تغييرات

←‏1- نبذة عن البيوت الآمنة في العالم: تعديل الوصلات وتعديل املائي
سطر 18: سطر 18:  
حاولت "نظرة للدراسات النسوية" زيارة جميع البيوت الآمنة الموجودة في مصر إلا أن ذلك يتطلب موافقة رسمية من وزارة التضامن الاجتماعي. قمنا بمخاطبة الوزارة رسميا ولكننا للأسف لم نتلقى ردا بالموافقة. تعد هذه من أبرز المعوقات التي واجهتنا في كتابة الورقة، فبدلا من زيارة جميع البيوت الآمنة اضطررنا في أغلب الأحيان إلى الاعتماد على مصادر ثانوية.
 
حاولت "نظرة للدراسات النسوية" زيارة جميع البيوت الآمنة الموجودة في مصر إلا أن ذلك يتطلب موافقة رسمية من وزارة التضامن الاجتماعي. قمنا بمخاطبة الوزارة رسميا ولكننا للأسف لم نتلقى ردا بالموافقة. تعد هذه من أبرز المعوقات التي واجهتنا في كتابة الورقة، فبدلا من زيارة جميع البيوت الآمنة اضطررنا في أغلب الأحيان إلى الاعتماد على مصادر ثانوية.
   −
==1- نبذة عن [[البيوت الآمنة]] في العالم==
+
==1- نبذة عن البيوت الآمنة في العالم==
يوجد عدد كبير من البيوت الآمنة حول العالم سواء كانت مدارة من أطراف حكومية أو من المجتمع المدني أو بشكل مشترك بين الاثنين. بشكل عام، الهدف من وجود بيوت آمنة كما سلف ذكره هو حماية النساء من العنف الذي يتعرضن له وتمكينهن ومساعدتهن في إعادة الاندماج في المجتمع وكذلك التخطيط لمستقبل [[الناجيات من العنف|الناجية]] طبقا لرغباتها. تقول بندانا رانا، وهي مؤسسة [[الشبكة العالمية للبيوت الآمنة للنساء]] (Global Network of Women’s Shelters): "كنا نتعامل مع النساء المعنفات وكنا نشجع النساء اللاتي يتعرضن لعنف على تقديم بلاغات، وهنا واجهتنا مشكلة وهي أنهن عندما استمعن إلى نصيحتنا وقدمن شكاوى وبلاغات ضد المعتدين من أسرهن، بل وأقدمن على هجر بيت الأسرة أو الزوج بسبب العنف الذي يتعرضن له، لم يجدن مكان آمن يذهبن إليه. من ثم أدركنا أهمية وجود البيوت الآمنة، للدرجة التي بتنا نعتقد فيها أنه لا جدوى من تشجيع الناجيات على ترك بيوتهن أو مواجهة المعتدين إلا إذا كنا قادرين على توفير مكان آمن لهن". بالتالي غياب بيوت آمنة للنساء يؤثر بشكل كبير على إمكانية مناهضة العنف ضد النساء ويحد من فرص النساء في التصدي للعنف الذي يعانين منه، لشعورهن أنهن إذا تركن تلك البيوت والأشخاص الذين يعنفونهن، لن يجدن مكان يلجأن إليه ولن يجدن من يساندهن، مما يدفع بعضهن إلى البقاء.
