تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مراجعة وتنسيق
سطر 167: سطر 167:  
اختارت أن تدرس العلوم في الجامعة تخصص الكيمياء الحيوية، وأكملت دراساتها العليا في التخصص ذاته، بينما أرادت أن يكون الأدب موهبة وهواية تمارسها بحرية، شعراً ونثراً، للتعبير عن الذات والأشياء، لا أن يتحول إلى عبء دراسي.
 
اختارت أن تدرس العلوم في الجامعة تخصص الكيمياء الحيوية، وأكملت دراساتها العليا في التخصص ذاته، بينما أرادت أن يكون الأدب موهبة وهواية تمارسها بحرية، شعراً ونثراً، للتعبير عن الذات والأشياء، لا أن يتحول إلى عبء دراسي.
   −
قالت عن روايتها "الأكسجين ليس للموتى": ''"هي إنسانية من الدرجة الأولى، عشت مع أبطالها ثلاث سنوات بين الكتابة والقراءة والتعديل على العنوان والنص الأصلي. وهي انعكاس للإنسان العربي في ظل الثورات العربية، وأتمنى أن يجد كل قارئ زاويته الخاصة في سطور الرواية"''. وإنها تنصح نفسها وكل كاتب بأن "اكتبوا بحبّ وأمل".. "وأمنياتي لكم بكل دهشة وفرح" (8).
+
قالت عن روايتها "الأكسجين ليس للموتى": ''"هي إنسانية من الدرجة الأولى، عشت مع أبطالها ثلاث سنوات بين الكتابة والقراءة والتعديل على العنوان والنص الأصلي. وهي انعكاس للإنسان العربي في ظل الثورات العربية، وأتمنى أن يجد كل قارئ زاويته الخاصة في سطور الرواية"''. وإنها تنصح نفسها وكل كاتب بأن "اكتبوا بحبّ وأمل".. "وأمنياتي لكم بكل دهشة وفرح" (8).
    
أما رحلتها مع الشعر (9) فقد بدأتها بالشعر الوطني، وإن كانت تميل وتجد نفسها أكثر في الشعر الإنساني الذي "يلمس جميع الناس". كما انخرطت لفترة في الشعر الغنائي الذي هو - كما تقول - جزء من تراث الإنسان الفلسطيني الذي ينشأ ويتربى على الأغاني الوطنية والثورية في البيت والحارة والشارع، فكتبت الأناشيد الوطنية والأوبريتات في الجامعة وأناشيد للأطفال في الروضات والمدارس وعملت في فرق إنشادية للأفراح والأعراس، لكنها بعد مدة قررت التوقف لأنها شعرت أنها تكرر نفسها ولا تضيف جديداً.
 
أما رحلتها مع الشعر (9) فقد بدأتها بالشعر الوطني، وإن كانت تميل وتجد نفسها أكثر في الشعر الإنساني الذي "يلمس جميع الناس". كما انخرطت لفترة في الشعر الغنائي الذي هو - كما تقول - جزء من تراث الإنسان الفلسطيني الذي ينشأ ويتربى على الأغاني الوطنية والثورية في البيت والحارة والشارع، فكتبت الأناشيد الوطنية والأوبريتات في الجامعة وأناشيد للأطفال في الروضات والمدارس وعملت في فرق إنشادية للأفراح والأعراس، لكنها بعد مدة قررت التوقف لأنها شعرت أنها تكرر نفسها ولا تضيف جديداً.
سطر 176: سطر 176:     
(1)
 
(1)
 +
 
أُعيذُكِ
 
أُعيذُكِ
 +
 
في الفروضِ
 
في الفروضِ
 +
 
والاستخارة
 
والاستخارة
 +
 
وأَرقي كلَّ مأذنة
 
وأَرقي كلَّ مأذنة
 +
 
وحارةْ
 
وحارةْ
 +
 
.
 
.
 +
 
من الصاروخِ لحظَةَ
 
من الصاروخِ لحظَةَ
 +
 
كانَ أمراً
 
كانَ أمراً
 +
 
من الجيْنِرالِ
 
من الجيْنِرالِ
 +
 
حتَّى صارَ غارةْ
 
حتَّى صارَ غارةْ
 +
 
.
 
.
 +
 
أعيذكِ، والصغار
 
أعيذكِ، والصغار
 +
 
قبيلَ يهوي
 
قبيلَ يهوي
 +
 
تغيرُ بابتسامتها
 
تغيرُ بابتسامتها
 +
 
مسارَه
 
مسارَه
 +
 
.
 
.
    
(2)
 
(2)
 +
 
أعيذكُ، والصغار هنا
 
أعيذكُ، والصغار هنا
 +
 
نيامٌ
 
نيامٌ
 +
 
كما نامَ الفراخُ بحضنِ
 
كما نامَ الفراخُ بحضنِ
 +
 
عشِّ
 
عشِّ
 +
 
.
 
