سطر 63: |
سطر 63: |
| ''"وُلدتُّ وانا أحمل معي كلمة لاجئة، لم أرَ بلدتي الأصلية أسدود، لكن كانت عمتي عليا تجمعنا وتحكي لنا عن أرض جدي وبيارات البرتقال، عن موسم الحصاد وبيت مليان حب وحياة، كنت أرى الشوق بعيون عمتي وهي تروي لنا حكايات عن أيام البلاد وأمنيات بعودة قريبة."'' | | ''"وُلدتُّ وانا أحمل معي كلمة لاجئة، لم أرَ بلدتي الأصلية أسدود، لكن كانت عمتي عليا تجمعنا وتحكي لنا عن أرض جدي وبيارات البرتقال، عن موسم الحصاد وبيت مليان حب وحياة، كنت أرى الشوق بعيون عمتي وهي تروي لنا حكايات عن أيام البلاد وأمنيات بعودة قريبة."'' |
| | | |
− | كانت "هبة" تستعد مع شقيقتها "ميساء"، وهي فنانة تشكيلية أيضاً، لتنظيم معرض لأعمالهما في الولايات المتحدة، وقد سجلت بالفعل لأجل ذلك فيديو قصيراً (1) قبل الحرب بأيام للتعريف بنفسها وموضوعات لوحاتها.. لكنها استشهدت مع اثنين من أبنائها (آدم 10 سنوات ومحمود 6 سنوات) يوم الجمعة 13 تشرين الأول / أكتوبر 2023. كانت قد أخلت بيتها ثم عادت مع ولديها فقُصف البيت واستشُهد ثلاثتهما. | + | كانت "هبة" تستعد مع شقيقتها "ميساء"، وهي فنانة تشكيلية أيضاً، لتنظيم معرض لأعمالهما في الولايات المتحدة، وقد سجلت بالفعل لأجل ذلك فيديو قصيراً<ref>https://www.facebook.com/maysaa1010/videos/338735372043666 </ref> قبل الحرب بأيام للتعريف بنفسها وموضوعات لوحاتها.. لكنها استشهدت مع اثنين من أبنائها (آدم 10 سنوات ومحمود 6 سنوات) يوم الجمعة 13 تشرين الأول / أكتوبر 2023. كانت قد أخلت بيتها ثم عادت مع ولديها فقُصف البيت واستشُهد ثلاثتهما. |
| | | |
| | | |
سطر 70: |
سطر 70: |
| وهي فنانة مسرحية أدّت العديد من الأدوار على خشبة المسرح، وفي السينما أيضاً، بالإضافة إلى إسهامها في تقديم ورش مسرحية للأطفال. | | وهي فنانة مسرحية أدّت العديد من الأدوار على خشبة المسرح، وفي السينما أيضاً، بالإضافة إلى إسهامها في تقديم ورش مسرحية للأطفال. |
| | | |
− | من أبرز أعمالها - كما أوردها الكاتب يوسف الشايب رئيس تحرير منصة فلسطين الثقافية في مقال عنها بعد استشهادها (2)- | + | من أبرز أعمالها - كما أوردها الكاتب يوسف الشايب رئيس تحرير منصة فلسطين الثقافية في مقال عنها بعد استشهادها<ref>"الممثلة إيناس السقا.. مسيرة مسرحية أسدلت ستارَتَها حربُ الإبادة" المنشور على موقع الأيام. |
| + | |
| + | https://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=1653e586y374596998Y1653e586 |
| + | </ref>- |
| | | |
| * في المسرح: | | * في المسرح: |
سطر 90: |
سطر 93: |
| | | |
| | | |
