تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطر 342: سطر 342:  
==صحة النساء خلال الحمل من منظور نسوي==
 
==صحة النساء خلال الحمل من منظور نسوي==
 
   
 
   
المؤسسة الطبية هي واحدة من الأسس التي يقوم عليها السلطة الأبوية في المجتعات الرأسمالية. في وقت يجب أن تُقدم لجميع أفراد المجتمع الرعاية الصحية المناسبة فإن النساء، والحوامل بالذات، تخضع العناية الصحية التي يتلقونها لاشتراطات طبية مستمدة من سياقات سياسية واجتماعية واقتصادية وطبقية.
+
المؤسسة الطبية هي واحدة من الأسس التي يقوم عليها السلطة الأبوية<ref>[https://time.com/6074224/gender-medicine-history/ The long history of genger bias in Medicine]</ref> في المجتمعات الرأسمالية.<ref>[https://peoplesdispatch.org/2025/03/21/childbirth-under-capitalism/ People's Dispatch: Childbirth under capitalism (interview with Anna Fielder)]</ref> في وقت يجب أن تُقدم لجميع أفراد المجتمع الرعاية الصحية المناسبة فإن النساء، والحوامل بالذات، تخضع العناية الصحية التي يتلقونها لاشتراطات طبية مستمدة من سياقات سياسية واجتماعية واقتصادية وطبقية.<ref>[https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC9713108/ Racism During Pregnancy and Birthing: Experiences from Asian and Pacific Islander, Black, Latina, and Middle Eastern Women]</ref>
 
   
 
   
إن الرعاية الأولية خلال الحمل تعتبر أحد أهم الاشتراطات التي يجب توافرها من أجل حصول الحوامل على رعاية طبية تامة خلال فترة حملهن بدون التعرض لأي مضاعفات خطيرة، ومن أجل اعتراض المشاكل الصحية قبل تطورها، وعلى الرغم من أهميتها إلا أن مفهوم الرعاية الأولية خلال الحمل لا يزال خارج قواميس الكثير من المؤسسات الطبية حول العالم. وإن وجد فإنه يخضع لاشتراطات قاسية تفرضها الطبيعة الرأسمالية للمؤسسة الطبية، فلا تحصل جميع النساء على خدمة الرعاية الأولية خلال الحمل، وإن حدث وتوافرت هذه الخدمة للقطاع الأكبر من الحوامل داخل المجتمع فلا تحصل جميع الحوامل على رعاية بذات الجودة، يظهر ذلك في تمايز عدد المشتغلين في المؤسسات المختلفة في القطاع الصحي، والأدوات والمعدات الطبية المتاحة للفحص والتحليل المخبري والقدرة الاستيعابية للمؤسسات الصحية المختلفة.
+
إن الرعاية الأولية خلال الحمل تعتبر أحد أهم الاشتراطات التي يجب توافرها من أجل حصول الحوامل على رعاية طبية تامة خلال فترة حملهن بدون التعرض لأي مضاعفات خطيرة، ومن أجل اعتراض المشاكل الصحية قبل تطورها، وعلى الرغم من أهميتها إلا أن مفهوم الرعاية الأولية خلال الحمل لا يزال خارج قواميس الكثير من المؤسسات الطبية حول العالم. وإن وجد فإنه يخضع لاشتراطات قاسية تفرضها الطبيعة الرأسمالية للمؤسسة الطبية، فلا تحصل جميع النساء على خدمة الرعاية الأولية خلال الحمل، وإن حدث وتوافرت هذه الخدمة للقطاع الأكبر من الحوامل داخل المجتمع فلا تحصل جميع الحوامل على رعاية بذات الجودة، يظهر ذلك في تمايز عدد المشتغلين في المؤسسات المختلفة في القطاع الصحي، والأدوات والمعدات الطبية المتاحة للفحص والتحليل المخبري والقدرة الاستيعابية للمؤسسات الصحية المختلفة.<ref>[https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC5394989/ International Human Rights and the Mistreatment of Women During Childbirth]</ref>
 
   
 
   
 