.
 +
 
ولا يمشونَ للأحلامِ ليلاً
 
ولا يمشونَ للأحلامِ ليلاً
 +
 
لأنَّ الموتَ
 
لأنَّ الموتَ
 +
 
نحوَ البيتِ
 
نحوَ البيتِ
 +
 
يمشي
 
يمشي
 +
 
.
 
.
 +
 
ودمعُ الأمهات غدا يمامًا
 
ودمعُ الأمهات غدا يمامًا
 +
 
ليتبعهم بهِ
 
ليتبعهم بهِ
 +
 
في كلِّ نعشِ
 
في كلِّ نعشِ
 +
 
.
 
.
    
(3)
 
(3)
 +
 
أعيذُ أبَ الصغارِ
 
أعيذُ أبَ الصغارِ
 +
 
وفي يديهِ
 
وفي يديهِ
 +
 
يشدُّ البرجَ حتَّى لا يميلا
 
يشدُّ البرجَ حتَّى لا يميلا
 +
 
.
 
.
 +
 
يقولُ: للحظِة الموتِ
 
يقولُ: للحظِة الموتِ
 +
 
ارحميني
 
ارحميني
"فماذا لو تأخرتِ
+
 
قليلا؟"
+
"فماذا لو تأخرتِ قليلا؟"
 +
 
 
.
 
.
 +
 
يقولُ: "لأجلهم أحببتُ
 
يقولُ: "لأجلهم أحببتُ
 +
 
عمري،
 
عمري،
 +
 
هَبيهِم مثلَهم
 
هَبيهِم مثلَهم
 +
 
موتاً جميلا"
 
موتاً جميلا"
 +
 
.
 
.
    
(4)
 
(4)
 +
 
أعيذكِ أن تصابي
 
أعيذكِ أن تصابي
 +
 
أو تموتي
 
أو تموتي
 +
 
بعزِّ حصارنا
 
بعزِّ حصارنا
 +
 
وببطنِ حوتِ
 
وببطنِ حوتِ
 +
 
.
 
.
 +
 
شوارعنا تسبِّحُ كلَّ
 
شوارعنا تسبِّحُ كلَّ
 +
 
قصفٍ
 
قصفٍ
 +
 
وتدعو للمساجدِ
 
وتدعو للمساجدِ
 +
 
والبيوت
 
والبيوت
 +
 
.
 
.
 +
 
فحينَ القصفُ يبدأُ
 
فحينَ القصفُ يبدأُ
 +
 
من شمالٍ
 
من شمالٍ
 +
 
ستبدأ من جنوبٍ
 
ستبدأ من جنوبٍ
 +
 
بالقنوتِ
 
بالقنوتِ
 +
 
.
 
.
    
(5)
 
(5)
 +
 
أعيذكِ أن تصابي
 
أعيذكِ أن تصابي
 +
 
أو تعاني
 
أو تعاني
 +
 
فقد حوطتُ بالسبعِ
 
فقد حوطتُ بالسبعِ
 +
 
المثاني
 
المثاني
 +
 
.
 
.
 +
 
من الفسفورِ طعمَ البرتقالِ
 
من الفسفورِ طعمَ البرتقالِ
 +
 
وألوانَ السحابِ
 
وألوانَ السحابِ
 +
 
من الدخانِ
 
من الدخانِ
 +
 
.
 
.
 +
 
أعيذكِ
 
أعيذكِ
 +
 
إنَّ من عشِقا وماتا
 
إنَّ من عشِقا وماتا
 +
 
سينقشعُ الغبارُ
 
سينقشعُ الغبارُ
 +
 
ويضحكانِ.
 
ويضحكانِ.
    
ومن شعرها الوطني هذه الأبيات التي عكست فيها كما قالت ''"شعور الفلسطيني بالوحدة والعزلة لأنه يواجه ويقاوم وحده، يواجه آلة عسكرية ضخمة، يواجه أرتال من المكائد التي تُنصَب له في العالم لكنه وحده.. يواجه وحده"''.
 