− | استشهدت إيناس يوم 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.. وكانت قد نزحت من منزلها - تحت تهديد القصف - مع أبنائها إلى المركز الثقافي الأرثوذكسي الذي تحول مع غيره إلى مركز إيواء للنازحين، ولكن المركز بدوره تلقّى تهديداً بالقصف - وقد قُصف بالفعل لاحقاً - لتضطر للنزوح مرة أخرى إلى منزل عائلة الوحيدي التي استضافتهم، لكن المنزل الواقع في حارة الريس بمنطقة الصناعة غرب مدينة غزة ما لبث أن قُصف بعد فترة وجيزة من وصول إيناس وأبنائها. استخرج الدفاع المدني (3) من تحت الركام جثامين إيناس وابنتيها لين وسارة، وأصيبت ابنتاها الأخريان، فرح، بكسور متعددة في الحوض والساقين وريتا، وأُدخلتا العناية المركزة.. بينما ابنها "إبراهيم" لا يزال تحت الأنقاض لاستحالة استخراج جثمانه وإزاحة قطعة الخراسانة الضخمة المتهدّمة عليه بما لا يُجدي معه القوة البدنية لأفراد الدفاع المدني مع عدم توافرالمعدات (4). | + | استشهدت إيناس يوم 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.. وكانت قد نزحت من منزلها - تحت تهديد القصف - مع أبنائها إلى المركز الثقافي الأرثوذكسي الذي تحول مع غيره إلى مركز إيواء للنازحين، ولكن المركز بدوره تلقّى تهديداً بالقصف - وقد قُصف بالفعل لاحقاً - لتضطر للنزوح مرة أخرى إلى منزل عائلة الوحيدي التي استضافتهم، لكن المنزل الواقع في حارة الريس بمنطقة الصناعة غرب مدينة غزة ما لبث أن قُصف بعد فترة وجيزة من وصول إيناس وأبنائها. استخرج الدفاع المدني <ref> https://shorturl.at/cvMUY</ref> من تحت الركام جثامين إيناس وابنتيها لين وسارة، وأصيبت ابنتاها الأخريان، فرح، بكسور متعددة في الحوض والساقين وريتا، وأُدخلتا العناية المركزة.. بينما ابنها "إبراهيم" لا يزال تحت الأنقاض لاستحالة استخراج جثمانه وإزاحة قطعة الخراسانة الضخمة المتهدّمة عليه بما لا يُجدي معه القوة البدنية لأفراد الدفاع المدني مع عدم توافرالمعدات<ref> https://shorturl.at/cvMUY</ref>. |
| | | |
− | في فيلم "عصفور الوطن" (5) أدّت إيناس دور "أم خِضر" التي قُتلت برصاص قناص إسرائيلي كان قد تَرَاهَن مع زميله على نجاحه في القنص مقابل سيجارة، وأخذا يضحكان. وفي المشهد الافتتاحي لمسرحية "نساء غزة وصبر أيوب" (6)، التي أدت فيها إيناس أكثر من شخصية، دخلت تنادي على بناتها وتصرح بشكل هستيري: "يا ناس.. يا عالم.. ولادي تحت الحيطان.. حد يساعدني.. حد يسمعني يا عالم.. حد يوقف معي.." | + | في فيلم "عصفور الوطن"<ref> رابط الفيلم على يوتيوب https://www.youtube.com/watch?v=zuso3V1rEYk</ref> أدّت إيناس دور "أم خِضر" التي قُتلت برصاص قناص إسرائيلي كان قد تَرَاهَن مع زميله على نجاحه في القنص مقابل سيجارة، وأخذا يضحكان. وفي المشهد الافتتاحي لمسرحية "نساء غزة وصبر أيوب"<ref>رابط المسرحية على يوتيوب https://www.youtube.com/watch?v=0lCj7MLNlW8&t=481s </ref>، التي أدت فيها إيناس أكثر من شخصية، دخلت تنادي على بناتها وتصرح بشكل هستيري: "يا ناس.. يا عالم.. ولادي تحت الحيطان.. حد يساعدني.. حد يسمعني يا عالم.. حد يوقف معي.." |
| | | |
| === [[هبة المدهون]] === | | === [[هبة المدهون]] === |
| | | |