+
يوجد عدد كبير من البيوت الآمنة حول العالم سواء كانت مدارة من أطراف حكومية أو من المجتمع المدني أو بشكل مشترك بين الاثنين. بشكل عام، الهدف من وجود بيوت آمنة كما سلف ذكره هو حماية النساء من العنف الذي يتعرضن له وتمكينهن ومساعدتهن في إعادة الاندماج في المجتمع وكذلك التخطيط لمستقبل الناجية طبقا لرغباتها. تقول بندانا رانا، وهي مؤسسة [[الشبكة العالمية للبيوت الآمنة للنساء]] (Global Network of Women’s Shelters): "كنا نتعامل مع النساء المعنفات وكنا نشجع النساء اللاتي يتعرضن لعنف على تقديم بلاغات، وهنا واجهتنا مشكلة وهي أنهن عندما استمعن إلى نصيحتنا وقدمن شكاوى وبلاغات ضد المعتدين من أسرهن، بل وأقدمن على هجر بيت الأسرة أو الزوج بسبب العنف الذي يتعرضن له، لم يجدن مكان آمن يذهبن إليه. من ثم أدركنا أهمية وجود البيوت الآمنة، للدرجة التي بتنا نعتقد فيها أنه لا جدوى من تشجيع الناجيات على ترك بيوتهن أو مواجهة المعتدين إلا إذا كنا قادرين على توفير مكان آمن لهن". بالتالي غياب بيوت آمنة للنساء يؤثر بشكل كبير على إمكانية مناهضة العنف ضد النساء ويحد من فرص النساء في التصدي للعنف الذي يعانين منه، لشعورهن أنهن إذا تركن تلك البيوت والأشخاص الذين يعنفونهن، لن يجدن مكان يلجأن إليه ولن يجدن من يساندهن، مما يدفع بعضهن إلى البقاء.
   −
تُعَرف أغلب البيوت الآمنة العنف طبقاً للمفاهيم الدولية واستنادا بالأساس إلى إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القضاء على العنف ضد المرأة عام 1993 والذي أعطى تعريفا شاملا [[العنف ضد النساء|للعنف ضد النساء]] متضمنا أي ضرر أو أذى جسدي أو جنسي أو نفسي تتعرض له المرأة على أساس نوعها. على سبيل المثال وليس الحصر، تشمل التعريفات العالمية للعنف والمتفق عليها في الكثير من البيوت الآمنة للنساء في أنحاء مختلفة من العالم [[العنف الجسدي]] مثل الضرب المبرح، واستخدام الأسلحة أو الآلات الحادة، والحبس والحرمان من الحرية، و[[العنف الجنسي]] بدرجاته، وكذلك [[العنف اللفظي]] (الاهانة، التهديدات، إلخ)، و[[العنف النفسي]]، سواء مورست تلك الأفعال من الأسرة، أو الزوج، أو المجتمع (في الشارع والأماكن العامة)، أو من قبل الدولة أو بموافقتها. تتبنى بعض البيوت الآمنة تعريفات أوسع وأكثر تفصيلا للعنف لتشمل مثلا منع المرأة من العمل، أو الحد من حرية حركتها من قبل الزوج أو الأسرة، وإهانة النساء أو السخرية منهن بشكل عام، والاحساس بالرفض.
+
تُعَرف أغلب البيوت الآمنة العنف طبقاً للمفاهيم الدولية واستنادا بالأساس إلى [[مصدر:إعلان بشأن القضاء على العنف ضد المرأة|إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القضاء على العنف ضد المرأة عام 1993]] والذي أعطى تعريفا شاملا [[العنف ضد النساء|للعنف ضد النساء]] متضمنا أي ضرر أو أذى جسدي أو جنسي أو نفسي تتعرض له المرأة على أساس نوعها. على سبيل المثال وليس الحصر، تشمل التعريفات العالمية للعنف والمتفق عليها في الكثير من البيوت الآمنة للنساء في أنحاء مختلفة من العالم [[عنف جسدي|العنف الجسدي]] مثل الضرب المبرح، واستخدام الأسلحة أو الآلات الحادة، والحبس والحرمان من الحرية، و[[عنف جنسي|العنف الجنسي]] بدرجاته، وكذلك [[عنف لفظي|العنف اللفظي]] (الاهانة، التهديدات، إلخ)، و[[عنف نفسي|العنف النفسي]]، سواء مورست تلك الأفعال من الأسرة، أو الزوج، أو المجتمع (في الشارع والأماكن العامة)، أو من قبل الدولة أو بموافقتها. تتبنى بعض البيوت الآمنة تعريفات أوسع وأكثر تفصيلا للعنف لتشمل مثلا منع المرأة من العمل، أو الحد من حرية حركتها من قبل الزوج أو الأسرة، وإهانة النساء أو السخرية منهن بشكل عام، والاحساس بالرفض.