ومن شعرها الوطني هذه الأبيات التي عكست فيها كما قالت ''"شعور الفلسطيني بالوحدة والعزلة لأنه يواجه ويقاوم وحده، يواجه آلة عسكرية ضخمة، يواجه أرتال من المكائد التي تُنصَب له في العالم لكنه وحده.. يواجه وحده"''.
   −
''يا وحدَنا
+
يا وحدَنا
 +
 
 
رَبِحَ الجميعُ حروبَهم وتُركتَ أنتَ أمامَ وحدِك عارياً
 
رَبِحَ الجميعُ حروبَهم وتُركتَ أنتَ أمامَ وحدِك عارياً
 +
 
لا شعرَ يا درويشُ سوف يُعيدُ ما خَسِرَ الوحيدُ وما فَقَد
 
لا شعرَ يا درويشُ سوف يُعيدُ ما خَسِرَ الوحيدُ وما فَقَد
 +
 
يا وحدَنا
 
يا وحدَنا
 +
 
هذا زمانٌ جاهليٌّ آخرٌ
 
هذا زمانٌ جاهليٌّ آخرٌ
 +
 
لـُعن الذي في الحربِ فرّقَنا به
 
لـُعن الذي في الحربِ فرّقَنا به
 +
 
وعلى جنازتِك اتّحد
 
وعلى جنازتِك اتّحد
 +
 
يا وحدَنا
 
يا وحدَنا
 +
 
الأرضُ سوقٌ حرّةٌ
 
الأرضُ سوقٌ حرّةٌ
 +
 
وبلادُكَ الكبرى مَزَاد ٌمعتمَد
 
وبلادُكَ الكبرى مَزَاد ٌمعتمَد
 +
 
يا وحدَنا
 
يا وحدَنا
 +
 
هذا زمانٌ جاهليٌّ
 
هذا زمانٌ جاهليٌّ
 +
 
لن يساندَنا أحد
 
لن يساندَنا أحد
 +
 
يا وحدَنا
 
يا وحدَنا
 +
 
فامسحْ قصائدَكَ القديمةَ والجديدةَ والبُكا
 
فامسحْ قصائدَكَ القديمةَ والجديدةَ والبُكا
وشدّي حيلك يا بلد''
+
 
 +
وشدّي حيلك يا بلد
      سطر 281: سطر 366:  
من شعرها الإنساني:
 
من شعرها الإنساني:
   −
''بالأمسِ قالت نجمةٌ لضياء قلبي
+
بالأمسِ قالت نجمةٌ لضياء قلبي
 +
 