− | درست "هبة" الهندسة المعمارية بالجامعة الإسلامية بغزة وتخرجت عام 2003، وعملت في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في غزة بقسم المهن الهندسية حيث أسست برنامج الحرف اليدوية، وكانت - كما تحكي زميلتها إيمان إسماعيل - موهوبة بالأشغال اليدوية تتقن أعمال الكروشيه والتطريز والفنون الورقية وأعمال النسيج. على حسابها على إنستجرام كانت تنشر بعض هذه الأعمال. "كانت هادئة جداً دائمة الابتسام مثقفة وقارئة.. ومسالمة جداً".. وهذا بالإضافة إلى نشاطها الأدبي، فقد صدرت لها رواية "فإذا هم خامِدون" في كانون الاول/ ديسمبر 2019 وكانت هي الناشرة (7)، وقد صدّرتها بإهداء إلى أخيها "ضياء" الذي استُشهد قبل سنوات، كما نشرت ديوان شعر بعنوان "كوني عنقاء"، وضِمْنه هذه الأبيات التي كانت قد نشرتها على صفحتها على فيسبوك: | + | درست "هبة" الهندسة المعمارية بالجامعة الإسلامية بغزة وتخرجت عام 2003، وعملت في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في غزة بقسم المهن الهندسية حيث أسست برنامج الحرف اليدوية، وكانت - كما تحكي زميلتها إيمان إسماعيل - موهوبة بالأشغال اليدوية تتقن أعمال الكروشيه والتطريز والفنون الورقية وأعمال النسيج. على حسابها على إنستجرام كانت تنشر بعض هذه الأعمال. "كانت هادئة جداً دائمة الابتسام مثقفة وقارئة.. ومسالمة جداً".. وهذا بالإضافة إلى نشاطها الأدبي، فقد صدرت لها رواية "فإذا هم خامِدون" في كانون الاول/ ديسمبر 2019 وكانت هي الناشرة<ref> ووضعت نسخة إلكترونية لها على صفحتها على إنستجرام |
| + | |
| + | https://drive.google.com/file/d/1ZlTGA_lJs9LsszxBsGauk1sZJGyid3Dj/view |
| + | </ref>، وقد صدّرتها بإهداء إلى أخيها "ضياء" الذي استُشهد قبل سنوات، كما نشرت ديوان شعر بعنوان "كوني عنقاء"، وضِمْنه هذه الأبيات التي كانت قد نشرتها على صفحتها على فيسبوك: |
| | | |
| ''كما النجمات تحترق المعاني'' | | ''كما النجمات تحترق المعاني'' |
سطر 167: |
سطر 173: |
| اختارت أن تدرس العلوم في الجامعة تخصص الكيمياء الحيوية، وأكملت دراساتها العليا في التخصص ذاته، بينما أرادت أن يكون الأدب موهبة وهواية تمارسها بحرية، شعراً ونثراً، للتعبير عن الذات والأشياء، لا أن يتحول إلى عبء دراسي. | | اختارت أن تدرس العلوم في الجامعة تخصص الكيمياء الحيوية، وأكملت دراساتها العليا في التخصص ذاته، بينما أرادت أن يكون الأدب موهبة وهواية تمارسها بحرية، شعراً ونثراً، للتعبير عن الذات والأشياء، لا أن يتحول إلى عبء دراسي. |
| | | |
− | قالت عن روايتها "الأكسجين ليس للموتى": ''"هي إنسانية من الدرجة الأولى، عشت مع أبطالها ثلاث سنوات بين الكتابة والقراءة والتعديل على العنوان والنص الأصلي. وهي انعكاس للإنسان العربي في ظل الثورات العربية، وأتمنى أن يجد كل قارئ زاويته الخاصة في سطور الرواية"''. وإنها تنصح نفسها وكل كاتب بأن "اكتبوا بحبّ وأمل".. "وأمنياتي لكم بكل دهشة وفرح" (8). | + | قالت عن روايتها "الأكسجين ليس للموتى": ''"هي إنسانية من الدرجة الأولى، عشت مع أبطالها ثلاث سنوات بين الكتابة والقراءة والتعديل على العنوان والنص الأصلي. وهي انعكاس للإنسان العربي في ظل الثورات العربية، وأتمنى أن يجد كل قارئ زاويته الخاصة في سطور الرواية"''. وإنها تنصح نفسها وكل كاتب بأن "اكتبوا بحبّ وأمل".. "وأمنياتي لكم بكل دهشة وفرح"<ref>https://shorturl.at/dhvA1</ref>. |