   −
من المتعارف عليه في كثير من دول العالم أيضا هو وجود ثلاثة أنواع مختلفة من [[البيوت الآمنة]]: بيوت الطوارئ، والبيوت قصيرة المدى، والبيوت طويلة المدى. من المفترض أن تكون البيوت الطارئة لتقديم الخدمة السريعة والمباشرة وتوفير حماية مؤقتة لا تتعدي الثلاثة أيام، أما البيوت الآمنة قصيرة المدى يمكن للنساء البقاء فيها مدة لا تتجاوز العام في أغلب الأحيان وتقوم بتأهيل النساء في هذه المدة لتتمكن من الاستقلال أو اتخاذ القرار بالعودة إلى المنزل بعد المدة المحددة، وأحيانا يتم تحويل الناجية من بيت آمن الطوارئ إلى بيت آمن قصير المدى. أما بيوت آمنة المدى البعيد تسمح للنساء البقاء مدة أطول للحالات الصعبة التي تحتاج إلى مدة أطول للعلاج النفسي أو الطبي.
+
من المتعارف عليه في كثير من دول العالم أيضا هو وجود ثلاثة أنواع مختلفة من [[بيوت آمنة|البيوت الآمنة]]: بيوت الطوارئ، والبيوت قصيرة المدى، والبيوت طويلة المدى. من المفترض أن تكون البيوت الطارئة لتقديم الخدمة السريعة والمباشرة وتوفير حماية مؤقتة لا تتعدي الثلاثة أيام، أما البيوت الآمنة قصيرة المدى يمكن للنساء البقاء فيها مدة لا تتجاوز العام في أغلب الأحيان وتقوم بتأهيل النساء في هذه المدة لتتمكن من الاستقلال أو اتخاذ القرار بالعودة إلى المنزل بعد المدة المحددة، وأحيانا يتم تحويل الناجية من بيت آمن الطوارئ إلى بيت آمن قصير المدى. أما بيوت آمنة المدى البعيد تسمح للنساء البقاء مدة أطول للحالات الصعبة التي تحتاج إلى مدة أطول للعلاج النفسي أو الطبي.
   −
في أغلب الأحيان من الضروري وجود البيوت الآمنة في أماكن نائية يصعب الوصول إليها وذلك لحماية الناجية من وصول العائلة أو مرتكب الجريمة من الوصول إلى مكان الناجية. تتبع البيوت الآمنة سياسات وأساليب مختلفة للإعلان عن وجودها، وذلك لأن المعادلة بين إمكانية وصول الناجيات للبيوت الآمنة ومعرفتهن بوجودها، وبين السرية وحماية البيت الآمن من الاقتحامات المحتملة من الأهل هي معادلة صعبة وتخضع لتقديرات مختلفة. فعلى سبيل المثال، تفضل بعض البيوت الآمنة عدم الإعلان على الإطلاق عن مكانها وتكتفي بوجود موقع رسمي وخط ساخن لديها ، أو تعتمد على التحويل من المنظمات الأخرى، أو تعلن المنظمة عن عنوان مكتبها والذي تأتي إليه الناجيات ثم تقوم بتحويلها إلى البيت الآمن دون الإعلان عن مكانه . وفي بعض الأحيان يتم الإعلان عن عنوان البيت ألامن ويكون عنوانه معروف، ويعتمد ذلك على درجة الحماية المتوفرة للبيت ألامن سواء من الشرطة أو الأهالي في المكان المحيط أو الأمن الخاص بالبيت الآمن. تسمح بعض البيوت الآمنة بوجود لاجئات أو نساء غير حاملة لجنسية البلد الذي يوجد به البيت الآمن وأخرى لا، وتقدم بعض البيوت الآمنة في الدنمارك مثلا خدمات مخصصة للأقليات العرقية والدينية.
