| + | ''أغني للدقائق والثواني'' |
| + | |
| + | ''وتفنى كل نائحةٍ لحزنٍ'' |
| + | |
| + | ''وأرفلُ في الخلود مدى الزمان'' |
| | | |
| | | |
سطر 144: |
سطر 167: |
| اختارت أن تدرس العلوم في الجامعة تخصص الكيمياء الحيوية، وأكملت دراساتها العليا في التخصص ذاته، بينما أرادت أن يكون الأدب موهبة وهواية تمارسها بحرية، شعراً ونثراً، للتعبير عن الذات والأشياء، لا أن يتحول إلى عبء دراسي. | | اختارت أن تدرس العلوم في الجامعة تخصص الكيمياء الحيوية، وأكملت دراساتها العليا في التخصص ذاته، بينما أرادت أن يكون الأدب موهبة وهواية تمارسها بحرية، شعراً ونثراً، للتعبير عن الذات والأشياء، لا أن يتحول إلى عبء دراسي. |
| | | |
− | قالت عن روايتها "الأكسجين ليس للموتى": "هي إنسانية من الدرجة الأولى، عشت مع أبطالها ثلاث سنوات بين الكتابة والقراءة والتعديل على العنوان والنص الأصلي. وهي انعكاس للإنسان العربي في ظل الثورات العربية، وأتمنى أن يجد كل قارئ زاويته الخاصة في سطور الرواية". وإنها تنصح نفسها وكل كاتب بأن "اكتبوا بحبّ وأمل".. "وأمنياتي لكم بكل دهشة وفرح" (8). | + | قالت عن روايتها "الأكسجين ليس للموتى": ''"هي إنسانية من الدرجة الأولى، عشت مع أبطالها ثلاث سنوات بين الكتابة والقراءة والتعديل على العنوان والنص الأصلي. وهي انعكاس للإنسان العربي في ظل الثورات العربية، وأتمنى أن يجد كل قارئ زاويته الخاصة في سطور الرواية"''. وإنها تنصح نفسها وكل كاتب بأن "اكتبوا بحبّ وأمل".. "وأمنياتي لكم بكل دهشة وفرح" (8). |
| | | |
| أما رحلتها مع الشعر (9) فقد بدأتها بالشعر الوطني، وإن كانت تميل وتجد نفسها أكثر في الشعر الإنساني الذي "يلمس جميع الناس". كما انخرطت لفترة في الشعر الغنائي الذي هو - كما تقول - جزء من تراث الإنسان الفلسطيني الذي ينشأ ويتربى على الأغاني الوطنية والثورية في البيت والحارة والشارع، فكتبت الأناشيد الوطنية والأوبريتات في الجامعة وأناشيد للأطفال في الروضات والمدارس وعملت في فرق إنشادية للأفراح والأعراس، لكنها بعد مدة قررت التوقف لأنها شعرت أنها تكرر نفسها ولا تضيف جديداً. | | أما رحلتها مع الشعر (9) فقد بدأتها بالشعر الوطني، وإن كانت تميل وتجد نفسها أكثر في الشعر الإنساني الذي "يلمس جميع الناس". كما انخرطت لفترة في الشعر الغنائي الذي هو - كما تقول - جزء من تراث الإنسان الفلسطيني الذي ينشأ ويتربى على الأغاني الوطنية والثورية في البيت والحارة والشارع، فكتبت الأناشيد الوطنية والأوبريتات في الجامعة وأناشيد للأطفال في الروضات والمدارس وعملت في فرق إنشادية للأفراح والأعراس، لكنها بعد مدة قررت التوقف لأنها شعرت أنها تكرر نفسها ولا تضيف جديداً. |
سطر 234: |
سطر 257: |
| ويضحكانِ. | | ويضحكانِ. |
| | | |
− | ومن شعرها الوطني هذه الأبيات التي عكست فيها كما قالت "شعور الفلسطيني بالوحدة والعزلة لأنه يواجه ويقاوم وحده، يواجه آلة عسكرية ضخمة، يواجه أرتال من المكائد التي تُنصَب له في العالم لكنه وحده.. يواجه وحده". | + | ومن شعرها الوطني هذه الأبيات التي عكست فيها كما قالت ''"شعور الفلسطيني بالوحدة والعزلة لأنه يواجه ويقاوم وحده، يواجه آلة عسكرية ضخمة، يواجه أرتال من المكائد التي تُنصَب له في العالم لكنه وحده.. يواجه وحده"''. |
| | | |
− | يا وحدَنا | + | ''يا وحدَنا |
| رَبِحَ الجميعُ حروبَهم وتُركتَ أنتَ أمامَ وحدِك عارياً | | رَبِحَ الجميعُ حروبَهم وتُركتَ أنتَ أمامَ وحدِك عارياً |
| لا شعرَ يا درويشُ سوف يُعيدُ ما خَسِرَ الوحيدُ وما فَقَد | | لا شعرَ يا درويشُ سوف يُعيدُ ما خَسِرَ الوحيدُ وما فَقَد |
سطر 251: |
سطر 274: |
| يا وحدَنا | | يا وحدَنا |
| فامسحْ قصائدَكَ القديمةَ والجديدةَ والبُكا | | فامسحْ قصائدَكَ القديمةَ والجديدةَ والبُكا |
− | وشدّي حيلك يا بلد | + | وشدّي حيلك يا بلد'' |
| | | |
| | | |