| | | |
− | أما رحلتها مع الشعر (9) فقد بدأتها بالشعر الوطني، وإن كانت تميل وتجد نفسها أكثر في الشعر الإنساني الذي "يلمس جميع الناس". كما انخرطت لفترة في الشعر الغنائي الذي هو - كما تقول - جزء من تراث الإنسان الفلسطيني الذي ينشأ ويتربى على الأغاني الوطنية والثورية في البيت والحارة والشارع، فكتبت الأناشيد الوطنية والأوبريتات في الجامعة وأناشيد للأطفال في الروضات والمدارس وعملت في فرق إنشادية للأفراح والأعراس، لكنها بعد مدة قررت التوقف لأنها شعرت أنها تكرر نفسها ولا تضيف جديداً. | + | أما رحلتها مع الشعر<ref> من حوار معها على قناة "الكوفية" وألقت فيه نصوصها https://shorturl.at/sDNZ0</ref> فقد بدأتها بالشعر الوطني، وإن كانت تميل وتجد نفسها أكثر في الشعر الإنساني الذي "يلمس جميع الناس". كما انخرطت لفترة في الشعر الغنائي الذي هو - كما تقول - جزء من تراث الإنسان الفلسطيني الذي ينشأ ويتربى على الأغاني الوطنية والثورية في البيت والحارة والشارع، فكتبت الأناشيد الوطنية والأوبريتات في الجامعة وأناشيد للأطفال في الروضات والمدارس وعملت في فرق إنشادية للأفراح والأعراس، لكنها بعد مدة قررت التوقف لأنها شعرت أنها تكرر نفسها ولا تضيف جديداً. |
| | | |
| بدايتها مع الشعر الوطني تراها أمراً طبيعياً بالنسبة لها كفلسطينية، فـ"الإنسان الفلسطيني يولد ثائراً مهما كانت موهبته أو طريقته في الحياة وفي التعبير.. نحن بطبيعتنا نولد ثوار لأننا محاطون بالعداء من كل جانب"، ولأن الكاتب هو صوت الناس فعليه ألا يخذلهم بالصمت في الأحداث الكبرى ليعبر عنهم ويضمد جراحهم أو ما أسمته "طبطبة لغوية" على الناس. ولأنه كفلسطيني يحمل على ظهره قضية وطنه "إن لم نحملها نحن فمن سيحملها؟" وهو "محاط دائماً بكل أفكار الكتابة" عن القضية: سقوط شهداء، جرحى، حصار مدن.. | | بدايتها مع الشعر الوطني تراها أمراً طبيعياً بالنسبة لها كفلسطينية، فـ"الإنسان الفلسطيني يولد ثائراً مهما كانت موهبته أو طريقته في الحياة وفي التعبير.. نحن بطبيعتنا نولد ثوار لأننا محاطون بالعداء من كل جانب"، ولأن الكاتب هو صوت الناس فعليه ألا يخذلهم بالصمت في الأحداث الكبرى ليعبر عنهم ويضمد جراحهم أو ما أسمته "طبطبة لغوية" على الناس. ولأنه كفلسطيني يحمل على ظهره قضية وطنه "إن لم نحملها نحن فمن سيحملها؟" وهو "محاط دائماً بكل أفكار الكتابة" عن القضية: سقوط شهداء، جرحى، حصار مدن.. |
سطر 440: |
سطر 446: |
| | | |
| وكان من أواخر ما كتبته هبة على فيسبوك قبل استشهادها - وبعد أن وجدتْ الموت يحصد قائمة أصدقائها بدرجة يصعب عليها استيعابها أو فعل شيء إزاءها - ''"إذا متنا اعلموا أننا راضون وثابتون وبلغوا عنا أننا أصحاب حق".'' | | وكان من أواخر ما كتبته هبة على فيسبوك قبل استشهادها - وبعد أن وجدتْ الموت يحصد قائمة أصدقائها بدرجة يصعب عليها استيعابها أو فعل شيء إزاءها - ''"إذا متنا اعلموا أننا راضون وثابتون وبلغوا عنا أننا أصحاب حق".'' |
| + | |
| + | ===هوامش=== |