+
في أغلب الأحيان من الضروري وجود البيوت الآمنة في أماكن نائية يصعب الوصول إليها وذلك لحماية الناجية من وصول العائلة أو مرتكب الجريمة من الوصول إلى مكان الناجية. تتبع البيوت الآمنة سياسات وأساليب مختلفة للإعلان عن وجودها، وذلك لأن المعادلة بين إمكانية وصول الناجيات للبيوت الآمنة ومعرفتهن بوجودها، وبين السرية وحماية البيت الآمن من الاقتحامات المحتملة من الأهل هي معادلة صعبة وتخضع لتقديرات مختلفة. فعلى سبيل المثال، تفضل بعض البيوت الآمنة عدم الإعلان على الإطلاق عن مكانها وتكتفي بوجود موقع رسمي وخط ساخن لديها، أو تعتمد على التحويل من المنظمات الأخرى، أو تعلن المنظمة عن عنوان مكتبها والذي تأتي إليه الناجيات ثم تقوم بتحويلها إلى البيت الآمن دون الإعلان عن مكانه. وفي بعض الأحيان يتم الإعلان عن عنوان البيت الآمن ويكون عنوانه معروف، ويعتمد ذلك على درجة الحماية المتوفرة للبيت الآمن سواء من الشرطة أو الأهالي في المكان المحيط أو الأمن الخاص بالبيت الآمن. تسمح بعض البيوت الآمنة بوجود لاجئات أو نساء غير حاملة لجنسية البلد الذي يوجد به البيت الآمن وأخرى لا، وتقدم بعض البيوت الآمنة في الدنمارك مثلا خدمات مخصصة للأقليات العرقية والدينية.
    
طبقا للشبكة العالمية للبيوت الآمنة للنساء، فدور البيوت الآمنة ليس فقط توفير مكان مؤقت لاستضافة النساء. يجب على البيوت الآمنة أن تكون أماكن لتمكين النساء بعدة طرق: اقتصادية ونفسية وقانونية وتأهيلها لاتخاذ القرار المناسب لها سواء بالاستقلال، أو العودة، أو اتخاذ مسار قانوني. هناك الكثير من التجارب المتقدمة والملهمة في تطوير البيوت الآمنة للنساء، حتى في الدول التي تعاني من ثقافة متسامحة مع العنف ضد النساء أو لا تعتبر فيها الدولة أمن النساء وسلامتهن أولوية. على سبيل المثال تروي أوما شاه، مديرة "ساثي" ، البيت الآمن الوحيد المستقل في نيبال والذي عمل مؤسسوه على تأسيس الشبكة العالمية للبيوت الآمنة للنساء، عن الصعوبات التي واجهتهن عند تأسيس البيت الآمن والمقاومة الشديدة التي واجهوها من المجتمع والدولة على اعتبار أن البيت الآمن مكان لانحراف النساء، إلا أن البيت الآمت أصبح الآن متطورًا جدا وأصبح يتلقى دعم من الدولة (ولو محدود). عندما تأتي الناجية إلى بيت آمن "ساثي" (وهو مفتوح 24 ساعة يوميا)، يتم تقييم حالتها النفسية والصحية والجسدية وبناء على ذلك يتم تقديم المساعدة القانونية أو النفسية أو الطبية لها بناء على الحالة. خلال إقامة الفتاة في البيت الآمن يتم تدريبها على مهارات مختلفة لتمكينها اقتصاديا، كما يساهم البيت الآمن ماديا إذا كانت الناجية ترغب في بدء مشروعها الخاص أو يساعدها علي البحث عن عمل، كما يساهم في دفع إيجار أول شهرين بعد استقلال الناجية وتركها للبيت الآمن. وكذلك يوفر البيت الآمن خدمات تعليمية للمرأة المعنفة كما يساهم في تعليم أطفال النساء المعنفات لمدة عامين حتى بعد تركهن للبيت الآمن إذا احتجن لذلك. ترى شاه أيضا أن من شأن البيت الآمن تطوير الوعي النسوي للنساء المعنفات أو على الأقل التوعية بمنظور النوع الاجتماعي وهي السياسة التي يتبعها بيت آمن ساثي والذي يوفر تدريبات عن النوع الاجتماعي، والعنف ضد المرأة، والاتجار بالنساء للناجيات. وبعد التأكد من أن حالة المرأة تسمحلها بترك البيت الآمن، يكون هناك نظام متابعة لمدة عام، يتخلله في بعض الأحيان زيارات من الناجية إلى ذات البيت.