من جانب آخر فإن نظرة المؤسسة الأبوية لمعاناة الحوامل كانت دائمًا ما تتسم بالتحيز والتجاهل، فمن ناحية فإن النساء ضعيفات وأجسادهن حساسة ويبالغن في ردود أفعالهن تجاه الألم، ومن ناحية أخرى فإن الحمل والولادة يعتبران واجبًا اجتماعيًا وأسريًا ذا طبيعة حتمية، ولذا فإن من واجب النساء تحمل معاناته بدون شكاية حتى لو عرضهن الحمل والميلاد إلى تبعات خطيرة، ولذا فمن واجب المرأة أن تحمل وتلد مهما كانت المعاناة التي تتعرض لها خلال الحمل شديدة، وبناء على ذلك، فإن الرعاية الطبية للحوامل خلال الحمل ليست ذات أهمية كبيرة والأمراض التي تُصاب بها الحامل هي عوارض جانبية أقل أهمية من الحمل في حد ذاته. في هذا السياق يمكن أيضًا تفسير سلوك المؤسسات الاقتصادية وأصحاب العمل والسياسات الحكومية المحلية تجاه الحوامل العاملات، فلا يُؤخذ بعين الاعتبار حقوقهن الصحية والإنجابية ومسؤوليتهن تجاه أطفالهن (التأمين الصحي وإجازات الوضع والأمومة .. إلخ)، وفي حال سنت الدولة ما يفرض على أصحاب العمل منح النساء الحوامل والأمهات هذه الحقوق فإن المجتمع الأبوي يترجم رفضه لها عن طريق التحيز في اختيار النساء للعمل أو في التحيز في نظام الأجور.
 
من جانب آخر فإن نظرة المؤسسة الأبوية لمعاناة الحوامل كانت دائمًا ما تتسم بالتحيز والتجاهل، فمن ناحية فإن النساء ضعيفات وأجسادهن حساسة ويبالغن في ردود أفعالهن تجاه الألم، ومن ناحية أخرى فإن الحمل والولادة يعتبران واجبًا اجتماعيًا وأسريًا ذا طبيعة حتمية، ولذا فإن من واجب النساء تحمل معاناته بدون شكاية حتى لو عرضهن الحمل والميلاد إلى تبعات خطيرة، ولذا فمن واجب المرأة أن تحمل وتلد مهما كانت المعاناة التي تتعرض لها خلال الحمل شديدة، وبناء على ذلك، فإن الرعاية الطبية للحوامل خلال الحمل ليست ذات أهمية كبيرة والأمراض التي تُصاب بها الحامل هي عوارض جانبية أقل أهمية من الحمل في حد ذاته. في هذا السياق يمكن أيضًا تفسير سلوك المؤسسات الاقتصادية وأصحاب العمل والسياسات الحكومية المحلية تجاه الحوامل العاملات، فلا يُؤخذ بعين الاعتبار حقوقهن الصحية والإنجابية ومسؤوليتهن تجاه أطفالهن (التأمين الصحي وإجازات الوضع والأمومة .. إلخ)، وفي حال سنت الدولة ما يفرض على أصحاب العمل منح النساء الحوامل والأمهات هذه الحقوق فإن المجتمع الأبوي يترجم رفضه لها عن طريق التحيز في اختيار النساء للعمل أو في التحيز في نظام الأجور.
 
   
 
   
يترافق ذلك مع تحميل المرأة دائمًا لمسؤولية الحمل ذاته، وهو جزء من العب الذي يضعه المجتمع الأبوي على المرأة تجاه الأمومة إجمالًا، فالمرأة مسؤولة – فوق كل الأعباء التي يضعها المجتمع الأبوي ومؤسسته الصحية والسياسات الحكومية – عن سلامة الحمل ووصوله إلى نهايته بدون أي مشاكل أو تعقيدات، وفي حال حدثت هذه التعقيدات فإن المرأة الحامل ذاتها هي من تتحمل مسؤوليتها لأنها لا تجيد الاعتناء بنفسها أو تحمل مسؤولية جنينها.
+
يترافق ذلك مع تحميل المرأة دائمًا لمسؤولية الحمل ذاته، وهو جزء من العب الذي يضعه المجتمع الأبوي على المرأة تجاه الأمومة إجمالًا، فالمرأة مسؤولة – فوق كل الأعباء التي يضعها المجتمع الأبوي ومؤسسته الصحية والسياسات الحكومية – عن سلامة الحمل ووصوله إلى نهايته بدون أي مشاكل أو تعقيدات، وفي حال حدثت هذه التعقيدات فإن المرأة الحامل ذاتها هي من تتحمل مسؤوليتها لأنها لا تجيد الاعتناء بنفسها أو تحمل مسؤولية جنينها.<ref>[https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC9969408/ Zaina Mahmoud,  Elizabeth Chloe Romanis: ON GESTATION AND MOTHERHOOD]</ref>
    
== {{أمر مجندر | طالع}} كذلك ==
 
== {{أمر مجندر | طالع}} كذلك ==
191

تعديل

قائمة التصفح