 
يا ضِيَا
 
يا ضِيَا
 +
 
لسنا مجردَ عابرين
 
لسنا مجردَ عابرين
 +
 
لا تنطفيءْ
 
لا تنطفيءْ
 +
 
ما زال يمشي تحتَ هذا الضوْءِ
 
ما زال يمشي تحتَ هذا الضوْءِ
 +
 
بعضُ الشاردين
 
بعضُ الشاردين
 +
 
الحبُّ أولُ ما خُلِقتَ به
 
الحبُّ أولُ ما خُلِقتَ به
 +
 
فلا تحمل سواهُ
 
فلا تحمل سواهُ
 +
 
هديةً للخائفين
 
هديةً للخائفين
 +
 
كلُّ الحدائقِ في أسامِينا ابتدتْ
 
كلُّ الحدائقِ في أسامِينا ابتدتْ
 +
 
يوماً
 
يوماً
 +
 
بما تركتْه من زمنٍ
 
بما تركتْه من زمنٍ
 +
 
قلوبُ العاشقين
 
قلوبُ العاشقين
 +
 
مُذ شبّت اللغةُ القديمةُ علّمتْ أمثالَنا أنّا نداوي بالحنين الآخرين
 
مُذ شبّت اللغةُ القديمةُ علّمتْ أمثالَنا أنّا نداوي بالحنين الآخرين
 +
 
أنّا لضيقِ رئاتهم
 
أنّا لضيقِ رئاتهم
 +
 
عِطرٌ سماويّ
 
عِطرٌ سماويّ
 +
 
وتنهيدٌ
 
وتنهيدٌ
 +
 
وبعضُ الأكسجين
 
وبعضُ الأكسجين
 +
 
أنّا نمرّ على الجراحِ برقّةٍ
 
أنّا نمرّ على الجراحِ برقّةٍ
 +
 
شاشاً من المعنى
 
شاشاً من المعنى
 +
 
وحبّةَ أسبرين
 
وحبّةَ أسبرين
 +
 
لو - يا ضيا - ضاقت مجرّاتُ العوالمِ كلِّها
 
لو - يا ضيا - ضاقت مجرّاتُ العوالمِ كلِّها
 +
 
فقل ادخلوا قلبي
 
فقل ادخلوا قلبي
 +
 
جميعاً
 
جميعاً
آمنين''
+
 
 +
آمنين
    
عندما سُئلت عن طموحها، قالت هبة إنها قبل خمس أو ست سنوات كانت لتجيب عن هذا السؤال بـ"قائمة طويلة وعريضة وممتدة من الطموحات" على رأسها السفر والمشاركة في برامج دولية والفوز في مسابقات دولية، نشر روايتين أو ثلاثة.. لكن يبدو أن بعض الخيبات التي عاشتها وكونها - كأديبة في غزة - لا تستطيع السفر وغير ذلك من صعوبات الحياة، أصابها ببعض الإنهاك والتعب فصارت تبتغي الهدوء والسلام وتجاوز "الأيام الصعبة"، دون تخلٍّ عن الطموحات: "ما زلت أريد أن أسافر، أن أنشر عمل يصل إلى الفوز بجائزة عالمية.. دولية، نعم أريد أن أفعل ذلك، أريد أن أشارك في حدَث عالمي، أريد أن أصل بصوت القضية الفلسطينية لشيء عظيم، أريد أن أشارك بعمل إنساني ليس بالضرورة له علاقة بالقضية الفلسطينية.. أريد أن أعبّر عن الذات الإنسانية، لكن أريد أن أفعل ذلك وأنا أشعر بالسلام لأننا نفتقد هذا الشعور حالياً، أريد كل هذه الأشياء.. أريد أن أفعلها.. سأفعلها بإذن الله تعالى.. مستمرة فيها، لكن ليس بنفس النزعة الأولى القديمة التي تكون في البدايات".
 
عندما سُئلت عن طموحها، قالت هبة إنها قبل خمس أو ست سنوات كانت لتجيب عن هذا السؤال بـ"قائمة طويلة وعريضة وممتدة من الطموحات" على رأسها السفر والمشاركة في برامج دولية والفوز في مسابقات دولية، نشر روايتين أو ثلاثة.. لكن يبدو أن بعض الخيبات التي عاشتها وكونها - كأديبة في غزة - لا تستطيع السفر وغير ذلك من صعوبات الحياة، أصابها ببعض الإنهاك والتعب فصارت تبتغي الهدوء والسلام وتجاوز "الأيام الصعبة"، دون تخلٍّ عن الطموحات: "ما زلت أريد أن أسافر، أن أنشر عمل يصل إلى الفوز بجائزة عالمية.. دولية، نعم أريد أن أفعل ذلك، أريد أن أشارك في حدَث عالمي، أريد أن أصل بصوت القضية الفلسطينية لشيء عظيم، أريد أن أشارك بعمل إنساني ليس بالضرورة له علاقة بالقضية الفلسطينية.. أريد أن أعبّر عن الذات الإنسانية، لكن أريد أن أفعل ذلك وأنا أشعر بالسلام لأننا نفتقد هذا الشعور حالياً، أريد كل هذه الأشياء.. أريد أن أفعلها.. سأفعلها بإذن الله تعالى.. مستمرة فيها، لكن ليس بنفس النزعة الأولى القديمة التي تكون في البدايات".
سطر 311: سطر 420:  
من شعرها الإنساني عن الحب:
 
من شعرها الإنساني عن الحب:
   −
''إذا أحببتَ شاعرةً فلا تُصبح لها نِدّا
+
''إذا أحببتَ شاعرةً فلا تُصبح لها نِدّا''
وكُن كالشعرِ ممتلئاً بكفّيْها وممتدّا
+
 
وحسّاساً وأنت تطيرُ في أبياتِها فردا
+
''وكُن كالشعرِ ممتلئاً بكفّيْها وممتدّا''
ولا تلمسْ قوافيها ولا معنىً ولا ضدّا
+
 
وسافر في شعائرِها ولا تترك لها وِرْدا
+
''وحسّاساً وأنت تطيرُ في أبياتِها فردا''
وكُن ناياً دمشقياً تَجَاوَزَ لطفُه الحَدّا
+
 
ودمْعاً دافئاً في الخَدّ لكنْ يحرُسُ الخَدّا''
+
''ولا تلمسْ قوافيها ولا معنىً ولا ضدّا''
 +
 
 +
''وسافر في شعائرِها ولا تترك لها وِرْدا''
 +
 
 +
''وكُن ناياً دمشقياً تَجَاوَزَ لطفُه الحَدّا''
 +
 
 +
''ودمْعاً دافئاً في الخَدّ لكنْ يحرُسُ الخَدّا''
 +
 
    
وكان من أواخر ما كتبته هبة على فيسبوك قبل استشهادها - وبعد أن وجدتْ الموت يحصد قائمة أصدقائها بدرجة يصعب عليها استيعابها أو فعل شيء إزاءها - ''"إذا متنا اعلموا أننا راضون وثابتون وبلغوا عنا أننا أصحاب حق".''
 
وكان من أواخر ما كتبته هبة على فيسبوك قبل استشهادها - وبعد أن وجدتْ الموت يحصد قائمة أصدقائها بدرجة يصعب عليها استيعابها أو فعل شيء إزاءها - ''"إذا متنا اعلموا أننا راضون وثابتون وبلغوا عنا أننا أصحاب حق".''
staff
2٬193

تعديل

قائمة التصفح