 
طبقا للشبكة العالمية للبيوت الآمنة للنساء، فدور البيوت الآمنة ليس فقط توفير مكان مؤقت لاستضافة النساء. يجب على البيوت الآمنة أن تكون أماكن لتمكين النساء بعدة طرق: اقتصادية ونفسية وقانونية وتأهيلها لاتخاذ القرار المناسب لها سواء بالاستقلال، أو العودة، أو اتخاذ مسار قانوني. هناك الكثير من التجارب المتقدمة والملهمة في تطوير البيوت الآمنة للنساء، حتى في الدول التي تعاني من ثقافة متسامحة مع العنف ضد النساء أو لا تعتبر فيها الدولة أمن النساء وسلامتهن أولوية. على سبيل المثال تروي أوما شاه، مديرة "ساثي" ، البيت الآمن الوحيد المستقل في نيبال والذي عمل مؤسسوه على تأسيس الشبكة العالمية للبيوت الآمنة للنساء، عن الصعوبات التي واجهتهن عند تأسيس البيت الآمن والمقاومة الشديدة التي واجهوها من المجتمع والدولة على اعتبار أن البيت الآمن مكان لانحراف النساء، إلا أن البيت الآمت أصبح الآن متطورًا جدا وأصبح يتلقى دعم من الدولة (ولو محدود). عندما تأتي الناجية إلى بيت آمن "ساثي" (وهو مفتوح 24 ساعة يوميا)، يتم تقييم حالتها النفسية والصحية والجسدية وبناء على ذلك يتم تقديم المساعدة القانونية أو النفسية أو الطبية لها بناء على الحالة. خلال إقامة الفتاة في البيت الآمن يتم تدريبها على مهارات مختلفة لتمكينها اقتصاديا، كما يساهم البيت الآمن ماديا إذا كانت الناجية ترغب في بدء مشروعها الخاص أو يساعدها علي البحث عن عمل، كما يساهم في دفع إيجار أول شهرين بعد استقلال الناجية وتركها للبيت الآمن. وكذلك يوفر البيت الآمن خدمات تعليمية للمرأة المعنفة كما يساهم في تعليم أطفال النساء المعنفات لمدة عامين حتى بعد تركهن للبيت الآمن إذا احتجن لذلك. ترى شاه أيضا أن من شأن البيت الآمن تطوير الوعي النسوي للنساء المعنفات أو على الأقل التوعية بمنظور النوع الاجتماعي وهي السياسة التي يتبعها بيت آمن ساثي والذي يوفر تدريبات عن النوع الاجتماعي، والعنف ضد المرأة، والاتجار بالنساء للناجيات. وبعد التأكد من أن حالة المرأة تسمحلها بترك البيت الآمن، يكون هناك نظام متابعة لمدة عام، يتخلله في بعض الأحيان زيارات من الناجية إلى ذات البيت.
2٬800

تعديل